الامارات

اضطراب الذعر وعلاجه

اضطراب الذعر وعلاجه

اضطراب الذعر

يشيرُ اضطراب الذّعر أو الهلع إلى مرور الفرد بنوبات غير متوقعة من الذعر أو الهلع، ويرد شرح اضطراب الذعر في الطبعة الخامسة من الدّليل التّشخيصي والإحصائي للاضطرابات النّفسية الذي تُصدره الرابطة الأمريكيّة للطّب النفسي، على أنّهُ حصولُ نوباتٍ مفاجئة من الخوف الشديد أو الانزعاج الذي يصل ذروته خلال بضعة دقائق، وغالبًا ما يشعر المصابون عند قدوم نوبة الهلع بالرّعب الشديد المفاجئ دون وجود سبب واضح لحدوث ذلك، وقد يُصاحب ذلك زيادة بنبضات القلب، ومشاكل تنفسيّة، وتعرُّق، وفي الحقيقة فإنّ أغلب الناس يُصابون بنوبة من الهلع لمرة أو مرتين خلال فترة حياتهم، لكنّ الإصابة باضطراب الذّعر قد تظهر بالعادة عند فرد واحد من بين 75 فردًا وفقًا للجمعية الأمريكيّة لعلم النّفس، ويُعاني المصاب من اضطراب الذّعر من خوف مستمر من حدوث نوبة هلع أخرى بعد مروره بنوبة أو بنوبتين من الهلع خلال الشهر الواحد، ويشير الخبراء إلى انتشار اضطراب الذعر بين النساء بنسبة أكبر من الرجال، وغالبًا ما يبدأ هذا الاضطراب بالظهور أثناء الفترة المبكرة من البلوغ، ويُمكن لنوبات الهلع أن تظهر في أيّ وقت، أو مكان، ودون أيّ علامة سابقة تحذيرية.

علاج اضطراب الذعر

يُمكن للعلاج أن يقلّل من حدّة وتكرار حصول نوبات الهلع ويُحسّن أيضًا من القيام بالوظائف اليوميّة الخاصة بالفرد المصاب، وتنطوي أبرز الخيارات العلاجيّة الخاصة بالتّعامل مع حالات اضطراب الذعر على ما يُعرف بالعلاج النّفسي وعلى الأدوية، وقد لا يكون من مفر أحيانًا إلا استخدامهما معًا لعلاج بعض حالات اضطراب الذّعر، وهذا يعتمدُ على تفضيلات المريض، وتاريخه المرضي، وشدّة اضطراب الذّعر الذي يُعاني منه، بالإضافة إلى توفّر المختصين الذين يُمكنهم التّعامل مع اضطراب الذّعر، وبالإمكان شرح العلاجات النّفسية والأدوية المتوفرة للتّعامل مع حالات اضطراب الذّعر كما يلي:

  • العلاج النفسي: يُعرفُ العلاج النّفسي أيضًا بالعلاج بالكلام، ويوصفُ بكونه الخيار الأول الأكثر فعاليةً لعلاج نوبات واضطراب الهلع، لقدرته على المساعدة على شرح نوبات الهلع واضطراب الهلع للمريض وتعليمه كيفية التأقلم معها، ويُعدُّ العلاج السلوكي المعرفي أحد أشكال العلاج النفسي الذي يُمكنه مساعدة المريض على تعليم المريض أنّ أعراض الهلع ليست خطيرةً كما يتصوّر، كما يُساعد المختصُّ الذي يستعملُ هذا النوع من العلاج النّفسي المريض على تقبل أعراض نوبات الهلع بصور تدريجية وآمنة، بالإضافة إلى مساعدة المريض على هزيمة الخوف من المواقف التي تجنبها بسبب حصول نوبات من الهلع عند المرور بها، لكنّ الخبراء يؤكدون على الحاجة للوقت والجهد حتى يخرج هذا العلاج بنتائج مرضية.
  • الادوية: يُمكن لبعض أنواع الادوية أن تخفّفَ من الأعراض المصاحبة لنوبات الهلع، وقد يُساهم بعضها بعلاج مشكلة الاكتئاب في حال كان المريض يُعاني أيضًا من الاكتئاب، وتتضمّن أبرز أنواع الأدوية المستعملة للتّعامل مع أعراض نوبات الهلع كلاً مما يلي:
    • مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية: تُعدُّ هذه الفئة من الأدوية الآمنة على وجه العموم مع وجود قليل لبعض الأعراض الجانبية، وعلى الرّغم من أنّها مضاداتٌ اكتئاب، إلا أنّها تُعدُّ الخيارَ الدوائي الأول لعلاج نوبات الهلع، ولقد وافقت على استخدامها إدارة الغذاء والدواء الأمريكيّة لهذا الغرض، وهي تتضمّن أدويةً معروفةً، مثل الفلوكستين، والباروكستين، وسيرترالين.
    • مثبطات امتصاص السيروتونين والنوربينفرين: تُعرفُ هذه الفئة بكونها فئةً أخرى من مضادات الاكتئاب، ولقد وافقت إدارة الغذاء والدواء على وصف أحد الأدوية الذي ينتمي إلى هذه الفئة من أجل علاج اضطراب الهلع، هو دواء الفينريلاكسين.
    • البنزوديازيبينات: تُعرف هذه المهدئات بكونها مثبطةً للجهاز العصبي المركزي، ولقد وافقت على استعمالها إدارة الغذاء والدواء لعلاج اضطراب الهلع، ومن بين أشهرها كل من الألبرازولام والكلونازيبام، وغالبًا ما تُستخدم هذه الأدوية لمدّة زمنية قصيرة بسبب إمكانية الإدمان عليها، كما أنّ الأطباء لا ينصحون بها في حال كان المريض يأخذ أدويةً أخرى قد تتفاعل مع هذه الأدوية أو في حال كان يُعاني من مشاكل تتعلق باستعمال الكحول.

نصائح لمواجهة نوبات الهلع

يشيرُ الخبراء إلى إمكانيّة اتباع مرضى اضطراب الذعر أو الهلع لبعض الأمور لتخفيف زخم نوبات الهلع التي يمرون بها، مثل:

  • تجنب مقاومة نوبات الهلع وبالبقاء ساكنًا المكان في حال كان ذلك ممكنًا.
  • التّنفس ببطء وبعمق.
  • تذكير النفس بأنّ نوبةَ الهلع ستزول قريبًا.
  • التركيز على الصّور الإيجابية، والمسالمة، والمريحة.
  • تذكير النّفس بأنّ نوبات الهلع ليس مهددةً للحياة.
  • منع حصول نوبات هلع في المستقبل عبر اتباع بعض الأمور، مثل:
    • تجربة العلاجات التّكميلية، كالتدليك والعلاجات باستخدام الرّوائح العطرية، بالإضافة إلى ممارسة أنشطة مثل اليوغا.
    • تجنب الأطعمة والمشروبات السكرية، مثل الكافايين والكحول، بالإضافة إلى الإقلاع عن التدخين، لأنّ هذه الأمور تزيد من سوء نوبات الهلع.
    • ممارسة التّمارين الرياضية بانتظام لتقليل مستوى التوتر والقلق.
السابق
حالات شفيت من التوحد
التالي
قوة النفس

اترك تعليقاً