الامارات

أسباب الخجل عند الرجال

أسباب الخجل عند الرجال

الخجل

الخجل هو الشعور بالتوتر والقلق خلال المواجهات الاجتماعيّة خاصة مع الأشخاص غير المألوفين، وهو أحد المشاعر الإنسانيّة ويعدّ حالة معقدة وسلبية تشتمل على إحساس سلبي اتجاه الذات وإحساس بالنقص والدّونية وخوف من الفشل ولوم الآخرين ونقدهم، ويحمل الأشخاص الخجولون عادة مخاوف كبيرة بشأن كيفية رؤية الآخرين لهم ويميل هؤلاء للانسحاب من التجمعات العائليّة والأسريّة، كما يجد الشخص الخجول الكثير من الصّعوبة في الاتصال والارتباط الوثيق مع الآخرين ورغبة في الهروب في بعض المواقف التي يكون فيها بالصدارة، وبالتّالي فهو يصبح عاجزًا عن إقامة علاقات سويّة مع أصحابه ورفاقه وزملائه ومعظم الأشخاص من حوله بسبب الشعور بالرّهبة والتوتر والارتباك والصعوبة في التركيز.

والخجل هو حالة طبيعيّة يشعر بها جميع الناس ولكن بدرجات متفاوتة، وتكمن المشكلة إذا زاد الخجل عن حدّه بإنه سيسبب لصاحبه الكثير من الأزمات والمشكلات مع نفسه ومع محيطه سواء في علاقاته أو عمله ويمنعه من التقدّم والإنجاز وتحقيق ما يريد، وللخجل عدد كبير من العواقب والأسباب والأعراض التي سنتحدّث عنها في هذا المقال.

أسباب الخجل عند الرّجل

توجد الكثير من أسباب الخجل عند الرجال ومن أهم هذه الأسباب انعدام الثّقة بالنفس، وانخفاض احترام الذات، ومشاعر الدّونيّة والنقص فعند شعور الشخص بالدّونيّة وأنه لا قيمة له فسيكون مترددًا بالتعبير عن نفسه ومترددًا في التفاعل مع الأشخاص الآخرين، ومن الأسباب؛ الكمال، فعقدة الكمال قد تؤدي إلى الخجل فيحب هؤلاء الأشخاص أن يكونوا مثاليين بدرجة كبيرة حتى في تعبيرهم عن مشاعرهم وفي حديثهم مما يجعلهم يتكلّمون بشكل أقل وبالتالي يصبحون خجولين، كما أن الافتقار إلى المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل مع الآخرين يثبّط من نفسية الشخص ويجعله قليل الكلام وبالتالي يصبح خجولًا، ويمكن أن يكون الخجل بسبب موقف ما في الصغر سبَّب عقدةً معينةً لدى الطفل وبعد ذلك كبتها ولم يحلّها أو يقولها لوالديه واستمرَّت معه في العقل الباطن حتى كبر،

وقد تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في مشكلة الخجل فإذا كان أحد الأبوين يعاني من الخجل فسوف يعاني الأبناء من ذلك أيضًا، وقد يساهم التطوّر التكنولوجي في زيادة نسبة الخجل بحسب الخبراء لأنه يتيح فرصة أقل من التفاعلات الشخصيّة عبر الهاتف والإنترنت، ومن أسباب الخجل مواجهة مواقف غير مألوفة وأشخاص جدد يؤدي ذلك لعدم معرفة ما هي ردّة فعل الطرف الآخر وبالتالي الارتباك والخجل.

وتؤثر القيم المجتمعيّة التي يكتسبها الرّجل في البيت أو المدرسة، إذ ينشأ الطفل خجولًا منذ صغره، وتغذّي التربية الأسرية ذلك الخجل دون اتخاذ الخطوات اللازمة لعلاجه، ثم يستمر في المدرسة وقد يؤدي تعرّض الطفل للوم أو الثناء الزائد أن ينمو الذكر مع الخجل فلا يستطيع أن يعبر عن رأيه أو يعترض على من يؤذيه وهو صغير ثم يستمر ذلك معه كلما كبر دون وجود توجيه من الوالدين ودون التّوجه لاستشارة الأطباء.

علامات الخجل

من أهم هذه علامات الخجل ما يأتي:

  • تزايد في ضربات القلب.
  • اضطرابات في المعدة.
  • احمرار الوجه واليدين.
  • ارتفاع في درجة الحرارة.
  • التأتأة عند التكلم.
  • التعرّق الشديد
  • الغثيان.
  • الدّوار.
  • التنفس السريع.

