إقتصاد إسلامي

محاولات صياغة نماذج متكاملة للمصارف الإسلامية

لايمكن أن ننكر الجهود التطبيقية والفكرية ضمن مجال الاقتصاد والمصارف الإسلامية، ومن أهم النماذج التي تم العمل عليها في هذا المجال، نموذج الدكتور أحمد النجار الذي يتبنّى إنشاء بنك إسلامي بلا فوائد، ثمّ نموذج الدكتور محمد نجاة الله صديقي وهو نموذج بحثي أكثر مما هو تطبيقي، وكل منهما ينفرد بتصوّرات مختلفة للمصارف الإسلامية.

نموذج النجار في المصارف الإسلامية:

يقوم هذا النموذج على اعتبار الدين في كافة أنحاء العالم الإسلامي الضابط الأساسي للسلوكات والمعاملات، ويؤكد أهمية النقود في حياة الناس، إضافة إلى خطورة التعامل بها، من حيث السلوكات المتّبعة في ذلك.
كم يهدف إلى التشارك من قِبل جميع أفراد المجتمع الإسلامي، في تكوين رؤوس أموال بطرق مشروعة، من خلال تعليم الناس أساليب الإنفاق وهو مايُسمى بالتربية الادخارية، إضافة إلى التربية الائتمانية التي تُعين الأفراد على معرفة كيفية استخدام القروض وحالات اللجوء إليها، إضافة إلى التشجيع على الاستثمار بمواجهة العوائق التي تقف أمامه. ويقوم نموذج النجار على أساس المشاركة واللامركزية، ويتضمّن حسابات الادخار، وحسابات المشاركة، إضافة إلى صناديق الخدمات الاجتماعية، ويتعامل بالقروض الحسنة غير الاستثمارية، وقروض المشاركة الاستثمارية.
ويتحدّد نجاح هذا النموذج باتباع سياسات ائتمانية وادخارية هادفة، وتنمية الوعي الادخاري من خلال استثمار الودائع، إضافة إلى تقوية العلاقات بين البنك والسلطات المحلية في البلد، لدعم البنوك وتكفّلها من قِبل السلطات المحلية في مجال الادخار، كما يجب إيجاد موظّفين مؤهلين للعمل في هذا المجال، وقادرين على تحمّل المسؤوليات.

نموذج صديقي في المصارف الإسلامية:

يتحدّد منهج هذا النموذج بأن الاقتصاد الحديث يقوم على الخدمات الأساسية التي يقدّمها النظام المصرفي، ويمكن العمل بنظام مصرفي إسلامية دون الحاجة إلى التعامل بالفوائد، وتحريم الربا أساس لنجاح البنوك والمصارف الإسلامية. ويعتمد هذا النموذج على التعامل بمعاملة المضاربة على مرحلتين، فالتعامل الأول يكون بين العميل والبنك، فيودع العميل المال في البنك، وتتم الموافقة على العمل بالمال من قِبل البنك، مقابل التشارك في الربح وعدم ضمان البنك للمال في حالة الخسارة، إلّا في حالات التقصير من جهة البنك.
وتكون المرحلة الأخرى بين البنك والمستثمر، الذي يأخذ المال من البنك بعقد مضاربة، والاتفاق على التشارك في الربح العائد من المال، وعدم ضمان العميل للمال حال الخسارة، إلّا في حالات الإهمال، ويتم العقد بناءً على ضوابط ومعايير شرعية إسلامية. وبناءً على الفكرة الأساسية لنموذج صديقي في المصارف الإسلامية، تمّ تصنيف أعمال البنك الإسلامي، إلى الخدمات بأجر، واستثمار الأموال، وقبول الأموال والخدمات المجانية.

السابق
موقف المسلمين من الفائدة المصرفية والسلم
التالي
مواقف المسلمين من النموذج المصرفي الأوروبي

اترك تعليقاً