الصحة النفسية

فقدان حاسة الشم بعد الزكام

فقدان حاسة الشم بعد الزكام

الزكام

الزكام هو مرض فيروسي موسمي ومعدٍ يُصيب الجهاز التنفسي العلويّ، ويُعد من الأمراض الأكثر شيوعًا بين الناس وخصوصًا الأطفال، وعادة ما يحدث المرض في فصل الشتاء ما بين شهريّ أيلول وتشرين الثاني، وهو من الأمراض التي لا تتطلّب المُضادات الحيويّة على الإطلاق، إذ يحتاج الجسم إلى مدة تتراوح ما بين أسبوع إلى 10 أيام للشفاء منه، ويُمكن التقليل من أعراضه خلال فترة العدوى بالأدوية والعلاجات المنزليّة البسيطة،
ويُخطئ الكثيرون باعتقادهم أن الزكام هو نفسه الإنفلونزا، إذ إنهما متشابهان في الأعراض فعلًا، وكلاهما يُصيبان الجهاز التنفسيّ، ولكن الاختلاف بينهما أن أعراض الإنفلونزا تكون أكثر حدة، ويظهر فيها ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة التي يُرافقها الصداع والقشعريرة وآلام العضلات والشعور بالضعف العام، بالإضافة إلى كون الفيروس المسؤول عن الإنفلونزا مُختلفًا عن الفيروسات المُسبّبة للزّكام في أغلب الأحيان.

فقدان حاسة الشم بعد الزكام

يشتهر مرض الزكام بكونه أكثر أسباب فقدان حاسة الشم شيوعًا بين الأفراد، وعادةً ما ينشأ هذا الأمر بسبب الاحتقان أو الانسداد الذي يتسبب به الزكام داخل الأنف، فمن المعروف أنَّ احتقان الأنف يؤثر سلبًا على مقدرة الروائح الولوج إلى داخل الأنف لتلتقطها المستقبلات الشمية الموجودة في الأغشية المخاطية للأنف التي تحتوي أصلًا على الأعصاب المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية إلى الدماغ، وفي الحقيقة توجد الكثير من الأمراض الأخرى الشبيهة بالزكام التي يُمكنها أن تؤدي إلى احتقان أو انسداد الأنف وفقدان حاسة الشم، مثل؛ التهاب الجيوب الأنفية الحاد، والأنفلونزا، والتهاب الأنف الأرجي، بالإضافة إلى ما يُعرف بحمى القش، كما يوجد الكثير من المشاكل والحالات المرضية الأخرى التي يُمكنها أن تؤدي إلى نفس الأمر أيضًا، مثل؛ حصول تشوه في البنية العظمية للأنف، ونمو الزوائد اللحمية داخل الأنف، والإصابة بالأورام، بل إنَّ بعض الخبراء يرون إمكانية لفقدان حاسة الشم بعد تناول انواعٍ معينة من الأدوية أحيانًا، وعلى أيّ حال يُمكن القول بأن حدوث فقدانٍ كلّي لحاسة الشم بسبب الزكام هو أمرٌ نادرٌ للغاية عند أغلب الحالات.

ويشكو العديد من الأشخاص من فقدانهم لحاسة الشم بعد إصابتهم بالزكام، بما يُعرَف طبيًّا بالخشام، والذي يحصل نتيجة تهيّج الأغشية المُخاطيّة المُغلّفة للأنف من الداخل، وليس الأمر بالمُشكلة البسيطة لكون حاسة الشم ضرورية لتجنب الكثير من الأخطار؛ كأخطار الحرائق وانتشار الغاز غير المقصود، ودون حاسة الشم يصعب تمييز الأطعمة الفاسدة، إضافةً إلى أنّها تُضعف من حاسة التذوق والذي ينتج عنه فقدان الشهية وقلة الأكل، إلا أنّه في حال كان فُقدان حاسة الشم ناجمًا عن الزكام فهو عادة ما يكون مؤقّتًا، وتعود حاسّة الشم لطبيعتها خلال بضعة أيام من زوال الزّكام، ولكن إن استمرّت الحالة لمدّة أطول من ذلك فيلجأ الأطباء حينها إلى صرف واحد أو أكثر من العلاجات الآتية:

  • مُضادات الاحتقان.
  • مُضادات الهيستامين.
  • بخاخ الكورتيكوستيرويد الأنفيّ.
  • المُضادات الحيويّة، التي ينحصر استعمالها في حال وجود أيّ عدوى بكتيريّة مسؤولة عن فُقدان حاسة الشم.

