الامارات

اعراض مرض التوحد عند المراهقين

اعراض مرض التوحد عند المراهقين

مرض التوحد

يشير مصطلح التوحد إلى إصابة الطفل بحالة عصبية وسلوكية معقدة تسبب ضعفًا في مهارات التواصل الاجتماعي واللغة لديه، وتؤدي إلى ظهور سلوكيات متكررة يغلب عليها طابع العند والصرامة، ولما كانت الإصابة بالتوحد تقود إلى مجموعة متنوعة من الأعراض التي تتفاوت في شدتها، فقد أطلق عليها مصطلح اضطراب طيف التوحد ASD، وهي قد تؤثر على الطفل تأثيرًا شديدًا يعيقه عن عيش حياة طبيعية، إذ يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من صعوبة بالغة في التواصل مع الآخرين، نظرًا لعجزهم عن فهم أفكارهم ومشاعرهم، فيواجهون صعوبات كثيرة في التعبير عن أنفسهم بالكلمات أو الإيماءات أو تعبيرات الوجه. [١]

أعراض مرض التوحد عند المراهقين

في بعض الحالات، لا تظهر أعراض مرض التوحد على الأطفال عندما يكونون صغارًا، ولا يبدو أنهم يعانون من خطر ظهورها خلال مرحلة لاحقة من حياتهم، لذلك يجب على الأهل إيلاء أهمية كبيرة للأعراض التي يعاني منها أطفالهم في مرحلة الدراسة والمراهقة، فعلى سبيل المثال، يُبدِي الأطفال المرضى بالتوحد ردود فعل غريبة إزاء المنبهات المختلفة، مثل الأضواء والأصوات والروائح واللمس والتذوق، ففي بعض الأحيان، لا يظهرون أي اهتمام بكلام الأشخاص الذين يتحدثون إليهم مباشرة، غير أنهم في أحيان أخرى يشعرون بانزعاج كبير تجاه بعض الأصوات الخفيفة، مثل صوت ترتيب الأوراق أو العصافير، ويتأثرون بسرعة كبيرة عند حصول تغيير مفاجئ في المنبهات الحسية حولهم، مثل الأضواء الساطعة أو الأصوات العالية أو ملامسة أشياء خشنة الملمس.

بالإضافة إلى ما سبق، لا يقدر المراهقون المصابون بالتوحد على التعبير عن مشاعرهم بأسلوب مقبول اجتماعيًا لدى الآخرين، فيبدؤون أحيانًا بالصراخ أو البكاء أو الضحك دونما مبرر واضح، وإذا شعروا بالقلق إزاء أمر معين، فإنهم يبدون تصرفات هستيرية وعدوانية، مثل العض أو الخدش أو الضرب أو تحطيم الأشياء من حولهم، وقد يظهرون أيضًا بعض الإيماءات أو التعبيرات غير اللائقة في نظر الآخرين، ويحتمل أن يتجاهلوا وجود بعض الأشخاص، لذا، لا يحظون بعدد كبير من الأصدقاء، وفي بعض الحالات، لا يوجد لديهم أي صديق إطلاقًا. وعمومًا، يميلون إلى إظهار سلوكيات استحواذية، ومن جهة أخرى يكون المراهقون المصابون بالتوحد أكثر ذكاء فيما يتعلق بالمهام التي لا تتطلب منهم التكلم، فهم يميلون عادة إلى استعمال جمل قصيرة ويواجهون صعوبات جمة عند التكلم وفق القواعد اللغوية، كذلك، يحسنون التصرف بصورة مقبولة حين يتعلق الأمر بالمهام البصرية والمكانية، ويكونون أقل كفاءة عند مواجهة الأسئلة والمهام التي تتطلب منهم التفكير المجرد، لذلك تراهم يستجيبون حرفيًا لبعض الأمور والمهام نظرًا لأنهم يواجهون صعوبة كبيرة في استيعاب العبارات الاصطلاحية أو التشبيهات أو الاستعارات.

أسباب مرض التوحد

لا يوجد سبب وحيد كامن وراء الإصابة بالتوحد، إذ تبين الدراسات العلمية أنه عائد إلى مزيج من العوامل الجينية والبيئية؛ فالدراسات العلمية تشير إلى أن التوحد يسري بين أفراد العائلة الواحدة، إذ إن حدوث تغيرات في بعض الجينات يزيد خطر إصابة الطفل بالتوحد، فإذا كان أحد الأبوين حاملًا لأحد تلك التغييرات، فمن المحتمل أن تنتقل بدورها إلى الطفل، حتى لو لم يكن الأب أو الأم مصابين بالتوحد، وفي بعض الحالات، تنشأ التغييرات الجينية في الحيوانات المنوية أو البويضة أو الجنين الناجم عن اتحادهما، إذ إن غالبية هذه التغييرات لا تسبب التوحد بحد ذاتها، وإنما تزيد فرص إصابة الطفل به. من جهة أخرى، تبين بعض الدراسات العلمية أن العوامل البيئية لها دور في زيادة خطر التوحد أو انخفاضه عند الأفراد ممن لديهم استعداد جيني للإصابة بهذا المرض، ويبدو أن هذه الزيادة أو الانخفاض ذات تأثير ضئيل فيما يتعلق بعوامل الخطر التالية:

  • عوامل زيادة الخطر مثل كبر سن أحد الوالدين، ومضاعفات الولادة (الخداج ، وزن الطفل أقل من الطبيعي عند الولادة)، وقُصر المدة الزمنية بين مرات الحمل.
  • عوامل انخفاض الخطر مثل تناول الفيتامينات أثناء وقبل الحمل مثل (حمض الفوليك).
السابق
أسباب الفراغ العاطفي
التالي
أسباب تغير المزاج

اترك تعليقاً