الامارات

آثار التدخين الصحية

آثار التدخين الصحية

التدخين

يُعد التدخين من الظواهر الاجتماعية المنتشرة في زمننا هذا، وعادةً ما تبدأ في سنّ المراهقة، وأظهرت بعض الدراسات أنَّ التدخين منذ المراهقة يزيد من خطورة التدخين لمدى الحياة مقارنةً مع من بدأوا بالتدخين وهم راشدون، وعند البحث عن الأسباب الكامنة وراء البدء في التدخين، وُجِدَ أنَّ الأشخاص المحيطين خاصةً الأصدقاء والعائلة ووسائل الإعلان والدعاية يلعبون دورًا كبيرًا في تشجيع الشخص على التدخين، كما أنَّ شركات التبغ تشجع على التدخين وتجعل الإقلاع عنه صعبًا من خلال زيادة نسبة النيكوتين في السجائر أو إضافة المنكهات المختلفة كالمنثول، وتجدر الإشارة إلى أنّ تدخين التبغ يعد أكثر إدمانًا من تعاطي المخدرات أو الكحول حسب بعض الدراسات.

يُعرف التدخين بأنه استنشاق الأبخرة الناتجة عن حرق نبات التبغ الذي يحتوي على النكيوتين، وتُستخدم أوراق التبغ بعد تجفيفها وتخميرها، ويعدّ النيكوتين مادة قلوية تمتلك خصائص منشطة ومهدئة، ومن الممكن أن تسبب الإدمان، وعلى الرغم من مضار التدخين الصحية إلا أنه منتشر بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، وفي القدم اعتقد البعض أن التدخين له خصائص طبية، إذ من الممكن أن يحسن التركيز والآداء كما أنه يخفف من الملل ويحسن المزاج، ولكن مع مطلع القرن الحادي والعشرين أصبح التبغ أحد أكثر أسباب الوفاة والأمراض في العالم، إضافة إلى قدرته العالية على التسبب بالإدمان، ونتيجة لذلك انخفض استهلاك التبغ في العديد من بلدان أوروبا الغربية أو أمريكا الشمالية وأستراليا، ولكن قد استمر في الزيادة في بلدان آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.

آثار التدخين الصحية

يؤثر التدخين سلبًا على صحة الإنسان بغض النظر عن نوعه سواء أكان بتدخين السجائر، أو السيجار، أو الغليون المعروف بالبايب، أو الأرجيلة؛ وذلك بسبب احتوائه على مواد عديدة مضرة للصحة، فمثلًا تحتوي السجائر على أكثر من 600 مكوّن، و7000 مادة كيميائية عند احتراقها، و69 منها صُنّفت بأنها مواد مسرطنة، وفيما يأتي بعض الآثار السلبية للتدخين حسب موقع تأثيرها:

آثار التدخين على الجهاز العصبي والدماغ

يحتوي تبغ السجائر على مادة كيمائية تسمى النيكوتين التي لها القدرة على أداء وظيفة النواقل العصبية في الدماغ بسبب تشابه شكل للناقل العصبي أسيتيل كولين، واستمرار تحفيز مساره في الدماغ، ومع مرور الوقت والاستمرار بالتدخين، يبدأ الجسم بمحاولة تعويض هذه الزيادة في النشاط بتقليل عدد مستقبلات الأسيتيل كولين، مما يتطلب زيادة النيكوتين المستهلكة للوصول إلى نفس النتيجة المرجوة من التدخين، كما أنَّ النيكوتين يُفعّل مستقبلات الدوبامين، وهذا ما يعطي الإحساس بالمتعة عند التدخين، كما أنّه يُسبب الاعتماد والإدمان، وتظهر أعراض وعلامات انسحابية عند محاولة ترك التدخين، فيُعاني الشخص من القلق، والعدوانية، والرغبة الشديدة للنيكوتين، وبالإضافة إلى ما سبق، يؤثر التدخين على الدماغ والجهاز العصبي من النواحي الآتية:

