الامارات

أسباب القلق بدون سبب

أسباب القلق بدون سبب

القلق

يعاني جميع البشر طبيعيًا من القلق في مرحلة ما ومن وقت لآخر، ولكن قد يصاب البعض “باضطراب القلق” إن استمر القلق وبدأ بالتأثير على الحياة اليومية للشخص، وتعد هذه الحالة الصحية من أكثر المشاكل النفسية التي تصيب البشر، وهي قابلة للعلاج. والقلق بحد ذاته أمر لا بد منه ومهم في بعض الأحيان، إذ يقي الشخص من الخطر ويساعده في المرور بمواقف عديدة بأمان، ولكن قد يؤدي القلق المفرط وغير المحبذ إلى التأثير على مشاعر أخرى كالخوف، والتركيز، كما أنه يؤثر بشدة على إمكانية وجودة النوم، وقد يؤدي القلق أيضًا إلى ظهور أعراض جسمانية كصعوبة التنفس، وعدم انتظام ضربات القلب، وللقلق العديد من الأسباب والعوامل كالضغط الاجتماعي، والجينات الوراثية، وغيرها، ويفضل زيارة الطبيب عند المعاناة من القلق المفرط المؤثر على الحياة لتشخيص الأعراض، والبحث عن أفضل العلاجات.

أسباب القلق من دون سبب

يعاني البعض من القلق الذي يعتقد بأن لا سبب له، وفعليًا لا يوجد قلق من دون سبب، إذ يكون السبب مجهولًا لدى الشخص لا أكثر، وقد تتسبب المشاكل الصحية، أو المشاكل النفسية، أو تناول بعض الأدوية بالشعور بالقلق، وقد يكون المسبب مزيجًا مما سبق، وفيما يلي الأسباب أو المشاكل النفسية التي قد تسبب القلق:

  • اضطراب الهلع: يعد القلق أحد أهم أعراض هذا الاضطراب، إلى جانب بعض التغيرات في ضربات القلب، والدوار، وقد يتسبب بهذا الاضطراب كل من المشاكل المتعلقة بضربات القلب، وفرط نشاط الغدة الدرقية، وشرب القهوة أو الكافيين، وتناول الأمفيتامينات.
  • اضطرابات التخوف المرضي.
  • اضطربات الضغط النفسي.
  • اضطراب القلق العام.

وفيما يلي العوامل الخارجية التي قد تسبب القلق:

  • الضغوطات النفسية التي قد يتعرض لها البعض في المدرسة أو العمل.
  • الضغوطات المتولدة في العلاقات الشخصية كالزواج.
  • الضغوطات المادية.
  • التعرض لصدمة نفسية مثل موت أحد الأحباء أو الأقارب.
  • الضغط النفسي الناتج من التعرض لمرض مزمن.
  • الأعراض الجانبية لتناول بعض الأدوية.
  • تناول العقاقير الممنوعة كالكوكايين.
  • عرض جانبي لحالة صحية مثل، الذبحة الصدرية، ونقص السكر في الدم.
  • قلة الأكسجين الناتج عن التواجد في أماكن مرتفعة أو تجلط الدم في الأوعية الدموية في الرئة.

ويترك تحديد المسبب الصحيح للقلق للطبيب المختص، إذ يلاحظ بأن 43% من الأشخاص الذين يعانون من أعراض القلب يعانون فقط من نوبات أو اضطرابات هلع لا مشاكل صحية متعلقة بالقلب،ويمكن ذكر أسباب أخرى كما يلي:

  • عوامل وراثية: إذ يظهر القلق كثيرًا بين أفراد العائلة الواحدة.
  • كيمياء الدماغ: إذ تؤثر الهرمونات العقلية والإشارات الكهربائية في مزاج الشخص.

أعراض القلق

قد يسبب القلق بحد ذاته العديد من الأعراض على الصعيدين النفسي والجسماني، ومن الصعب جدًا تحديد ما إن كان القلق هو السبب وراء هذه الأعراض، وفيما يلي تصنيفات أعراض القلق:

  • أعراض جسدية أو جسمانية:
    • اضطراب وتسارع معدل ضربات القلب والشعور بها.
    • الشعور بالدوخة أو الدوار.
    • الصداع.
    • ألم في الصدر.
    • فقدان الشهية.
  • أعراض نفسية:
    • الشعور بالتوتر أو الغضب.
    • عدم القدرة على الاسترخاء.
    • القلق حول الماضي أو المستقبل.
    • الرغبة بالبكاء.
    • عدم القدرة على النوم.
  • تغيرات السلوك:
    • عدم القدرة على الاستمتاع بوقت الفراغ.
    • صعوبة في الاعتناء في الذات.
    • صعوبة في التركيز بالعمل.
    • المعاناة في تشكيل أو المحافظة على العلاقات الشخصية أو الاجتماعية.
    • القلق من تجريب أشياء جديدة.

