من الأماكن التي شهدت ظهور الدعوة العباسية هو واحد من الأسئلة التي ترد بصدد المناهج التعليمية المتضمنة دراسة الدولة العباسية والعصر العباسي، تلك الدولة التي قامت ونشأت على أنقاض الدولة الأموية السابقة لها عقب دعاية كبيرة امتدت على مر الأزمان والتي شملت تنظيم قوي يحمل شعار (الرضا من آل محمد صلّى الله عليه وسلّم).
وتختلف الدعوة العباسية من حيث المقصود بها عن الدولة العباسية حيث سبقت الدعوة الدولة بل إن الدعوة كانت أساس قيام الدولة وسبباً بها، واستمرت مدة تلك الدعوة ما يزيد عن ثلاثون عاماً، وفي قيامها استندت على أسس دينية حيث كان العباسيون ينتسبون إلى العباس بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، تعرفوا على الأماكن التي شهدت الدعوة العباسية ومن هم الخلفاء العباسيون.
من الأماكن التي شهدت ظهور الدعوة العباسية
انقسمت الدعوة العباسية إلى مرحلتين وهما الدعوة العباسية السرية التي انتشرت خلال مدة حكم الدولة الأموية، والدعوة العباسية العلنية حيث انتقلت الدعوة بها من سرية إلى علنية عقب وفاة مؤسس الدعوة (محمد بن علي)، وعقب ما ساد من ضعف بأرجاء الدولة الأموية، وتعد كلاً من دول الخليج العربي وبلاد الشام هي من شهدت ظهور وانتشار الدعوة العباسية حيث قامت باتخاذ العديد من المراكز التي تتسم بالأهمية البالغة لكي تصل الدعوة إلى النجاح، وقد قامت بتقسم مراكزها إلى مناطق رئيسية ثلاث وهي:
- مركز الكوفة بالعراق: هو واحد من المراكز التي كانت شديدة التناسب للدعوة العباسية نتيجة ما كان يتخذه أهلها من موقف تجاه خلفاء الدولة الأموية، فقد كانوا يرون أنهم أحق بالخلافة من غيرهم، ويذكر أن ذلك المركز كان يعد بمثابة حلقة الوصل بين مركز خراسان ومركز الحميمية.
- مركز خراسان: كان ذلك المركز يضم المقاتلون العرب بالجيش الأموي، الذين سأموا مما كان الولاة يتبعونه من سياسيات خاصةً ذات الصلة بالشؤون المادية.
- مركز الحميمية بالأردن: هو واحد من المراكز التي قامت الدعوة العباسية باتخاذها والتي كان يستقر بها ( محمد بن علي بن العباس) مؤسس الدعوة، مما جعل ذلك المركز يحتل مكانة بالغة الأهمية لدى العباسيين، كما تعود أهميته تلك إلى مونه يقع على طريق الحج الأمر الذي ساعد في نشر الدعوة العباسية بين الحجاج من العرب.
الدعوة العباسية السرية
اعتمدت الدعوة العباسية ببدايات تأسيسها وظهورها إلى اتباع السرية التامة وكانت المعلومات الخاصة بالدعوة تنتقل ما بين مراكزها الثلاث الحميمية، الكوفة وخرسان حيث كان الدعاة يتحركون وهم متخفيين في هيئة التجار أو الحجاج وكان أول هؤلاء الدعاة أبو عكرمة السراج (أبو محمد الصادق) بخرسان، وقد اختار أثني عشر نقيباً له من بين القبائل العربية، لكل من هؤلاء سبعين عامل، وفيما يلي يرد إيضاح انتشار الدعوة العباسية:
- كانت بداية إتيان الدعوة العباسىة ثمارها بمركز خراسان فبدأ رجالها الظهور وقد استطاع ( أسد بن عبد الله القسري) والي خرسان أن يقبض على (أبي عكرمة السراج) وبعضاً من أصحابه وأمر بقتلهم عام مائة وسبعة هجرية.
- وفي عام مائة وثمانية عشر هجرية كان أسد بن عبد الله قد تمكن من الكشف عن مجموعة من قادة التنظيم العباسي، ولكن الحال قد ضاق عليهم ثانيةً فعادوا لاتباع السرية مرةً أخرى، وبعد أن انكشف رجال الدعوة العباسية تم تغييرهم حيث تم اختيار داعية جديد بخراسان وهو عمار بن يزيد (خداش).
- لم يكن اختيار خداش موفقاً حيث إنه وعقب مرور فترة زمنية قصيرة انكشفت حقيقته وظهر كفره للعيان لذلك قام أسد بن عبد الله بقتله عام مائة وثمانية عشر هجرياً.
