الصحة النفسية

أسباب تأخر المشي والنطق عند الأطفال

أسباب تأخر المشي والنطق عند الأطفال

 

تأخر المشي والنطق عند الأطفال

يبدأ الطفل في السنة الأولى من عمره بتعلم العديد من المهارات؛ كالحبو والجلوس والمشي وبداية نطق الكلام، إلا أن بعض الأطفال قد يتأخرون عن أقرانهم في العديد من هذه المهارات والتي يعد المشي والكلام من أهمها، مما يثير قلق واستياء الوالدين فيهرعون به إلى الأطباء المختصين للاطمئنان على وضعه الصحي، وتُعد قدرة الطفل على المشي خاصة بعد أن يصبح عمره 18 شهرًا من الأمور الدالة على اجتيازه لمراحل النمو الطبيعية، وغالبًا ما تؤدي هذه المهارات إلى انفتاح الطفل على البيئة والأشياء المحيطة به وجعله يندمج معها ويتعرف عليها أكثر، مما يُساهم في دفعه إلى تعلم نطق الكلمات للإشارة إلى الأشياء التي يراها حوله، لذا بات الكثير من الخبراء يربطون بين قدرة الطفل على المشي وقدرته على تعلم النطق بالكلمات واكتسابه للمهارات اللغوية الأخرى، وللأسف فإن مشاكل الحركة يُمكن أن تصاحبها مشاكل في الإدراك والتعلم أيضًا، لكن يجب عدم التسرع في الحكم على الطفل بالفشل في الحركة أو المشي قبل فحصه من قبل طبيب الأطفال، كما يجب أن لا يستعجل الأب في جلب المشايات الخاصة بتعليم الأطفال المشي؛ لأن هذه المشايات غير مجدية ولا ينصح باستخدامها وفقًا لتعليمات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.

أسباب تأخر الطفل في المشي

يبدأ الأطفال بتعلم المشي عند وصولهم لعمر 12 شهرًا، ويفترض أن يكونوا قادرين على المشي بحرية وصعود الأدراج عند بلوغهم الشهر الثمن عشر، وفي حال لم يتمكن الطفل من المشي بحرية بعد مضي هذا الشهر فإن ذلك يُعد تأخرًا واضحًا في المشي، لكن تبقى احتمالية تعلم الطفل للمشي بعد ذلك أمرًا واردًا وطبيعيًا لدى بعض الأطفال، وعلى أيّة حال يُمكن ذكر أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الطفل في المشي على النحو الآتي:

  • تأخر في النضج أو التحكم الحركي: إذ يُمكن أن يكونوا الأطفال الذين تأخروا في المشي قد وصلوا إلى مرحلة النضج في مناحٍ أخرى من النمو، لكنهم فقط عاجزون عن الوصول إلى النضج الحركي نتيجةً لوجود مشكلة في تحريك عضلات جسدهم إراديًا، أو قد يُعانون من صعوبات تعلم شديدة للغاية وشذوذ كبير في بنيتهم الجسدية.
  • حدوث مشاكل في قوة أو بنية العضلات: يُعد التأخر في المشي أحد أبرز العلامات الدالة على الإصابة بما يُعرف بالشلل الدماغي الذي يظهر عند 1 من بين 500 طفل في بريطانيا مثلًا، ويُمكن لتأخر المشي أن يحدث نتيجة للإصابة بما يُعرف بالحثل العضلي الذي تنتمي بعض أنواعه إلى فئة الأمراض الوراثية، كما يُمكن أن تحدث مشاكل العضلات لأسباب أخرى؛ كمتلازمة داون مثلًا.
  • أسباب أخرى: يتحدث الباحثون عن وجود أسباب بيئية كثيرة يُمكنها أن تؤثر على نمو الدماغ وتؤدي إلى تأخر الطفل عن الحركة، ومن بين هذه الأسباب -مثلًا- إصابة الأم بالالتهابات أو السموم أثناء الحمل، وإصابة الطفل بالسحايا أو إصابات الرأس أو سوء التغذية، فضلًا عن إصاببته بالكساح، ومن الجدير بالذكر أن تأخر الطفل عن المشي بعد مجيء الشهر الثامن عشر أو تفضيل الطفل للمشي على رؤوس أصابعه هي بالمجمل أعراض قد تدل على إصابته بالتوحد، ويُمكن أن تنجم مشكلة تأخر المشي أو المشاكل الحركية الأخرى عن إصابة الطفل بمشاكل في عينيه أو بسبب الإصابة بما يُعرف بالسنسنة المشقوقة التي تؤدي إلى شلل في الجزء السفلي من الجسم، كما قد يعود السبب إلى السمنة الزائدة للطفل التي من المحتمل أن تؤخر المشي عنده وتحد من حركته وتأخره في العديد من الأنشطة البدنية التي يمارسها أقرانه في هذا العمر،