أنواع القلق

يوجد لاضطرابات القلق العديد من الأنواع تبعًا للدليل التشخيصي والإحصائي لاضطرابات الصحة العقلية، وهو كتاب أصدر من قبل الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، وفيما يلي أنواع القلق كما في هذا الكتاب:

  • اضطراب القلق العام: يعرف هذا الاضطراب على انه اضطراب مزمن، يؤدي إلى القلق اتجاه حدث أو شيء أو موقف ما، وهو من أكثر اضطرابات القلق شيوعًا، ولا يستطيع المصاب به تحديد مسبب القلق.
  • اضطراب الهلع: وهي عبارة عن موجز مفاجئ من الخوف، يبدأ فجأة وتمتد فترة تأثيره من 10 دقائق إلى عدة ساعات، وقد تؤدي نوبات الهلع إلى العديد من الأعراض الأخرى مثل رجفة الجسم والارتباك والغثيان وصعوبة التنفس، وقد يكون هذا الاضطراب ناتجًا عن التعرض لتجربة سابقة أو التعرض المستمر للتوتر النفسي.
  • رهاب محدد: يعرف الرهاب على أنه التخوف غير العقلاني، ومحاولة تجنب شيء أو موقف ما، ويختلف الرهاب عن اضطرابات القلق الأخرى بارتباطه بمسبب ما، ويعترف المصابون بالرهاب بخوفهم وكذلك بعدم قدرتهم على التحكم به، وقد يكون هذا الخوف الناتج عن أي موقف أو شيء أو حيوان.
  • رهاب الخلاء: وهو الخوف من أماكن أو مواقف أو أحداث يصعب الهروب منها، أو لا تتوفر فيها المساعدة عندما يحاصر الشخص فيها، ويختلط هذا الأمر كثيرًا برهاب الأماكن المفتوحة، وهو ليس بهذه البساطة، إذ يعاني الأشخاص المصابون برهاب الخلاء من الخوف عند الخروج من المنازل أو استخدام المصاعد ومواصلات النقل العام.
  • خرس انتقائي: يظهر هذا النوع كثيرًا عند الاطفال، ويتمثل بعدم القدرة على التحدث في أماكن محددة أو في سياق ما، حتى وإن كان الطفل يتمتع بمهارات تواصل جيدة.
  • اضطراب القلق الاجتماعي أو الهلع الاجتماعي: ويتمثل هذا الاضطراب بالخوف من الحكم السلبي للآخرين أو المجتمع في موقف اجتماعي أو الشعور بالإحراج الاجتماعي، ويتضمن هذا الاضطراب العديد من الأشكال مثل، الخوف من المسرح، والخوف من الحميمية، والقلق من الإذلال، ويدفع هذا الاضطراب الأشخاص المصابين، إلى الابتعاد عن المواقف المزدحمة وعن الاتصال البشري المباشر.
  • اضطراب قلق الانفصال: وهو التعرض للقلق بعد الانفصال عن شخص أو مكان ما، كان يقدم للشخص الشعور بالأمن والأمان، وقد يؤدي الانفصال أحيانًا إلى ظهور أعراض اضطراب الهلع.

التعقيدات الناجمة عن القلق

يؤدي القلق إلى ظهور أعراض ومشاكل وتعقيدات خطيرة في بعض الأحيان على المستوى الجسماني والعقلي، وفيما يلي بعض هذه التعقيدات:

  • إساءة استخدام المواد المخدرة.
  • صعوبة في النوم أو الأرق.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي أو الأمعاء.
  • الصداع والألم المزمن.
  • العزلة الاجتماعية.
  • صعوبة أداء الوظائف اليومية سواء في المدرسة أو العمل.
  • قلة جودة الحياة.
  • الانتحار.

علاج القلق

يوجد العديد من العلاجات الفعالة للقلق والتي تندرج تحت ثلاثة تصنيفات وهي العلاج النفسي، والعلاج بالأدوية، والعلاج التكميلي أو البديل، وقد يستفيد الشخص المصاب من واحد أو من أكثر من هذه العلاجات.

