الامارات

مراحل النمو النفسي عند فرويد

مراحل النمو النفسي عند فرويد

نظرية التحليل النفسي لفرويد

تعرف هذه النظرية أيضًا بالنظرية الشخصية البنائية لفرويد، وتنص على أن السلوك البشري مكون من تفاعل الأجزاء الثلاثة الأساسية للعقل وهي؛ الأنا العليا، والهو، والأنا، كما تسلط الضوء على الدور الرئيسي للصراعات النفسية في اللاوعي وأثرها على تكوين السلوك والشخصية، كما أنه التفاعلات الديناميكية الحيوية بين تلك الأجزاء الأساسية المكونة للعقل تتقدم عبر مراحل متعددة من التطور النفسي والجنسي، ويقال أنها خمسة مراحل، كما أن هذه النظرية وغير من أفكار فرويد قد قوبلت بالنقد الكبير من الآخرين على مدار القرن الماضي، وذلك بسبب تركيزه الكبير على الجنس، والذي يعد المحرك الأساسي لتنمية الشخصية البشرية على حد تعبيره.

وبحسب نظرية فرويد فإن الهياكل الثلاثة المكونة للعقل البشري تبقى في صراع فيما بينها، إذ تتفاعل حتى بدورها تمكننا من تطوير شخصياتنا، ولربما الحد الفاصل بين تلك الاضطرابات وبين جهودنا لإيجاد التوازن بينها هو ما يحدد الكيفية للتعامل مع العالم الخارجي، فبعمل التوازن عندما يجد صراعًا بين شيئين مختلفين؛ كسلوكين متناقضين، فتجد تلك الدوافع الببيولوجية العدوانية والآخر هو في البحث عن المتعة في خضم العدوان، وبطريقة أخرى في كيفية سيطرتك الداخلية على محركات المتعة تلك.[١]

وللخوض في الهياكل الثلاثة بتفصيل أكبر؛ فإن أبسطها هو الهو؛ إذ أنه يعمل بلا وعي، ومهتم في تلك الأساسيات المادية والتي تحتاج للإشباع الفوري، وأما عن الأنا العليا؛ فمهمتها ترتكز على الأخلاق الاجتماعية، والقواعد العامة، وكثير من الأشخاص يدعونه بضميرهم، أو بتلك الوصلة الأخلاقية، وهو بشكلة البسيط ما يتعلمه الأشخاص منذ طفولتهم حول الصواب والخطأ، وأما عن الهيكل الثالث وهو الأنا؛ فهو تقيض كل من الأنا العليا، والهو الفطرية الغريزية، فهي ذلك الجزء العقلاني من شخصيتك، كما أنها واعية بشكل جزئي، والجزء الأخر غير واعية له، وهي ما عده فرويد بالذات، ومهمتها الأساسية الموازنة بين كل من متطلبات الهو والأنا العليا.

مراحل النمو النفسي وفق نظرية فرويد

يطلق على هذه المراحل أيضًا بالمراحل النفسية الجنسية، كما يركز فرويد في هذه المراحل على فترة الطفولة والأطفال، فبحسب اعتقاده أن التطور النفسي للأطفال يتم من خلال خمسة مراحل نفسية جنسية، سيتم الخوض في تفاصيلها في مقالنا هذا لاحقًا، كما يتبنى رأي أن الحياة في أساسها مبنية على المتعة والتوتر والمرتبطان بصورة مباشرة مع تراكم وكبت تلك الرغبات الجنسية وأما عن المتعة فتأتي حال إفرازها، وتم تقديم تلخيصًا لتلك المراحل كما يلي:

