الامارات

أمراض نفسية تتسب بها التكنولوجيا

أمراض نفسية تتسبب بها التكنولوجيا

يواجه مستشارو الصحة النفسية عملاء لديهم مشكلات مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر باستخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وأكدوا أن لوسائل التواصل الاجتماعي تأثيرًا إيجابيًا على طريقة تواصل الأفراد، كما أن عددًا من الدراسات الحديثة لاحظت وجود صلة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبعض مشكلات الصحة النفسية بما في ذلك القلق والاكتئاب، فعلى الرغم من الآثار الإيجابية للتكنولوجيا في مساعدة العملاء على علاج بعض حالات الصحة النفسية إلا أن استخدام التكنولوجيا وخاصة الانترنت له آثار سلبية على صحة الأفراد النفسية.

يُلاحظ في الآونة الأخيرة ارتباط الأشخاص بالتكنولوجيا وعلى الرغم من فوائد وإيجابيات التكنولوجيا إلا أن الإفراط في استخدامها يؤدي إلى العديد من الآثار السلبية على صحة الإنسان النفسية والجسدية، ومن الآثار السلبية للتكنولوجيا والتي تؤثر على صحتك النفسية:

  • العزلة: على الرغم من أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي صُمّمت لجمع الناس وتقريبهم من بعضهم البعض إلا أنها أعطت نتائج عكسية في بعض الحالات وأدّت إلى عزلة بعض الأفراد عن محيطهم، فوجدت دراسة أجريت عام 2017 على الشباب البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و 32 سنة أن الأشخاص الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكبر كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات للشعور بالعزلة الاجتماعية.
  • الاكتئاب والقلق: أظهرت نتائج بعض الأبحاث أن بعض الأشخاص الذين لديهم تفاعلات إيجابية ودعم اجتماعي على منصات ومواقع التواصل الاجتماعي يعانون من مستويات أقل من الاكتئاب والقلق، وأظهرت أن بعض الأشخاص الذين أدركوا أن لديهم المزيد من التفاعلات الاجتماعية السلبية عبر منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي يعانون من مستويات عالية من الاكتئاب والقلق.

أمراض جسدية تتسبب بها التكنولوجيا

تزيد المبالغة في استخدام التكنولوجيا من خطر الإصابة ببعض الأمراض الجسدية، ومنها:

  • إجهاد العينين: إن النظر إلى الأجهزة اللوحية المحمولة والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر لفترات طويلة تؤدي إلى إجهاد العينين، ومن أعراض إجهاد العينين عدم الرؤية بوضوح وجفاف العين كما أن إجهاد العين قد يؤدي إلى آلام من مناطق أخرى من الجسم كالرأس والرقبة والكتفين.
  • مشاكل في العظام والعضلات: إن طريقة استخدام الأجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر تؤدي إلى مشاكل في العظام والعضلات مع مرور الوقت لأن هذه التقنيات تجعل المستخدم ينحني إلى الأمام دومًا وينظر إلى الشاشة لوقت طويل جدًا ويؤدي هذا إلى الضغط على فقرات الرقبة والعمود الفقري ما يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية في المستقبل.
  • مشاكل النوم: استخدام الهواتف الذكية قبل النوم يؤدي إلى الأرق ويتعلّق هذا التأثير بحقيقة الضوء الأزرق، فهذا الضوء الصادر عن الهواتف المحمولة وأجهزة القراءة الذكية وأجهزة الكمبيوتر يحفّز الدماغ وبالتالي يؤدي إلى مشاكل في النوم وانخفاض النشاط في الصباح، لذا يجب على المستخدمين التوقف عن استخدام التكنولوجيا قبل ساعة أو ساعتين من النوم.
  • قلّة النشاط البدني: استخدام التقنيات الذكية يجعل الإنسان أكثر خمولًا وكسلًا ما يسبب العديد من الأمراض كالبدانة، أمراض القلب والشرايين وداء السكري من النوع الثاني ولهذا يجب على المستخدم أخذ بعض الاستراحات إذا كان يستخدم هذه التقنيات بكثرة.