العلاج النفسي

يوجد للعلاج النفسي العديد من الأشكال كما يلي:

  • الاستشارة النفسية: وهي نوع من العلاج بالكلام، يقدم فيه مقدم العناية الصحية النفسية عدة استراتيجيات للمريض لكي يتعامل مع الحالات النفسية المتنوعة كالقلق، ويعد هذا النوع من العلاج علاجًا قصير المدى.
  • العلاج النفسي المخصص: يوجد العديد من أنواع العلاج النفسي المستخدمة في علاج القلق، وعلى عكس الاستشارة النفسية يتميز العلاج النفسي بالمدى الطويل، والذي يعالج مجالًا واسعًا من القضايا كأنماط السلوك، ويعتمد العلاج النفسي للقلق على حالة قلق المصاب وعلى التفضيل الشخصي، ويتمثل الهدف من العلاج النفسي بمساعدة المصاب على تنظيم مشاعره، وتحسين حالة التوتر لديه، وفهم أنماط سلوكياتهم لمساعدتهم على الخوض بعلاقاتهم الشخصية.
  • العلاج السلوكي المعرفي: وهو علاج قصير المدى يساعد المصابين بالقلق على تحديد الأفكار غير الصحيحة والسلبية التي تسبب القلق، ويمكن الخضوع لهذا العلاج شخصيًا وفرديًا أو جماعيًا مع مجموعة من الأشخاص، ويساعد هذا العلاج أيضًا على تطوير طرق جديدة من قبل الأشخاص المصابين لمعالجة مشاعرهم وأفكارهم وسلوكياتهم للتعامل مع حياتهم بالرغم من حالتهم النفسية، وتمتد فترة العلاج بهذا النوع من 10 -15 جلسة أسبوعيًا، ولمدة ساعة واحدة لكل جلسة.
  • العلاج بالتعرض المطول: يستخدم هذا النوع من العلاج في علاج حالات الرهاب، من خلال مساعدة المريض على التغلب على الخوف عند التعرض لتجربة ما أو عند تذكيره بحادثة صادمة حدثت في الماضي، ويتعرض المريض من خلال هذا العلاج إلى مخاوفه بحذر، وبمساعدة مقدم الرعاية النفسية الذي يقدم للمريض طرقًا للراحة تساعد المصاب على العيش مع مخاوفه.
  • العلاج بإزالة حساسية حركة العين EMDR: وهو علاج شبيه بالعلاج التعرض المطول، ويهدف إلى نفس النتيجة من خلال تعريض المريض لذكريات مؤلمة ومساعدته بالتركيز على حركة مترددة أو صوت معين خلال ذلك، إلى أن يقل توتر الذاكرة لتلك الذكريات، ويحتاج المصاب إلى جلسة اسبوعيًا تتراوح مدتها ما بين 50 -90 دقيقة ولمدة ثلاثة أشهر.
  • العلاج السلوكي الجدلي: يتبع هذا العلاج منهجًا قائمًا على المهارات لمساعدة الأشخاص على تنظيم مشاعرهم، ولا يستخدم عادة لعلاج اضطرابات القلق بل اضطرابات الشخصية، ويعد هذا العلاج من العلاجات طويلة المدى، إذ قد يحتاج البعض سنة كاملة لإتمامه.
  • علاج القبول والالتزام: يحث هذا العلاج الأشخاص على التمتع بسلوكيات إيجابية، حتى عند تواجد أفكار أو سلوكيات سلبية، ويهدف هذا العلاج إلى تحسين الوظائف اليومية للفرد، بغض النظر عن الإصابة باضطراب ما، وتعتمد مدة العلاج على حدة أعراض الحالة النفسية.
  • العلاج العائلي: يتضمن هذا العلاج خضوع عائلة المصاب كاملة للعلاج، مما يحسن التواصل ويساعد في تطوير مهارات جديدة لعلاج الصراع، ولا يحتاج هذا العلاج للكثير من الوقت لإتمامه، ويفضل اللجوء اليه من قبل العائلات التي تكون سببًا في قلق أحد أفرادها.

الأدوية

تستخدم الأدوية في العادة بالتزامن مع الخضوع للعلاجات النفسية، وهي أدوية معظمها أمن الاستخدام بالرغم من وجود بعض الأعراض الجانبية، وفيما يلي بعض هذه الأدوية:

  • مضادات الاكتئاب: تستخدم هذه الأدوية لعلاج أعراض الاكتئاب، ولكنها تستخدم في بعض الأحيان أيضًا لعلاج أعراض القلق.
  • بوسبيرون: وهو دواء محدد لعلاج القلق مباشرةً، فهو دواء فعال في علاج اضطراب القلق العام، وفي تقليل حدة المشاكل المعرفية والشخصية المرتبطة بالقلق، ولا يتفاعل هذا الدواء مع الكحول ولا يسبب أي تأثير مخدر، ولكنه قد يسبب بعض الأعراض الجانبية الأخرى مثل الصداع، والدوار، والعصبية.
  • حاصرات بيتا: تمنع أدوية حاصرات بيتا الأدرينالية عمل وحصر النواقل العصبية الخاصة بالأدرينالين، مما يبطئ ويقلل قوة انقباض القلب، وتخفيض ضغط الدم، كما أنها توسع الأوعية الدموية مما يزيد من تدفق الدم، وتستخدم هذه الأدوية لعلاج الأعراض الجسدية للقلق، ولكنها ليست فعالة اتجاه القلق العام أو نوبات الهلع أو الرهاب.