  • تراجع القدرات المعرفية: ويعد هذا التغير طبيعيًا مع التقدم في السن، مثل قلة القدرة على التفكير وكثرة النسيان، ولكن يبدأ التراجع في وقت أبكر عند المدخنين مقارنةً مع غير المُدخن.
  • زيادة خطر الإصابة بالخَرْف: يزيد التدخين من خطر الإصابة بالخرف، وهو حالة صحية تؤثر في الذاكرة، والقدرة على التفكير، ومهارات اللغة، والسلوك، والتفكير المنطقي، والحكم على الأمور، كما أنها تغير الشخصية، وأثبتت الدراسات أن المدخنين يواجهون خطر الإصابة بالخرف بنسبة 30% أكثر من غير المدخنين، بينما يقلل الإقلاع عن التدخين من خطر الإصابة بالخرف.
  • نقصان حجم الدماغ: كلما زادت فترة التدخين، زادت نسبة خطر نقصان حجم الدماغ المرتبط بتقدم العمر، وذلك لأن التدخين يُغير شكل منطقة تحت القشرة في الدماغ ومناطق أخرى أيضًا في الدماغ.

آثار التدخين على الجهاز التنفسي

تتضمن آثار التدخين على الجهاز التنفسي ما يأتي:

  • تهيج الحنجرة والقصبة الهوائية.
  • تورم الشعب الهوائية وتضيقها، وزيادة إفراز كمية المخاط وتراكمه في مجرى التنفس، مما يقلل كفاءة عمل الرئتين مسببًا قصور وظيفة الرئة وصعوبة التنفس.
  • ضعف كفاءة الرئتين في التخلص من المواد غير المفيدة، وتراكم المواد السامة، مما يُسبب تهيج الرئتين وتلفهما.
  • زيادة خطر إصابة الرئة بالعدوى، وظهور العلامات الدالة على الإصابة بالعدوى كالسُعال والتنفس بصفير.
  • الإصابة بتلف دائم في حويصلات الرئة الهوائية.
  • زيادة خطر الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن، وخطر الموت منه.
  • يزيد التدخين من عدد النوبات لدى مصابي الربو مما يجعلها اسوأ.
  • يرتبط تدخين السجائر أيضا بمرض انتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن.

آثار التدخين على الجهاز القلبي الدوراني

يؤثر التدخين سلبًا على القلب والأوعية الدوية على النحو الآتي:

  • ارتفاع معدل سرعة ضربات القلب وضغط الدم.
  • تضيّق الأوعية الدموية في الجلد، مما يُسبّب انخفاض درجة حرارته.
  • قلة نسبة الدم المُحمّل بالأكسجين أثناء ممارسة التمرين الرياضية.
  • زيادة لزوجة الدم، مما يزيد من خطورة تخثره.
  • تلف البطانة الداخلية للشرايين، وهو أحد الأسباب والعوامل المؤدية للإصابة بتصلب الشرايين.
  • قلة وصول الدم للأطراف؛ مثل أصابع اليدين والقدمين.
  • زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والجلطة القلبية نتيجة انسداد مجرى الدم.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب؛ كمرض القلب التاجي، ومرض الشريان المحيطي، وأمراض الأوعية الدموية الدماغية.

آثار التدخين على الصحة عامةً

إضافة إلى ما سبق، يؤثر التدخين سلبًا على المناطق الآتية من الجسم:

  • السكري: يساهم التدخين في زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة تتراوح بين 30-40%، كما يصعب على المدخنين المصابين بالسكري التحكم بمستوى السكر في الدم.
  • المناعة: يُضعف التدخين الجهاز المناعي مما يجعل الشخص أكثر عرضة للعدوى.
  • مشاكل في الرؤية: يضُر التدخين بصحة العينين، إذ قد يعاني من جفافهما، أو يزيد من فرصة الإصابة بالزرق، أو التنكس البقعي أو إعتام عدسة العين المعروف بالماء الأبيض، أو اعتلال الشبكية السكري.
  • الفم والأسنان: يتضاعفُ خطر الإصابة بأمراض اللثة للمدخنين، ويزداد بازدياد عدد السجائر المدخنة، ويتمثل بتوّرم اللثة واحتمالية نزيفها أثناء تنظيف الأسنان، وتحسس الأسنان، أو تخلخلها، كما قد يؤثر التدخين على قدرة الشخص على التذوق والشم، ويزيد من تصبّغ الأسنان وتغير لونها إلى الأصفر أو البني.
  • الشعر: يتسبب التدخين في تساقط الشعر ويؤدي إلى الصلع.
  • البشرة والجلد: يُسرّع التدخين من ظهور تجاعيد الوجه، خاصةً حول منطقة العينين والفم، وذلك نتيجة نقصان كمية الأكسجين، كما تظهر علامات تقدم السن على البشرة بوقت أسرع، إذ تشيخ بمعدل 10-20 سنة مقارنة مع غير المدخنين، وتصبح البشرة باهتة، وهزيلة.
  • الخصوبة: يزداد خطر إصابة المدخنُ بالعجز الجنسي، نتيجة تضرر الأوعية الدموية التي تغذي القضيب الذكري، أو نتيجة قلة عدد الحيوانات المنوية، أما بالنسبة للإناث فيسبب العقم وتأخر القدرة على الإنجاب.
  • العظام: يُقلل التبغ من كثافة العظام لتصبح ضعيفة وقابلةً للكسر.
  • الجهاز الهضمي: يُضعف التدخين من قوة عضلات أسفل المريء، مما يسبب رجوع حمض المعدة إلى المريء، والإصابة بارتجاع الحمض.يزيد التدخين من خطر الإصابة بعدة أنواع من سرطانات الجهاز الهضمي، مثل سرطان الفم وسرطان الحلق وسرطان الحنجرة وسرطان المريء، بالإضافة إلى سرطان البنكرياس، كما أن التدخين يؤثر على الأنسولين في الجسم، إذ من الممكن أن يزيد من مقاومته في الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، ويفيد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الأشخاص الذين يدخنون بانتظام يزداد خطر اصابتهم بالنوع الثاني من مرض السكري بنسبة تتراوح بين 30-40% مقارنة بغير المدخنين.
  • الأظافر: يتسبب التدخين بالإصابة بالتهابات فطرية في الأظافر.
  • مشاكل في الجهاز التناسلي: يؤثر النيكوتين بشكل كبير على تدفق الدم إلى المناطق التناسلية في كل من الرجال والنساء، مما قد يؤثر على الخصوبة بشكل كبير خصوصًا عند النساء، إذ يؤثر في قدرتهن على الحمل؛ لأن التدخين يؤثر على مستويات الهرمونات الجنسية لدى كلّ من الرجال والنساء، كما أنه قد يزيد من خطر ضعف الانتصاب لدى الرجال، ويمكنه التأثير على نوعية الحيوانات المنوية، وبالتالي يقلل من الخصوبة.

التدخين والإصابة بالسرطان

يزيد التدخين من خطر الإصابة بالسرطان بأنواعه المختلفة، ويُضعِف من قدرة الجسم على محاربته من خلال إضعاف الجهاز المناعي؛ بسبب المواد السامة الموجودة فيه، مما يسمح بنمو الخلايا غير الطبيعي، وهذا هو التعريف الأساسي للخلايا السرطانية، كما تُتلِف المواد الموجودة في دخان التبغ الحمض النووي الموجود في الخلايا المعروف باسم DNA، وهو المسؤول عن التحكم بنمو الخلية وقدرتها على آداء وظيفتها، وبالتالي عند تلفها تنمو الخلايا دون انضباط أو تحكم، وتستمر بالنمو لتكون أورام وكتل سرطانية، ولا يقتصر تأثير التدخين على القصبات الهوائية والرئة، بل يمتد إلى بقية أعضاء الجسم، ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان في الأعضاء الآتية:

  • الدم.
  • الفم والحلق.
  • الحنجرة.
  • المريء.
  • المعدة.
  • البنكرياس.
  • الكبد.
  • الكلى.
  • المثانة.
  • عنق الرحم.
  • القولون والمستقيم.

