الامارات

مراحل تطور علم النفس

مراحل تطور علم النفس

علم النفس

علم النفس هو دراسة العقل والسلوك، وبحسب جمعية علم النفس الأمريكية، هو دراسة حول كيفيّة عمل العقل وكيفيّة تأثيره على سلوك الإنسان، ومن حقائق علم النفس؛ أنه دراسة تُعنى بالسلوك والعقل على حدٍّ سواء، وينقسم علم النفس إلى أربعة فروع رئيسية؛ وهي علم النفس المعرفي، والاجتماعي والطب الشرعي والتنموي، ويُعالج الشخص الذي يُعاني من مرض يؤثر على صحته العقلية والنفسية من قِبل طبيب نفسي مُختص، إذ يُقدم الطبيب علاجًا حسب حالة المريض يُركز على تعديل السلوك، وعقل الإنسان شديد التعقيد وقد تكون معرفة ما يتعلق به وعلاجه صعبًا نوعًا ما، فالأمراض النفسية لا تظهر على جسم الإنسان كما تظهر الأمراض الأُخرى كالطفح الجلدي على سبيل المثال؛ وذلك لعدم استطاعتنا رؤية الأفكار التي تدور داخل العقل كالأحلام والذكريات والعواطف، لكن يعتمد علم النفس على ملاحظة ومراقبة سلوكيات الإنسان وبعض العلامات التي يُظهرها المريض، ويجتمع الأخصائي النفسي مع المرضى ويُقيمهم من خلال معرفة مخاوفهم وما الذي يُسبب لهم صعوبات، وعندها يُقدّم لهم العلاج والتوصيات اللازمة لعلاج المُشكلة لديهم، ويؤدي علماء النفس مهام أُخرى كدراسات لتقديم الاستشارة بشأن الاستراتيجيات الاجتماعية وغيرها، كما يُساعدون الأطفال الذين يواجهون صعوبة في تحصيلهم العلمي في المدارس، ويقدمون ورشات عمل في المدارس حول التنمر، كما ويعملون مع فِرق التوظيف في الشركات، وغيرها الكثير.

مراحل تطور علم النفس

تختلف أصول علم النفس كثيرًا عما هو عليه اليوم، ولفهم علم النفس كاملًا يجب معرفة تاريخه وأصوله وكيف أُنشئ ومتى بدأ ومن هم الأشخاص المسؤولون عن تأسيسه كعلم منفصل عن بقية العلوم الطبية، وفي الحقيقة لم يظهر علم النفس كعلم مُنفصل إلا في أواخر القرن الثامن عشر، إلا أنه يُمكن تتبع تاريخه المُبكر حين ظهر عن الإغريق في القرن السابع عشر، حين أوضح العالم ديكارت الفكرة بأن العقل والجسم كيانان مُنفصلان لكن يتفاعلان لتشكيل التجربة الإنسانية، والكثير من القضايا التي يُناقشها العلم اليوم تبدو جذورها متأصلة بماضي الفلسفة في مراحلها المُبكرة، وفيما يأتي بيان لمراحل تطوّر علم النّفس:

