التجاوز إلى المحتوى
ما هي ليالي الوتر في العشر الأواخر من رمضان؟
- يعد شهر رمضان المبارك بمثابة فرصة جديدة للمؤمنين ليعودوا إلى سبيل الأوبة والتوبة إلى الله عز وجل.
- فجميع أيام هذا الشهر الكريم مليئة بالخير والبركة، ويجب اغتنامها عن طريق تجنب المعاصي والتزام الطاعات.
- ولقد وهب الله المؤمنين الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان وفضلها عن سائر الأيام لأنها كفيلة بأن تمحي ذنوب العام بأكمله.
- تبدأ تلك الليالي العشر من بداية الليلة الحادية والعشرون، وتلك العشرة تنقسم لليالي وترية وشفعية.
- ولمعرفة ما هي ليالي الوتر في العشر الأواخر من رمضان ننظر إلى التاريخ الفردي من هذا الشهر.
- بمعنى أن الليالي الوترية تأتي في واحدة من خمس ليالي، تبدأ من الليلة 21 وتنتهي عند الليلة 29 من شهر رمضان.
- وفي منتصف العشر الأواخر نجد أيضًا الليالي 23، 25، 27، حيث تصنف ليالي وترية كذلك.
فضل الليالي الوترية
- لا جدال في مدى أهمية شهر رمضان بشكل عام والليالي الأخيرة منه بشكل خاص، إلا أن الليالي الوترية تبقى الأهم.
- فيفضل الاهتمام بها بشكل كبير واستغلالها بالطريقة المثلى حتى لا يفوت المسلم ليلة القدر التي تأتي بها.
- فهناك أغلبية من رجال الدين اجمعوا على اشتمال الليالي الوترية لليلة القدر وذلك بالرجوع لبعض النصوص النبوية.
- الليالي العشر الأخيرة من رمضان ذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بها النجاة من نار جهنم.
- فمن يريد أن يكون من المعتوقين من النار يجب عليه إدراك تلك الأيام وبالأخص الوتر منها ليفوز بأعظم الليالي وأكثرها فضلًا.
مواقيت إحياء الليالي العشر الأخيرة من رمضان
- في حديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول “كان النبي ﷺ إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره”.
- فيعد هذا الحديث دليلًا واضحًا على أن وقت التعبد في أخر عشر ليال من رمضان يكون في الليل.
- حيث يمكن للفرد أن يبدأ بعد أن يصلي العشاء ويبقى طوال الليل، لكن هذا ليس فرضًا على المسلم وإنما هي سنة نبوية.
- ومع ذلك فلا مانع للمسلم من أخذ قسط من الراحة أو النوم ليستطيع إكمال صلاته وتعبده.
- فعليه الانشغال بتلاوة القرآن الكريم وقيام الليل والإكثار من الذكر والتسابيح والأدعية.
ليلة القدر وعلاماتها
- ليلة القدر اصطفاها الله عن بقية ليالي الشهر الكريم، وأراد الله من عباده التماس تلك الليلة لينالوا عظيم الأجر والثواب.
- تعد تلك الليلة مقدسة بالنسبة للمسلمين حيث تؤثر في فكرهم وتثبت داخل عقولهم.
- فيحاولون عدم التكاسل عنها لعلهم يحظون بها ويقومون بإحيائها لينالوا مغفرة الله عز وجل فيها.
- حيث يتنافس فيها المسلمون لتحصيل أكبر قدر من الذكر والاستغفار، ويعملون على محو ذنوبهم وزيادة ثوابهم.
- بعدما يدرك المسلمون ما هي ليالي الوتر في العشر الأواخر من رمضان يمكنهم الاستدلال عن ليلة القدر ببعض الإشارات.
- من أهم تلك الإشارات أنه يكون الضوء ساطعًا بشدة في الليل، كما تستكين الأفئدة وتهدأ.
- كما يكون الجو ساكنًا ولا يوجد نشاط للرياح أو نباح للكلاب.
- ويمكن للأفراد التأكد من بلوغ تلك الليلة في صباح اليوم التالي وبعد أن تنتهي بظهور بعض العلامات.
- حيث تكون الشمس في ذلك اليوم مشرقة بدون أشعة تصدر منها، فيمكن النظر لها دون ضرر.
