الامارات

معنى الوهم

معنى الوهم

ما المقصود بمرض الوهم؟

يصنف مرض الوهم على أنه مرض ذهني أو نفسي يعاني المصاب به من صعوبة في التمييز والتعرف على الواقع، ويعرف الوهم بأنه اعتقاد خاطئ مبني على تفسيرات غير صحيحة للواقع، وكما في جميع الأمراض النفسية؛ قد يرافق مرض الوهم أعراض أخرى لأمراض نفسية أخرى كالاكتئاب والقلق، ويطلق على الحالة بمرض الوهم إن كان الوهم هو أكثر الأعراض وضوحًا لدى المصاب. ويتمسك المصابين بمرض الوهم باعتقاداتهم الخاطئة بالرغم من وجود أدلة قطعية على ثبوت العكس، وقد يتضمن الوهم ظروف واقعية كأن تعتقد بأن جارك أو الشخص الذي يعيش بجوارك يخطط لقتلك، وقد يتضمن أيضًا الوهم أمورًا غريبة كأن تعتقد بأن هنالك قوى خارجية تؤثر عليك وتتحكم بك، وتستثنى من هذه الأشكال الاعتقادات الدينية والثقافية لأنها سائرة بين مجتمع كامل وليس لشخص واحد.

أنواع الوهم

يوجد للوهم أنواع عديدة تحدد تشخيص مرض الوهم، وقد وضعت هذه الأنواع تبعًا لسمة الأوهام التي يعاني منها المصاب:

  • الهوس العشقي: يعاني الشخص في هذا النوع من الاعتقاد الخاطئ بأن شخص أخر يحبه أو يعشقه، والذي يكون في العادة ذو مرتبة اجتماعية أعلى من الشخص المتوهم، ومن أمثلة هذا النوع أن يعتقد الرجل بأن أحد الممثلات تحبه ويستدل على ذلك من حركة يديها له من خلال شاشات التلفاز.
  • هوس العظمة: يعتقد الشخص من خلال هذا النوع بأنه يمتلك موهبة مميزة واستثنائية، أو أنه يتمتع بالشهرة أو الثراء أو حتى القوة بالرغم من عدم وجود أدلة تدل على ذلك، ومثال على ذلك أن يعتقد الرجل بأنه يتمتع بقوى لحماية الكون، ولذلك يؤدي عدة وظائف غريبة يوميًا لحماية الكوكب والكون.
  • وهم الاضطهاد: قد يعتقد الشخص الذي يعاني من هذا النوع أن هنالك أشخاص أخرين يتجسسون عليه، أو أنهم يخدرونه أو يلاحقونه أو يفترون عليه، كما قد يشعر الشخص بأنه يعاني من الغش في كل شيء وأنه لا يعامل كما ينبغي، ومن أمثلة هذا النوع أن يعتقد الرجل بأن رب عمله يخدر ماء الشرب في العمل ليحث العمال الأخرين على العمل بمجهود أكبر.
  • الغيرة: يعتقد الأشخاص من خلال هذا النوع بأن شركائهم غير مخلصين، فمثلًا قد يعتقد الرجل بأن زوجته ترى شخصًا غيره كلما تطلب الخروج من المنزل وأنها تراسله عن طريق شخص أخر مقرب منهما كالبائع أو المحاسب في المركز التجاري.
  • وهم أو اضطراب العرض الجسدي: يعتقد الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع بأنهم يعانون من عطب داخل أجسامهم أو أنهم يعانون من أمراض طبية مزمنة، ومن أمثلته أن يعتقد الرجل بأن هنالك طفيليات تعيش داخل جسمه.
  • المختلط أو غير المحدد: هو أن يعاني الشخص من عدة أشكال من الوهم بحيث لا يمكن تصنيفها ضمن ما سبق، إذ لا تهيمن أي أعراض محددة على الشخص.

