الامارات

هل ترتبط سعادتك بصحتك

هل ترتبط سعادتك بصحتك

السعادة

السعادة هي حالة تجعلك تشعر بجمال الحياة من حولك، وتشعر بالامتنان على نعم الله عليك، وقد سعى العديد من الفلاسفة وعلماء النفس إلى إيجاد تعريف منطقي لهذه الحالة، وقد أنشئ في نهاية القرن الماضي فرع مخصص من علم النفس يعرف باسم “علم النفس الإيجابي”، ويهدف هذا الفرع لدراسة السعادة وكل ما يتعلق بها، ولا تتعلق السعادة بأن تكون بمزاج إيجابي فقط، بل هو حالة رفاهية تجعلك تعيش حياة مليئة بالأهداف والالتزام العميق، بحيث تكون حياتك ذات معنى، وللسعادة تأثير على الصحة لا محالة، إذ تقترح العديد من الدراسات أن السعادة تحسن من صحتك الجسدية، وهذا الأمر يشمل أجهزة الجسم المختلفة؛ مثل جهاز الدورة الدموية، وجهاز المناعة، وبالتالي فإن للسعادة دور في تقليل الالتهابات وارتفاع ضغط الدم لديك، ويعتقد أيضًا أنها عامل مهم في زيادة عمرك الافتراضي، ويعد السعي وراء السعادة هدفًا عالميًا، إذ تؤكد الدراسات بأن معظم الأشخاص حول العالم يعتبرون السعادة أمرًا مهمًا أكثر من الثروة المادية.

هل هناك علاقة بين السعادة والصحة؟

يرتبط شعورك بالسعادة بصحتك ارتباطًا وثيقًا، فلا بد أنك سمعت بأن “الضحك أفضل دواء”، ومؤخرًا بدأت الأبحاث العلمية تؤكد العلاقة بين السعادة والصحة، وقد ساعد علم النفس الإيجابي في التعرف على عوامل السعادة والصحة وعلى تسهيل العيش بصحة وإيجاد معنى للحياة وتقليل الضغط النفسي، وقد وضح مؤسس علم النفس الإيجابي أن الخبرات الحياتية التي تبعث المشاعر الإيجابية تبدد المشاعر السلبية سريعًا، إذ تعمل القيم الفضلى كمصد للمصائب وللمشاكل والاضطرابات النفسية، وما زالت الأبحاث تدعم هذه النظرية، وفيما يلي بعض الدراسات المهمة حول علاقة السعادة بالصحة:

  • السعادة وطول العمر الافتراضي: أجريت دراسة على عدة راهبات لتحديد دور السعادة على طول الحياة، وقد لوحظ بأن 90% من الراهبات السعيدات عشن إلى سن 85 سنة، بينما 34% من الراهبات الأقل سعادة عشن لهذا السن، وليس هذا فحسب بل وصل سن الراهبات الأكثر سعادة إلى سن 94 سنة، ومن هنا يمكن القول بأن للسعادة تأثيرًا إيجابيًا على طول العمر، وقد اختيرت الراهبات لهذه الدراسة بسبب نظام حياتهن المنتظم والمشترك فيما بينهن.
  • السعادة والزواج: تظهر أبحاث أخرى ترابطًا وثيقًا بين السعادة والرضا في الحياة الزوجية، وفي إحدى الدارسات ركز الباحثون فيها على مقارنة ألبوم الصور السنوي للمتزوّجين وملاحظة سعادتهم فيها، والتنبؤ فيما إن كان الزواج مستمرًا أم لا، ومجددًا كان الأكثر سعادة في الصور ما زالوا متزوجين وسعيدين بزواجهم ولمدة تزيد عن 30 سنة، ويرتبط الزواج السعيد بتحسين الصحة المناعية وصحة جسمك كاملةً.
  • السعادة والتفاؤل: تظهر الأبحاث أن الأشخاص المتفائلين يعيشون لفترة أطول، ويجب التنويه إلى أن التفاؤل يختلف عن المشاعر الإيجابية، ولكنه مرتبط بها بشدة، ويشمل التفاؤل في كثير من الأحيان السعادة، إذ يحرص الشخص المتفائل على دعم نفسه وإنجازاته، ويبقى على يقين بأن هذا الحدث يمهد لحدث إيجابي آخر، وبالمجمل يمكن ربط السعادة بالصحة من خلال التفاؤل.
  • السعادة والصحة: تظهر الدراسات الاستقصائية أن 65% من الأشخاص يفضلون السعادة على الصحة الجيدة، بالرغم من أن كليهما أمران مهمان جدًا، فلا توجد صحة جيدة من دون سعادة، ولا سعادة من دون صحة جيدة، وهنالك أدلة علمية كثيرة على أن عدم السعادة والإحباط والقلق والتوتر والضغط، جميعها تؤدي إلى إضعاف الصحة الجسدية من خلال إضعاف الجهاز المناعي، وزيادة الالتهابات المؤدية إلى الإصابة بالعديد من الأمراض.

