الامارات

معلومات عن مرض التوحد لدى الأطفال

معلومات عن مرض التوحد لدى الأطفال

اضطراب التوحد عند الاطفال

يشيرُ مفهوم اضطراب التّوحد أو طيف التّوحد إلى حالة معقّدة تخلُّ بالنّمو الطّبيعي للفرد، وتتضمّن حصولَ مشاكل تتعلّق بالقدرات على الانخراط الاجتماعي، والكلام، والتّواصل غير اللفظي مع الآخرين، بالإضافة للقيام بسلوكيات متكررة ومقيّدة، ويؤكّد الخبراء على أنّ تأثيرَ وشدّة الإصابة بالتّوحد تختلف من فرد إلى آخر، وعادةً ما يُشخّصُ الفرد بالتّوحد في الطّفولة، كما تظهرُ العلامات الواضحة للمرض بعمر 2-3 سنوات، لكنّ بعض الأطفال المصابين بهذا الاضطراب قد يسيرُ نموهم بصورة طبيعيّة حتى يصلوا إلى مرحلة متقدمة من الطّفولة ثم يتوقفون عن تعلم مهارات جديدة أو يفقدون مهارات قد تعلموها من قبل، ويؤكّد الخبراء على أنّ انتشارَ هذا الاضطراب عند الذّكور هو أكثر بثلاث او أربع أضعاف من انتشاره عند الإناث.

ووفقًا لإحصائيات منظمة الصّحة العالميّة فإنّ طفلًا واحدًا من بين 160 طفلًا يُعاني من اضطراب التّوحد، كما تشير المنظمة إلى أنّ الأفرادَ المصابين بهذا الاضطراب أكثر عرضةً من غيرهم إلى المعاناة من التّمييز، وانتهاك الحقوق، وترى المنظّمة أنّ انتشارَ الاضطراب في تزايد في العالم وفقًا لعدد من الدّراسات المجرية خلال ال 50 سنةً الماضية.

أسباب الإصابة باضطراب التوحد

يبقى السّبب المؤدي إلى الإصابة بالتوحد مجهولًا، وتشيرُ أغلب الدّراسات المجرية حول هذا الأمر إلى عدم وجود سبب محدّد للإصابة بالاضطراب، لكن يُمكن لأبرز عوامل الخطر المؤديّة إلى الإصابة بالتّوحد أن تتضمّن ما يلي:

  • وجود فرد قريب من العائلة مصاب بالتّوحد.
  • حصول انقسامات جينيّة أو وراثيّة معيّنة.
  • الإصابة باضطرابات جينيّة، كمتلازمة الكروموسوم “إكس” الهش.
  • عمر الوالدين.
  • انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
  • التّعرُّض لمعادن ثقيلة أو سموم بيئة.
  • التعرض المتكرر للعدوى الفيروسية.
  • أخذ جرعات خطيرة من أدوية معينة، مثل دواء حمض الفالبوريك المعروف باسم ديباكان، ودواء الثاليدومايد المعروف باسم الثالوميد.

ويجدرُ الإشارة هنا إلى انعدام وجود أيّ دليل يُثبت أنّه توجدُ علاقة بين أخذ اللقاحات، كلقاحات الحصبة، وبين الإصابة باضطراب التوحد.

علامات وأعراض اضطراب التوحد

في الحقيقة إنّ اضطراب التّوحد يُعرف علميًا ب “اضطراب طيف التوحد”، وتشير كلمة طيف هنا إلى تنوع كبير في نوع وشدة الأعراض بين المصابين بهذا الاضطراب، كما يُمكن لهذا الاضطراب أن يُصيب أيًّا من الأفراد بغض النظر عن العرق أو الحالة المادية.