آثار التدخين على الحامل

تحتوي السجائر على العديد من المواد الكيميائة الخطرة؛ مثل النيكوتين وأول أكسيد الكربون والقطران والعديد من المواد الأخرى التي تزيد من مضاعفات الحمل وتعرض الأم والجنين للخطر، وفي ما يأتي ذكر بعض مخاطر التدخين على المرأة الحامل:

  • الإجهاض وولادة جنين ميت: وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فإن التدخين قد يزيد من احتمال حدوث إجهاض مبكر أو ولادة جنين ميت، بالإضافة إلى أنه قد يسبب حدوث مشاكل في المشيمة أو بطء في نمو الجنين.
  • الحمل خارج الرحم: يمكن أن يسبب النيكوتين تقلصات في قناة فالوب، التي قد تمنع البويضة المخصبة من الانتقال إلى الرحم، مما يؤدي إلى زراعة هذه البويضة خارج الرحم إما في قناة فالوب أو في البطن، وفي هذه الحالة يجب إزالة الجنين لتجنب المضاعفات التي تهدد حياة الأم.
  • الانقطاع المشيمي: يعد التدخين أحد عوامل الخطر الرئيسية للعديد من المضاعفات المرتبطة بالمشيمة مثل؛ انفصال المشيمة عن الرحم قبل الولادة، ويمكن أن يسبب ذلك نزيفًا خطيرًا يؤثر على حياة الأم والجنين.
  • المشيمة المنزاحة: تنمو المشيمة عادة في الرحم نحو أعلى الرحم، مما قد يؤدي إلى ترك عنق الرحم مفتوحًا للولادة، أما في حالة المشيمة المنزاحة، فإن المشيمة تبقى في الجزء السفلي من الرحم بحيث تغطي عنق الرحم جزئيًا او كليًا، وغالبًا ما تتمزق مما قد يحرم الجنين من العناصر الغذائية والأكسجبن، ويتسبب بنزيف شديد.

التدخين السلبي

لا يضر التدخين الشخص المدخن فقط وإنما الأشخاص الآخرون المحيطون بالمدخن أيضًا؛ كالأصدقاء، وزملاء العمل، والعائلة، فقد يزيد من خطر الإصابة بنزلات البرد والعدوى في الأذن، ويرفع من معدل ضغط الدم، ويُتلِف القلب، ويُخفِض من نسبة البروتين الدهني مرتفع الكثافة المعروف بالكوليسترول الجيد أو HDL في الدم، ويزيد من تفاقم الربو،[٧] كما يؤثر تدخين أحد الوالدين سلبًا على صحة أطفالهم خلال السنة الأولى من عمرهم على النحو الآتي:

  • زيادة خطر الإصابة بمرض المكورات السحائية.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي؛ مثل أمراض الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية.
  • زيادة خطر الموت المفاجئ غير المتوقع في الطفولة.

طرق الإقلاع عن التدخين

توجد عدة خطوات ونصائح يمكن أن تساعد على الإقلاع عن التدخين، وفي ما يأتي ذكر بعض منها:

  • العلاج ببدائل النيكوتين: توجد العديد من المنتجات البديلة للسجائر التي تحتوي على النيكوتين؛ مثل علكة النيكوتين، ولصقات النيكوتين وبخاخات النيكوتين وغيرها، ويعتمد مبدأ عمل هذه المنتجات على إعطاء الجسم النيكوتين دون الحاجة إلى التدحين.
  • استخدام الأدوية: توجد بعض الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبية يمكن استخدامها للإقلاع عن التدخين؛ مثل بوبروبيون والفارينسلين، وتساعد هذه الأدوية في تخفيف من الرغبة الشديدة وأعراض الانسحاب من التدخين.
  • اعتماد أكثر من طريقة: يمكن للشحص استخدام أكثر من طريقة للإقلاع عن التدخين والتخفيف من الأعراض الانسحابية له، بالإضافة إلى العلاج السلكوي الذي يتضمن العمل مع المختصين لإيجاد طريقة للتوقف عن التدخين، إذ يمكن استخدام أكثر من طريقة ولكن يجب التنويه إلى أن إدارة الغذاء والدواء لم توافق على استخدام نوعين من علاجات بدائل النيكوتين في الوقت نفسه.
السابق
ما هي أسباب السعال
التالي
زيادة تدفق الدم للعضو الذكري

اترك تعليقاً