الصحة النفسية

البلغم: طرق علاجه والوقاية منه

البلغم: طرق علاجه والوقاية منه

البلغم

يُفرز المخاط من الأغشية المخاطية التي تبطن الرئتين، والحلق، والأنف، والفم، والجيوب الأنفية، إذ يحمي المخاط الجهاز التنفسي من الجفاف والتقاط الجزيئات والعوامل الممرضة التي تدخل إلى الجسم كالبكتيريا، ومهيّجات الحساسية وغيرهما، كما يحتوي المخاط على الأجسام المضادة والإنزيمات اللازمة لقتل هذه الجزيئات الضارة ومكافحتها، وعند الإصابة بالعدوى التنفسية أو الحساسية أو في حالات التدخين يزداد إفراز المخاط من الرئتين والجهاز التنفسي ليسمى بعدئذٍ بالبلغم، وليس من الضروري أن تزداد كمية المخاط التي تُفرز عند الإصابة بالمرض فقد تتغير خواص المخاط ليصبح أكثر سماكةً ولزوجة.

علاج البلغم

يعد البلغم جزءًا مهمًا للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي، ولكنه يولّد شعورًا بعدم الراحة نظرًا لقوامه اللزج وتراكمه في الحلق، وفيما يأتي علاج البلغم:

العلاجات الدوائية

توجد مجموعة من العلاجات الدوائية والإجراءات الطبية التي تساعد على التخلص من البلغم، ومنها:

  • الأدوية المصروفة دون وصفة طبية: ومنها:
    • مزيلات الاحتقان التي تقلص الأوعية الدموية في الأنف لإيقاف إنتاج المخاط، مثل دواء السودوإيفيدرين، ووأوكسي ميتازولين، وتجدر الإشارة إلى أن الاستخدام المفرط لمزيلات الاحتقان يؤدي إلى جفاف الأنف وجفاف الأغشية المخاطية وزيادة لزوجة البلغم وحدوث انسداد الأنف واحتقانه مجددًا.
    • المقشّعات: إذ تزيد المحتوى المائي للمخاط وتلينه ليسهل إخراجه عند السعال، ومن أمثلتها دواء غوايفينيسين.
    • مضادات الهيستامين: إذ jسد مستقبلات الهيستامين المسؤولة عن سيلان الأنف والحكة في حالات الإصابة بالحساسية.
  • الأدوية المصروفة بوصفة طبية: عادةً ما تُصرف لمصابي أمراض الرئة المزمنة:
    • البخاخات المصروفة لمصابي التهاب القصبات المُزمن.
    • الستيرويدات الفموية: كدواء بريدنيزون.
    • ملينات البلغم: كبخّاخ دورناز ألفا، والذي يصرف عادةً لمصابي التليُّف الرئوي، والذي قد يؤدي إلى عدة آثار جانبية، منها فقدان الصوت، والطفح الجلدي، وارتفاع حرارة الجسم، والدوار، وسيلان الأنف.
    • المحلول الملحي عالي التركيز، والذي يمكن استخدامه للأشخاص الذين تترواح أعمارهم من السادسة فأكثر، إذ يُستنشق بوضعه في جهاز الاستنشاق لزيادة تركيز الأملاح في ممرات الأنف.

العلاجات المنزلية

فيما يأتي جملة من العلاجات المنزلية التي تساعد على التخلص من البلغم:

  • شرب الماء والسوائل الدافئة: مثل شوربة الدجاج، والشاي الأخضر، وشاي الأعشاب، والعصائر، إذ تساعد على توفير الراحة الفورية من الأعراض المصاحبة لاحتقان البلغم، كالسعال، والعطاس، والتهاب الحلق، والقشعريرة، كما تقلل السوائل من لزوجة البلغم ليسهل التخلص منه.
  • ترطيب الهواء: باستخدام أجهزة الترطيب المنزلية التي تولّد الترطيب البارد أو البخاري، إذ يساعد ترطيب الهواء على تليين المخاط والتخلص من السعال والاحتقان، خاصةً أثناء الليل لتوفير الراحة من الأعراض أثناء الليل، كما تجدر الإشارة إلى تنظيف الجهاز بانتظام لتجنب نمو البكتيريا المؤدية للإصابة بالعدوى.
  • رفع مستوى الرأس أثناء النوم: وذلك باستخدام وسائد مريحة للمساعدة على تصريف المخاط وتخفيف حدة السعال.
  • الغرغرة بالمحلول الملحي: يساعد المحلول الملحي الدافئ على تنظيف الحلق من البلغم العالق، ويساهم بقتل الجراثيم وتعقيم الحلق وتخفيف الالتهاب المصاحب، ويمكن تحضير المحلول بإذابة نصف ملعقة صغيرة من الملح في في كوب من الماء الدافئ ويفضل استخدام مياه معلّبة أو مفلترة لخلوّها من الكلور والمهيّجات الأخرى، ثم الغرغرة بالمحلول لمدة 30-60 ثانية.
  • العسل: إذ يمتلك العسل خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، كما يسيطر على السعال وأعراض عدوى الجهاز التنفسي بفعالية، ويمكن استهلاك ملعقة كبيرة كل 3-4 ساعات إلى حين انحسار الأعراض المصاحبة، ولكن يجب الإشارة لعدم استخدام العسل للأطفال دون 12 سنة.
  • استهلاك المكونات التي تحسن من صحة الجهاز التنفسي: إذ تتوفر جملة من العناصر الغذائية والتي يُعتقد أنها تساعد على علاج البلغم، والسعال والزكام، كالليمون، والزنجبيل، والثوم، ومركب الكابسيسين الموجود في الفلفل الحارالذي ينظف الجيوب الأنفية ويحرك البلغم، كما يُعتقد أن العناصر والمكملات الغذائية الآتية تساعد على محاربة أمراض الجهاز التنفسي الفيروسية:
    • مكملات الزنك.
    • عشبة القنفذية.
    • جذور عرق السوس.
    • عشبة الجنسنج.
    • التوت.
    • شاي الجوافة.
    • الرمان.
  • تناول مكمّل الأسيتيل سيستين: يساعد على تليين المخاط في المجاري التنفسية وتخفيف حدة السعال المصاحب، إذ يستطيع هؤلاء المصابون بالتهاب القصبات المُزمن تناول 600 مغ يوميًا من مكمّل الأسيتيل سيستين إن لم يكونوا يعانون من انسداد المجاري التنفسية، أما في حال وجود انسداد في المجاري التنفسية ينصح بمضاعفة الجرعة إلى 1200 مغ يوميًا.
  • استخدام الزيوت العطرية: إذ تساعد بعض الزيوت العطرية على تليين المخاط والبلغم لتسهيل عملية التنفس، وتثبط كذلك نمو البكتيريا في الجهاز التنفسي، ويمكن استنشاق الزيوت من العلبة مباشرة، أو وضعه في جهاز لتوزيع الأبخرة في الهواء، أو إضافته إلى كريم التدليك البخاري، أو يمكن إضافة 12 قطرة من أحد الزيوت العطرية إلى كوب من زيت جوز الهند ودهنه على الصدر، كما تجدر الإشارة لمجموعة من المحاذير عند استخدام الزيوت العطرية، ومن أهمّها استشارة الطبيب قبل استخدامها للأطفال، وتجنب تناولها بالفم نهائيًا، وتجنب وضعها على الجلد المجروح، وأخيرًا تجربة الزيت على بقعة من الجلد في باطن الذراع قبل دهنها على الصدر والانتظار لمدة 24 ساعة لتجنب حدوث رد فعل تحسسي في حال وجوده، وفيما يأتي مجموعة من الزيوت العطرية التي يمكن استخدامها:
    • زيت الأوكاليبتوس.
    • زيت النعناع.
    • زيت الزعتر.
    • زيت شجرة الشاي.
    • زيت إكليل الجبل.
    • زيت الريحان.
    • زيت القرفة.
    • زيت عشب الليمون.
    • زيت الأوريجانو.

العلاجات البديلة

من الإجراءات المتوفرة لتقليل الإفرازات المخاطية وتليينها ما يأتي:

  • العلاج الطبيعي للصدر: وذلك بالقرع على الظهر أو الصدر باليد بآلية ووضعية معيّنة لتليين المخاط وتسهيل إخراجه بالسعال بمساعدة المختص أو شخص آخر مع ضرورة الشهيق والزفير خلال العلاج، كما قد يستخدم المختص بالعلاج الطبيعي جهازًا مخصصًا لهذه الغاية.
  • استخدام أجهزة تنظيف المجرى التنفسي اليدوية: وهي أجهزة تولّد اهتزازات عالية التردد مع موجات صوتية منخفضة التردد وتقنيات أخرى لتفكيك المخاط وتليينه، وتتوفر تلك الأجهزة بعدة أشكال يمكن ارتداؤها كسترة على الصدر، أو جهاز فموي للتنفس فيه.