تختلفُ علامات وأعراض اضطراب التّوحد من طفل إلى آخر؛ فقد يُواجه بعض المصابين بالاضطراب مشاكل بالتّعلم، وقد يُظهر أطفال آخرون مستوى قليلًا أو طبيعيًا من الذّكاء مقارنةً بغيرهم، وقد يكون بعض الأطفال لهم مقدرة على التّعلم بسرعة لكنّهم قد يواجهون مشكلةً بالتّوصل وتطبيق ما تعلموه في المواقف الاجتماعية، وفيما يأتي تفصيل لأبرز العلامات والأعراض التي قد تظهر على الطّفل المصاب بالتّوحد ما يلي:

علامات التوحد عند الأطفال قبل سنّ المدرسة

  • مشاكل بالكلام واللغة:
    • تأخر باكتساب القدرات الكلامية، مثل عدم القدرة على التّفوه بأكثر من 50 كلمةً عند الوصول إلى سنِّ سنتين، أو عدم الكلام أصلًا.
    • إعادة تكرار استخدام مجموعة واحدة من الكلمات أو الجمل.
    • التّكلم بطريقة رتيبة أو سطحيّة.
    • الجنوح نحو التواصل مع الآخرين باستخدام كلمات معينة، على الرّغم من القدرة على استخدام جمل كاملة.
  • مشاكل بالاستجابة للآخرين:
    • تجاهل الاستجابة للآخرين عند المناداة بالاسم.
    • رفض العناق المقدم بواسطة الأبوين أو مقدم الرعاية على الرغم من إمكانية أن يبادر بعض الأطفال بالعناق أحيانًا.
    • الاستجابة السلبية عند طلب شخص آخر القيام بأمر ما منهم.
  • مشاكل بالتعامل مع الآخرين:
    • عدم الاكتراث بالمساحة الشّخصية الخاصة بالأشخاص الآخرين، وعدم قبول دخول الآخرين للحيز الخاص بهم.
    • إظهار قِلة اهتمام بالتعامل مع الآخرين، بما في ذلك الأطفال بنفس الفئة العمرية.
    • عدم الانغماس بالمواقف التي يجدها الأطفال الآخرون ممتعةً، مثل حفلات عيد الميلاد.
    • الميل للعب وحدهم دون طلب الآخرين باللعب معهم.
    • الاستخدام النادر للإيماءات والتعابير الوجهية عند التواصل مع الآخرين.
    • تجنب استخدام التواصل البصري المباشر مع الآخرين.
  • مشاكل سلوكية:
    • تنفيذ حركات متكررة، مثل الرّفرفة باليدين، أو التأرجح ذهابًا وإيابًا، أو النقر المتكرر باستخدام اليدين.
    • اللعب بالألعاب بطريقة مكررة وغير إبداعية، مثل رصف قطع الألعاب وترتيبها اعتمادًا على الحجم أو اللون، بدلًا من استخدامها لبناء مجسم أو شكل ما.
    • الجنوح نحو اتخاذ روتين معين والشعور بالحنق عند حدوث أي نوع من التّغيير على الروتين.
    • إظهار انجذاب مفرط أو كراهية مفرطة لأنواع محددة من الأطعمة بناءً على الملمس أو اللون، بالإضافة إلى الطعم.
    • وجود اهتمامات حسية شاذة، مثل محاولة شم أو استكشاف الألعاب أو الأفراد الآخرين بصورة غير مناسبة.

