كم عدد مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله ؟ هو أحد الأسئلة التي لا بدّ أن نجيب عنها، ومعنى الغيب هو الأمور التي تغيب عن حواس الإنسان، أو هو ما غاب عن علمه وبصيرته، سواء كان ما عجز عن إدراكه عجزًا كليًا، أم ما أخبر الله تعالى أو رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم عنه، أو هو ما غاب عن الإنسان بالوضع الراهن ويستطيع الوصول إلى بعض منه مستقبًلا من خلال التحليل الفكري ونحوه.
كم عدد مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله
عدد مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله تعالى خمسة، وجاءت في الحديث الشريف الذي رواه ابن عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله، لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله”, يؤكد الحديث الشريف على معنى غاية في الأهمية وهو انحصار علم الغيب في الله سبحانه وتعالى، فلا يعلم الغيب أحد إلا الله تعالى، وذكر الحديث أنواعًا من الغيوب التي لا يعلمها إلا الله، وتخصيصها بالذكر لتعلقها بحياة الإنسان ورزقه ومصيره، فذكر اختصاص الله تعالى بعلم قيام الساعة، والتي تمثل بداية حياة الإنسان في الدار الآخرة وبدأ بها لأهميتها، وذكر اختصاص الله بعلم نزول الغيث، وهو سبب رزق الإنسان وحياته على الأرض، وذكر اختصاص الله بعلم ما اشتملت أرحام النساء من ذكور وإناث ومعرفة أحوالهم سعادة وشقاءً، وذكر اختصاص الله بعلم ما يكتسبه الإنسان في غده، واختصاصه بعلم مكان موته، فهذه الأمور الخمسة هي مفاتيح الغيب فيما يتعلق بحياة الإنسان منذ كان جنينًا إلى أن يتوفاه الله ويبعثه.
مفاتيح الغيب الخمسة
مفاتيح الغيب هي الأمور التي تُظهر ما هو مقدر في عالم الغيب، وعددها خمس لا يعلمها إلَّا الله، وقد تمَّ استنباطها من قوله تعالى: “إِنَّ اللهَ عِندَهُۥ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌۢ بِأَىِّ أَرْضٍۢ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌۢ” وفيما يأتي تفصيل هذه المفاتيح:
- علم الساعة: إنَّ موعد قيام الساعة من الأمور التي اختص الله عزَّ وجلَّ العلم بها، وبقيامها تظهر الأمور التي كانت غيبًا بالنسبة للمخلوقات بالتجلي والظهور، وعلى ذلك فإنَّ قيام الساعة مفتاحٌ لمعرفة مغيِّبات الآخرة.
- نزول الغيث: إنَّ موعد نزول الغيث وعدد قطراته ومواقعها تعد مفتاحًا لِما غيَّبه الله عن المخلوقات بما يخصُّ الحياة؛ إذ بنزول المطر تظهر النبات ويُعلَم ما سينتج عن نزوله من آثار.
- ما يستقر في الأرحام: إن ما يستقر في الأرحام وما ينتج عنه كذلك يعدُّ من الغيب الذي استأثر الله بعلمه، وإنَّ العلم بما في الأرحام يعدُّ مفتاحًا للغيوب المتعلقة بعالم الأحياء.
- الأحداث التي ستقع في المستقبل: إنَّ أحداث المستقبل غيبٌ لا يعلمه إلا الله عزَّ وجل وإنَّ مرور الزمن يعدُّ مفتاحًا لظهور ومعرفة الغيبيَّات المقدرة لهذا الوقت.
- الموت: إنَّ موعد الموت والمكان الذي قضى الله عزَّ وجلَّ أن يأتي أجل أحدًا من البشر فيه يعدُّ من الغيب الذي يعلمه إلا هو، وإنَّ الموت كذلك يعدُّ مفتاحًا للغيوب المتعلقة في حياة البرزخ.
وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال كم عدد مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله، وشرحنا بالتفصيل مفاتيح الغيب الخمسة التي لا يعلمها إلّا الله تعالى وهي علم الساعة ونزول الغيث وما يستقرّ في الأرحام والأحداث التي ستقع في المستقبل والموت.