الامارات

ما علاج الخوف من الموت

ما علاج الخوف من الموت

الخوف من الموت

قد يكون الخوف من الموت نوعًا من أنواعِ الرهاب، وهو شكل من أشكال القلق والخوف من الموت، ويُشار إليه بقلق الموت ويُطلق عليه باللغة الإنجليزية thanatophobia وجاء هذا المسمى من اللغة اليونانية؛ إذ تُشير كلمة ثاناتوس إلى الموت، وكلمة فوبوس تعني الخوف، وبهذا يعني المصطلح رهاب الموت أو الخوف من الموت، إنّ القلق من الموت جزءًا طبيعيًا من حالة الإنسان وتفكير الإنسان في موته أو عملية موته، قد يكون طبيعيًا إلى حد ما، ومن الطبيعي أن يشعر الإنسان عندما يخاف من الموت بالخوف من الانفصال، والخوف من التعامل مع الخسارة، ويقلق بشأن ترك الأهل، والأصدقاء، والأحباء.

لكن تتطوّر هذه المشكلة، وتتداخلها مع الحياة والأنشطة اليومية، يتحوّل هذا القلق إلى رُّهاب، وفي أقصى حالات هذا الرهاب تمنع هذه المشاعر والأفكار التي تراود الإنسان من مزاولة أنشطته اليومية، وقد تمتد إلى تجنب الخروج من المنزل، وتتركز مخاوف هؤلاء الأشخاص على الأشياء التي قد تؤدي إلى الموت مثل؛ التلوث، والأمراض، والأشياء الخطرة.

لا تعترف جمعية الطب النفسي الأمريكية رسميًا بأنّ رهاب الخوف من الموت أحد أنواع الاضطرابات، وتُعزي هذا القلق الذي يُواجهه الإنسان إلى الخوف والقلق العام.

أنواع الخوف من الموت

يرتبط الخوف من الموت بعدة أنواع وهي:

  • الخوف من المجهول: بالرغم من أنّ الإنسان يفهم العالم من حوله، ويُدركه وهو جزء منه؛ إلّا أنّه لا يعلم ما الذي سيحدث بعد الموت أو حتى إن كان يعلم بعض ما يُقال إلّا أنّه لا يُمكن إثباته إثباتًا قاطعًا ما دام الإنسان على قيد الحياة، ولهذا يخاف الإنسان طبيعيًا من كل ما هو مجهول، وما بعد الموت شيء مجهول بالنسبة لنا.
  • الخوف من فقدان السيطرة: الشعور بإحكام السيطرة يجلب نوعًا من الراحة والأمان، وبما أنّ الموت خارج عن سيطرة الإنسان وقدراته، ينشأ عند البشر خوف من الموت، ويميل الأشخاص الذين يخافون من فقدان السيطرة إلى الاطمئنان عن صحتهم والمبالغة فيه كنوع من الشعور بالأمان بالنسبة لهم، كما أنّ الأشخاص الذين لديهم هذا النوع من الخوف، يكونوا أكثر عرضة لخطر اضطراب الوسواس القهري.
  • الخوف من الألم أو المرض أو فقدان الكرامة: بعض الأشخاص لا يخافون من الموت خوفًا مباشرًا، إنّما يخافون من الظروف المحيطة به؛ كالمرض والألم، وما يرافقهما من فقدان الكرامة والقوة، ويُعاني بعض الأشخاص الذين لديهم هذا النوع من الخوف من بعض الاضطرابات الجسدية.
  • مخاوف بشأن الأقارب: بعض الأشخاص لا يخافون من فكرة الموت خوفًا مباشرًا، إنّما يخافون على الأشخاص من حولهم، ويقلقون إزاء رد فعل الأقارب، والأهل، والأحباء بعد وفاتهم.
  • مخاوف أخرى: يخاف بعض الأشخاص من الأشياء المرتبطة بالموت؛ كشواهد القبور، والجنازات، ورموز الموت الأخرى؛ كالأشباح، والأرواح، وما إلى ذلك.

أعراض الخوف من الموت

لا تظهر أعراض الرهاب أو الخوف من الموت طوال الوقت، إنّما عند التفكير في الموت فقط سواء موت الشخص نفسه، أو تخيّل موت شخص عزيز عليه، وتتضمن الأعراض النفسية؛ نوبات الذعر، والتوتر، وزيادة القلق، وترافقها الدوخة، والتعرّق وخفقان القلب، أو عدم انتظام ضرباته بالإضافة إلى الغثيان، وآلام المعدة، ومن الممكن أن تُصاحبها حساسية لدرجات الحرارة الساخنة أو الباردة، وعندما تتفاقم هذه الأعراض، يُواجه الإنسان أعراضًا عاطفية؛ كتجنب العائلة والأصدقاء لفترة طويلة من الزمن، والغضب، والحزن، والشعور بالذنب، والقلق المستمر.