آثار الخجل على حياة الرّجل

ويؤثر الخجل على حياة الآخرين بشكل سلبي وكبير، ومن أهم آثاره التي تظهر على الشخص المصاب به:

  • الانعزال والبعد عن الآخرين، ويمكن أن تصل إلى الرّهاب الاجتماعي، وتجنّب التجمعات الاجتماعيّة والحشود الكبيرة.
  • الخوف من طرح الأسئلة أو التحدث مع الآخرين، والتوتر الشديد عند إلقاء خطاب أو مواجهة أشخاص جدد أو أي مواقف اجتماعيّة.
  • الشعور بالقلق الشديد عند مواجهة الآخرين وحدوث الكثير من الاضطرابات التي قد تؤدي إلى الانسحاب من الموقف.
  • الخوف من النقد والإحراج وتلقي ردود فعل سلبيّة والخوف من الرّد على بعض الأسئلة والشعور بالإحراج الشديد.
  • الانطواء وإيجاد صعوبة شديدة في تكوين الصداقات مما يؤثر سلبًا على علاقة الشخص بأصدقائه وعائلته وأقاربه المحيطين.

علاج الخجل عند الرّجل

عند معرفة سبب الخجل يمكن البدء في حلّه والتخلصّ منه فيحاول الأشخاص الخجولون أن يكونوا غير خجولين، ومن أهم خطوات التغلّب على الخجل هو التفاعل الاجتماعي والأسري، ومراجعة طبيب نفسي أو مستشار نفسي، إذ يبدأ بسؤالك عن طفولتك أو مراهقتك أو ماضيك بشكل عام، ومن ثم من خلال الحديث يعلم الطبيب السبب الأساسي لشعورك بالخجل ويطلب منك أداء بعض السلوكيات والتّخلص من بعض العادات، وقد يطلب الطبيب المساعدة من أهلك سواء والديك أو شريكتك فلا تبخل في جعلهم جزءًا من الحل.

ويكون العلاج تدريجيًا ولا يكون الاعتماد على الأدوية إلا بصورة طفيفة، لأن الطبيب هنا يعالج الأفكار ومن ثم السلوكيات التي تنتج عنها، ولكن قد تفيد العلاجات في تحسّن شديد في الكثير من الحالات فقد أثبتت بعض العلاجات وجود تحسّن في الحالة ومن ثم الشفاء من الخجل، ومن الحلول لمشكلة الخجل العمل في بيئات يتعرّض فيها الشخص للتواصل مع الأشخاص الآخرين فكلما مارس الشخص سلوكًا اجتماعيًا أصبح التفاعل أسهل وأكثر ميلًا للطبيعي، ويمكن اللجوء للتقدّم التدريجي من خلال مسح التصورات السيئة عن الموقف في الدماغ وعدم السماح للخجل بإبعاد الشخص عن القول أو العمل أو فعل أي شيء يحبّه، وتعلّم كيفية إدارة الخجل لديهم من خلال محاولة تطوير الشعور بالراحة حول الموقف الذي أدّى لحالة الخجل لدى الشخص، ويمكن ممارسة المحادثة أمام المرآة واللغة الجسديّة كل ذلك له دور كبير في التغلب على الخجل من خلال التجارب اليوميّة وبناء الثقة.

ويجب أن يُدرك الأشخاص الخجولون أن جميع الأشخاص يشعرون بالإحراج والخجل في بعض المواقف والجميع معرّض للخجل، وأن الأشخاص المقابلين ليسوا خارقي الذكاء كما يعتقدون وليسوا مثاليين كما نراهم، وعلى الرّغم من الكثير من السلبيات للخجل الاجتماعي إلا أنّ له بعض الإيجابيات ومنها التفكير مليًا قبل اتخاذ أي خطوة وإدراك الشخص لسلوكه الخاص وكيف يستقبله من قِبل الآخرين، فالتفكير الذاتي والانتباه إلى التفاصيل هو شيء جيد، ولا يمكن التعامل مع الخجل كمشكلة عالميّة في بعض المجتمعات، فبعضها يعتقد أن الخجل قد يفيد في التفكير الجيد واتخاذ القرارات المناسبة والمدروسة والتردد في الإساءة للغير، ويوجد تقدير أكبر في بعض المجتمعات، وفي بعض الحالات قد يُلهم الخجل الإبداع ويفجّره فيلجأ الأشخاص للتعبير عن مواهبهم ومعارفهم وشخصيتهم عن طريق الكتابة أو الرسم أو الموسيقى مما يكشف عن المواهب الكامنة.

السابق
كيف تتخلص من سوء الظن
التالي
معلومات عن مرض التوحد لدى الأطفال

اترك تعليقاً