وعلى أيّة حال يُمكن للآباء ملاحظة الكثير من التصرفات والسلوكيات التي تدل على أن الطفل ما زال في مرحلة النمو، وبأنه سوف يمشي في النهاية كما هو حال الأطفال في نفس عمره، ومن بين هذه السلوكيات -مثلًا- الوقوف لوحده دون مساعدة أحد، والوثب باتجاه الأشياء التي أمامه، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار مسألة الأطفال الذين يولدون أصلًا قبل أوانهم؛ فهؤلاء الأطفال قد يتأخرون في تعلم المشي، وهذا الأمر طبيعي إلى حدٍّ ما، لكن يُفترض أن ما يلتحق هؤلاء الأطفال بأقرانهم مع مرور الوقت.

استخدام مشايات الأطفال

منعت السلطات الكندية بيع مشايات الأطفال على الأراضي الكندية، وباتت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تطالب السلطات الأمريكية باتخاذ نفس التدابير أيضًا، ويرجع سبب ذلك إلى النتائج السلبية للدراسات التي أجريت حول فاعلية وأخطار هذه المشايات؛ فأحد الدراسات -مثلًا- كشفت عن دخول أكثر من 230 ألف طفل بعمر 15 شهرًا إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات الأمريكية بين عامي 1990-2014 نتيجة للإصابات المباشرة الناجمة عن هذه المشايات، وعادةً ما كانت تحدث هذه الإصابات بسبب سقوط الأطفال عن الدرج أثناء استخدامهم للمشايات، ومن الجدير بالذكر أن فاعلية مشايات الأطفال هي محط الكثير من الشكوك بين الخبراء؛ فالكثير منهم يرون بأن استخدامها سيُساهم في تأخر الطفل في المشي وليس تعليمه المشي؛ لأن المشي لا يعني استخدام القدمين فحسب، وإنما يعني التوازن ودفع الجسم لأخذ خطوات إلى الأمام، وهذا الأمر لا يُمكن للمشايات أن تُساهم في تعليمه للطفل.

دور الأب في تطوير مشي الطفل

قد يتساءل الآباء الآن عن كيفية مساعدة الطفل على المشي في ظل حظر استخدام مشايات الأطفال، وهنا يجيب الخبراء بوجود الكثير من الخطوات التي يُمكن القيام في حال وصولهم إلى سن 14 شهرًا، إذ يُعد التدريب المستمر هو الخطوة الأساسية لمساعدة الطفل على تعلم المشي، ويتضمن التدريب -مثلًا- مساعدة الطفل على الوقوف والإمساك بيديه، ثم إرشاد الطفل إلى المشي تدريجيًا على الأرض؛ فهذا التمرين كافٍ لإكساب الطفل مهارة استخدام قدميه للمشي، كما يقوي عضلات القدم ويحسن توازن جسم الطفل، ومن المثير للاهتمام أن بعض الخبراء يرون ضرورة في ترك الطفل يلعب لوحده على أرضية المنزل دون حمله دائمًا؛ فهذا الأمر يُشعره بالاستقلالية ويدفعه نحو تحريك جسمه باستمرار للزحف والوثب إلى الأمام، أما بالنسبة لمسألة إلباس الأحذية للأطفال، فإن الخبراء لا يرون أيّ ضرورة في إلباس الأطفال أحذية أثناء مكوثهم في المنزل؛ لأن الأحذية تقيّد حركة أقدامهم ولا تُساعدهم على تعلم المشي كما يعتقد الكثير من الآباء، لكن يجب بالطبع الحرص دائمًا على إخلاء أرضية المنزل من الأشياء التي تتسبب في تعرض الطفل للإصابات أو التعثر، بما في ذلك السجاد.

أسباب تأخر الطفل في النطق

يعبّر الطفل في بداية عمره عن احتياجاته وألمه من خلال البكاء، وسرعان ما يبدأ بالنطق والكلام عند عمر السنة، كما يبدأ بتكوين الجمل وتركيبها كلما زاد عمره، إلا أن بعض الأطفال قد يصلون إلى عمر الأربع سنوات ولا يستطيعون تكوين جمل صحيحة ونطقها نطقًا صحيحًا ومفهومًا، ويعود ذلك لمجموعة من الأسباب التي سنذكر منها ما يلي:

  • انشغال الوالدين عنه؛ فكلام الأبوين مع طفلهم يساعده على النطق وتكرار الجمل.
  • وجود مشاكل في النمو وتعرضه لبعض الأمراض كالتخلف العقلي.
السابق
كيف تزن القصيدة
التالي
زيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم

اترك تعليقاً