مفهوم الفراغ العاطفي
يعد الفراغ العاطفي أمرًا غريبًا لا يستطيع الأشخاص فهمه بشكلٍ واضح، يكمن هذا الشعور بعدم قدرة الشخص على العيش بطريقة صحيحة، أو إحساسهم المستمر بالملل والخمول وبأن لا شيء له قيمة مطلقًا، إلى جانب عدم استمتاعهم بأي نشاط يقومون به، ويعد شعور الفراغ العاطفي أمرًا مزمنًا لبعض الأشخاص، فبالرغم من أن الشخص قد تكون حياتهم سليمة ويومه مزدحم بالعمل والإنجازات إلى أنه يبقى شعورًا في داخلهم بالفراغ مجهول المصدر، وهذا الشعور يمكنه يؤثر على جوانب حياتهم سلبيًا، إذ يجب على الشخص أن يعرف ما هو السبب وراء هذا الشعور ويحاول حلّه بأقرب وقت.
أسباب الفراغ العاطفي
يشعر الأشخاص بالفراغ العاطفي بسبب قفدانهم لشخص عزيز سواء بسبب وفاة أو انفصال، إذ إن غياب هذا الشخص، أو عدم وجود أشخاص مقربين حولهم يؤدي إلى تغير مفاجئ أو غير مفاجئ في مشاعرهم، وتصبح الحياة دون معنى للشخص الذي يشعر بالفراغ العاطفي، إذ يمكن للفراغ العاطفي أن يُبقي الشخص في عُزلة أو قلق مستمر، أو شعور باليأس، إذ يصف البعض هذا الشعور بانه فراغ حقيقيّ في صدورهم ويحاولون ملؤه بأكثر من طريقة، مثل؛ التسوق القهري، أو تناول الطعام بكثرة، إذ أن هذه الأمور تبعث الشعور بالملئ المؤقت عند الشخص وتزول بعد مدّة قصيرة،ومن أسباب الفراغ العاطفي أيضًا:
- القلق والاكتئاب: قد يكون الشعور المستمر بالفراغ العاطفي مؤشرًا على مرض نفسي مثل الاكتئاب أو القلق أو مرض ثنائي القطب، إذ إن الأشخاص الذين يعانون من إكتئاب يشعرون بالفراغ الدائم.
- التعرض لمواقف صعبة وعصيبة: إن استهلاك الجسم لكمية كبيرة من الطاقة في مواجهة هذه المواقف أمرًا يدعو للشعور بالفراغ، لأن مواجهة هذه المواقف تُفرغ كافة الموارد العاطفية في الجسم، وبعد فترة يشعر الشخص بأنه لا يمتلك أي شعور.
- التعرض لوسائل التواصل الاجتماعي بكثرة: إن قضاء وقتًا طويلًا على وسائل التواصل الاجتماعي يعد سببًا في الفراغ العاطفي، إذ إن قيام الشخص باستخدام هذه الوسائل للتواصل مع الأشخاص بديلًا عن التواصل المباشر مع الأشخاص يؤدي إلى الشعور بالفراغ العاطفي، إذ إن التعرض لوسائل التواصل الاجتماعي يؤدّي إلى:
- رؤية الأصدقاء والمقربين أثناء قضائهم أوقاتًا ممتعة وفي حال أفضل منك سيؤدي للشعور بالفراغ وبأن هناك ما ينقصك.
- تعد وسائل التواصل الاجتماعية مكانًا للأخبار السيئة، والمشاعر السلبية، إذ إن رؤية المعاناة والظلم الذي يُنشر بشكل متكرر يؤثر على النفسية ويؤدي للشعور بالفراغ وقلّة الحيلة، كما أن رؤية الأخبار السلبية باستمرار تمنح التبلّد واللامبالاة والافتقار إلى الدافع.
علاج الفراغ العاطفي
يمكن للشخص التخلص من الشعور بالفراغ العاطفي عن طريق اتباع ما يلي:
- معرفة سبب الفراغ العاطفي: إن معرفة السبب الرئيسي لهذا الشعور نصف الحل، إذا كان هذا الشعور نابعًا من فقدان أحد المقربين فإن الحزن لفترة طويل ليس من صالح الشخص، يجب أن يتقبل الفقد ولا يُنكره، ويجب عليه تذكّر الأشخاص والأحباء الذين حوله ليمنحوه بعض العاطفة والتقرب لهم.
- قضاء وقت مع النفس: إن قضاء بعض الوقت مهم من أجل معرفة المخاوف، والرغبات، والأحلام وغيرها من المشاعر الدفينة، وهناك عدّة أنشطة يمكنها أن تساعد على استخراج هذه المشاعر مثل الكتابة، أو التأمل، أو تمارين التركيز أو المشي وغيرها.
- امتداح النفس: من المهم الاعتراف بمشاعر الفراغ وقبولها، لكن بالمقابل يجب أن لا يذهب من بالِ الشخص بأنه بحتاج إلى حياة أفضل ومُرضية مع بعض العبارات التحفيزية.
- اكتشاف المشاعر التي تسبب الإحساس بالفراغ: يمكن اكتشاف هذه المشاعر عن طريق الخلو بالنفس وطرح بعض الأسئلة بهدوء، ومن هذه الأسئلة:
- هل كنت أحكم على نفسي أو أقارن نفسي بالآخرين؟
- هل أقول لنفسي أشياء إيجابية؟
- هل أميل إلى ملاحظة الإخفاقات للتعلم منها أم أنعت نفسي بالغبيّ؟
- هل يتم أخذ مشاعري بعين الاعتبار في علاقاتي، أم أقوم بتقليل ما أشعر به؟
- هل أعتني بنشاط باحتياجاتي البدنية والصحية؟
- هل اتجهت نحو السلوكيات أو الإدمان لتجنب الشعور بالفراغ العاطفي؟
- ما هو الشيء الذي أحاول الفوز به أو تحقيقه؟
- هل ألوم نفسي أو أشعر بالذنب تجاه أشياء خارجة عن إرادتي؟
- هل أظهر لنفسي تعاطفًا كما فعلت مع صديق مقرب أو أحد أفراد الأسرة؟
- هل أؤكد ثقتي بنفسي وأحترم آرائي الشخصية؟