ما هي أعراض الإصابة بمرض الوهم؟

يتمثل العرض الرئيسي لمرض الوهم بوجود وهم أو اعتقاد خاطئ واحد أو أكثر يستمر لأكثر من شهر، وقد تكون هذه الاعتقادات غريبة ومستحيلة وتتنافى مع العادات الثقافية المحيطة، وقد تكون أيضًا اعتقادات محتملة الحدوث ولكنها فعليًا لا تحدث، ولا تؤثر هذه الاعتقادات في العادة على حياة الشخص المصاب ضمن الجوانب الأخرى عدا عن الوهم، وبالتالي لا يظهر أيسلوكيات غريبة، وحتى بعد تشخيص الرجل بمرض الوهم يجب أن تقتصر جميع أوهامه في فترة زمنية محددة لا تؤثر على جوانب حياته الأخرى، ولا يحب ربط الأوهام بأي أمراض صحية أخرى أو بأنواع الأدوية التي يتناولها الشخص، وإن ارتبط الوهم بهذه الأمور فحينها لا يجوز تشخيص المصاب بمرض الوهم. وقد تظهر السلوكيات العنيفة والغضب عند الأشخاص المصابين بكل من؛ وهم الاضطهاد، والغيرة، وهوس العشق. ومن المعروف بأن الأشخاص المصابين بمرض الوهم يرفضون الاعتراف بأن أوهامهم غير صحيحة وغير منطيقة، حتى وإن كانوا يعترفون بوجود مرض الوهم وأن المصابين يعانون من نفس الأمور التي يعاني منها.

أسباب مرض الوهم

يعد السبب الرئيسي لمرض الوهم مجهولًا بعد، وكذلك الحال لجميع الأمراض النفسية، ولكن يدرس الباحثين بعض العوامل التي قد تلعب دورًا مهمًا في المعاناة من الوهم وهي كما يلي:

  • الجينات أو العامل الوراثي: هنالك حقيقة تقترح بأن للجينات دور مهم في الإصابة بالوهم، وهي أن مرض الوهم أكثر شيوعًا في العائلة الواحدة التي يعاني أفرادها من مرض الوهم أو الشيزوفرينيا وهو انفصام الشخصية، ولذلك يمكن القول بأن ميول الإصابة بالوهم قد ينتقل من الآباء إلى الأبناء.
  • العامل البيولوجي: يدرس الباحثون علاقة الاضطرابات التي تعاني منها بعض مناطق الدماغ بالإصابة بمرض الوهم، ويعتقد بأن عدم اتزان المواد الكيميائية أو النواقل العصبية في الدماغ قد يؤدي إلى ظهور أعراض الوهم، وتنقل النواقل العصبية الإشارات والرسائل بين خلايا الدماغ، وأن حدوث خلل في النواقل قد يؤدي إلى ظهور أعراض نفسية عديدة.
  • العامل البيئي والنفسي: تشير الأدلة إلى أن الوهم قد ينشئ بسبب التعرض للضغط النفسي والتوتر، ويلعب كل من شرب الكحول وتعاطي المخدرات دورًا أيضًا في الإصابة بأعراض الوهم، ويعد الأشخاص المنطوين على أنفسهم والبعيدين عن النشاطات الاجتماعية والمهاجرين أكثر الأشخاص عرضةً للوهم، وكذلك الأمر عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في البصر أو السمع.

كيف يمكن تشخيص مرض الوهم؟

يلجأ الطبيب في البداية للكشف عن التاريخ المرضي للمصاب وفحصه سريرًا لتشخيصه، إذ لا يوجد أي فحص مخبري للتأكد من الإصابة بالوهم، ومع ذلك قد يطلب الطبيب من المصاب إجراء فحوصات تشخيصية أخرى كفحص الدم وذلك لاستثناء إي عامل طبي أو مرضي من الحالة، إذ يمكن لكل من؛ مرض الزهايمر، والصرع، واضطراب الوساس القهري، والهذيان، وانفصام الشخصية أن يسببان الوهم وأعراضه. وحينها يحول الطبيب الشخص المصاب إلى طبيب أو معالج نفسي إذ يستطيع هؤلاء تشخيص المشاكل النفسية وكيفية علاجها من خلال الجلسات العلاجية وبعض الأدوات المخصصة لذلك. ويشخص الطبيب النفسي الوهم من خلال التعرف على أعراض المصاب وعلى متابعة سلوكياته، ويتضمن تشخيص المصاب بالوهم تحقيق ما يلي:

  • يعاني الشخص من وهم واحد او أكثر لمدة تزيد عن 30 يومًا.
  • لم يشخص المصاب سابقًا بأن من انفصام الشخصية والهلوسة، وإن كان يعاني منها المصاب فهي إذن مسبب الوهم.
  • يجب ألا تتأثر حياة الشخص المصاب بالوهم في جوانبها الأخرى، أي أن الوهم يتمثل في جانب واحد فقط، وأن سلوكياته الأخرى سليمة تمامًا.
  • نوبات الهوس والاكتئاب تكون ذات تأثير قليل المدة بالمقارنة مع الوهم.
  • عدم وجود أي أدوية أو مشاكل صحية نفسية أو جسدية يمكن لومها على الإصابة بالوهم.

