أسباب اعوجاج الأصابع

اعوجاج أصابع اليد

أطلق العلماء على مشكلة اعوجاج أصابيع اليد اسم انحراف الأصابع أو Clinodactyly في الإنكليزية، وهي مشكلة تشير إلى حدوث اعوجاج أو انثناء في أحد الأصابع بدرجة مبالغ بها أو إلى درجة التداخل مع الأصابع المجاورة، وغالبًا ما يبقى بمقدور الطفل المصاب بهذه المشكلة تحريك أصبعه بوتيرة عادية ودون ألم، لكن شكل الإصبع لن يكون مقبولًا أو طبيعيًا، ولحسن الحظ فإن مشكلة اعوجاج أصابع اليد هي مشكلة نادرة ولا تظهر إلا عند 3% من الأطفال، وعادةً تظهر في الإصبع الصغير، لكن فرص الإصابة بهذه المشكلة تزداد بوتيرة واضحة وبنسبة تصل إلى 25% عند المصابين بمتلازمة داون، وقد يُلاحظ أولياء أمور هؤلاء الأطفال بأن إصبع الإبهام هو المصاب بالاعوجاج، وليس الأصبع الصغير. وعلى أية حال، فإن اعوجاج أصبع اليد يبقى عبارة عن تشوه خلقي بسيط يرجع سببه أساسًا إلى عدم اكتمال نمو العظم الأوسط للإصبع الصغير او الإصبع الخامس لدى معظم الحالات.

ما هي أسباب الإصابة باعوجاج أصابع اليد؟

تنتمي مشكلة اعوجاج أصبع اليد إلى فئة التشوهات الخلقية، وهذا يعني أن الطفل يولد أصلًا وهو مصاب بها ولا تنشأ في مراحل متقدمة من العمر، ويرجع سبب اتخاذ الأصابع لشكل غريب أو غير اعتيادي إلى نمو عظام الأصبع بوتيرة غير طبيعية أو بسبب وجود مشكلة في الصفيحة العظمية لأحد عظام الأصابع، ولقد حاول العلماء صرف الكثير من الوقت لاستكشاف أسباب ظهور هذه المشكلة لدى بعض الأطفال دون غيرهم، ولم يتمكنوا للأسف من التعرف على الأسباب الحقيقة وراء هذه المشكلة، لكنهم وجدوا زيادة في فرص الإصابة بهذه المشكلة عند:

• المصابين أصلًا ببعض المتلازمات الجينية؛ كمتلازمة داون، ومتلازمة كلينفيلتر، ومتلازمة تيرنر، وأحد أنواع فقر الدم يُدعى بفقر الدم فانكوني.
• الذين لديهم قابلية جينية على الرغم من أن الكثير من الأطفال الذين يولدون وهم مصابين بهذه المشكلة يكونون الأطفال الأوائل الذين تظهر لدهم هذه المشكلة على مستوى عائلاتهم، كما من غير الوارد كثيرًا أن تظهر هذه المشكلة عند أكثر من طفل واحد في العائلة إلا إذا كان الطفل الأول يُعاني من متلازمة داون.
• الذكور؛ فلقد لاحظ العلماء ارتفاع فرص الإصابة باعوجاج الأصابيع عند الأطفال الذكور أكثر من الإناث.

ما هي العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بالمرض؟

تشير بعض المصادر إلى ظهور اعوجاج الأصابع عند 35-70% من الأطفال المصابين أصلًا بمتلازمة داون، وهذا يعني أن متلازمة داون هي أحد أهم العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بهذه المرض، لكن كما ورد مسبقًا، فإن احتمالية الإصابة بهذا المرض تزداد أيضًا عند المصابين بأنواع أخرى من المتلازمات، كما أن هنالك بعض الأطفال الذين يولدون وهم مصابين بهذه المشكلة بسبب بنيتهم الجينية أو الوراثية التي تجعل وقوع هذه المشكلة أكثر قابلية لديهم على أرض الواقع.

