التعليم

ما هي العوامل المؤثرة في الادراك …

كثرت التساؤلات حول تعريف الادراك الحسي وأنواعه؛ وهذا ما نذكره تفصيلاً في مقالنا، لكن في البداية دعونا نفهم لفظ الإدراك الحسي ذاته، يأتي معناه من لفظ لاتيني بمعني التصوّر، حيث اهتم العلماء باستكشاف النفس البشرية وما يدور بداخلها.

لذا قاموا بمراقبة الفرد من حيث سلوكياته وتفاعلاته في بيئته ومع أفراد مجتمعه، كذلك ما يثير انتباهاته، حتى توصلوا في النهاية لنظريات وتفسيرات توضح لنا سلوكيات الإنسان وتشخيصه، ومن ضمن تلك التفسيرات قاموا بوضع تفسير للإدراك الحسي بشكل شامل، والآن سنقوم بسردها عليكم في مقالنا عبرمقالنا، فابقوا معنا.

تعريف الادراك الحسي

  • للإدراك الحسي عدة تعريفات وضعها العلماء لكن أولًا سنقوم بتعريفه من الناحية السيكولوجية؛ هو التعرف للأشياء من خلال حواسنا حتى الوصول لإدراك الشيء؛ حيث قال” الجرجاني”هو الإدراك الذي يصل بنا للصورة عند النفس الناطقة.
  • عرف قاموس كامبريدج الإدراك الحسي بأنه، عبارة عن رأي أو معتقد داخلي لدى الفرد يحتفظ به ويكون بناءً على ظهور الأشياء.
  • أما “لقاموس الأعمال “رأي آخر في ذلك؛ فهو يرى أنه عملية حسية تقوم بترجمة الأفعال والانطباعات التي تحدث أمام الفرد ثم تتجمع بداخله رؤية واضحة يفهم من خلالها الأحداث والأغراض العلمية و يتحرك على أساسها وينظم سلوكياته عليها.

أنواع الإدراك

للإدراك نوعان و هما إدراك حسي وعقلي، فيما يختلفان عن بعضهما في طريقة استقبال الإنسان لهما، وفيما يلي نستعرض الفروقات بينهما :

 الإدراك الحسي

  • نلاحظ حدوثه عند شعور العين، الأنف، الأذن بالمثيرات الموجودة من حوله، إذ تترجم في صوره مدركات حسية، وذلك يتوقف على مخزون الفرد من خبرات وتجارب قد مر بها من قبل، خٌزنت في ذاكرته.
  •  كما يعرفها البعض بأنها عملية معقدة للغاية، فهي تضم خمس عمليات كالشعور والوعي واللغة والانتباه والتذكر.
  • فهو يوصف بأنه نقل لشعور أولي؛ عن طريق منبهات خارجية تم استقبالها من الأعصاب الحسية للمخ في جسم الإنسان.

الإدراك العقلي

  • الإدراك العقلي هو الحس الباطني والشعور الوجداني الداخلي، موجود في ما يُميز الإنسان عن أي كائن حي آخر وهو العقل؛ فهو من خلاله يكون قادر علي فهم ما يحدث من حوله و يفسره من حقائق ومسلمات و مفاهيم موجودة في الحياة ومعتقدات.

 الادراك الحسي الحركي

يحدث نوعًا من الانقباضات للجسم وحركته من الإحساس بالعضلات والمفاصل، كما انه وظيفه مكتسبة من القدرات الحركية؛ سنوضح مفهوم الإدراك الحسي الحركي تفصيليا في الفقرة التالية.

  • يعرف الإدراك الحسي الحركي بأنه إثاره استقبالية ذاتيه؛ له أهمية في مجالات الحياة المختلفة وفي جميع حركات التوافق.
  • فهو الإحساس الذي من خلاله نستطيع أن نشعر بالجسم و أعضائه، ونصل إلى معرفة مسببات الحركة بدون استخدام جميع الحواس، وفي بعض الأحوال يرتبط بالإحساس العقلي.

مراحل حدوث الإدراك الحسي الحركي

  • يرتبط الإدراك الحسي الحركي بالمخ؛ حيث يشعر بما حوله ويرسل إشارات عصبية إلى المخ عن طريق الأنسجة العصبية، فالدور الأساسي هنا للمخ الذي يقوم بتجهيز المعلومات الحسية.

