الامارات

أثر البيئة على الصحة

أثر البيئة على الصحة

البيئة

تُعرف البيئة بأنها كل شيء يحيطنا ويؤثر على قدراتنا على العيش على سطح الأرض، وتتمثل بالهواء الذي نتنفسه، والماء الذي يغطي معظم سطح الأرض، والنباتات والحيوانات من حولنا، وغيرها الكثير.

مصطلح البيئة مشتق من كلمة فرنسية تعني المحيط، ويشير هذا المصطلح إلى البيئة الحية وغير الحية، أي البيئة المحيطة والقوى التي تحيط بها، ومنذ قديم الزمان كان الإنسان يعيش قرب الأنهار والبحار والأراضي الخصبة ليستطيع بذلك الحفاظ على حياته، وإيجاد حاجاته في وقت وجهد أقل من المعتاد، ومن المعروف أن الإنسان خلق ليتكيف مع البيئة لا أن تتكيف هي معه.

تتألف البيئة من الأنظمة التفاعلية للعناصر الفيزيائية والبيولوجية والثقافية التي ترتبط ببعضها البعض بشكل فردي وجماعي، وهي مجموع الحالات التي يتعين على الكائن الحي فيها البقاء على قيد الحياة أو الحفاظ على حياته، إذ إنها تؤثر على نمو الأشكال الحية، وتشير البيئة أيضًا إلى المناطق المحيطة التي تحيط بالكائنات الحية من جميع الجوانب وتؤثر على حياتهم، وتتكون من الغلاف الجوي والغلاف المائي والغلاف الصخري والمحيط الحيوي، والمكونات الرئيسية هي التربة والمياه والهواء والكائنات الحية والطاقة الشمسية.

أثر البيئة على الصحة

درس العلماء في السنوات الأخيرة الطرق التي يؤثر بها الإنسان على البيئة، وهذه التأثيرات والدمار الذي يحصل بالبيئة تعود وتؤثر سلبًا على صحة الإنسان، وتتمثل في تلوث الهواء وإزالة الغابات والأمطار الحمضية وغيرها من المشكلات التي تشكّل خطرًا على الأرض وعلى الإنسان، وبعد التدخل والخراب الذي يطرأ على البيئة من الإنسان سيكون من غير المفيد التحدث عن أثر البيئة الطبيعية المتوازنة على صحة الإنسان، فبفضل الإنسان وحده لم تعد هذه البيئة بهذه المواصفات موجودة، لذا بدلًا عن ذلك سنتحدث عن البيئة بعدم توازنها وتأثيرها على صحة الإنسان، وفيما يأتي أبرز الآثار التي يسببها التلوث بكافة أنواعه على الصحة:

  • تلوث الهواء: يعدّ من أبرز المشكلات التي تعاني منها الدول الصناعية، وهذا التلوث المتشكل من الدخان وعوادم السيارات والمبيدات الحشرية وغير ذلك من الأمور يؤدي إلى تأثر الخلايا العصبية في المخ البشري، وقد يؤدي إلى صعوبات ومشكلات في جهاز التنفس، كالربو والأزمات الصدرية، فثلث الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية وسرطان الرئة وأمراض القلب بسبب تلوث الهواء، فمن الصعب الهروب من تلوث الهواء، بغض النظر عن المكان الذي تسكن فيه، ويرتبط تلوث الهواء ارتباطًا وثيقًا بتغير المناخ.
  • تلوث الغطاء المائي: يعد من أخطر أشكال ملوثات البيئة، إذ إن الماء والتلوث الذي يوجد فيه يُنقل إلى كل ما حوله من غطاء ترابي ونباتي وحيواني، لذا فإن هذه المشكلة سيكون لها أكبر الأثر في صحة الإنسان وستسبب له الموت البطيء بسبب اعتماده الكلي في طعامه على هذه المكونات البيئية، وكلما زاد استهلاكه لهذه الأمور زادت إصابته بالتسمم، كما ورد في تقارير منظمة الصحة العالمية أن 80 ٪ من الأمراض تنقلها المياه، فإن التصنيع وتصريف النفايات المنزلية والنفايات المشعة والنمو السكاني والاستخدام المفرط للمبيدات والأسمدة والتسرب من خزانات المياه هي مصادر رئيسية لتلوثها، وهذه النفايات لها تأثير كبير على صحة الإنسان، لذا تنتشر الأمراض البكتيرية والفيروسية والطفيلية مثل التيفوئيد والكوليرا والتهاب الدماغ وشلل الأطفال والتهاب الكبد وعدوى الجلد والجهاز الهضمي عبر المياه الملوثة، كما تسبب الأمراض المعوية والإسهال والقيء وغيرها.
  • تلوث الغطاء الترابي: يعد تلوث الغطاء الترابي بالمبيدات الحشرية والمياه الملوثة والمواد الكيميائية خطيرًا بسبب دس السم بالدسم، فإذا امتصت النبتة السموم من التربة تصبح من مكوناتها أثناء نموها، وهذا الأمر يسبب التسمم الغذائي، كما قد يسبب سرطانات الدم والكبد، بالإضافة إلى التأثير على وظائف الجهاز العصبي المركزي، نتيجة لتناوله للحوم الحيوانات التي تتغذى على هذه النباتات الملوثة بفعل التربة أو عن طريق استنشاق ملوثات التربة التي تبخرت أو من خلال استهلاك النباتات أو الحيوانات التي تراكمت كميات كبيرة من ملوثات التربة، وقد ينجم تلوث التربة أيضًا عن التلوث الثانوي لإمدادات المياه ومن ترسب ملوثات الهواء.

