الكدمات
تحدث الكدمات عندما تتلف الأوعية الدموية الصغيرة في الجلد وتتنوع الكدمات التي تصيب الجسم تبعًا للمسبّب ولمكان الإصابة، كما أنّ ألوانها تتفاوت بين الأحمر والأزرق والبنفسجي والأصفر بمرور الوقت عندما يتكسر الدم تحت الجلد بينما تلتئم اعتمادًا على مرحلة الشفاء، والكدمة هي إصابة تصيب أماكن مختلفة من الجسم وتكون نتيجةً لاصطدام منطقة معينة في الجسم بشيء معين، كما أنّها قد تكون عَرَضًا لمرض داخلي يكتشف بالصدفة، ولكل نوع من هذه الكدمات سبب وعلاج، وفي المقال الآتي توضيح بعض المعلومات عن الكدمات التي تصيب القدم.
أسباب ظهور الكدمات في الأرجل
إن الكدمات تظهر بشكل أساسي بسبب حدوث تفجر للأوعية الدَّموية الشعريَّة الموجودة تحت الجلد، وبعد انفجار هذه الأوعية تتسرّب الدماء إلى الأنسجة الموجودة تحت الجلد، وهذا يتسبب بتغيّر لون الجلد وظهور بقع سوداء أو زرقاء أو غيرها، وتشفى هذه الكدمات تقريبًا بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وظهور الكدمات على القدم لا يثير القلق في حال كان السَّبب الأساسي هو ارتطام القدم في شيء[١]، أمّا في حال ظهورها فجأةً أو بقائها لفترة طويلة فإن ذلك يعني وجود حالة كامنة وتستدعي العناية الطبية، وتشمل الأسباب المحتملة لكدمات الساق كلًا مما يأتي:
- تعرض السّاق لضربة مؤلمة وقوية أو نتيجة لالتواء في أحد مفاصلها أثناء ممارسة الرياضة أو وجود الكسور .
- تعرض الأربطة في القدم للإصابة نتيجة التواء مفاجئ في الكاحل.
- يمكن أن تسبِّب أمراض الدّم ظهور كدمات السّاق، ومن هذه الأمراض ما يُعرف بتكسر الصفائح الدموية، أو نقص الصّفائح الدموية، ويحدث هذا المرض نتيجة انخفاض عدد الصفائح بشكل غير طبيعي ولأسباب معينة مثل مهاجمة الأجسام المضادة هذه الصفائح ممّا يقلل عددها، وتظهر على الجسم مجموعة من الأعراض نتيجة نقص الصّفائح، منها: الطفح الجلدي، وكدمات حمراء لأقل ضربة أو احتكاك، ونزف من اللثة
- اضطراب في وظيفة الصفائح الدموية، إذ إنّه من الممكن أن يكون عددها طبيعيًّا ولكنَّها لا تؤدي وظيفَتها أو أنَّها لا تعمل من الأساس.
- الإفراط في تناول الأدوية المميعة للدم، كما أن الكورتيزون يسبب كدمات أو تلون الجلد كأثر جانبي
- يمكن أن يرجع ذلك إلى عوامل وراثيَّة، والطبيب هو من يشخِّص هذه الحالة من خلال الفحوصات التي يجريها، والتي قد تشمل، مرض الهيموفيليا ومرض فون ويلبراند على سبيل المثال.
- يمكن أن تكون الكدمات مؤشرًا على وجود نقص في أحد الفيتامينات المهمّة في جسم الإنسان مثل فيتامين ك وفيتامين ج.
- وجود ورم دموي ناتج عن تجمع الدم خارج الأوعية الدموية الذي يتجمع داخل الأنسجة.
- تظهر هذه الكدمات عند كبار السّن أكثر من غيرِهم، كون جلدهم يصبح أكثر رقةً مع التّقدم في العمر.
- مرض السّكري الذي يسبب سهولةً في الإصابة بالكدمات بالإضافة إلى العديد من الحالات التي تصيب القدمين كالغرغرينا.
- أحد أعراض مرض سرطان الدم.
- أمراض الكبد
- تتعرض النساء للكدمات بسهولة أكثر من الرجال.
- العامل الوراثي المؤدي إلى الإصابة بالكدمات بسهولة.
- تناول بعض المكملات الغذائية مثل الجنكة والثوم وزيت السمك.
- أمراض المناعة الذاتية مثل نقص الصفيحات المناعي والذئبة.
- التهاب الأوعية الدموية وهو التهاب يصيب الأوعية الدموية نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي عن طريق الخطأ.
- تعفن الدم أو تسمخ كرد فعل شديد ومهدِّد للحياة للإصابة ببعض أنواع العدوى.
- الاستخدام المفرط للكحول.
