الامارات

مرض الصدفية

مرض الصدفية

مرض الصدفية

تندرج الصدفية ضمن قائمة الأمراض الجلدية عند الإنسان، فهي تؤدي إلى ظهور بقع حمراء ومتقشرة تكسوها قشرة فضية اللون، ويشيع ظهور هذه البقع على مناطق المرفقين والركبتين وفروة الرأس وأسفل الظهر، بيد أنها قد تظهر على أي مكان في جسم الإنسان، ويكون حجم تلك البقع صغيرًا عند معظم الناس، وقد تسبب الألم والحكة لديهم. ولا تقتصر الإصابة بالصدفية على عمر معين بحد ذاته؛ إذ يحتمل أن تصيب الرجال والنساء على حد سواء مهما كان عمرهم، وتبدأ أعراضها عادة عند البالغين ممن تقل أعمارهم عن 35 عامًا، وتتفاوت شدة أعراض الصدفية بين مريض وآخر؛ إذ يعاني بعضهم من تهيج خفيف في الجلد، أما بعضهم الآخر فتؤثر أعراض المرض على نوعية حياتهم، وعلى العموم، تعرف الصدفية بأنها مرض مزمن يصيب الإنسان لمدة طويلة يتخللها بعض الأوقات التي تتراجع فيها الأعراض، ثم يليها أوقات تشتد فيها الأعراض وتصبح أكثر حدةً.

أنواع مرض الصدفية

توجد عدة أنواع من مرض الصدفية عند الإنسان، وتتفاوت تلك الأنواع فيما بينها من حيث شدتها وشيوعها بين الناس، وهي تشمل عمومًا كلًا مما يلي:

  • الصدفية اللويحية: تتسم الصدفية اللويحية بأنها أكثر أنواع الصدفية شيوعًا بين الناس، ويعاني المصاب بها من ظهور لويحات أو آفات جلدية جافة وحمراء اللون، وتكون تلك اللويحات مغطاة بقشور فضية اللون، ويحتمل أن تسبب أعراض الحكة والألم عند الشخص. وتظهر الصدفية اللويحية على أي بقعة في جسم الإنسان؛ بما في ذلك الأعضاء التناسلية والأنسجة داخل الفم عند المريض.
  • صدفية الأظافر: يصيب هذا النوع أساسًا منطقة الأظافر في القدمين واليدين عند الإنسان، ويسبب تغير لونها ونموها نموًا غير طبيعي، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات خطيرة مثل تفتت الأظافر.
  • الصدفية النقطية: يشيع هذا النوع تحديدًا بين الشباب والأطفال، ويرجع عادة إلى إصابة المريض بعدوى بكتيرية، ويتسم بظهور آفات قشرية صغيرة مثل النقط على الجلد في مناطق الجذع والساقين والذراعين، وتختلف هذه الآفات عن الأنواع السابقة بقشرتها الرقيقة وقلة سماكتها مقارنة ببقية أنواع الصدفية.
  • الصدفية المُحمرة للجلد: يعرف هذا النوع بأنه أقل أنواع الصدفية شيوعًا بين الناس، وتتجلى أبرز أعراضه في طفح جلدي أحمر اللون ومتقشر، يترافق غالبًا مع الإحساس بحكة وحرقان في الأماكن المصابة.
  • التهاب المفاصل الصَدفي: يعاني المريض بالتهاب المفاصل الصَدفي من التهاب الجلد المترافق مع تورم المفاصل وآلامها، وفي بعض الحالات، تكون أعراض المفاصل وآلامها هي الأعراض الوحيدة للصدفية، وقد تتفاوت شدتها بين الخفيفة والحادة، ويحتمل أن تصيب أي مفصلٍ في جسم الإنسان. وعلى الرغم أن التهاب المفاصل الصَدفي ليس له تأثيرات معطلة لحياة المريض مقارنة بسائر أنواع التهاب المفاصل، فإنه يسبب تيبسها وتلفها التدريجي المؤدي في بعض الحالات إلى إصابتها بالتشوه الدائم.

أعراض مرض الصدفية

تعتمد أعراض الصدفية وشدتها في المقام الأول على نوعها، فهي تكون إما عامة تغطي معظم مناطق الجسم، وإما محدودة تظهر على مناطق معينة مثل المرفقين او فروة الرأس، وتتضمن الأعراض الشائعة لمرض الصدفية كلًا من الأمور التالية:

  • ظهور بقع حمراء اللون وملتهبة على الجلد.
  • ظهور قشرة فضية اللون أو بيضاء تكسو البقع الحمراء.
  • الإحساس بالألم حول منطقة ظهور البقع.
  • الإحساس بالحكة والحرقان حول البقع.
  • تورم المفاصل عند المريض والإحساس بألم فيها.
  • جفاف الجلد حول البقع وإمكانية نزيفه.
  • زيادة سمك الأظافر.