طرق التقليل من التلوث البيئي

توجد العديد من الإجراءات التي يمكن اتباعها للحد من تلوث الهواء، ومن أهمها:

  • الإقلاع عن التدخين، أو عدم رمي أعقاب السجائر على الأرض، لأن أعقاب السجائر غير قابلة للتحلل وتحتوي على مواد كيميائية قابلة للذوبان، إذ يمكن أن تبقى مخلفات السجائر التي تُلقى على الأرض لمدة تصل إلى 25 عامًا دون أن تتحلل، بالإضافة إلى تسرب مواد كيميائية مثل الزرنيخ والأمونيا والأسيتون والبنزين والكادميوم والفورمالديهايد والرصاص والتولوين إلى البيئة.
  • استخدام السيارة الكهربائية أو الهجينة أو على الأقل استخدام السيارات التي تستخدم البنزين الخالي من الرصاص.
  • عدم التخلص من النفايات عن طريق الحرائق المفتوحة، خاصة المواد الكيميائية والبلاستيكية.
  • إدارة النفايات الصلبة وإعادة تدويرها.
  • استخدام مواد البناء المستدامة أو المستصلحة أو المعاد تدويرها.
  • زيادة زراعة الأشجار، فإنها تنظف الهواء وتوفر الأكسجين وتجمّل البيئة.
  • الحرص على التخلص من نفايات الحيوانات الأليفة بشكل صحيح.
  • استخدام المنتجات الصديقة للبيئة أو المصنوعة من مواد قابلة للتحلل، ومن أهمها تجنب المواد المصنوعة من البلاستيك.
  • تجنب رمي الأوساخ، والبدء بحملة لمكافحة القمامة لتثقيف المجتمع.
  • تجنب استخدام المبيدات الحشرية.
  • شراء الأطعمة والسلع المحلية، فبهذه الطريقة يمكن تقليل استخدام الوقود في نقل البضائع.

أبرز الأشخاص الداعمين للبيئة

يوجد العديد من الأشخاص الذين يدفعون النشاط البيئي إلى الأمام ويطالبون بالتعاون من أجل تغيير المناخ والمحافظة على البيئة، ومن أهم هؤلاء الأشخاص، بيل جيتس، الذي كتب في منشور في إحدى مدونات البيئة “لمنع الكوكب من أن يصبح أكثر دفئًا بشكل كبير، نحتاج إلى اختراقات في كيفية صنع الأشياء وزراعة الطعام ونقل الأشخاص والبضائع – وليس فقط كيفية تزويدنا بمنازلنا وسياراتنا”، كما يسمى بالملياردير الخيري، نظرًا لاهتمامه منذ فترة طويلة في القضايا البيئية، وقد أطلق اللجنة العالمية للتكيف لجمع الخبراء والمواطنين معًا لمناقشة حلول تغير المناخ، كما قاد صندوقًا للاستثمار، إذ وضع مليار دولار في شركات ناشئة في مجال الطاقة النظيفة، لكنه يشدد على أنه في حين أن الكهرباء هي أكبر مصدر للوقود الأحفوري، يجب أن تتصدى الجهود البيئية أيضًا للزراعة والتصنيع والنقل والمباني وغيرها من الأنشطة، التي تمثل 75٪ من الانبعاثات.

السابق
آلام الفخذ الأيسر
التالي
اصفرار العين وعلاجه

اترك تعليقاً