نصائح لتزرع السعادة في حياتك

لا بد وأنك كما الجميع تسعى إلى السعادة، لذلك سنقدم لك فيما يلي بعض النصائح التي قد تساعدك على زرع السعادة في حياتك:

درب عقلك على أن يكون أكثر إيجابية

يتمتع عقلك بقدرة على تذكر الأمور السلبية كغريزة للبقاء، وتلك القدرة على استرجاع الذكريات السيئة في حياتك ستؤدي بك إلى الحزن والقلق، ولذلك عليك تدريب عقلك على أن يكون أكثر إيجابية، وذلك لا يعني أن تبتسم دائمًا فرحًا في كل الظروف، بل من خلال التنبؤ بالأشياء الإيجابية وملاحظتها من حولك، والامتنان على وجودها، الأمر الذي يساعدك بشدة على الحصول على السعادة المطلوبة، وقد أثبتت الأبحاث أن الامتنان يزيد من المشاعر الإيجابية لديك، كما أنه يقلل من الاكتئاب، ويحسن علاقاتك مع الآخرين، ويقوي جهازك المناعي، وفيما يلي بعض الأمور التي يمكنك من خلالها زراعة السعادة في نفسك من خلال الامتنان:

  • قدم الشكر الخالص للآخرين: قدم الشكر سريعًا لمن يحاول تسهيل يومك عليك، وهو ما سوف يساعدك على تحسين مستوى سعادتك وشعور الآخرين بالطمأنينة تجاهك.
  • حافظ على مدونة تفاؤليّة: يساعد تدوينك للأمور الإيجابية في حياتك والتي تحصل معك خلال يومك على زيادة مستوى السعادة لديك، وهذا ما تثبته الأبحاث التي تؤكد أيضًا أن لهذا الأمر تأثيرًا فوريًا على سعادة الفرد.
  • احصِ النعم من حولك: ابدأ بتذكر كل ما هو جيد حولك، واعتبر هذا الأمر عادةً من الآن فصاعدًا، ويشمل هذا الأمر تذكر الأشخاص الجيدين، والتجارب الجيدة، والمواقف الإيجابية التي تعرضت لها في الوقت الحاضر والماضي، سواء أكانت كبيرة أو صغيرة، فعلى سبيل المثال؛ يمكنك تذكر الأشخاص الذين يهتمون بك، أو المكان الذي يحتويك وهكذا.
  • اكتب رسالة شكر: فكر في شخص ساهم في تغيير حياتك ولكنك لم تشكره كما ينبغي، وابدأ بكتابة رسالة شكر له تظهر فيها التغيرات التي حدثت بسببه ثم أرسلها له، ويمكنك قراءتها مباشرة له إن استطعت، ولاحظ بعدها الشعور بالسعادة الذي يضفيه هذا الأمر عليك.
  • ابحث عن الأمور الإيجابية في الأحداث السلبية من ماضيك: فحتى أصعب الظروف قد تعلمك الكثير من الدروس الإيجابية، ولذلك أعد صياغة الأحداث السلبية التي مرت بك في حياتك وجد ما تعلمته منها من خبرة وحكمة وعاطفة، وهذا الأمر يساعدك بشدة على الشعور بالسعادة.

استمتع بعلاقاتك

تعد العلاقات الاجتماعية إحدى أهم مصادر السعادة في حياتك، إذ تؤكد الدراسات التي أُجريت على الأشخاص السعداء هذا الأمر، إذ لوحظ بأن الشخص السعيد يتمتع بدائرة داعمة أكبر من الأصدقاء والعائلة، وكذلك الأمر في الحياة الزوجية والاجتماعية، ولذلك تعد رعايتك لعلاقاتك أحد أفضل الاستثمارات العاطفية، ولذلك ابنِ علاقاتك بصورة جيدة لكي تتمتع بمشاعر إيجابية، وفيما يلي بعض النصائح التي تجعلك تبني علاقات جيدة مع الآخرين:

  • ابذل جهدًا واعيًا للبقاء على تواصل مع من تحب: فقد تعاني من حياة مليئة بالمشاغل والمسؤوليات مما يقلل اهتمامك بعلاقاتك، وهو ما سوف يؤدي في النهاية إلى الندم على خسارة تلك العلاقات، ولذلك لا تضع نفسك في هذا الموقف، وابذل جهدك لكي تبقَ على تواصل، من خلال الاتصال أو الزيارات أو كتابة الرسائل.
  • استثمر وقتك الممتع مع الأشخاص الذين تحبهم: لا يمكن تحديد الوقت الذي عليك أن تقضيه مع الآخرين، بل على كيفية قضائك له معهم، إذ لا يحبذ أن تقضي معهم الوقت أثناء مشاهدتك للتلفاز، بل اكسب الوقت لكي تتحدث عن خبراتك وتستمع لما يريدون قوله.
  • قدم المديح والمجاملات الصادقة: فكر في الأشياء التي تقدرها في الآخرين وأخبرهم عنها ولا تُخفيها عنهم، لأن هذا الأمر لا يزيد من سعادتهم فقط بل يُساعد على تشجيعهم أيضًا لكي يكونون أشخاصًا أفضل أو أصدقاءً أفضل لك.
  • أحط نفسك بالأشخاص السعداء: إذ تظهر الأبحاث بأن السعادة أمر معدٍ، إذ يمكنك أن تلتقط السعادة من الآخرين، ولكن احذر لأن الحزن أيضًا معدٍ، ولكن بنسبة أقل، ولذلك ابحث عن الأشخاص السعداء ورافقهم.
  • افرح بإنجازات الآخرين: أحد الأمور التي تفصل بين العلاقة الجيدة والسيئة هو أن تفرح لنجاح الآخرين، فهذا الأمر سيشعرهم بأنك مهتم لهم ولنجاحاتهم لكي يساعدوك على أن تبقى سعيدًا.

عش اللحظة وتذوق طعم ومتعة الحياة

فإذا كنت تفكر بسلبية أو تشعر بالقلق والاكتئاب، فإنك إما تخاف من المستقبل أو تنتحب على الماضي، ولذلك فكر في اللحظة الحالية وسوف تلاحظ الفرق وتشعر بالسعادة، ويعد التأمل أحد أفضل الطرق لتتعلم أن تعيش اللحظة، ولا تحتاج تقنية التأمل إلى أي أدوات لكي تستفيد منها، ويعد التأمل تمرينًا مفيدًا للعقل، وعند ممارسته بانتظام فإنه سيساعدك على تقليل نشاط مناطق الدماغ التي ترتبط بالأفكار السلبية والقلق والاكتئاب لديك، وفي الوقت ذاته يزيد التأمل من نشاط مناطق دماغك المسؤولة عن الفرح والسعادة، وللتأمل ثلاثة أنواع من التمارين وهي:

  • تمرين فحص الجسد: وهو تمرين يركز على إراحة العضلات بدءًا من القدم صعودًا إلى الرأس.
  • التأمل من خلال المشي: لا يرتكز التأمل كثيرًا على الجلوس، إذ يمكنك ممارسته أثناء المشي كذلك، من خلال الانتباه على وقع قدمك على الأرض، أو شعور الهواء حينما يُلامس وجهك، ومن خلال معدل تنفسك.
  • تناول الطعام بالتركيز على ما تأكله: ستلاحظ بأنك ستتناول الطعام سريعًا إن كنت تعاني من التوتر النفسي، بينما يمكنك الجلوس والتركيز على ما تأكله وتناوله ببطء لكي تستمتع بما تأكل.

وسوف تلاحظ مباشرة بعد ممارستك للتأمل طعم الحياة ولذتها، ولكن يمكنك أيضًا اتباع بعض الأمور كما يلي لتستفد من التأمل بدرجة أكبر:

  • مارس طقوس يومية ممتعة: ابنِ متعتك خلال يومك بواسطة طقوس مرحة، وهذه الطقوس قد تكون بسيطة جدًا مثل؛ الاستمتاع بكوب من القهوة صباحًا، أو المشي قليلًا تحت أشعة الشمس.
  • قلل من انشغالك: إذ من الصعب تذوق طعم الحياة وأنت مشغول جدًا، ولذلك حاول دائمًا التركيز على أمر واحد في كل مرة لكي تستمتع به.
  • شارك نجاحاتك مع الآخرين: توقف عند كل لحظة لكي تستمتع بها وتقدرها، وحاول دائمًا مشاركة اللحظات الجميلة من حياتك مع الآخرين لكي تزيد من متعتها.
  • استعد الذكريات السعيدة في حياتك: لا تقتصر متعتك في الحياة على الوقت الحاضر فقط، بل يمكنك أيضًا أن تتذكر كل ما هو جميل مررت به، الأمر الذي سيساعدك على تجديد المشاعر الإيجابية لديك في الوقت الحاضر.