ما هو علاج مرض الوهم؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟

يعد علاج مرض الوهم أمرًا صعبًا جدًا، وذلك لان المصابين به لا يعترفون بأنهم مصابين بشيء ولا يرون الدافع المناسب لطلب المساعدة أو العلاج، وهذا يبرر النسبة القليلة للإصابة بهذا المرض، إذ لا تتعدى الإصابة به 0.2% من مجمل السكان، ومع ذلك يوجد طرق علاجية فعالة للتعامل مع هذه الحالة، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن الوهم لا يظهر وحده بل يتزامن مع أعراض نفسية أخرى كالاكتئاب والقلق، وفيما يلي الطرق العلاجية لمرض الوهم:

  • العلاج النفسي: هنالك أبحاث محدودة حول استخدام العلاج النفسي لمرض الوهم، كما أن إشراك المصابين في العلاج النفسي أمر صعب، إذ لا يعترف المتوهم بأنه مصاب، ولذلك لا يثق المريض بطبيبه النفسي، ومع ذلك لا يمكن نفي كفاءة العلاج النفسي في علاج مشاكل الوهم، إذ لا يمكن أن تتوافق الأدوية مع جميع المصابين، ويعد العلاج السلوكي المعرفي أكثر أنواع العلاج النفسي بحثًا ودراسة لعلاج الوهم. وتركز العلاجات الأخرى على تحديد مسبب الوهم المنطقي مثل الإسراع في الحكم وتحديد العلاج المناسب لها، ويعد التدريب ما وراء المعرفي من العلاجات النفسية الواعدة لمعالجة التحيزات المنطقية وتحدي المحتوى الوهمي في المعتقدات. وقد تستخدم العلاجات النفسية الفضول والتعاطف في الكشف عن طريقة تعامل المصاب مع وهمه، ومساعدته على تحديد الإيجابيات والسلبيات المتعلقة بما يعاني منه، كما يساعد العلاج النفسي على التعامل مع الأعراض الأخرى المصاحبة للهم كقلة النوم التي يعاني منها المصابين بوهم الاضطهاد.
  • الأدوية: يوجد شح في الأدلة التي تؤكد فاعلية الأدوية في علاج الوهم، إذ لا يوجد بعد تجارب سريرية عشوائية وهي الحجر الذهبي لأي بحث طبي، ومع ذلك توجد بعض الأدلة التقريرية والدراسات الرقابية التي تدعم فاعلية الأدوية. وتعد الادوية المضادة للذهان الخط الدفاعي الأول ضمن العلاجات الصيدلانية للتخلص من الوهم، وهذا يشمل نوعي الأدوية المضادة للذهان النموذجية والغير النموذجية، والتي تعرف أيضًا باسم الجيل الأول والجيل الثاني من الأدوية المضادة للذهان، وتختلف الأبحاث حول فاعلية النوعين، إذ يظهر البعض منها أن النوع الأول أكثر فاعلية ويظهر بعضها الأخر بان لا فرق بين الإثنين، وتوصف الادوية ذات الجيل الثاني أكثر حاليًا لأن أعراضها الجانبية أقل حدةً. ولا يمكن لهذه الأدوية التخلص نهائيًا من مشكلة الوهم بل تخفف منها بحيث يجعلها أقل أهمية بالنسبة للمصاب والبدء بالاعتراف بأنها غير صحيحة، وتعطي هذه الأدوية ما يلزم للمصاب بممارسة حياته كما ينبغي.

ويجب الأخذ بعين الاعتبار كل من؛ عمر المصاب، والوضع الطبي للمصاب وما إن كان يعاني من أمراض أخرى، والتفاعل مع الادوية الأخرى قبل وصف الأدوية لعلاج الوهم. وقد يحتاج المصاب أيضًا للخضوع للتخطيط القلبي قبل أخذ الأدوية، إذ تزيد هذه الادوية من خطر الإصابة بأمراض القلب، وقد يحتاج المصاب إلى عدة أنواع من الادوية في أنٍ واحد، ومن الشائع جدًا أخذ الأدوية المضادة للاكتئاب بالتزامن مع أدوية الذهان.

ولا يوجد طريقة لمنع الإصابة بمرض الوهم، ولكن يفضل الكشف وتشخيص الإصابة والخضوع للعلاج سريعًا، وذلك لتقليل الضرر الواقع على كل من حياة المصاب، وعائلته، وأصدقائه.