الوقاية من البلغم

يمكن اتباع النصائح الآتية والتي تقي من تراكم المخاط وتكوّن البلغم، ومنها ما يأتي:

  • الإقلاع عن التدخين وتجنب التعرُّض للتدخين السلبي.
  • المحافظة على صحة جهاز المناعة واتباع الطرق المؤدية لذلك الهدف كتناول الغذاء الصحي، وممارسة الرياضة، والنوم الكافي، والسيطرة على مستويات التوتر.
  • غسل اليدين لتجنب التقاط العدوى الفيروسية، وتجنب الاختلاط بالأشخاص المصابين.
  • نجنب التعرض للمهيّجات ومسببات الحساسية كالغبار، ووبر الحيوانات، والمواد الكيميائية.
  • المتابعة الطبية المنتظمة في حال المعاناة من أمراض الرئة المسببة لتراكم البلغم كالإصابة بالتهاب القصبات المُزمن.
  • تناول المكملات التي تخفف من حدة أعراض الزكام والاحتقان كفيتامين ج، والبروبيوتيك، والزنك.

ألوان البلغم

يمكن للون البلغم وقوامه أن يحمل العديد من المعاني، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يساعد في تحديد حالات معينة، وتشمل ألوان البلغم ودلالاتها ما يأتي:

  • البلغم شفاف اللون: يعد البلغم شفاف اللون طبيعيًا في العادة، إلا أنه يمكن أن تزداد كميّة إفرازه في بعض أمراض الرئة.
  • البلغم أبيض اللون أو رمادي اللون: يمكن للبلغم أبيض اللون أو الرمادي أن يكون طبيعيًا أيضًا، إلا أنه قد يزداد أيضًا في بعض أمراض الرئة، أو يمكن أن يتغير لونه مع تطور بعض الحالات.
  • البلغم ذو اللون الأصفر الداكن أو الأخضر: ينتج اللون الأخضر للبلغم نتيجة نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء التي تُسمّى العدلات، وتنجذب هذه الخلايا إلى العدوى البكتيرية لذلك تتسبب الإصابة بالعدوى في الجزء السفلي من الجهاز التنفسي، مثل الإصابة بذات الرئة بإنتاج بلغم أخضر اللون، كما يكون البلغم أخضر اللون أو أصفر اللون شائعًا في التليف الكيسي.
  • البلغم البني: ينتج البلغم البني نتيجة وجود مادة القطران، وغالبًا ما يكون هذا موجودًا عند الأشخاص المدخنين، كما يمكن للبلغم أن يبدو أسود اللون أو بني اللون نتيجة وجود دم قديم، كما يُعد البلغم البني شائعًا عند عمال الفحم، أو نتيجة استنشاق الفحم.
  • البلغم زهري اللون: يأتي البلغم زهري اللون من استسقاء الرئة، وهي حالة يتسرب فيها سائل وكميات صغيرة من الدم الموجود في الشعيرات الدموية إلى الحويصلات الهوائية في الرئة، وعادةً ما يكون استسقاء الرئة أحد مضاعفات قصور القلب الاحتقاني، ويكون البلغم الزهري المصحوب بالدم نتيجة الإصابة بالسل.
  • البلغم المصحوب بوجود دم: يجب تقييم البلغم المصحوب بالدم حتى لو كان بكمية بسيطة من قبل طبيب، إذ إن السعال الذي يصاحبه دم يمكن أن يكون خطيرًا، كما يُعد السعال المصحوب بالدم أولى علامات سرطان الرئة في 7% من الناس، ويمكن للبلغم الدموي أن يترافق مع الانصمام الرئوي، وهي حالة تنتقل فيها جلطة دموية من الساق إلى الرئتين، إذ إنّ مقدار معلقة صغيرة أو ملعقتين من الدم المسعول مع البلغم يعد حالة طوارئ طبية.
السابق
التهاب السحايا
التالي
ما علاج نقص الصفائح الدموية

اترك تعليقاً