ضعف الدعوة العباسية
- نتيجة لما صدر عن عمار من أفعال تشوهت صورة الدولة العباسية في الأعين، كما كان أسد بن عبد الله شديد المعاملة مما جعلهم غير قادرين على تقبل داعية جديد.
- ظلت الدعوة العباسية تسري بحالة من السرية التامة والبطء الشديد حتى عام مائة اثنان وعشرون هجرية عقب ما ظهر أمام الدعوة من عائق جديد وهو ما قام به زيد بن على بن زين العابدين من ثورة في الكوفة، وبالعام المائة خمسة وعشرون هجرية كان قد توفي محمد بن علي ليتولى بعده ابنه إبراهيم مباشرة أمور الدعوة كما أوصى والده.
- وقد مثل عام 125 هـ الفرج للدعوة العباسية عقب وفاة (هشان بن عبد الملك) حينما انشغلت الدولة بصراعاتها الداخلية، بالإضافة إلى الصراع القبلي في خرسان الذي أثر على مصالح الناس وأحوالهم بجميع فصائلهم من ترك وفرس، أهل العلم، المضريون واليمانون)، وهو ما ساهم كثيراً في نجاح الدعوة العباسية وازدهارها مرة ثانية.
بحث عن الدولة العباسية مختصر
مؤسس الدولة العباسية
- تم إطلاق ذلك الاسم عليها نسبة إلى عم الرسول صلى الله عليه وسلم العباس وكان أول خلفاء الدولة العباسية ومؤسسها هو ( أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب)، وقد اشتهر أبو العباس ولقب بـ(أبي العباس السفاح)، وقد تولى حكم ذلك العصر خلفاء بني العباس، بالفترة ما بين عامي (132هـ/750م) حتى (656هـ/ 1258م).
- تلك الفترة السابق ذكرها كانت قد شهدت حكم سبع وثلاثون خليفة، أولهم السفاح عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، وآخرهم (أبو أحمد عبد الله المستعصم بالله) وكانت نهاية حكم المستعصم بالله مقتولاً على يد التتار عقب نجاحهم في اكتساح مدينة بغداد عام 656هـ.
- اتخذ العباسيون اللون الأسود شعاراً لهم وقد ورد حول ذلك العديد من الأسباب أولها أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان له راية سوداء اللون معروفة بالعقاب، ومن الأسباب الأخرى أن الدولة الأموية كانت تتخذ اللون الأبيض شعاراً لها ولذلك اختار العباسيون اللون المضاد له وهو الأسود.
- تمثل الخلافة العباسية أو ما يعرف بالدولة العباسية أحد أزهى العصور التي شهدها الإسلام، وهي العهد الثالث الذي بدأ عقب انتهاء الخلافة الراشدية والخلافة الأموية.
خلفاء الدولة العباسية
تمت مبايعة الكثير من الخلفاء في ظل الدولة الإسلامية بما في ذلك الدولة العباسية ومن أبرز الخلفاء الذين شهدت الدولة العباسية حكمهم وخلافتهم:
- أبو العباس عبد الله السفاح: وُلد بالحميمة في مملكة الأردن، ونسبةً إلى كرمه لقب بالسفاح ، وهو أول خليفة بالعصر العباسي، دامت خلافته أربعة أعوام ، وتُوفي عقب بعدها بإصابته بمرض الجدري.
- أبو جعفر عبد الله المنصور: هو واحد من إخوة أبو العباس السفاح، وهو ثاني خلفاء الدولة العباسية، دامت خلافته واحد وعشرون عامًا، كان بها حازمًا قويًا، وقام بوضع التشريعات والسنن بالدولة العباسية.
- أبو عبد الله محمد المهدي: ثالث الخلفاء بالدولة العباسية، دامت خلافته عشرة أعوام وشهر، تُوفي بعام 169 هـ.
- أبو محمد موسى الهادي: تَولى أبو محمد الخلافة عقب وفاة الخليفة أبو عبد الله، ودامت خلافته لعام واحد فقط، وتُوفي بعام مائة وسبعون هجرية.
- أبو جعفر هارون الرشيد: هو خامس خلفاء الدولة العباسية، وهو أكثر الخلفاء العباسيين شهرةً على مر التاريخ، دام حكمه ثلاث وعشرون عامًا، وعُرف عنه كثرة صلاته التي كانت تبلغ مائة ركعة بكل يوم من أيام خلافته