هناك مراحل يمر بها الإدراك نوضحها فيما يلي:

  1. التعرف على المعلومات الحسية يكون عن طريق السمع والرؤية، فتقوم الحواس بتميزها ثم ترسلها إلى مناطق معينة، حيث تختزن في خلايا المخ جميع الخبرات والمعلومات التي مرت على الفرد من قبل.
  2. يشكل عامل مهم للجسم، فإذا امتلك الفرد مهارات إدراكية حركية بمستوى قوي، فتلك دلالة على نمو جهازه العصبي.
  3. نرى ذلك بوضوح في مجال الرياضة ومدى تأثير الإدراك والإحساس بكل لعبه رياضيه، حين يقوم الفرد بمهارات حركية معقدة تحتاج لقوه، هنا يظهر قوة إدراكه الحسي الحركي.
  4. يعتبر وظيفة مكتسبة من خلال ممارسة الأنشطة وتدريب القدرات الحركية، كما أن مستقبلات الإدراك تكون مسؤولة عن شكل الجسم وتغيره واتجاهه وعلاقة الأجزاء الأخرى ببعضها.

الإدراك الحسي المكاني

هو عبارة عن القدرة المكانية للفرد على التفسير والاستيعاب وتذكر العلاقات المكانية ،فهي مهمة في فهم و إصلاح المعدات و تقدير المسافات، وأيضًا مهمة في مجالات مختلفة كالرياضة، والعلوم الهندسية والعلوم الطبيعية وعلم الأرصاد والفلك.

أنواع الإدراك المكاني

  • الإدراك المكاني: هو القدرة علي الإدراك والفهم البصري للمعلومات الخارجية المحيطة بنا والتميز بينهم مثل انتقال الفرد إلى غابه كثيفه ومحاولته لفهم ما يدور من حوله.
  • التدوير الذهني: معالجة العناصر بسرعه ودقه، بمساعدة التمثيل الذهني لفهم المشكلة، فضلا عن اتصاله بالمهارات الحركية المتصلة بالمخ.
  • التصور المكاني: هو المقدرة على تصور المظاهر المرئية لعنصر ما في الذهن، فبذلك تتكون صوره مكانيه مرتبط بداخلها العناصر أو الأماكن أو الحركات الذهنية، نرى هذا الإدراك عند علماء الفلك الذين يتخيلون هياكل النظام الشمسي وحركاته في أذهانهم.
  • الذاكرة العامه مكانيا: تكون قدرة الفرد على تخزين ذكريات مرئية بشكل مؤقت، فتكون مثل الذاكرة قصيرة الأمد.

مظاهر الإدراك

  • وكل ذلك يكون بالتنسيق بين الدماغ والحبل الشوكي.
  • ينتج عند حدوث عملية الإدراك شعور كالرؤية والسمع و الشم.
  • تعتبر العين، الأذن، الأنف أهم الأعضاء الحسية للوصول للإدراك.
  • هناك مستقبلات وهي التي تُسمى التفاعل الناتج بين الفرد و بيئته تتمثل في تفاعل المرء مع حيوانه الأليف فعند قيامه بذلك يستقبل الجسم محفزات، من خلال الأعضاء الحسيه الموجودة لديه؛ كملامسته للحيوان بيده، وبعد أن يستقبلها يتم نقلها إلى جهازه العصبي بواسطة السيالات العصبية ثم ترسل إلى الأعصاب مرسله في شكل تعليمات.
  • النقر على إحدى الركبتين: إذا أتينا بشخصين وقام احدهم بالجلوس على منضدة ثم اغلق عينيه، وقام الشخص الأخر بالنقر علي إحدى الركبتين بطرف اليد، نري حدوث رد فعل مفاجئ من قبل الركبة.
  • التركيز على الشيء المقصود، لكي يتم إدراكه مثل: سماع لصوت معين أو شم رائحة مميزة أو الرؤية لشئ أو جسم.
  • عند رؤية صورة ما أو سماع صوت تم سماعه من قبل و تميز أو التعرف علي رائحه وصلت إلي انفه من قبل نكون توصلنا لعملية تعرف بعملية إدراك الهدف.
  • الجدير بالذكر أن تلك العملية لا تستغرق وقتا طويلا بل بالعكس الأمر كله يستغرق ثواني معدودة فقط و للتعمق اكثر في عملية الإدراك الحسي؛ بأخذ موقف ونقوم بتحليله حتى يسهل علينا فهمه.