علاج الخوف من الموت

يُوصي المتخصصون بالعلاج السلوكي المعرفي بالتخلص من رهاب الموت، ويعتمد هذا النوع من العلاج على المناقشات والتعرض للمخاوف، وينصح الأطباء بالتدخل السلوكي المعرفي المكوّن من الخطوات التالية:

  • التعرّض للمخاوف: يجب إقناع الأفراد الذين يعانون من رهاب الموت ليس فقط بالتعبير عن خوفهم تعبيرًا صريحًا، إنّما تحديد الأشياء التي تُخيفهم بالموتح كالحالات أو الأماكن، ويقول أحد الأطباء النفسيين أن التعرّض للموضوعات المخيفة المتعلقة بالموت جزءٌ أساسيٌ من العلاج.
  • الحد من السلوك المُطمئن: تستهدف هذه الخطوة ميل الإنسان إلى التحقق الهوسي من صحة جسده، بحثًا عن تغييرات مزعجة أو مقلقة فيه بالإضافة إلى التحدّث مع الموجهين أو الأقران ليساعدوه في الاطمئنان العاطفي بشأن مخاوفه، والحصول منهم على اعتماد بشأن صحته، ولمنع هذه السلوكيات يقترح أحد الأطباء النفسيين تأجيل هذه السلوكيات أو تخفيفها أو إيقافها تمامًا إذا أمكن.
  • مراجعة التجارب الشخصية: من المهم مراجعة تجارب الإنسان الشخصية بشأن الموت؛ كوفاة شخص عزيز أو مواجهة مرض يُهدد الحياة، تفيد هذه الاستراتيجية في التأقلم بهدوء مع احتمالية الوفاة، لأنّ الموت أمرٌ لا مفرّ منه.
  • تحويل التركيز إلى الاستمتاع بالحياة: يجب أن يحدد الإنسان أهدافه قصيرة الأجل والمتوسطة والبعيدة، ليركز عليها ويستمتع بمسيرته بدلًا من قضاء الوقت بالتركيز على الخوف من الموت.
  • تطوير أسلوب حياة صحي: يلجأ المعالج إلى تحديد أي مصادر ضغط للشخص الذي يواجه الخوف من الموت أو أية جوانب أخرى غير صحية في نمط حياته، التي قد تُؤدي إلى تفاقم الخوف.
  • منع انتكاسة القلق: قد يحدث أحيانًا بعد النجاحات الأولية في تقليل الخوف من الموت باستخدام العلاج السلوكي المعرفي، أن يُعاني العديد من الأشخاص من الانتكاسة لاحقًا، ولهذا من الضروري مساعدة كل إنسان على تطوير استراتيجيات التأقلم الخاصة به، ليستطيع التعامل مع المواقف الصعبة التي تؤدي إلى إثارة الخوف من الموت.

أسباب الخوف من الموت

يعود الخوف من الموت لعدة أسباب رئيسية أبرزها:

  • التجارب الشخصية المرتبطة بوفاة شخص قريب؛ إذ تُثير المأساة واليأس الناجم عن فقدن شخص قريب أو عزيز الخوف غير العقلاني، ويظهر الخوف من الموت غالبًا عند الأطفال، خاصةً في سن ما قبل المدرسة بسبب شرح الأحداث السلبية المرافقة للموت في وسائل الإعلام أو سماع قصص الحوادث والكوارث التي تُسبب أفكارًا مؤلمة حول الموت.
  • الخوف من المجهول والرغبة في السيطرة على كل شيء، وهذا السبب هو نوع من أنواع الخوف؛ إذ يميل الإنسان إلى الرغبة في السيطرة ويخاف من كل شيء خارج عن سيطرته، وكذلك الموت، ويأتي هذا السبب لخوف الإنسان، ممّا ينتظره بعد الموت، وهو الأمر المجهول.
  • يمكن أن يصبح الخوف من الموت بسبب بعض المعتقدات الدينية؛ كالخوف من الخطيئة، والخضوع للحكم الإلهي، والعقاب بعد الموت.
  • قد يعاني الأشخاص بين 35 و50 سنة من الخوف من الموت، بسبب إعادة تقييم الأولويات والأهداف في الحياة، واليأس المصاحب للآمال التي لم تتحقق.
  • تتضخم مخاوف كبار السن من الموت مع وجود بعض الأمراض لديهم.

قد يُهِمُّكَ

الخوف من الموت حالة ليس مُعترف بها سريريًا، ولا توجد اختبارات تُساعد الأطباء على تشخيص هذا النوع من الرهاب والشيء الوحيد الذي قد يساعد الأطباء هي الأعراض المرافقة له، ومن المرجح أن يكون التشخيص الرسمي له القلق، وسيُلاحظ الطبيب أنّ القلق عند المريض ناتج عن الخوف من الموت.

يُعاني بعض الأشخاص الذين يعانون من قلق الموت من أعراض لمدة أطول من 6 أشهر، وقد يعانون أيضًا من الرعب والقلق بشأن مشكلات أخرى، ويُشخصِون هذه الحالة بأنّها اضطراب قلق عام، وإنّ الطبيب أو المعالج النفسي، هو الطبيب المخوّل لعلاج هذا النوع من الرهاب.

السابق
أساليب العلاج النفسي الحديثة
التالي
مراحل تطور علم النفس

اترك تعليقاً