هل تجوز صلاة الاستخارة بعد الفجر
- صلاة الاستخارة مكروهة في أوقات النهي ( الفجر و العصر )؛ وقد نص العلماء على أنها لا تستحب في العصر ولا عند الفجر، وإجمالا فقد حدث: إذا كان يتوضأ في هذه الأوقات، فله أن يصلي ركعتي الوضوء؛ ويكره فيها صلاة الاستخارة ( الفجر والعصر).
معنى الاستخارة
صلاة الاستخارة لغويا واصطلاحيا:
- الاستخارة في اللغة: البحث عن الخير في شيء ما وقيل: استخير الله يختار لكم.
- ومعناها الاصطلاحي: طلب الاختيار أي: طلب صرف الهمة لما اختاره الله أولاً وذلك بالصلاة أو الدعاء الوارد في الاستخارة.
وهي: طلب الخيرة في شيء، وهو فعل من الخير أو الخيرة – بكسر الأول وفتح الثاني بثقل العنب واسم من قول بأنه خار الله له، واستخار الله اي طلب من الله الخيرة؛ وخار الله له: أي أعطاه ما هو خيرًا له، والمقصود : طلب خير الأمرين لمن احتاج أحدهما.
حكم صلاة الاستخارة
- انها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم: فعن جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل:
- ( اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمي حاجتك) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه.
أهمية صلاة الاستخارة وحكمها ومشروعيتها
- غالبًا ما يتشتت الانسان بين أمرين من أمور الحياة ولا يعرف ماذا يختار منها وأيا منها أفضل له؛ على سبيل المثال، إذا قبل شيئًا ما أو رفضه، أو ارتبك في الاختيار بين أمرين، لكنه لا يعرف أيهما أفضل له؛ فانه يلجا الى الله سبحانه وتعالى يختار له أفضل أمور حياته؛ وهي تسليم العبد، الأم، لله- تعالى-، واللجوء إليه- سبحانه- للجمع بين خيري الدنيا والآخرة؛ وهو ما نسميه صلاة الاستخارة .
وصفها وكيفيتها
- أن يصلي ركعتين مثل صلاة النافلة
- وأن يقرأ في كل ركعة أول الكتاب وما هو تيسر من القرآن
- ثم يرفع يديه بعد السلام الأخير، ويستدعى الدعاء الوارد فيه
دعاء الاستخارة
- وهو:” اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فأنت تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب:
- اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر وهو (يسمي حاجته تحديدا من زواج أو سفر أو أي شيء آخر) خيرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإذا علمت أن هذا الأمر وهو (يسمي حاجته تحديدا من زواج أو سفر أو أي شيء آخر) شرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به.
- أما عن حكم الاستخارة فهي مندوبة، فهي ليست بواجبه كما قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم حيث:
- يستحب صلاة الاستخارة لمن يهمه الأمر، سواء كان ذلك ظاهرا خيرا أم لا؛ والرسول عليه الصلاة و السلام يعلمنا الاستخارة في كل شيء.
- بسم الله الرحمن الرحيم: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون).
أوقات النهي لصلاة الاستخارة
هناك أوقات تكره فيها صلاة الاستخارة وهي
- حيث أنه بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس بمقدار رمح من الأوقات التي يكره صلاة الاستخارة بها.
- وفترة الوسط للشمس في السماء قبل الزوال- الظهر، كذلك من الأوقات المكروه كذلك.
- وبعد صلاة العصر حتى غروب الشمس. أي: إذا تميل الشمس إلى الغروب، فإذا ابتعد عن تلك الأوقات، جاز لها أن يصليها متى شاء.
وقد حدد بعض العلماء أوقات النهي عن صلاة الاستخارة خمس مرات، وهي:
- كذلك بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس بمقدار رمح، من الأوقات المنهي عنها لأداء صلاة الاستخارة.
- وعند الظهيرة حتى تزول الشمس
- وذلك في منتصف النهار قبل أن تزول الشمس بنحو خمس دقائق أو قريبًا منه
- و من بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس
عن أبي سعيد رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس، ولا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس).
وروى مسلم عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: قلت: يا نبي الله أخبرني بما علمك الله وأجهله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صل صلاة الفجر، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس أي حتى ترتفع الشمس، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة رائعة حتى يستقل الظل بالرمح، ثم أقصر عن الصلاة، فانه حينئذ تسجر جهنم، فإذا أقبل الفيء فصل، فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر، ثم أقصر عن الصلاة حتى غروب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار.
ويشار إلى أن الحكمة من النهي اجتناب مشابهة المشركين الذين يسجدون للشمس عند طلوعها ترحيبا وفرحا بها والسجود لها إذا غربت ووداعها، والرسول صلى الله عليه وسلم حرص على أن يغلق كل باب يؤدي إلى الشرك، أو أن يكون فيه مشابهة للمشركين، والنهي عند قيامها واستوائها في وسط السماء حتى تزول، فلأنه وقت تسجر فيه النار، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلا بد من الإمساك عن الصلاة في هذه الأوقات.
أفضل وقت لصلاة الاستخارة، الثلث الأخير من الليل وقبل صلاة الفجر، لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له, من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له).
معرفة نتائج الاستخارة
- علي المستخير بعد ذلك ألا يستعجل نتيجة صلاة الاستخارة، ولا يشترط على طالب الاستخارة رؤية تدل على الخير والشر في الأمر المستخار من أجله وهو يفوض الأمر إلى الله عز وجل، ويعلم أنه إذا كان خيراً فالله تعالى ييسره له، وإذا كان شرا فيصرفه الله عنه، وعليه أن يقبل ما يختاره الله له.
- لا ينبغي للمسلم أن يكتفي بأداء صلاة الاستخارة مرة واحدة، بل يجب أن يعيدها عدة مرات، كما فعل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عندما أراد أن يكتب الحديث: (ظل يستخير الله تعالى شهرًا كاملً).