وليس من الضروري أن يواجه المرضى جميعهم الأعراض ذاتها؛ فقد يواجه بعضهم جزءًا من الأعراض السابقة إذا كانوا مصابين بأنواع أقل شيوعًا من الصدفية، وتحصل الأعراض عند المريض على شكل دورة تبدأ بظهور أعراض حادة تستمر لبضعة أيام او أسابيع، ثم سرعان ما تتلاشى وتغدو غير ملحوظة تقريبًا، ويستمر الوضع على هذه الحالة مدة أسابيع قبل أن ترجع الأعراض مرة أخرى، وفي بعض الأحيان، تختفي الأعراض كليًا عند المريض.

أسباب مرض الصدفية

من المعلوم أن مرض الصدفية يسري في العائلات؛ فيكون الشخص أكثر عرضة للإصابة به إذا كان أحد أفراد أسرته مريضًا سابقًا مثل الأب أو الأم أو الجد أو الأخ، ولا تعدّ الصدفية مرضًا معديًا إطلاقًا، فلا يصاب الشخص بها عند احتكاكه المباشر مع أحد المرضى، ولا تنتقل الصدفية أيضًا عند السباحة مع أحد المرضى أو لمسه مباشرة أو ممارسة الجماع معه. وما يزال العلماء حتى الساعة يعكفون على دراسة الآليات الكامنة وراء تطور المرض عند الإنسان، وقد أدركوا خلال بحثهم وجود دور للنظام المناعي والعوامل الجينية في الإصابة بالصدفية:

  • النظام المناعي: يضم الجهاز المناعي عند الإنسان كريات الدم البيضاء، التي تعرف أيضًا بالخلايا التائية، وتكمن وظيفة هذه الخلايا في وقاية الإنسان من الأمراض عبر مهاجمة مسبباتها العديدة مثل البكتريا والفيروسات، ولكن عندما يصاب الإنسان بالصدفية، يطرأ خطأ معين في وظيفة جهاز المناعة، فتهاجم الخلايا التائية خلايا الجلد في الجسم، مما يتسبب في إنتاج خلايا جديدة تتراكم فوق سطح الجلد لتظهر بعد ذلك بقع الصدفية. وحالما تبدأ الخلايا التائية في مهاجمة خلايا الجلد، فإن هذا الأمر يستمر طوال حياة الإنسان، بيد أن الاستثناء الوحيد هو الصدفية القَطروية guttate psoriasis؛ فهذا المرض لا يصيب الشخص مجددًا بعد المرة الأولى.
  • العوامل الجينية: يسري مرض الصدفية بين أفراد العائلة الواحدة، وقد اكتشف بعض العلماء أن وجود جينات معينة عند الأشخاص يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالصدفية، بيد أن هذا الأمر لا يصحّ على جميع مرضى الصدفية؛ إذ كشف علماء آخرون أن بعض المرضى لا يمتلكون أي جينات تزيد خطر الإصابة بهذا المرض، وهذا الأمر يحتمل أن يعني أيضًا وجود تلك الجينات دون تطورها ومساهمتها في الإصابة، مما دفع العلماء إلى القول بإمكانية تعرض الشخص إلى محفزات معينة قبل ظهور أعراض الصدفية لديه، وتشمل قائمة الأمور المحفزة للإصابة بهذا المرض وتشكل اللويحات على الجلد كلًا مما يلي:
  • التوتر العصبي.
  • إصابات الجلد المباشرة، مثل حروق الشمس الشديدة.
  • الإصابة بالعدوى، مثل بكتريا الحلق.
  • تناول بعض الأدوية.
  • ظروف الطقس المختلفة، سيما الطقسين البارد والجاف.
  • التدخين بشراهة.
  • شرب المشروبات الكحولية.

علاج مرض الصدفية

تقوم العلاجات المستخدمة في مرض الصدفية على تقليل الالتهاب وواستعادة الحالة الطبيعية للبشرة ، وتقسم هذه العلاجات الة ثلاثة أنواع رئيسية منها الأدوية الموضعية أو العلاج باستخدام الضوء أو الأدوية الأخرى ، وفيما يلي تفصيل لكل منها :

  • الكريمات والمراهم الموضعية : ومنها مراهم الكورتيزون والساليساليك أسيد وشبيهات فيتامين د والريتينويد ، كما يمكن استخدام الكريمات المرطبة التي لا تعد علاجًا لمرض الصدفية وإنما بإمكانها التقليل من الحكة والجفاف . ويجدر بالذكر الى ضرورة عدم الاستخدام الطويل للكورتيزون لفترات طويلة لآثارها الجانبية على البشرة .
  • العلاج باستخدام الضوء : حيث يمكن الاستعانة بضوء الشمس لفترات قصيرة مما يساعد في تقليل الالتهابات ، كما يمكن استخدام الأشعة فوق البفسجية أ أو ب تحت إشراف الطبيب.
  • العلاج باستخدام الأدوية : وتستخدم هذه الأدوية في الحالات الشديدة لمرض الصدفية أو في حالات عدم الاستجابة للعلاجات السابقة لما لها من آثار جانبية قوية لذلك تستخدم لفترات قصيرة جدا ومنها الميثوتركسيت والسايكلوسبورين والريتيونويد .
السابق
كيفية التغلب على الشهوة
التالي
تأثير الرطوبة على صحة الإنسان

اترك تعليقاً