الوقاية الصحية

اضرار الغضب على الفرد والمجتمع

اضرار الغضب على الفرد والمجتمع

يترتّب على الغضب العديد من الآثار السلبية بحقّ الفرد، منها:

  •  آثار الغضب على القلب: تتمثّل هذه الآثار بالحقد، والحسد، والكراهية، والبغضاء، والحزن، والقلق، وإخفاء السوء للغير.
  • آثار الغضب على اللسان: تتمثّل بالسبّ، والشتيمة، والشماتة، والاستهزاء، والغيبة، وإفشاء السر، وهتك الستر.
  • آثار الغضب الظاهرية: تتجسّد آثار الغضب في ظاهر الشخص الغاضب على شكل مجموعة من الآثار، ومنها ما يأتي:
    1.  تغيّر اللون، وزيادة الارتجاف في الأطراف، وفقدان السيطرة على النفس.
    2. التأثير على جسم الإنسان؛ حيث يُصبح الجسم أكثر استجابةً للقتال والعدوانية، ويمتلئ الفرد بالعديد من العواطف كالخوف، والقلق، وازدياد إفراز هرمونات التوتّر في الجسم كهرمون الأدرينالين (بالإنجليزية: Adrenaline)، والكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol).
  • آثار الغضب على صحة الجسم: يؤثّر الغضب على صحة الفرد بشكل سلبيّ؛ إذ يتسبّب بالعديد من المشاكل الصحيّة، ومنها: الصداع، ومشاكل في الجهاز الهضمي، مثل آلام البطن، والأرق، والقلق، والكآبة، وارتفاع ضغط الدم، والإصابة بمشاكل في الجلد مثل الأكزيما، والإصابة بالنوبة القلبية، والسكتة الدماغية.

آثار الغضب على المجتمع يؤدّي الغضب إلى العديد من الآثار الضارّة بالمجتمع، ومنها ما يأتي:

  • انتشار الخصومات والنزاعات.
  • ظهور العداوة والبغضاء بين الناس.
  • انتشار الحقد الدائم، والنزاع المستمر.

العيش في حياة مليئة بالقلق، والاضطرابات، والفُرقة، والشتات.

تعريف الغضب

  • يُعرَف الغضب بأنّه حالة عاطفية، تترواح درجاته من السخط الخفيف، إلى الغيظ، والغضب الشديد، ويترتّب على هذه الحالة بعض الآثار الجسدية، ومنها: ارتفاع معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومستويات الأدرينالين، والنورأدرينالين، وهو شعور قويّ يجعل الشخص يريد أن يؤذي من حوله، بسبب تعرّضه لأمر ما غير عادل، أو قاسٍ في حياته اليوميّة.

أضرار الغضب والصراخ والصوت العالي

  • تسبب العصبية الزائدة وحالة الانفعال الشديدة التي يكون عليها الشخص، لا يدرك الشخص ماذا يقول وماذا يفعل، ولكنه قد يؤذي أقرب الناس إليه وهو لا يدرك، لذلك قد يخسر الشخص أقرب الناس إليه بسبب حالات العصبية التي تنتابه وفي النهاية تجد الشخص العصبي شخص وحيد يبتعد عنه  الناس.

أسباب الغضب

  • الأوضاع العائليّة والاجتماعيّة الصعبة.
  • الشعور بالإجهاد.
  • الالتزامات المالية.
  • التعرض للإساءة والعنف.
  • المتطلبات والضغط الزائد عن طاقة الشخص التحملية.
  • الاضطرابات المختلفة مثل الإدمان على الكحول.
  • العيش في أسرةٍ تعاني من مشاكل في السيطرة على الغضب.
  • الوراثة، وقدرة الجسم على السيطرة والتعامل مع التغيّرات الكيميائية والهرمونات في الجسم.
  • الشعور بالتهديد، أو الرفض، أو عند الخوف من التعرض للخسارة.

آثار التعصب على الفرد والمجتمع

أثر الغضب على المجتمع

ضعف العلاقات الاجتماعية

يؤثّر الغضب سلباً على المجتمع من خلال تسبّبه في إفساد العلاقات الاجتماعية بين أفراده؛ إذ غالباً ما يكون للشخص العدواني موقف سلبي تجاه الآخرين، دون أن يُدرك تأثير سلوكه على غيره الذي يؤدّي إلى دفع الناس بعيداً عنه عندما يرفض مساعدتهم أو يسخر منهم، فالأشخاص عموماً لا يشعرون بالراحة عند التعامل مع أشخاص عدوانيّين.

