الامارات

التخلص من وسواس السرطان

التخلص من وسواس السرطان

وسواس السرطان

يجلب تشخيص السرطان الكثير من الأسى للمريض، وعائلته، وللأفراد المقربين منه، وقد يُعاني المصابون به من الاكتئاب، والحزن العميق، والقلق الشديد، وربما الخوف أيضًا؛ وذلك بسبب الطبيعة القاسية التي يشتهر بها مرض السرطان عن سائر أنواع الأمراض الأخرى، وقد يُحاول المصابون بالسرطان وضع بسمة على وجوههم؛ لإقناع من حولهم بأنهم على ما يرام، لكن الأمور قد تسلك مسلكًا آخر أكثر بؤسًا نتيجة للخوف والقلق اللذان يُراودان مرضى السرطان؛ إذ يُمكن لبعضهم أن يرفضوا تناول الطعام والشراب ويفقدوا القدرة على إيجاد المتعة في الأمور التي كانوا يرونها ممتعة من قبل، كما قد يصل البعض منهم إلى حد التفكير بالانتحار أحيانًا، لكن الخوف من السرطان لا يوجد فقط عند المصابين بالسرطان فحسب، بل إن بعض الأفراد العاديون قد يُصابون بحالة من الخوف الشديد من السرطان إلى درجة الوسوسة والهلع بمجرد التفكير بالسرطان، ومن الجدير بالذكر أن بعض المصابين بالسرطان يُصبحون على قدرٍ عالٍ من الخوف من درجة إصابتهم بنوبات الذعر أو الهلع، التي قد تستمر لمدة 10 دقائق أحيانًا والتي قد يُصاحبها تسارع في ضربات القلب، وضيق في النفس، وتعرق شديد، ورجفان أيضًا.

علاج وسواس السرطان

أشارت بعض الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا إلى خشية ثلث السكان تقريبًا من السرطان أكثر من خشيتهم من أي مرضٍ آخر، كما أفصحت بعض الدراسات عن وجود خوفٍ شديدٍ للغاية من السرطان عند 5-10% من السكان، ولقد أعاد الباحثون هذه الأرقام إلى الخوف الذي يشعر به الناس تجاه العلاجات القاسية ونسب الوفاة العالية المرتبطة بالسرطان، ومن المثير للاهتمام أن الكثير من الدراسات كشفت أن الأفراد العاديين ينظرون إلى السرطان على أنه عدوٌ لهم وليس مرض بحد ذاته، وهذا الأمر أرجعه البعض إلى الطبيعية المخادعة والخبيثة التي يتميز بها السرطان عن باقي أنواع الأمراض، ولقد حاولت الكثير من الدراسات إيجاد حلولٍ أو استراتيجيات عملية لعلاج مشكلة الخوف الشديد من السرطان لدى عامة الأفراد، ومن بين أبرز هذه الحلول ما يلي:

  • حماية النفس من السرطان: وجدت الكثير من الدراسات أن بإمكان المصابين بوسواس السرطان أن يقللوا من حدة مخاوفهم عبر تجنب العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان؛ كالتركيز على تناول الأطعمة الصحية وممارسة التمارين الرياضية، كما يجب أيضًا إقناع المصابون بوسواس السرطان بضرورة التوقف عن الخوف من السرطان؛ وذلك لأن هذا الأمر هو كافٍ بحد ذاته لزيادة حدة التوتر، الذي يُعد أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، لكن المشكلة حينئذ قد تتطور إلى خوف أو قلق الفرد تجاه الخوف نفسه الذي يُعاني منه السرطان، وهذا الأمر قد يمنع الكثيرين منهم من إجراء الفحوصات الخاصة بالكشف عن السرطان؛ بسبب قلقهم من التفكير بالسرطان أثناء إجراء الفحوصات.
  • إجراء فحوصات الكشف عن السرطان: تكمن المشكلة هنا أن بعض الأفراد يرفضون الذهاب إلى الطبيب لإجراء فحوصات السرطان؛ لخشيتهم أن يكونوا مصابين فعلًا بالسرطان، وفي الحقيقة يزداد رعبهم كثيرًا أثناء فترة انتظارهم لنتيجة الفحص بالذات، بل إن بعض الأفراد يشعرون بالرعب من الاستجابة للمكالمة الهاتفية القادمة من مكتب الطبيب أو المختبر لإخبارهم بنتيجة فحوصهم، لكن شعورهم بالخوف يتبدد حالما يخبرهم الطبيب بأن فحوصاتهم تشير إلى عدم إصابتهم بالمرض، لذا، لا بد من إجراء الفحوصات من أجل التغلب على الخوف من السرطان على الرغم من شدة المخاوف التي قد يتعرض لها الأفراد أثناء الفحوصات.
  • الثقة بالأطباء والروحانيات: يجب على المصابين بوسواس السرطان وضع ثقتهم بالأطباء والخبراء الذين يمتلكون ما يكفي من الخبرة لتشخيص السرطان وعلاجه إذا اقتضى الأمر ذلك، كما من الضروري كذلك الرجوع إلى الاعتقادات الروحانية أو الدينية التي يؤمن بها الفرد؛ فالكثير من الأفراد يؤمنون بأن أقدارهم ليست بيدهم أو بيد أي مخلوق آخر، وإنما فقط بيد خالقهم، وهذا الأمر أثنت عليه الكثير من الدراسات ورأت فيه أحد الحلول العملية القادرة على تبديد الخوف من السرطان.
  • تجاهل السرطان: يلجأ بعض المصابين بوسواس السرطان إلى تجاهل موضوع السرطان تمامًا، وقد يرد على ألسنتهم مقولاتٍ دالة على الكثير من اللامبالاة، مثل” الجهل نعمة” أو “لا مجال للقلق من الأمور التي لا تعلم عنها شيئًا”، وعادةً ما يستخدم المصابون بوسواس السرطان هذه المقولات كحجة لتجاهل إجراء فحوصات الكشف عن السرطان، وتشير الدراسات إلى شيوع هذا الأمر أكثر بين سكان الدول النامية والفقراء عمومًا.
  • الحصول على الاستشارات النفسية: باستطاعة الأطباء النفسيين المساعدة في علاج الأفراد المصابون بحالة خوف شديدة من السرطان أو من علاجات السرطان، وهناك الكثير من الأساليب النفسية وربما الدوائية التي يُمكن لبعض الأطباء النفسيين الاستعانة بها لتخفيف حدة وسواس السرطان.

علاج الخوف من الإصابة مجددًا بالسرطان

يُصاب البعض بالسرطان ثم يخضعون إلى العلاجات الخاصة بمحاربة المرض حتى الشفاء تمامًا في النهاية، لكن البعض منهم يُصابون بحالة من الخوف الشديد من إصابتهم مجددًا بالسرطان، وعادةً ما ينصح الأطباء هؤلاء الأفراد بالتأقلم مع مخاوفهم عبر الحديث مع الأقرباء وأفراد العائلة عن هذه المخاوف، بالإضافة إلى إيجاد طرقٍ فعالة لتشتيت التفكير بالإصابة بالسرطان مجددًا، وقد يكون من المفيد كذلك الاستعانة ببعض الأمور، مثل:

  • ممارسة أساليب التأمل الروحي.
  • الخضوع لجلسات التدليك والمساج.
  • تعلم آداء أساليب التنفس العميق.
  • تجربة جلسات الإبر الصينية.
السابق
التخلص من الضغط النفسي
التالي
معنى الوهم

اترك تعليقاً