  • علم النفس في القرن الثامن عشر: قد لا يختلف علم النفس عن الفلسفة كثيرًا، فقد اعتمد الفلاسفة بعض الأساليب كالملاحظة والمنطق، ويستخدم علماء النفس اليوم منهجًا علميًا لدراسة واستخلاص الفكر والسلوك البشري، كما ساعدت دراسة علم وظائف الأعضاء كدراسة الدماغ البشري في تطبيق هذه المنهاج ومعرفة السلوك البشري، أما عن بدايات ظهور علم النفس كعلم مُنفصل يرجع تاريخه إلى منتصف القرن الثامن عشر، حين استخدم العالم الألماني فيلهلم أساليب البحث العلمية في دراسة أوقات تفاعل العقل البشري، إذ حدد في كتابه الذي نُشر عام 1874 الروابط الرئيسية بين علم وظائف الأعضاء ودراسة السلوك البشري، وافتتح عام 1879 مختبرًا لعلم النفس في جامعة لايبزيغ، وكان أول مُختبر في العالم لدراسة علم النفس كتخصص علمي مُنفصل.
  • علم النفس في القرن التاسع عشر: أسس إدوارد ب. تيتشنر أحد أشهر طلاب العالم وندت أول مدرسة لعلم النفس، وقسّم الوعي الإنساني إلى أجزاء أصغر في عملية سُميت بالاستبطان الداخلي، إذ يحلل أشخاص مدربون ردود الأفعال بناءً على الإحساس والتصوّر، وأثرت دراسته على علم النفس والبحث العلمي كثيرًا، لكن لم تكن الأساليب التي اتبعها موثوقة وانتهى عهد الإستبطان الداخلي بعدما مات إدوارد، وفي القرن التاسع عشر تطوّر علم النفس حتى ظهر العالم النمساوي سيغموند فرويد وغيّر وجهة علم النفس كليًا، فقد اقترح نظرية تؤكد على أهمية العقل اللاواعي، فقد أثبت أن التجارب السابقة في الطفولة ساهمت في تطوير شخصية وسلوكات البالغين.
  • علم النفس في القرن العشرين: تغيّر علم النفس في القرن العشرين، إذ ظهرت مدرسة فكرية جديدة كانت مُختلفة كثيرًا عن النظريات السابقة؛ إذ رفضت التركيز على مبدأ الوعي واللاوعي، وسعت لضبط سلوكيات علم النفس من خلال التركيز على السلوك، وكان تأثير السلوكيات هائلًا على مدار خمسين عام، وفقدت النظرية السلوكية هيمنتها على علم النفس، لكن ما تزال المبادئ الأساسية في السلوك مُستخدمة على نطاق واسع حتى يومنا الحالي.

أهداف علم النفس

تشمل دراسة علم النفس الكثير من الفروع التي تندرج تحته، فهو في الأساس دراسة السلوك والعقل علميًا لدماغ الإنسان، ويُركزّ على فهم عواطف الشخص وشخصيته وعقله من خلال الدراسات العلمية والتجارب والملاحظات والبحث، لكن لدراسة علم النفس عدة أهداف تتركز في أربعة منها وهي كالتالي:

  • الوصف: يعد وصف الأشكال أمرًا نفعله يوميًا دون وعي أو تفكير أو جهد، لكنّ الوصف في علم النفس يختلف كثيرًا عن الوصف الذي نصفه في حياتنا اليومية، فوصف المشكلة او السلوك هو الهدف الأول في علم النفس، ويُساعد الوصف علماء النفس على التمييز بين السلوك الطبيعي وغير الطبيعي، وفهم أكثر دقّة للسلوك البشري والأفعال والأفكار، فعلماء النفس يستخدمون مجموعة متنوعة من أساليب البحث؛ مثل دراسة الحالة والدراسات الاستسقائية والاختبارات الذاتية والملاحظة لتحقيق الهدف.
  • التوضيح: يهتم علماء النفس بشرح السلوك عوضًا عن وصفه مع العلم بأن شرح السلوك يرتبط بوصفه، ويُساعد ذلك في تقديم إجابات عن الأسئلة التي تتعلق حول سبب تفاعل الناس بطريقة مُعينة تجاه بعض المواقف، والعوامل التي تؤثر على شخصياتهم وصحتهم العقلية وتصرفاتهم، ويصيغ علماء النفس نظريات صغيرة وكبيرة لشرح جوانب السلوك الإنساني وعلم النفس بمساعدة تجارب علمية، وتوجد العديد من النظريات التي طوّرها علماء النفس خلال دراستهم للسلوك، بعضها معروفة وقد قُبلت كنظريات مُعتمدة؛ مثل نظرية بافلوف ونظرية بولبي ونظرية فرويد وغيرهم الكثيرين.
  • التنبؤات: من أهداف علم النفس هو وضع التنبؤات حول كيفية تفكيرنا والتصرفات من خلال النظر إلى السلوك السابق بوصفه وشرحه، فيتنبأ علماء النفس بكفية ظهور هذا السلوك مرة أُخرى في المستقبل، وإذا ما كان يُمكن إظهار ذات السلوك على أشخاص آخرين، ومن خلال وصف الشرح يستطيع علماء النفس فهم المزيد حول الأفكار والمشاعر والسلوكيات، وبعد ذلك هم قادرون على التنبؤ بالأحداث المستقبلية، فهم كمن يضعون نمطًا للسلوكيات، ومن خلال التنبؤ وفهم الأنماط السلوكية يستطيع علماء النفس تغيير السلوك أو التحكم به.
  • التحكّم او التغيير: يهدف علم النفس إلى تغيير السلوك والتأثير عليه والتحكم به دائمًل نحو الإيجابية في حياة الناس والتأثير على سلوكياتهم نحو الأفضل، وهو الهدف الأخير في أهداف علم النفس وأكثرها أهمية، وتتوارد في أذهاننا كأشخاص عاديين بعض الأسئلة، فتختلف تحليل أجوبة وطريقة تفكير علماء النفس بالإجابات عمّا فكرنا به؛ فعلماء النفس هم أشخاص مهنيون ومدربون ومتخصصون بإيجاد طرق لتسهيل التغيير الإيجابي الدائم لهؤلاء الأفراد.