  • المرحلة الفموية: وهي أولى المراحل التي تخلق مع الطفل، فهي تكون منذ الولادة وحتى العام الأول، إذ تتركز تلك الرغبة الجنسية في فمه بحسب فرويد، فيحاول أن يرضي فضوله من خلال وضع جميع ما يستطيع من أشياء في فمه.
  • المرلحة الشرجية: وتتثمل هذه المرحلة عند الأطفال منذ العام الأول وحتى ثلاث سنوات، فبحاجة الطفل إلى التغوط يكون قد استمد كمية كبيرة من المتعة، فعند قضاء حاجاته قد يدرك الطفل حينها أنه أصبح شخص في حد ذاته، وبذلك يكون قد أرضى غروره.
  • مرحلة المناطق الجنسية: وتكون هذه المرحلة بين الثلاثة أعوام وحتى السادسة، كما يصبح الطفل في مرحلة التمييز، وإدراك تلك الاختلافات الحادثة على جسده، كما يعلم وجود الاختلاف بينه وبين الجنس الآخر، فيصبح أكثر تنافسًا وغيرة وخوفًا.
  • مرحلة الكمون: وتمتد هذ المرحلة منذ الستة سنوات وحتى مرحلة البلوغ، وسميت بهذا الاسم لأنه لا يحدث أي تطور نفسي جنسية، فبحسب وصفه أن الوسائل جميعها كامنة وخفية.
  • مرحلة الأعضاء التناسلية: وهذه المرحلة تمتد من البلوغ وحتى الكبر، وهي المرحلة الأخيرة في نظرية فرويد، فتوجه تلك الغرائز الجنسية بين الطرفين إلى محاولة التمتع بذلك، ولربما هذه المرحلة قد تؤدي إلى انحرافات جنسية كبيرة.

نقد نظرية التحليل النفسي لفرويد

وجهت لنظرية التحليل النفسي الخاصة بفرويد الكثير من الانتقادات؛ وأبرزها أنها تركز بشكل واضح على الطفولة والأطفال، ومثال ذلك قوله أن الشخصية تتطور أثناء مرحلة الطفولة، وعلى خلاف ذلك، فإن اعتقاد العديد من علماء النفس الحديثين أن مرحلة التطور هذه تستمر مدى الحياة، ونقد آخر للنظرية؛ هو أن في الحقيقة عقول الأطفال لا تعاني من أي صدمات كما ربطها فرويد بالعديد من الأمراض النفسية المختلفة، إضافة لذلك، فقد وجهت العديد من الانتقادات لفرويد ذاته وذلك لأن زلاته لا تأتي من الفراغ، بل إنها أفكار وكلمات مسترجعة من الذاكرة، وتم نقد فكرته عن العقل اللاواعي؛ فكثير من النقاد قالوا بأن العقل غير مكون في الأساس من العاطفة المكبوتة أو حتى العاطفة الخفية، بل إن ما يكون العقل هو الذاكرة والإدراك الظاهرين.

مَعْلومَة

ولد سيغموند فرويد في 6 كايو لعام 1856، في مدينة فرايبرغ النمساوية، والمعروفة في وقتنا الحالي باسم جمهورية التشيك، وعندما كان طفلًا في الرابعة من عمره هاجرت عائلته إلى فيينا، التي قضى معظم حياته فيما بعد فيها، ودرس بعد ذلك تخصص الطب وتخرج في عام 1881، وبسبب تخصصه الجامعي؛ كان فرويد من المهتمين في الأبحاث الخاصة في علم الأحياء العصبية، والاستكشافات البيولوجية الخاصة في الأنسجة العصبية، والدماغ، لكل من الإنسان والحيوان، فاشتهر فرويد بتطوير النظريات، والتقنيات التحليل النفسي.

وفكرة التحليل النفسي لفرويد قائمة على أساس قدرة المحلل على تفكيك تلك الاضطرابات والصراعات اللاواعية اعتمادًا على الارتباطات الحرة، بالاستعانة بالتخيلات وأحلام المريض، وأما عن موضوعات تظرياته فكانت تركز على الأطفال والنشاط الجنسي لهم، والأنا، وهناك نظريات تدور حول الرغبة الجنسية. وبما أنه طبيب أعصاب فقد أنشأ سيجموند فرويد عيادته الخاصة، وخلال تلك الفترة كان يعالج أمراض الاضطرابات النفسية المتنوعة والمختلفة، كما أنه ظن في نفسه بأنه عالمًا، وليس طبيبًا فحسب، وأثناء ذلك ظل يبحث عن الخبرة البشرية، والفهم العميق لرحلة المعرفة.

السابق
أعراض زيادة الدهون على الكبد
التالي
ما سبب تورم العين

اترك تعليقاً