- كما أن لونها يكون أحمرًا باهتًا، حيث تكون الليلة السابقة صافية ليس بها برودة أو ارتفاع في درجة الحرارة.
فضل ليلة القدر
- ورد عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يتحرى ليلة القدر في الليالي الوترية من الثلث الأخير في شهر رمضان.
- وذلك لما ثبت عن هذه الليلة من عظيم الأجر والثواب لمن يستغلها الاستغلال الأمثل ولا تفوته تلك الليلة.
- ذكر القرآن الكريم فضل تلك الليلة في آية من سورة تحمل اسم تلك الليلة، وقال عز وجل أنها تعادل ألف شهر.
- أي ما يساوي 83 سنة و4 شهور، ويعود فضل تلك الليلة لنزول القرآن الكريم على نبي الله محمد بأول آيات سورة العلق.
- من قدر تلك الليلة أنه من يصادفها ويدعو الله سبحانه وتعالى فيها، سوف يحقق له المولى عز وجل ما يتمنى.
دليل أن ليلة القدر لا تأتي في ليلة شفعية
- قال صلى الله عليه وسلم “تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان”.
- وفي حديث آخر “أرى رؤياكم في العشر الأواخر، فاطلبوها في الوتر منها”.
- فكلا الحديثين وعدة أحاديث أخرى تبين أن ليلة القدر لا تكون شفعية وتأتي في الليالي الوترية فقط.
- وبالتالي قد تكون ليلة القدر واحدة من خمس ليالي، إما ليلة 21 أو 23 أو 25 أو 27 أو في الليلة 29 من الشهر الكريم.
- وتبتعد عن ليالي الشفع التي قد تكون أربع ليال أو خمسة، على حسب اكتمال الشهر أو نقصانه.
- ورغم ذلك رأى بعض فقهاء الدين أن ليلة القدر قد تأتي شفعية كما تأتي وترية.
- وقالوا إن الحجة على ذلك هو أن ليالي الشفع والوتر عندما يكون الشهر كاملًا أو ناقصًا تكون مختلفة.
- بمعنى أنه عند اكتمال الشهر تكون الليالي الوترية شفعية إذا تم الأخذ في الاعتبار الأيام المتبقية.
- ولكن تم الرد على هذا الرأي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يذكر في أحاديثه عن ليلة القدر حالات احتمالية اكتمال الشهر أو عدم اكتماله.
- ولذلك يريد الناس علم ما هي ليالي الوتر في العشر الأواخر من رمضان ليدركوا تلك الليلة ولا تفوت عليهم.
- ويمكن القول إنه سواء كانت ليلة القدر وترية أم شفعية فجميعها أيام مباركة يجب على المسلمين اغتنامها وعدم تفويتها بسهولة.
الحكمة من عدم توضيح وقت محدد لليلة القدر
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عن ليلة القدر” التمسوها في كل وتر”.
- وفي رواية أخرى “التمسوها في العشر الأواخر”، فالحديث الأول قام ذكر رسول الله فيها ميقات معين لليلة القدر.
- وعلى العكس في الحديث الثاني كان أشمل وذكر أن تحري تلك الليلة يكون في آخر عشر ليال من الشهر الفضيل.
- وإنما ورد ذلك الاختلاف لحكمة يريدها المولى عز وجل، والتي تتمثل في حث المسلمين على التعبد في كل الليالي الأخيرة.
- فإن تم تخصيص ليلة بعينها سوف يغفل الناس عن باقي الليالي، وهذا غير مرغوب وحتى يتقرب الناس لله أكثر بالعبادة.
- ولأن الهدف من تعظيم ليلة القدر هو نزول القرآن فيها، فقد يكون هذا الاختلاف نتيجةً لعدم نزول القرآن بالكامل على رسول اللّه بها.
- بمعنى أن القرآن نزل عليه على فترات، وبالتالي لم يتم تخصيص وقت معين لليلة القدر حتى لو كان نزول أول القرآن بها.
- أي أن الغرض بشكل عام هو اختبار المسلمين لكي يلتمسوا تلك الليلة دائمًا دون ملل ويقوموا باستغلالها بالشكل الأمثل.