الامارات

حالات شفيت من التوحد

حالات شفيت من التوحد

هل توجد حالات شفيت من التوحد؟

يُعرف التوحد أو اضطراب طيف التوحد بأنه حالة من اضطرابات النمو العصبي،التي تتسب في حدوث صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي، وصعوبة في فهم كيف يفكر أو يشعر الآخرون، وتكرار أنماط وسلوكيات وأفعال محددة، وارتفاع مستويات القلق أو الانزعاج من المواقف والأحداث الاجتماعية غير المألوفة، وغالبًا فإن إصابتك بالتوحد لا تعني أنك مُصاب بمرض نفسي أو بدني بحد ذاته، بل تشير فقط إلى أن عقلك يعمل بطريقة مختلفة عن الآخرين، وهو من الحالات التي ترافق الفرد طوال حياته ولا يمكن الشفاء منها؛ إذ لم يثبت وجود علاجات فعّالة للتخلص من التوحد والقضاء على أعراضه، ولكن يمكن للدعم النفسي والاجتماعي أن يساعد الأفراد على الانخراط بالمجتمع وتغيير سلوكياتهم وأنماط حياتهم للأفضل.

ومن بين أبرز مرضى التوحد الذين واجهوا التوحد بعزيمة وإصرار كبيرين الدكتورة تمبل جراندين التي شُخّصت بمرض التوحد في عمر العام ونصف وهذا ساعدها في التغلب على مرضها، وقالت تمبل أنها كانت تعاني من عدم القدرة على الكلام، وحساسية شديدة تجاه الأصوات المرتفعة واللمس، مما جعلها تصنع آلة خاصة لتخفيف التوتر ومساعدتها على تحمل اللمس، وكانت تلجأ لاستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب للسيطرة على نوبات القلق، أما اليوم فقد أصبحت تمبل امرأة ناجحة تشغل مهنة دولية ناجحة في تصميم معدات الثروة الحيوانية، وحصلت على درجة الدكتوراه في علوم الحيوان بجامعة إلينوي في أوربانا.

هل يوجد علاج للتوحد؟

لم تتوصل الأبحاث والدراسات العلمية حتى يومنا إلى إيجاد علاجٍ فعال لاضطراب طيف التوحد، لكن أظهرت أبحاث علمية كثيرة أن التشخيص والتدخل العلاجي المبكر لمرض التوحد يمكن أن يُحسن من نمو الطفل ونوعية حياته، خاصةً إذا تم ذلك في الفترة الممتدة من الولادة إلى سن 3 سنوات، وعادةً ما تهدف التدخلات العلاجية للأطفال المصابين بالتوحد إلى تقليل الأعراض المصاحبة له، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة قدرتهم على العمل والمشاركة في المجتمع، ومن أبرز التدخلات العلاجية لمرضى التوحد تنمية مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، وتقليل الأفعال والسلوكيات المتكررة والصعبة التي يقومون بها، وعلاج مشاكل النطق، وتحسين قدراتهم المعرفية، وتعليمهم مهارات حياتية أساسية.

العلاجات المستخدمة للتعامل مع أعراض التوحد

هناك بعض الأساليب العلاجية التي ينصح بها الأطباء لتخفيف أعراض التوحد ومساعدة المرضى على الاستمرار بحياة طبيعية، من أبرزها:

  • التدليك وتمارين التأمل التي تهدف لتقليل مستويات القلق والتوتر، وتساعد على الراحة والاسترخاء.
  • تناول جرعات مرتفعة من الفيتامينات بعد استشارة الأطباء.
  • العلاج بالاستخلاب والذي يهدف إلى طرد المعادن من الجسم.
  • العلاج بالأكسجين عالي الضغط.
  • استخدام هرمون الميلاتونين لعلاج مشاكل النوم.
  • تناول الأطعمة الصحية والابتعاد عن المواد المضافة الصناعية؛ كالمواد الحافظة والألوان والمحليات؛ فهذا الأمر قد يساعد كثيرًا في تقليل المشكلات السلوكية لدى المرضى، ومن الأمثلة على الأطعمة التي تساعد في تخفيف أعراض التوحد إلى جانب الإكثار من شرب الماء هي الفواكه والخضروات الطازجة، والدواجن الخالية من الدهون، والأسماك، والدهون غير المشبعة، وقد أشارت بعض الآراء إلى أن اتباع حمية غذائية خالية من الجلوتين قد يساعد في السيطرة على مرض التوحد وأعراضه السيئة، وفي المناسبة فإن بوسعك معرفة المزيد عن الحميات الغذائية المفيدة للمصابين بالتوحد عبر قراءة تغذية مرضى التوحد.
  • تعليم المرضى بعض المهارات الحياتية الأساسية التي تساعدهم على العيش بشكل مستقل قدر الإمكان؛ كمهارات ارتداء الملابس، والأكل، والاستحمام، والتعامل مع الآخرين.
  • اللجوء إلى علاج النطق، الذي يهدف لتحسين مهارات التواصل لدى المرضى، ومن بين الأساليب المتبعة في علاج النطق الإيماءات واللوحات المصورة.
  • استخدام العلاج السلوكي، الذي يُعد من بين أكثر الأساليب فاعلية في علاج اضطرابات الصحة العقلية، ويتم ذلك بتحديد السلوكيات والأفعال غير السليمة التي قد تدمر الذات والمساعدة في تغييرها.
  • العلاج الطبيعي والعلاج باللعب.

قد يُهِمَُكَ: كيفية التعامل مع مصاب التوحد؟

نظرًا لوجود صعوبة لدى المصابين بالتوحد في فهم ما تريد قوله لهم بطريقة واضحة وسريعة، فإن تعلم بعض الإرشادات والنصائح قد يكون مفيدًا لمساعدتك على التواصل معهم ومساعدتهم على الاستمرار في حياتهم وتفاعلهم مع الآخرين بشكل طبيعي قدر الإمكان، ومن بين هذه الإرشادات ما يلي:

  • تجنّب مخاطبتهم كالأطفال: يمكن أن يكون مريض التوحد من الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في النطق وعدم القدرة على الرد بطريقة واضحة، وليس من الأشخاص الذين يعانون من قدرات معرفية محدودة، وهذا يعني أنه سيكون قادرًا على فهم ما تريد إيصاله له من معلومات، لذا عليك أن تتحدث معه كما تتحدث مع أي شخص بالغ آخر وليس كطفل صغير.
  • تجنّب استخدام الكلمات أو العبارات الشخصية: كأن تطلق عليه لقب غريب أو غير مألوف له؛ فهذه الألقاب قد يراها المصاب بالتوحد نوعًا من الإهانة وقلة الاحترام.
  • كن واضحًا فيما تريد قوله: بمعنى أن تقول ما تريده بشكل مباشر ومختصر دون مراوغة، كما عليك الابتعاد عن استخدام اللغة العامية والفروقات الدقيقة والسخرية، والتي يمكن أن تكون غير مفهومة من قِبل المصاب بالتوحد.
  • لا تستعجلهم بالإجابة على أسئلتك: في حال قمت بطرح سؤال على أحد المصابين بالتوحد فلا تستعجله بالإجابة وانتظر قليلًا، ولا تفترض أنه لم يسمعك أو يفهم ما تعنيه؛ إذ إن غالبية المصابين بالتوحد أو ذوي الاحتياجات الخاصة الأخرى يحتاجون إلى المزيد من الوقت لاستيعاب المعلومات وفهمها ومعالجتها قبل إعطائك الرد.
  • تجنّب المساحات الكبيرة والمزدحمة: يمكن أن تؤدي بعض الأمور إلى زيادة اضطراب مريض التوحد؛ كاللمس، وسماع الأصوات العالية، ورؤية الأضواء الساطعة، لذا يمكن أن يساعد تجنّب المساحات الكبيرة والمزدحمة أو الألوان الزاهية على خلق بيئة مريحة لمريض التوحد، كما أن ترك مسافة بينك وبين المصاب بالتوحد أثناء التحدث سيشعره براحة أكبر.
  • الاستماع الجيد لوجهات نظرهم واحترامها: إذا كنت تتعامل مع زميل عمل مصاب بالتوحد فإنه من الجيد أن تحترمه وتقدر وجهات نظره وآرائه، وذلك لمساعدته على تخطي حواجز القلق وصعوبة التواصل والتفاعل مع الآخرين.
السابق
علاج الاعتداء الجنسي على الأطفال
التالي
اضطراب الذعر وعلاجه

اترك تعليقاً