علامات وأعراض التوحد عند الأطفال بعمر المدرسة

  • مشاكل بالكلام واللغة:
    • تجنب استخدام اللغة عند الكلام.
    • التحدث بكلام ذي صفة رتيبة وسطحية.
    • استخدام جمل من المرحلة السابقة للمرحلة العمرية أو التعليمية الحالية، دون القدرة على وضع كلمات فردية لإنشاء جمل جديدة.
    • اعتماد طريقة تواصل مباشرة مع الآخرين، دون القدرة على مشاركة أطراف الحديث مع الطرف الآخر.
  • مشاكل بالاستجابة للآخرين:
    • أخذ كلام الآخرين بصورة حرفية، وعدم القدرة على فهم السخرية، أو التهكم، أو الاستعارات الكلامية.
    • الاستجابة بسلبية مفرطة عند توجيه طلب لهم بعمل شيء ما بواسطة الآخرين.
  • مشاكل بالتعامل مع الآخرين:
    • عدم الاكتراث بالمساحة الشخصية الخاصة بالأشخاص الآخرين وعدم قبول دخول الآخرين للحيز الخاص بهم.
    • وجود اهتمام قليل بالانخراط من الآخرين، بما في ذلك الأطفال في نفس المرحلة العمرية، وصعوبة وجود أصدقاء مقربين على الرغم من محاولة تكوين مزيد من الصداقات.
    • عدم الوصول لفهم فيما يتعلّق بالتّصرف الاجتماعي الطبيعي للأفراد، مثل إلقاء التّحية أو تمني الخير والسلامة للآخرين.
    • عدم المقدرة على تبني لكنة الخطاب والمحتوى الخاص بمواقف اجتماعية معيّنة، مثل التّحدث بصورة رسمية أثناء حضور حفلة ما أو التحدث مع غرباء بصورة توحي كأنّهم معروفون منذ زمن طويل.
    • عدم القدرة على التّمتع بمواقف وأنشطة يستمتع بها الأطفال الآخرون في نفس الفئة العمرية.
    • الاستخدام النادر للإيماءات والتعابير الوجهية عند التواصل مع الآخرين.
    • تجنب استخدام التواصل البصري المباشر مع الآخرين.
  • مشاكل سلوكية:
    • تنفيذ حركات متكررة، مثل الرفرفة باليدين، أو التأرجح ذهابًا وإيابًا، أو النقر المتكرر باستخدام الأصابع.
    • اللعب بالألعاب بطريقة مكررة وغير إبداعية، مثل رصف قطع الألعاب وترتيبها اعتمادًا على الحجم أو اللون، بدلًا عن استخدامها لبناء مجسم أو شكل ما.
    • تطوير اهتمام خاصّ يتعلّق بموضوع أو بنشاط ما.
    • الجنوح نحو اتخاذ روتين معين والشّعور بالأسى الشّديد عند حدوث أيّ نوع من التغيير على الروتين.
    • إظهار انجذاب مفرط أو كراهية مفرطة لأنواع محددة من الأطعمة بناءً على الملمس أو اللون، بالإضافة إلى الطعم.
    • وجود اهتمامات حسيّة شاذة، مثل محاولة شمّ أو استكشاف الألعاب أو الأفراد الآخرين بصورة غير مناسبة.

علاج اضطراب التوحد

يجب الأخد بعين الاعتبار من قبل جميع الآباء بأن التعامل العلاجي مع التوحد مختلف عن أي مرض آخر لذا يلجأ الأطباء إلى اعتماد علاجات غير دوائية للتّعامل مع التّوحد، وهي قد تتضمّن توفير تعليم خاص يتماشى مع حاجة الطفل، كما قد يتضمّن علاجات كلامية، وسلوكية، ووظيفية، وطبيعية، يُمكنها أن تُساعدَ الطّفل على التواصل مع الآخرين، أو توفير نوع خاص من التدريبات السمعية والحسية له، وقد يستفيد بعض الأطفال من تعليمهم لمهارات اجتماعية، خاصة أولئك الذين يُعانون من اضطرابات قلق أيضًا، ويشير الخبراء إلى أن العلاجات الدّوائية تُعدُّ فعّالةً للتّعامل مع المظهر السلوكي للتوحد، لكن الأدوية قد تكون ضرورية للتعامل مع الاضطرابات الأخرى المرافقة للتوحد، مثل سلوكيات إيذاء الذات واضطرابات الحركة، وهذا قد يدفع بعض الأطباء لوصف أدوية معينة، مثل:

  • الجيل الثاني من مضادات الذهان، مثل الرسبريدون والأريبيبرازول.
  • مضادات الاكتئاب من نوع مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، مثل الفلوكستين والسيتالوبرام.
  • الأدوية المنبهة أو المنشطة، مثل الميثيلفيندات.
السابق
أسباب الخجل عند الرجال
التالي
علاقة التكنولوجيا بالتوتر

اترك تعليقاً