اسلاميات

بداية العشر الاواخر من رمضانبداية العشر الاواخر من رمضان

بداية العشر الاواخر من رمضان

بداية العشر الاواخر من رمضان هي بداية الأيّام الأخيرة والساعات الأخيرة في رمضان، وفي هذه الأيّام يسارع المسلمون إلى الإكثار من العبادات والتطوعات وفعل الخيرات والبر وصلة القربة والرحم لكي يكونوا من العتقاء الذين قد قُبلت أعمالهم، وفيما يلي يسلّط المقال الضوء على هذه الأيام العشر بشيء من التفصيل.

بداية العشر الاواخر من رمضان

إنّ بداية العشر الاواخر من رمضان تكون في الليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان المبارك سواء كان الشهر تامًّا أم ناقصًا، ودليل ذلك الحديث الذي في الصحيحين الذي يرويه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- فيقول: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَعْتَكِفُ في العَشْرِ الأوْسَطِ مِن رَمَضَانَ، فَاعْتَكَفَ عَامًا، حتَّى إذَا كانَ لَيْلَةَ إحْدَى وعِشْرِينَ، وهي اللَّيْلَةُ الَّتي يَخْرُجُ مِن صَبِيحَتِهَا مِنَ اعْتِكَافِهِ، قَالَ: مَن كانَ اعْتَكَفَ مَعِي، فَلْيَعْتَكِفِ العَشْرَ الأوَاخِرَ، وقدْ أُرِيتُ هذِه اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وقدْ رَأَيْتُنِي أسْجُدُ في مَاءٍ وطِينٍ مِن صَبِيحَتِهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، والتَمِسُوهَا في كُلِّ وِتْرٍ، فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ تِلكَ اللَّيْلَةَ وكانَ المَسْجِدُ علَى عَرِيشٍ، فَوَكَفَ المَسْجِدُ، فَبَصُرَتْ عَيْنَايَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى جَبْهَتِهِ أثَرُ المَاءِ والطِّينِ، مِن صُبْحِ إحْدَى وعِشْرِينَ”.

فبذلك تكون الليالي العشر الأواخر هي الليالي التي تبدأ بعد اليوم العشرين، وليلة القدر تكون في ليلة من ليالي العشر الأواخر من الليالي الأوتار؛ يعني الليالي المفردة التي يتبعها يوم مفرد، وبذلك تكون تلك الليالي التي يُلتمس فيها ليلة القدر: ليلة اليوم الحادي والعشرين، وليلة اليوم الثالث والعشرين، وليلة اليوم الخامس والعشرين، وليلة اليوم السابع والعشرين، وليلة اليوم التاسع والعشرين، يقول ابن حجر العسقلاني في فتح الباري: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ مُنْحَصِرَةٌ فِي رَمَضَان، ثُمَّ فِي الْعَشْر الْأَخِيرِ مِنْهُ، ثُمَّ فِي أَوْتَارِهِ، لَا فِي لَيْلَةٍ مِنْهُ بِعَيْنِهَا، وَهَذَا هُوَ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ مَجْمُوع الْأَخْبَار الْوَارِدَة فِيهَا”، والله أعلم.

وتكون بداية العشر الاواخر من رمضان لهذا العام 1442هـ/2021م مع دخول ليلة 2 أيّار/مايو، وتكون الليالي الوتر في هذا العام هي التي توافق: ليلة الأحد 2 أيّار، وليلة الثلاثاء 4 أيّار، وليلة الخميس 6 أيّار، وليلة السبت الموافق 8 أيّار ستكون هي ليلة 27 رمضان، وليلة 29 رمضان آخر الليالي الوتر العشر هي ليلة 10 أيّار يوم الاثنين، ويكون عيد الفطر إمّا 12 وإمّا 13 أيّار، والله أعلم.