ركز على مساعدة الآخرين

لا بد وأنك ستشعر بالرضا عن نفسك عند مساعدة الآخرين، وعند ملاحظتك بأن أفعالك تؤثر في حياتهم بالخير، ولذلك يلاحظ بأن الأشخاص الذين يساعدون غيرهم ويقدمون لهم ما يحتاجون، يميلون ليكونون أكثر سعادة، كما أنهم يتمتعون بثقة عالية في النفس، وفيما يلي بعض الطرق لكي تساعد غيرك وتجعل لحياتك معنى:

  • تطوع: إذ تعد السعادة إحدى فوائد التطوع، ولذلك جد منظمة تطوعية وانضم إليها، وسوف يجعل لك هذا الأمر هدفًا في الحياة.
  • كن لطيفًا: ابحث عن طرق تجعلك أكثر لطفًا وتعاطفًا مع الآخرين، وقد يكون هذا الأمر تغيير مزاج شخص لا تعرفه بابتسامة، أو ذهابك لصديقك لكي تسدي له خدمة ما، وغيرها من الأمور التي قد تمدك بالسعادة.
  • تعرف على نقاط قوتك: فالأشخاص السعداء هم أولئك الذين يعرفون نقاط قوتهم، ويبنون حياتهم على نشاطات تسمح لهم باستخدام نقاط قوتهم، ومن نقاط القوة التي قد تمتلكها؛ الفضول، واللطف، والصدق، والإبداع، وحب التعلم، والولاء، والعزيمة، والفكاهة.

اعتنِ بصحتك

يمكنكَ أن تشعر بالسعادة حتى وإن كنت مصابًا بمرض ما أو أن صحتك غير جيدة، وذلك لا يعني أن تهمل الجوانب المتعلقة في صحتك والتي يمكنك التحكم بها، ويعد كل من ممارسة التمارين الرياضية والنوم من الأمور المهمة في منحك الشعور بالسعادة، وفيما يأتي تفصيل لتأثير كل منهما عليك:

  • ممارسة التمارين الرياضية: إن ممارسة التمارين الرياضية من الأنشطة المفيدة لصحة جسمك، كما أنها مفيدة أيضًا لحالتك النفسية، ويلاحظ بأن الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية بانتظام كانوا أكثر سعادة من غيرهم، كما أنهم أقل عرضة للضغط النفسي، والغضب، والقلق، والاكتئاب. ولا يوجد تمرين معين يمكنك ممارسته، ولكن يفضل أن تمارس تمرينًا تفضله أو يشعرك بالرضا، وذلك لمدة ساعة وعلى مدار خمسة أيام في الأسبوع، كما لا يجب عليك الاعتماد على الصالات الرياضية والالتزام بها، بل ضع جدولًا رياضيًا يناسبك ويناسب نظام حياتك، ومن الأمثلة على التمارين الرياضية التي يمكنك ممارستها؛ المشي في الطبيعة، أو لعب كرة التنس، أو السباحة، أو ممارسة اليوغا.
  • احصل على قدر كافٍ من النوم: يؤثر نومك جيدًا في الليل مباشرة على سعادتك وحيويتك، وعلى اتزانك العاطفي خلال يومك، وإن كنت تعاني من الحرمان من النوم فإنك سوف تكون أكثر عرضة للتوتر النفسي، وضعف الإنتاج، وضعف اتخاذ القرار.

قَد يُهِمُّكَ

من الطّبيعي أن تتساءل عن صفات الشّخص السّعيد، وقد يُهمك أن تعرف ما إن كنت سعيدًا أم لا، وقد تظهر عليك بعض الإشارات التي تدل على أنك شخص سعيد في حياتك، ومن أبرزها ما يلي:

  • منفتح وقادر على تعلم أشياء جديدة.
  • متواضع وصبور.
  • تضحك وتبتسم كثيرًا.
  • تشعر بالامتنان لما يقدمه لك الآخرون.
  • تعتني بذاتك.
  • تستمتع بالعلاقات الصحية.
  • تشعر بالفرح عند تواصلك مع الآخرين.
  • تُناقش وتستمع دون أن تؤذي أحدًا.
  • تعيش لهدف ما.
  • لست شخصًا حاقدًا.
  • لا تحمل الضغائن تجاه أحد.
  • لا تكترث للإزعاجات البسيطة.
  • لا تقلق حول الأمس أو الغد.
  • لا تشعر بأنك ضحية.
السابق
أعراض مرض الفقاع وطرق العناية به
التالي
مرض الفقاع – Pemphigus

اترك تعليقاً