انتشار المشاعر السلبية

يُشار إلى أنّ الغضب أمر معدٍ؛ إذ إنّ الغضب لا يؤثّر على صاحبه فقط، إنّما يؤثّر على الأشخاص من حوله وعلى المجتمع ككلّ؛ حيث يُمكن أن يشعر الآخرون بالإحباط، أو الانزعاج، أو الخوف، أو التهديد، أو غيرها من المشاعر السلبية نتيجة غضب الشخص.

أثر الغضب على الفرد

المشاكل الصحية

عند الشعور بالغضب تُنتج الغدة الكظرية في الجسم هرمونات التوتّر؛ كالأدرينالين والكورتيزول، ويبدأ الدماغ بنقل الدم تجاه العضلات استعداداً للفعل الذي قد يقوم به الجسد، كما يؤدّي الغضب إلى زيادة ملحوظة في كلّ من معدل ضربات القلب، وضغط الدم، والتنفس، وارتفاع درجة حرارة الجسم وتعرّقه، كما يُمكن أن يتسبّب التدفق المستمر للمواد الكيميائية الناتجة عن الغضب بإلحاق الضرر بالعديد من أجهزة الجسم.

ويُشار إلى وجود العديد من المشاكل الصحية قصيرة المدى وطويلة المدى المرتبطة بالغضب غير المُسيطر عليه، مثل: آلام في الرأس، ومشاكل صحية هضمية كآلام البطن، واضطرابات في النوم، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل جلدية كالإكزيما، والإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، إضافةً إلى ضعف الجهاز المناعي؛ ففي بيّن علماء في جامعة هارفارد من خلال دراسة أجروها أنّ مجرّد تذكّر الأشخاص الأصحّاء للأحداث القديمة التي انطوت على الغضب أدّى إلى تراجع مستويات الغلوبولين المناعي المضاد (A) لمدّة ست ساعات، وهو خط الدفاع الأول للخلايا ضد العدوى.

التأثير على الأنشطة اليومية

يُمكن للغضب أن يؤثّر على الأنشطة أو العادات اليومية التي يقوم بها الشخص، كالتأثير سلباً على العمل أو الدراسة، حيث سيكون من الصعب التركيز على المهام الموكلة إليه والمشاريع التي يجب إنجازها، ومن جهةٍ أخرى، فإنّ الأشخاص لا يرغبون عادةً في العمل إلى جانب شخص عدوانيّ، ممّا يؤثّر على الإنتاجية أيضاً.

الشعور بالقلق والاكتئاب

وجد باحثون في دراسة نُشرت عام 2012م أنّ الغضب يُمكن أن يتسبّب في تفاقم أعراض اضطراب القلق العام (GAD)، وتتميّز هذه الحالة بقلق مفرط لا يُمكن للشخص السيطرة عليه، ومن جهةٍ أخرى أشارت دراسات عديدة إلى وجود روابط بين الاكتئاب والغضب الذي ينطوي على الاعتداء خصوصاً لدى الرجال.

ما آثار الغضب على الفرد والمجتمع حلول

  • فأيما امرئ اشتد عليه الغضب فإن كان قائما فليجلس أو قاعدا فليتكئ أو متكئا فليضطجع، لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا غضبت فإن كنت قائما فاقعد، وإن كنت قاعدا فاتكئ، وإن كنت متكئا فاضطجع . أخرجه ابن أبي الدنيا وقال العراقي في تخريج الإحياء: إسناده صحيح .
  • ومن سبل دفع الغضب وإسكانه: الوضوء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تبرد النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ . رواه الإمام أحمد وأبو داود من حديث عطية بن عروة رضي الله عنه .

خطورة الغضب

  • لكننا ننبهك أيها السائل الكريم إلى خطورة الغضب وما يؤدي إليه، ولذا حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم ودعى إلى قطع أسبابه وبين سبل علاجه، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني: قال: لا تغضب ، فردد مرارا فقال: لا تغضب . وفي رواية أحمد وابن حبان : ففكرت حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله . قال ابن التين : جمع صلى الله عليه وسلم في قوله: لا تغضب . خير الدنيا والآخرة لأن الغضب يؤول إلى التقاطع وربما آل إلى أن يؤذي المغضوب عليه فينقص ذلك من دينه . وقد استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه، فقال صلى الله عليه وسلم: إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . متفق عليه من حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه .

علاج الغضب

  • العد لعشرة والتنفس ببطء:بأخذ نفس لفترة أطول من المعتاد ثم الاسترخاء لإطلاق الزفير؛
  • تجنب الأفكار المثيرة للغضب:على الشخص تجنب العبارات أو الأفكار غير المفيدة والتي تثير الغضب كالعبارات التي تتضمن دائماً، مثل: “أنت تقوم بذلك الفعل دائماً” أو أبداً، مثل: “أنت لا تستمع إلي أبداً”، أو يجب أو لا يجب، مثل: “يجب عليك أن تفعل ما أريد”، أو عبارات أخرى، مثل: “لا يجب أن يتواجد هنا أشخاص مثلك” وغيرها.
  • تغيير مسار التركيز ينتج الغضب عادةً عن التركيز على الأمر الذي أحدث المشكلة، والصحيح هو التركيز على حل تلك المشكلة؛ فالغضب لا يمكنه إصلاح شيء، ومن الأمثلة على ذلك: بدلاً من الغضب بسبب تأخر الشريك عن تناول العشاء كل ليلة، يُمكن إعادة ضبط جدولة الوجبات بحيث تتلاءم معه أو قبول تناول بعض الوجبات دون حضوره.
  • التمرينات الرياضية تساهم الأنشطة البدنية في الحد من التوتر والقلق اللذين قد ينتج عنهما الغضب؛ لذلك يمكن ممارسة بعض التمرينات الرياضية عند الإحساس بأنّ المشاعر السلبية على وشك التصاعد، ومن التمرينات المفيدة: المشي السريع أو الجري، أو غيرها من الأنشطة التي يشعر الشخص بالاستمتاع أثناء ممارستها.
  • النظرة الإيجابية يمكن النظر للموضوع الذي سبب الغضب بنظرة إيجابية وأكثر واقعية؛ فالغضب غالباً ما ينتج عن التقييم السلبي للأمور، ومن الأسئلة التي يمكن أن تساعد في ذلك: “هل كان حقاً يقصد ما يقوله؟” و”ما الدليل على أنّه قصد إيذائي أو إهانتي” و”هل الأمر فعلاً بهذه الصعوبة والرهبة التي أشعر بها الآن أم إنني أبالغ في منحه هذه الأهمية؟” و”هل يمكنني إعادة التركيز على الصفات التي أحبها في هذا الشخص والتوقف عن التركيز فقط على سلوك معين؟” و”هل من الممكن أنني أسأت فهمه؟”.

الغضب في الإسلام

طرق ضبط النفس عند الغضب في الإسلام

  • الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فالشيطان من أسباب السلوك أو انفعال السلبي الذي يصدر عن الإنسان، والاستعاذة فيها دعاء باللجوء إلى الله سبحانه والشيطان متى سمعها ينكفئ ويصمت مذعوراً.
  • التزام الصمت، فالإنسان في حال الغضب تصدر منه الكلمات بانفعال، فلا يقيم وزناً لما يصدر عنه من كلام، فالكلام يجر الكلام، ممَّا يُوصل الأمور إلى درجة عالية من التأزم لا تحمد عقباها. قال صلى الله عليه وسلم: (إذا غَضِبَ أحدُكم فلْيسكتْ) [صحيح].
  • تغيير بالجلوس إن كان الإنسان الغاضب قائماً، أو بالاضطجاع والنوم إن كان جالساً، والحكمة في ذلك أنّه في حال ثبات الحالة بالوقوف يكون الإنسان الغاضب أقرب إلى القيام بردات فعل عنيفة، كالضرب أو تحطيم الأثاث والممتلكات، وبتغيير الحالة إبعاد له عن ذلك، بل ونقل حتى لعقله الباطن عن هذا التفكير.
  • الاقتداء بخُلق الرسول صلى الله عليه وسلم ومنه الحلم وعدم الغضب وكظم الغيظ.
  • تذكُّر النتائج السيِّئة التي قد ترتب على الغضب.
  • الوضوء، فالغضب جمرة مشتعلة يوقدها الشيطان في نفس الإنسان، ولا يطفئها إلا الاستعاذة بالله وذكره ثمّ الوضوء.
  • الصلاة ففيها يزول غضب الإنسان ليحل محله للإنسان التعقل والهدوء، والطمأنينة والسكينة.
السابق
علامات تدل على وجود العفن السام في المنزل
التالي
فوائد زيت الكانولا واضراره

اترك تعليقاً