العلاج التكميلي أو البديل

تتبع العلاجات التكميلية بالتزامن مع اتباع العلاجات التقليدية لتقليل أعراض القلق، وقد ازداد الاهتمام بهذه العلاجات لأنها غير جراحية وتفيد المصاب كثيرًا، ومن هذه العلاجات ما يلي:

  • التحكم بالإجهاد النفسي: وهي مجموعة من النشاطات التي تركز على إنتاج رد فعل واعٍ يدعو للاسترخاء، ويتمثل هذا الفعل بتباطؤ عملية التنفس، مما ينتج عنه خفض ضغط الدم، وتشمل هذه الأفعال كلًا من الاسترخاء التدريجي، والصور الإرشادية، والارتجاع البيولوجي، والتنويم المغناطيسي الذاتي، والتنفس العميق.
  • التأمل: وهو تدريب عقلي وجسمي، يحث به الشخص نفسه على التفكير والشعور والإحساس دون إصدار أحكام، وقد أثبت بأن التأمل مفيد جدًا في التقليل من الأعراض النفسية للقلق.
  • اليوغا: تتضمن اليوغا كلًا من التأمل، ووضعية الجسم المناسبة، والتنفس السليم، والفلسفة المميزة، وقد أثبتت اليوغا قدرتها على التقليل من أعراض القلق والاكتئاب.

ويجب التنويه إلى أن هذه العلاجات لا يمكنها تعويض العلاجات التقليدية.

الوقاية من القلق

لا يوجد طريقة محددة للتنبؤ بمسبب اضطراب القلق عند الأشخاص، ولكن يمكن اتباع بعض الخطوات للتخفيف من حدة الأعراض عند التعرض لنوبة القلق كما يلي:

  • السعي وراء المساعدة الطبية مباشرة عند الشعور بالأعراض: إذ يعد القلق من المشكلات الصحية التي يصعب علاجها في حالاتها المتقدمة.
  • الحفاظ على النشاط الجسماني والاجتماعي: إذ يفضل المشاركة بأنشطة يحبذها الشخص، والتي تزيد من الشعور بالرضا اتجاه النفس، كما يفضل الاستمتاع بالنشاطات الاجتماعية والحفاظ على العلاقات الشخصية التي تقلل من التوتر والقلق.
  • تجنب شرب الكحول واستخدام العقاقير: إذ تزيد هذه الأمور من حدة أعراض القلق، كما أن محاولة الابتعاد عنها تؤدي إلى القلق كذلك، ولذلك يفضل الذهاب إلى الطبيب وأخذ الاستشارة الطبية اللازمة عند محاولة التخلص من إدمان هذه المواد.

سؤال وجواب

ما هي أكثر اضطرابات القلق شيوعًا؟

يعد اضطراب القلق العام، واضطراب الهلع، واضطراب القلق الاجتماعي، والرهاب من أكثر اضطرابات القلق شيوعًا، وتتشارك هذه الاضطرابات كلها بأنها تؤدي إلى الخوف والقلق المفرطين، وقد تظهر أعراضهما على الصعيدين الجسمي والعقلي.

هل يرتبط القلق بالاكتئاب؟

يعد أمرًا شائعًا أن يصاب الشخص بالقلق والاكتئاب معًا، إذ يعاني أكثر من نصف المصابين بالاكتئاب من اضطرابات القلق أيضًا، وقد تسبب إحدى الحالتين الحالة الأخرى، ويعاني المصابون بالحالتين معًا من أعراض أكثر شدة من الإصابة بحالة واحدة.

هل يمكن لبعض الأطعمة أن تعالج القلق؟

تستخدم العلاجات النفسية والأدوية في علاج حالات القلق، وقد تساعد أيضًا بعض التغيرات في أنماط الحياة مثل ممارسة التمارين الرياضية، والنوم جيدًا، وتقترح بعض الأبحاث أن للطعام المتناول أيضًا تأثيرًا إيجابيًا على الدماغ عند المعاناة من القلق باستمرار، ومن الأطعمة المفيدة لتحسين أعراض القلق ما يلي:

  • البابونج.
  • سمك السلمون.
  • الشوكولاتة الداكنة.
  • الزبادي.
  • الكركم.
  • الشاي الأخضر.
السابق
أسباب اضطراب الشخصية
التالي
قصة عن الرياضيات للأطفال

اترك تعليقاً