أنواع الكدمات
يمكن تقسيم الكدمات إلى ثلاثة أنواع رئيسية اعتمادًا على موقعها، ويشمل ذلك ما يأتي:
- كدمات تحت الجلد: وهذه الكدمات أكثر الأنواع شيوعًا، كما أنها لا تثير القلق ولا تشير إلى وجود أي أمراض، وتحدث على الأغلب بسبب تعرض القدم لضربة قوية.
- كدمات داخل العضل: تؤدي هذه الكدمات إلى عدم قدرة الرجل على تحريك قدمه لمدة من الزمن، وهي تحدث في حالات الإصابة أو التواء المفصل، أمّا ظهور الكدمات فتكون بسبب تجمُّع الدم بين الأنسجة العضلية.
- كدمات في العظم: وهو أخطر نوع من أنواع الكدمات، وتعدّ من الرُّضوض العميقة التي تقع على السّطح الخارجي للعظم.
ويمكن تصنيف الكدمات حسب شدتها إلى عدة أشكال تظهر بعد فترة من الإصابة، ويشمل ذلك:
- الكدمات البسيطة: وهي كدمات مسطحة ذات لون أرجواني ناتجة عن تسرب الدم إلى الطبقات العليا من الجلد ومن علاماتها الشّعور بألم في منطقة الإصابة، ويظهر اللون والورم بعد فترة قصيرة من الإصابة، يمكن علاجها باستخدام كمادات الثَّلج.
- الكدمات الشديدة: وهي الكدمات الناتجة عن وجود كتلة من الدم المتخثر، ومن أهم علاماتها وجود ألم متمركز في مكان الإصابة واحمرار وسخونة وتورم يزيد مع الوقت، وقد تحدث بعد التعرض لإصابة أو دون سبب واضح، ويكون علاجها بالراحة التّامة واستخدام كمادات ثلج، ولكن في بعض الحالات قد تحتاج إلى العناية الطبية.
أعراض الكدمات التي تستدعي مراجعة الطبيب
قد تحدث الكدمات بشكل طبيعي عند الجميع ولا تستدعي القلق، إذ تكون سطحية ويمكن علاجها في المنزل بسهولة وغالبًا ما تختفي في غضون أسبوعين على الأكثر، ولكن قد تتطلب بعض الكدمات العلاج الطبي بالإضافة إلى أنها قد تثير القلق، خاصة في حال ظهور أعراض مرافقة أو وجود ورم دموي لا يشفى بسهولة بالإضافة إلى وجود الألم حتى بعد عدة أيام مما يستدعي العناية الطبية، وتشمل الأعراض المشيرة إلى ضرورة تلقّي العناية الفورية ما يأتي:
- الشعور بخدر في الذراع أو الساق.
- فقدان وظيفة المفصل أو الطرف أو العضلات.
- استمرار نمو حجم الكدمة .
- تكرار حدوث الكدمات في المكان نفسه أو استمرارها لفترة أطول من أسبوعين.
- وجود كسر في العظم.
- وجود الكدمات في الرأس أو الرقبة.
- ضعف البصر.
- عدم وجود سبب واضح عند ظهور الكدمات على البطن أو الرأس أو الجذع، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة في الأعضاء الداخلية.
الكدمات وجلطات الدم
لا بد من التمييز بين الكدمات وتجلطات الدم، إذ إن الكدمات هي تلون الجلد الناتج عن انفجار الأوعية الدموية الصغيرة التي تسمى “الشعيرات الدموية” والمتواجدة تحت سطح الجلد، وغالبًا ما تحدث بسبب التعرض للإصابات في منطقة الكدمات أو كسور في العظام، كما يمكن أن تحدث الكدمات في أجزاء كثيرة من الجسم وعادة ما تكون مؤلمة قليلًا وقد لا تسبب الألم، ويتغير لون الكدمة من الأحمر إلى اللون الداكن بسبب نقص الأكسجين في منطقة الكدمة، بالإضافة إلى الألوان الأخرى خلال فترة الشفاء فتصبح حمراء أو خضراء أو صفراء، ويمكن أن تكون الكدمات أسفل الجلد أو في العضلات أو العظام.
ومن ناحية أخرى فإن جلطات الدم عبارة عن كتل شبه صلبة من الدم مثل الكدمات ولكنها تتشكل عند إصابة وعاء دموي بصدمة ناتجة عن قوة حادة أو جروح أو دهون زائدة في الدم، فعند التعرض للإصابة تمنع الصفائح الدموية والبروتينات في بلازما الدم حدوث النزيف من خلال تخثر الدم، والجلطات عادة ما تذوب بشكل طبيعي ولكن في بعض الحالات لا تنحل مما يسبب مشكلات طويلة الأجل.