أسباب فُقدان حاسة الشم

تتمثل أسباب فُقدان حاسة الشم فيما يلي:

  • انسداد المجاري الأنفيّة الناجم عن وجود أورام أو تشوّهات في العظم الداخليّ للأنف، أو تشوّهات في الحاجز الأنفيّ.
  • حدوث خلل في سير عمليّة الشم، ما بين الإشارات التي تُرسلها مُستقبلات الروائح في الأنف والأعصاب وتفسيرها من قبل الدماغ فيما بعد، وهو ما يحدث في الاضطرابات والأمراض الآتية:
    • اضطرابات هرمونيّة.
    • قصور في الغدة الدرقيّة.
    • إصابات وأورام الدماغ.
    • الشيزوفرينيا، أو ما يُعرف بالفصام.
    • الصرع.
    • التصلّب اللويحي.
  • الجلطات الدماغيّة.
  • أحد أعراض تناول بعض المُضادات الحيويّة، وبعض أدوية ضغط الدم.
  • العلاج الإشعاعيّ.
  • تهيّج الأغشية المُخاطيّة، الناجم عن الإصابة بالإنفلونزا، أو الحساسيّة الموسميّة، أو التهاب الجيوب الأنفيّة، أو التدخين.

علاج فقدان حاسة الشم والتذوق

لا يرى الخبراء ضرورة في علاج فقدان حاسة الشم الناجم عن الزكام أو الحساسية؛ وذلك لأن من المحتمل أن يختفي هذا الأمر لوحده مع مرور الوقت، لكن قد يستعين البعض بمزيلات الاحتقان التي تباع في الصيدليات من أجل فتح المسالك الأنفية لجعل التنفس أمرًا أكثر سهولة، بينما في حال استمر الاحتقان الأنفي لمدة طويلة، فإن من الضروري حينئذ مراجعة الطبيب من أجل الكشف عن المشكلة ووصف المضادات الحيوية في حال كان ذلك ضروريًا، كما قد يكون من الأفضل أيضًا إخبار الطبيب عن الأدوية التي يأخذها المريض من أجل الكشف عما إذا كانت هي المسؤولة عن فقدان حاسة الشم، ومن جهة أخرى قد يضطر الأطباء إلى إجراء عملية جراحية أحيانًا من أجل إزالة الزوائد اللحمية في حال كان وجودها هو السبب الحقيقي وراء معاناة الفرد من فقدان حاسة الشم، لكن يجب التذكير هنا بأن ليس كل حالات فقدان الشم هي قابلة للعلاج؛ فمثلًا من الطبيعي أن تتدهور قدرة الشم لدى الكبار بالسن مع مرور الوقت، وهذا الأمر بالطبع يحمل انعكاساتٍ خطيرة على حياة بعضهم إلى درجة قد يضطر بعضهم فيها إلى وضع مجسّات إلكترونية داخل بيوتهم من أجل استشعار الحرائق عند حدوثها.

أعراض الزكام

تظهر أعراض الزكام خلال يومين إلى 3 أيام من التعرّض للفيروس المُسبّب للمرض، كما ينشر المُصاب العدوى خلال الأيام الأولى من ظهور علامات وأعراض المرض عليه، وهي كالآتي:

  • انسداد في الأنف.
  • سيلان في الأنف، ويظهر المُخاط بلون أصفر أو أخضر.
  • التهاب الحلق أو الشعور بالحكّة فيه.
  • كثرة العطاس.
  • السعال.
  • ألم في الرأس.
  • ألم في الأذن.
  • الشعور بآلام في الجسم.
  • ارتفاع بسيط في درجة الحرارة.
  • خشونة الصوت.
  • الإعياء العام.
  • فقدان الشهيّة.