قد يُهِمُّكَ: نصائح للعناية بمريض الوهم

قد تكون من أحد الأشخاص الذين يعتنون بشخص مصاب بمرض الوهم، وعليك التعامل معه كثيرًا، ولذلك نقدم لك بعض النصائح التي قد تساعدك في إتمام هذا الأمر:

  • انتبه لنبرة الصوت: عليك أن تنتبه إلى نبرة الصوت واختيار الكلمات عند التحدث لأحد المصابين بمرض الوهم، وحاول أن تبدو هادئًا وغير هجومي، وعبر عن اهتماماتك وما يقلقك كآراء وليس كأحكام، ويفضل أن تتحدث عنما يقلقك مع المصاب بعد انتهاء حالة الوهم لديه.
  • ابقَ محايدًا: لا تحاول أن تقنع المصاب بأنه يعاني من الوهم وأن ما يعتقده خاطئًا، وذلك لأن هذا الأمر قد يؤدي إلى الجدال والسلوكيات الانفجارية وهذا ما يؤدي إلى انعزال المصاب أكثر فأكثر، وبدلًا من ذلك عليك أن تكون جزءًا من وهمه وأن تتفق معه ضمن ما هو محدود، ويساعد هذا الأمر على فهم مشاعر المصاب وعليك أنت ألا تنخرط كثيرًا في وهمه كي لا تتأثر به.
  • أعطي المساحة: إذا كنت بالقرب من أحد المصابين بالوهم وقد بدأ بالتوهم فعليك حينها إعطائه المساحة الكافية وأن تقيد حركتك لصالحه، وهذا يساعد على التقليل من مخاوفه واضطرابه، وقد يكون هذا الأمر صعبًا بعض الشيء إذ يميل الكثيرين للتدخل مباشرةً وحمايتهم من الوهم، ولكن غالبًا ما ينتهي هذا الأمر بالعنف والعدوانية.
  • احصل على المساعدة والدعم: يمكن أن تساعد المصاب بمرض الوهم بعد انتهاء حادثة وهمهم، من خلال الذهاب معهم إلى الطبيب، ومتابعة جدول أخذهم للأدوية والتأكد منه، ومساعدتهم في إتمام أعمالهم ومهامهم، كما يمكن ممارسة التمارين والمشي قليلًا معهم.
  • ثقف نفسك: تحدث مع طبيب نفسي حول مرض الوهم وتعلم كيفية تقديم المساعدة للشخص الذي تعتني به، وحدثه عن إمكانية وخيارات العلاج والأدوية، كما يمكنك ان تناقش معه احتمالية الخضوع للعلاج ضمن منشأة صحية تشمل الإقامة الجبرية فيها، وأخيرًا عليك التعرف على أنواع الوهم وكيفية تشخيصه.
  • كن مشجعًا ومحفزًا: شجع الشخص المصاب على إتباع تعليمات العلاج وأخذ الدواء كما هو موصوف، وحفزه على الاشتراك ببرامج علاجية أو الذهاب لرؤية الطبيب بين الحين والأخر، وساعده على فهم فوائد المواكبة على العلاج والأدوية وأعلمه بأنه ليس وحيدًا.
  • تعلم إدارة الأزمات: إذا تعرض المصاب لأزمة ما عليك الذهاب به إلى المستشفى ولكن بعد أخذ الموفقة منه أولًا، وفي حال رفض الذهاب وكان الأمر ضروريًا جدًا عليك إتباع التدابير الإلزامية من دون موافقته وذلك لكيلا يؤذي نفسه، وعليك التأكد من أن المستشفى مكان أمن وأن الإقامة به لن تدوم طويلًا، وأخيرًا قد تضر للاتصال برقم الطوارئ في حال كان الأمر خارج عن السيطرة ويتطلب التدخل الطبي الطارئ.

ولكن ماذا يمكن أن تفعله أنت بعد أن تكتشف بأنك مصاب بمرض الوهم وكيف يمكنك التعامل مع نفسك، وفيما يلي النصائح إليك في هذه الحالة:

  • احصل على المساعدة من الأصدقاء والعائلة.
  • تعلم أن تتعامل مع الضغط النفسي.
  • اهتم بصحتك الجسدية من خلال تناول الأطعمة المناسبة والابتعاد عن العادات الخاطئة والنوم جيدًا.
  • تأكد من الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية التي تتناولها.
  • تواصل مع طبيبك أو معالجك النفسي.
السابق
التخلص من وسواس السرطان
التالي
الأعراض الانسحابية للأدوية النفسية

اترك تعليقاً