أنواع علم النفس

فيما يلي أبرز مجالات علم النفس المعروفة على نطاق واسع:

  • علم النفس السريري أو الاستشاري؛ وهو الذي يُركز على فهم ومنع وعلاج المشاكل النفسية عن طريق العلاج النفسي العلاجي بالطرق العلمية.
  • علم النفس البيولوجي؛ وهو معني بدراسة دور الدماغ وناقلاته العصبية وتأثيره على مشاعرنا وسلوكنا وأفكارنا، فهو يجمع بين علم الأعصاب وعلم النفس.
  • علم النفس التعليمي؛ يتناول هذا المجال اضطرابات التعليم وسلوكيات المراهقة، فهو يُركز بالأساس على مراحل النمو المُختلفة لدى الأطفال والمراهقين.
  • علم النفس المعرفي، يتعامل هذا النوع مع العمليات العقلية؛ مثل الأفكار والذاكرة وحلّ المشكلات، فهو يهتم بتصوّر الدماغ وقدرته على حلّ المشكلات.
  • علم النفس الشرعي، وهو تطبيق علم النفس وتأثيره على القانون وفحص الشهود والتعامل مع المجرمين، وهو يتضمن فهمًا شاملًا للقانون.
  • علم النفس الاجتماعي، يُركز على الجوانب النفسية للأفراد داخل البيئة المجتمعية؛ مثل ترابط الأفراد والتكيّف والعدالة الاجتماعية وغيرها، كما ويُسمى أيضًا بعلم النفس النقدي.
  • علم النفس الصناعي؛ يُعالج هذا الفرع المشكلات العملية في مكان العمل، ويُطلق على علماء النفس في هذا المجال علماء النفس التنظيميين، فهم يديرون الاختبارات التي تقيس قدرات أو مهارات الموظّف وتنسيبه للعمل.
  • علم النفس الصحّي، وهو ما يتعلق بالبيولوجيا والسياق الاجتماعي على المرض والصحة، فعلماء النفس في هذا المجال يعملون جنبًا إلى جنب مع الأطباء السريريين.
  • علم النفس التجريبي؛ يدرس هذا العلم السلوك من خلال دراسة الإنسان والحيوان في معامل علمية، ويكتشفون الترابط بين الأنواع المُختلفة والتحقق من أهمية التطوّر لبعض السلوكات.
السابق
ما علاج الخوف من الموت
التالي
الفطريات عند الرجل

اترك تعليقاً