أسباب الإصابة بالزكام

توجد عدة أنواع من الفيروسات المُسبّبة للإصابة بالزكام، وفي الحقيقة قد يصل عددها إلى أكثر من 200 نوع، وهو ما يُصعّب تصنيع لُقاح للزكام، وتُعدّ الفيروسات الآتية الأكثر شيوعًا ما بين الأنواع الأخرى:

  • الفيروس الأنفيّ Rhinovirus، وهو مسؤول عن بعض أنواع العدوى التي تُصيب الأذن والجيوب، كما يُعدّ من مُحفّزات نوبات الربو أيضًا.
  • الفيروس التنفسي المخلوي.
  • فيروس نظير الإنفلونزا البشريّ.
  • الفيروسات الغدانيّة.
  • فيروس كورونا البشريّ.
  • الفيروس التالي لالتهاب الرئة البشريّ.

أمّا عن العوامل التي ترفع من نسبة إصابة بعض الأشخاص بالزكام أكثر من غيرهم، فهي ما يأتي:

  • العمر؛ إذ تزيد احتماليّة الإصابة بالعدوى من قبل الأطفال الصغار بعمر أقل من ستة أعوام، وخاصّة الذي يذهبون للحضانة أو يختلطون بأطفال آخرين.
  • فصلا الشتاء والخريف اللذين تكثر فيهما فُرصة الإصابة بالزكام.
  • التواجد في الأماكن المُزدحمة أو المُكتظّة سُكّانيًّا.
  • التدخين أو حتّى التعرّض لدخّان المُدخّنين.
  • من يُعانون من اضطراب أو مشاكل أو ضعف في الجهاز المناعيّ.

علاج الزكام

من المهم معرفة أنّ فترة الإصابة بالزّكام ستمرّ لا محالة، إذ لا يوجد علاج شافٍ للزكام، وتُساعد العلاجات الموجودة على التقليل من شدّة الأعراض وعدم تعارضها مع سير حياة المُصاب ومُمارسته لأعماله اليوميّة قدر الإمكان، ويُذكر من هذه العلاجات ما يأتي:

  • مُسكّنات الألم وخافضات الحرارة؛ كالأيبوبروفين والباراسيتامول التي تُستخدم للتخفيض من حرارة الجسم في حال حدوث الحمّى، أو التقليل من الصداع وآلام الجسد والحلق المُصاحبة للزكّام.
  • مُضادات الاحتقان ومُضادات الهيستامين اللذان إن استُخدما في ذات الوقت فإنّهما يُقلّلان من شدّة أعراض الزكام أكثر من استخدام أيٍّ منهما وحده، إذ تُساعد مُضادات الاحتقان على إزالة الاحتقان في الأنف والجيوب، وتُقلّل مُضادات الهيستامين من حكّة الأنف وسيلانه.
  • أدوية تثبيط السّعال، التي تُخفّف من شدّته خلال فترة المرض؛ ومنها؛ غايفينيسين، وديكستروميثورفان.

ويُنصح مُصابو الزّكام بأخذ قسطٍ من الراحة طيلة فترة المرض؛ لمُساعدة الجسم على مُكافحة الفيروس كما يجب، وتجنّب نقل العدوى للآخرين، ولأنّ العديد من أدوية الزّكام تُسبّب النّعاس أيضًا فقد يصعب الذهاب إلى العمل أو إلى المدرسة، كما يجدر ذكر أهمية شُرب كميات مُناسبة من الماء والسوائل الدافئة؛ لتفادي الجفاف الذي يرتبط وجوده بزيادة شدّة الأعراض، وفي حال كان التهاب الحلق مُزعجًا يُمكن الغرغرة بمحلول مكوّن من نص ملعقة من الملح مُذابة في كوب من الماء الدافئ.

السابق
هل لقاح فايزر يسبب جلطات
التالي
اضرار حبوب الكورتيزون

اترك تعليقاً