هل تسبب التكنولوجيا أمراضًا نفسية للأطفال والمراهقين؟

تستمر أدمغة الأطفال بالتطوّر ولاشكّ أن استخدام التكنولوجيا يؤثر سلبًا عليها وأشارت العديد من الدراسات إلى الآثار السلبية التي قد يتعرض لها الأطفال جرّاء الإفراط في استخدام التكنولوجيا كالأداء الأكاديمي المنخفض، نقص الانتباه ومستوى الإبداع، التأخير في تطوّر اللغة والتطوّر الاجتماعي والعاطفي، الخمول البدني والسمنة، بالإضافة إلى الأمراض النفسية المتعلقة بالقلق والسلوكيات العدوانية بالإضافة إلى الإدمان على التقنيات، أما بالنسبة للمراهقين فوجدت دراسة أن المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 16 عامًا ولديهم إفراط في استخدام التكنولوجيا لديهم فرصة متزايدة لتطوير أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.

ولكن هذا لا يمنع من استخدام الأطفال للتقنيات ولكن بطريقة صحيحة وتحت مراقبة الأهل وتوفير بدائل مثيرة لتجنب الإدمان عليها كالألعاب والنشاطات التي يحبّها الأطفال، كما توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن يتجنب الأطفال دون سن 18 شهرًا النظر إلى شاشات الهواتف المحمولة وأن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 2 إلى 5 سنوات لا يجب أن يشاهدوا البرامج إلا ساعة واحدة في اليوم مع شخص بالغ.

نصائح لاستخدام التكنولوجيا دون ضرر

لا خلاف على أن الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر وُجدت لتبقى ولا يمكن الاستغناء عنها في وقتنا الحالي ومع ذلك هناك بعض النصائح والخطوات المنطقية التي يوصي بها الخبراء لاستخدام التكنولوجيا دون التعرض لضرر بليغ أو التخفيف من الأعراض السلبية التي قد تسببها:

  • حاول الابتعاد عن هاتفك وأجهزتك اللوحية ولو لفترة قصيرة من اليوم إذا سمح أسلوب حياتك بذلك كأن تترك هاتفك جانبًا وتتحقق منه خلال أوقات محددة من اليوم لترى الأمور المهمة التي يجب عليك إنجازها وذلك بدلًا من الإمساك بهاتفك طول اليوم وفي جميع الأوقات.
  • يمكن أن تجرّب ترك هاتفك في المنزل يومًا واحدًا في الأسبوع يمكن اعتبارها فترة استراحة من الهموم والأشغال والاستمتاع بوقتك مع العائلة والأصدقاء وإذا فعلت ذلك ستشعر بأن اليوم أطول مما كان عليه وأنت تستخدم هاتفك كثيرًا.
  • تعلم الاعتدال في استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي فهو من أفضل الحلول للحفاظ على صحتك النفسية والجسدية كتخصيص مرة أو مرتين يوميًا لتصفح منصات التواصل الاجتماعي أو عدم استخدام التكنولوجيا بعد الساعة الثامنة مساءً، يمكن أن تضع القوانين التي تناسبك ولكن يجب الانتباه والاعتدال في استخدام التكنولوجيا.
  • إن الحصول على نوم هادئ ومريح من أهم الأمور للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية ولأن الهواتف الذكية والتكنولوجيا تسبب الأرق يجب عليك وضع الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية خارج غرفة النوم ويمكنك الاستعاضة عن عادة تصفح الانترنت قبل النوم بقراءة كتاب لطيف يساعدك على الاسترخاء والنوم بعمق.
  • إن اتباع أسلوب حياة صحي يساعد على التقليل من استخدام التكنولوجيا كوضع جدول منتظم لساعات النوم والاستيقاظ وممارسة التمارين الرياضية بانتظام ويمكن لإدخال عادات جديدة إلى يومك كالقراءة أو المشي أن يخفف من استخدامك للتكنولوجيا.
السابق
كيف تتعامل مع مخاوفك
التالي
كيف تتغلب على اكتئاب الحجر المنزلي

اترك تعليقاً