العوامل الداخلية والخارجية للإدراك

يعتبر الإدراك العقلي عملية مليئة بالتعقيدات؛ بالإضافة لوجود العوامل الداخلية والخارجية التي تساهم بنسبة كبيرة في التأثير علي عملية الإدراك، سنبدأ بسرد العوامل بصوره سلسله نوضحها فيما يلي:

العوامل الداخلية للإدراك

  •  تتمثل عوامل داخليه و خارجيه للإدراك في؛ “الذاكرة” هي مثيرات تكون خُزنت من قبل في ذاكرة الفرد ،من خلال تعرضه لبعض المواقف أو الخبرات السابقة، يكون التعرف عليها أسهل لأنها أصبحت مألوفة له علي عكس رده فعله لاستقباله لأي مثيرات أو منبهات جديدة.
  • تتشكل اتجاهات الفرد من خلال احتكاكاته بالثقافات وتكوينه للمعتقدات، ومن خلال ميوله وكل ذلك له يظهر من خلال طريقة تفاعله مع العالم الخارجي ومثيراته.
  • اهم عاملين لهما آثر في تلك العملية هما الأمراض العضوية، والاضطرابات النفسية، حيث نرى الفرق بين الفرد المبصر بصورة واضحة وطريقة تعامله مع المؤثرات الحسية والفرد الذي يعاني من عمى الألوان وبعد النظر.

العوامل الخارجية للادراك

  • تسمى بعملية الإغلاق، ويتطلب فيها معرفة شدة المثير ومدى توافقه مع المعلومات المطلوبة لكي يتم ظهور مثير جديد.

اضطرابات الإدراك

تندرج اضطرابات الإدراك تحت العيوب الخلقية والذي يكون السبب الرئيسي في حدوثها هو فرط التحسس ونقص التحسس، ونوضح فيما يلي تلك الأنواع:

  • فرط التحسس هو الشعور الزائد للأشياء والمنبهات من حوله من خلال لمسه أو شمه أو حتى تذوقه لشئ ،كالطفل المصاب بفرط التحسس يشعر بحكة شديدة عند ملامسته أو ارتدائه لملابس ضيقة فذلك يصاحبه شعور بالضيق.
  • معظم تلك الحالات تعاني من أزمة توتر أيضًا ويواجهون بعض الصعوبات في علاقاتهم الأسرية وتعاملاتهم الحياتية؛ ولذا يجب توعية كل أم أن تلاحظ أطفالها وإذا أدركت أن طفلها يعاني من تلك المتلازمة ستظهر عليه بعض العلامات منها ابتعاده عنها، لذا يجب أن تتوجه به إلي الطبيب المختص.
  • أما نقص التحسس هو عدم قدرة الطفل علي شعور ومواجهة المنبهات الحسية بشكل قوي فقد يشعر بألم من أي احتكاك من أي احد سواء كان طفل مثله أو احد أفراد أسرته، وقد يصل به الأمر إلى أن يصبح عدوانيا.

ملخص الإدراك الحسي

  • إن الإدراك الحسي عبارة عن قدرة الإنسان التعرف على كيفية إدراك الأشياء من خلال حواسنا واكتشاف ما يحيط بنا.
  • للإدراك الحسي نوعان إدراك حسي وعقلي؛ الادراك الحسي هو الشعور بالمثيرات من حولنا عن طريق الحواس كالعين والأنف والأذن، أما العقلي هو شعور داخلي وجداني مرتبط بالعقل يقوم به الفرد على تفسير ما يحدث حوله بشكل عقلاني.
  • للإدراك العقلي عوامل” داخليه و خارجيه ” الداخلية منها الذاكرة التي تجتمع بها كل المواقف التي أثاره انتباهات الفرد من قبل، أما الداخلية فتعرف بعملية الإغلاق.
  • الإدراك الحسي المكاني هو إثارة ذاتية استقبالية له أهمية في جميع المجالات، و يرتبط بالمخ وله أنواعه.
  • اضطرابات الإدراك منها نقص تحسس أي عدم القدرة علي مواجهة المنبهات أما فرط التحسس، الشعور الزائد بالأشياء من حوله.
السابق
الشرح الوافي علوم الحديث
التالي
لا تُفرط في الثقة في ذاتك حتى

اترك تعليقاً