منوعات

ما هو الجناس

ماهو الجناس

ما هو الجناس؟ إن الجناس من المحسنات اللفظية التي تنتمي إلى علم البديع الذي يعتبر أحد أقسام البلاغة باللغة العربية، وهو العلم الذي له وظيفة جمالية لما يحتويه من المحسنات التي تزين المعاني والألفاظ.

وبناءً عليه يمكننا القول أن الجناس أحد فروع علم البديع الذي يعتبر كالحلي والمجوهرات التي تزين العبارات.

ما هو الجناس في اللغة العربية؟

إن الجناس في اللغة  مشتق من المجانسة ومصدره جانس الشيء، حيث تطلق المجانسة على الشيئين المتحدين في الجنس، ولكنهما يخلفان في بعض الخصائص الأخرى.

ويحدث الجناس بأن يكون الشيء على شكل آخر أي يشاكله، كأن نقول (سعيد يشاكل (يجانس) الأشخاص الإيجابيين، ولا يشاكل الأشخاص السلبيين، وبذلك نعني أن سعيد صفاته مثل من يشاكلهم من أشخاص إيجابيين، وطباعه وصفاته بعيدة تماماً عن الأشخاص السلبيين.

وإذا أردنا أن نعرف ما هو الجناس اصطلاحاً، فهو يدل على وجود لفظين يتشابهان في اللفظ والنطق، أما في المعنى فهما مختلفان، وقد أطلق اسم الجناس على هذا القسم من اللغة العربية للإشارة إلى أن كلا اللفظين من جنس واحد في النطق لكنهما مختلفان بالمعنى.

وعلى الرغم من أنه من المحسنات اللفظية التي تعطي جمالية كبيرة، إلا أن المتخصصين في الأدب يحاولون تجنب استخدامه عندما يتسبب بالتعقيد، أي عندما لا يصل المعنى المقصود بسهولة وطلاقة، بينما يكون استخدامه عندما يأتي بشكل عفوي غير مبالغ فيه.

أنواع الجناس في اللغة العربية:

بعد أن تعرفنا ما هو الجناس؟ من المفيد الاطلاع على أنواعه، حيث يقسم الجناس إلى نوعين رئيسيين، هما الجناس التام، والجناس الناقص، ولكل نوع منهما أنواع  فرعية سنحاول إلقاء الضوء عليها بسطورنا القادمة.

أولاً- الجناس التام:

يطلق الجناس التام في حال اتفاق اللفظان المتجانسان في الأمور التالية: نوع الحروف، عدد الحروف، ترتيب الحروف، هيئاتها التي تظهر بالحركات أو السكنات، ولكن بالوقت ذاته هناك اختلاف بالمعنى بين اللفظين.

وللجناس التام نوعين فرعيين هما:

  • الجناس المتماثل:

وهو الجناس الذي يكون فيه اللفظان متجانسان في العدد والترتيب والهيئة ونوع الحروف، كما أنهما من النوع ذاته، كأن يكونان اسمين (اسم مع اسم)، أو حرفين (حرف مع حرف)، أو فعلين (فعل مع فعل).

وكمثال عن الجناس المتماثل نذكر قوله تعالى في الآيتين 43 و44 من سورة النور “يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ”

فإذا أردنا أن نعرف ما هو الجناس فهو يظهر بكلمتي “الأبصار والأبصار”، فهو جناس تام من النوع المتماثل، فالحروف نفسها بالعدد والنوع والهيئة والترتيب، كما أن اللفظان هما اسمان، حيث تعني الأبصار في أول مرة النظر والرؤية، بينما تعني في اللفظ الثاني أصحاب المعرفة والعقل والإدراك.

  • الجناس المستوفي:

وهو يحمل كل مواصفات الجناس التام ولكن يكون الخلاف بأن لكل لفظ نوع مختلف، كأن يكون أحدهما فعل والآخر اسم على سبيل المثال.

ولنفهم ما هو الجناس المستوفي أكثر سنطرح المثال التالي من خلال قوله تعالى في الآية 91 من سورة المؤمنون: ” إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ”

فالجناس هنا من خلال كلمة “علا” التي ذكرت أولاً وجاءت كفعل يعني ارتفع، في حين جاءت الكلمة الثانية “على” كحرف جر.

ثانياً- الجناس الناقص (غير التام):

إن الجناس غير التام أو كما يمكن تسميته الجناس الناقص يكون فيه اللفظان مختلفان بالمعنى،  وبأحد الأمور التي ذكرناها في الجناس التام، فيكون هناك خلاف بعدد الحروف، أو ترتيبها، أو هيئتها، أو نوعها.

ولندرك أكثر ما هو الجناس غير التام سنطرح أمثلة على أهم أنواعه:

  • جناس غير تام للاختلاف بعدد الحروف، مثل قول “دوام الحال من المحال” فالجناس هو بكلمتي (الحال، المحال) والكلمة الثانية فيها حرف أكثر وهو الميم.
  • جناس ناقص بسبب الاختلاف بنوع الحرف، وكمثال على هذا النوع قوله تعالى في الآيتين 9 و10 من سورة الضحى “فأمّا اليتيم فلا تقهر، وأمّا السائل فلا تنهر”.

فالجناس هو بين كلمتي (تقهر، تنهر) فالكلمتان متجانستان في جميع الأحرف باستثناء وجود حرف القاف كثاني حرف بالكلمة الأولى التي تعني الظلم مع الانتقاص من قدر الشخص، وحرف النون كثاني حرف بثاني كلمة والتي أتت بمعنى تغضب الشخص وتزجره.

  • الجناس غير التام لاختلاف في ترتيب الحروف، وهو ما يظهر في قول: “في حسامه فتحٌ لأوليائه، وحتفٌ لأعدائه”، والجناس جاء في كلمتي (فتحٌ، حتفٌ) فالأحرف هي ذاتها وعددها نفسه، ولكن ترتيب كل منها مختلف، لتأتي الأولى بمعنى المناصرة والقوة للأولياء، أما الثانية بمعنى الموت والقضاء على الأعداء

وفي الختام نسأل الله تعالى أن يكون قد وفقنا في عرض ما هو الجناس؟ وما هي أنواعه؟

السابق
كيف تتعامل مع الفياضانات
التالي
أنواع الشقيقة

اترك تعليقاً