كيف يتم تشخيص الإصابة باعوجاج أصابع اليد؟

لن يكون بمقدور أولياء الأمور ملاحظة وجود هذه المشكلة لدى أبنائهم إلى بعد مرور سنوات من ولادتهم، خاصة إذا كانوا مصابين أصلًا بحالة خفيفة من الاعوجاج، لكن عادةً ما يتمكن الأطباء من تشخيص إصابة الطفل بهذه المشكلة بعد الولادة مباشرة، وقد يضطر الطبيب إلى القيام بفحص بدني شامل وقد يستعين بصور الأشعة السينية من أجل تأكيد التشخيص، وغالبًا ما تتمكن هذه الصور من إظهار عظم الإصبع بشكل هلال متقوس داخل الإصبع المصاب بالاعوجاج. أما بالنسبة إلى مسألة تشخيص اعوجاج الأصابع أثناء وجود الطفل في الرحم، فإن هذا ممكن عبر الاستعانة بالأشعة فوق الصوتية، لكن بالطبع لن يكون بمقدور الطبيب علاج هذه المشكلة في ذلك الوقت.

كيف يتم علاج اعوجاج أصابع اليد؟

يتجاهل الأطباء حالة اعوجاج الأصابع ولا يرون داعٍ لعلاجها في حال كان الاعوجاج بسيطًا ولم يكن هنالك تأثير كبير له على وظيفة الأصابع، وقد يكتفون بتوصية المصاب بالتريث قليلًا ورؤية ما قد ينشأ في المستقبل مع الحرص على ألا تتخذ الأمور منحنى أكثر سوءًا، لكن في حال كان الاعوجاج كبيرًا للغاية، فإن العلاج سيكون أمرًا ضروريًا بلا شك، ومن المعروف أن علاج هذه الحالات يكون أكثر سهولة وفاعلية أثناء سنوات العمر المبكرة للطفل؛ لإن العظام تكون غير ناضجة تمامًا وبالإمكان التلاعب بها وترويضها أثناء هذه الفترة العمرية، وهذا بالطبع يتطلب إخضاع الطفل لعملية جراحية لإصلاح المشكلة، وقد تتضمن العملية إزالة جزء من العظم والتلاعب بالأوتار العضلية لتعزيز ثبات المفصل العظمي، فضلًا عن استخدام الدبابيس الصغيرة والمسامير من أجل الحفاظ على استقامة الإصبع، ثم يأتي بعد ذلك وقت لف أو تجبير الإصبع والسماح للمريض بالعودة إلى منزله. أما بالنسبة إلى ماهية المضاعفات البدينة الناجمة عن الخضوع لعملية إصلاح اعوجاج الأصبع، فإنها قد تتضمن حدوث تصلب في الأصبع، أو تقرحات جلدية، أو عدوى موضعية، كما أن احتمالية فشل العملية في تصحيح الاعوجاج تبقى واردة أيضًا.

قد يُهِمَُكَ

في حال عزمت على الخضوع لعملية إصلاح اعوجاج الأصابع أو رغبت بإخضاع طفلك إليها، فقد يهمك معرفة أن هذه العملية تحتاج إلى وجود جراحين، أحدهما مختص في جراحة العظام والآخر مختص في الجراحة التجميلية، والهدف وراء هذا هو إصلاح الاعوجاج والتأكد من منظر الأصبع أيضًا، وقد تحتاج بعد العملية إلى الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي أو الوظيفي أيضًا بعد شفاء العظم، لكن على أية حال، تبقى احتمالية عودة الاعوجاج إلى الأصبع قائمة حتى بعد الخضوع للعملية، كما أن وجود مشكلة اعوجاج الأصبع قد تكون مؤشرًا على إصابة الطفل بمشاكل نمو أخرى في عظام جسده، لكن تذكر بأن بمقدور الطفل المصاب بهذه المشكلة تكملة حياته بوتيرة اعتيادية ودون أن يُعاني من مضاعفات ناشئة عن اعوجاج الأصبع.