اغتنام العشر الأواخر من رمضان

لقد كان دأب النبي -عليه الصلاة والسلام- والصحابة والسلف من بعده في العشر الأواخر من رمضان أنّهم كانوا يجتهدون فيها في العبادات أكثر من غيرها، وفيما يلي إضاءات على بعض العبادات التي كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يفعلونها في العشر الأواخر، ومن ذلك:

إحياء الليل

والمقصود هنا بالإحياء أنّ النبي -صلى الله عليه وسلّم- كان الإحياء عنده يكون الليل كلّه، وقيل بعض الليل، وقد روي عن بعض السلف انّ من يصلي العشاء والصبح في جماعة في هذه الليالي وصادف في إحداها ليلة القدر فإنّه يأخذ بحظّه منها كما يقول الشافعي وسعيد بن المسيّب وغيرهما من السلف رضي الله عنهم.

الاغتسال والتطيب

فقد ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان يغتسل بين العشاءين، وكذا ورد عن بعض الصحابة والتابعين من السلف أنّهم كانوا يغتسلون كل ليلة من ليالي العشر الأواخر، وكانوا يرتدون أفضل ما عندهم من الحلل وبخاصة في الليلة التي تُرتجى فيها ليلة القدر، وكانوا يطيّبون المساجد ويعتنون بها.

الاعتكاف

ويُقصد به الانقطاع عن الخلائق والاتصال بالله -تعالى- بالقلب والروح والجسد، والاعتكاف هو من السنن الثابتة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في العشر الأواخر، فقد جاء في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم: “كانَ يَعْتَكِفُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ”.

الدعاء

والدعاء في كل زمان ومكان مطلوب، والآيات والأحاديث التي تشير إلى فضل الدعاء كثيرة أكثر من أن تُذكر، ولكن يتأكّد فضل الدعاء في هذه الأيّام والليالي لعِظَم شهر رمضان أوّلًا، ولعظم هذه الليالي الأواخر ثانيًا، وقد ورد عن سفيان الثوري أنّه قل عن ليلة القدر: “الدعاء في تلك الليلة أحب إليَّ من الصلاة”.

الأحاديث الواردة في فضل العشر الأواخر من رمضان

لقد ورد عن ليلة فضل العشر الأواخر من رمضان كثير من الأحاديث النبوية، ومنها:

  • “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.
  • “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ”.
  • “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ”.

ماذا تسمى العشر الأواخر من رمضان

لقد ورد في العشر الأواخر من رمضان أسماء أخرى غير العشر الأواخر، منها اسم العشر الغوابر، وقد ورد هذا اللفظ في حديث للنبي -عليه الصلاة والسلام- يرويه عنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، إذ يقول: “إنَّ ناسًا مِنكُم قدْ أُرُوا أنَّها في السَّبْعِ الأُوَلِ، وأُرِيَ ناسٌ مِنكُم أنَّها في السَّبْعِ الغَوابِرِ، فالْتَمِسُوها في العَشْرِ الغَوابِرِ”.

فضائل ليلة القدر

لقد ورد في ليلة القدر فضائل كثيرة ذكرها أهل العلم، ومنها:

  • نزول القرآن الكريم فيها.
  • أنّها خيرٌ من ألف شهر.
  • نزول الملائكة فيها.
  • حلول السلام في هذه الليلة.
  • نزول سورة كاملة في فضلها تتلى إلى يوم القيامة.

اجتهاد السلف في العشر الأواخر

لقد كان للسلف الصالح حال مع العشر الأواخر من رمضان لا تشبه غيرها في باقي أيّام السنة أو حتى أيّام رمضان، ومن ذلك:

  • عنايتهم بقراءة القرآن: فقد روي عن قتادة أنّه كان يختم القرىن في كل يوم من أيام العشر الأواخر مرة.
  • الحرص على صلاة الجماعة: والحديث عن هذه المسألة كثير في السلف، فروي عن الأعمش أنّه لم تفته تكبيرة الإحرام في المسجد سبعين سنة.
  • قيام الليل: فقد كانوا يقومون الليل هم وأهلهم، وكانوا يوقظون كل من له طاقة للقيام.

وهكذا يكون قد تم مقال بداية العشر الاواخر من رمضان وقد وُقِفَ فيه مع بداية هذه الليالي وكيفية اغتنامها والأحاديث التي تتكلم على فضلها وأيضًا قد وقف على اسمها الآخر غير المشهور وكذلك فضائل ليلة القدر ونماذج من اجتهاد السلف الصالح في العشر الأواخر.

السابق
الفرق بين المتواتر والآحاد
التالي
أمراض وراثية مرتبطة بالجينات

اترك تعليقاً