ازدهرت التجارة في البلاد الإسلامية نتيجة لعدة أسباب رئيسية كان أهمها فطنة المسلمين وعدالة حكمهم، مما جعل التجارة الإسلامية من أشهر وأقوى التجارات التي ذكرها التاريخ والتي جعلت المؤرخين يصفون تلك الحقبة بأنها العصر الذهبي، فكان بيت المسلمين ممتلئ بالمال بينما تخلو البلاد من الفقراء والمحتاجين وكان ذلك في عصر عمر بن عبد العزيز، كما أن من أحد الأسباب الرئيسية لازدهار التجارة هو أن العرب قديمًا كانوا يتداولون مقولة موروثة على أن التجارة هي تسعة أعشار الرزق فـبها تعلو الأمم وتطور المجتمعات ويعيش الشعب في راحة وفي هذا المقال يوضح لكم في هذا المقال الأسباب الكاملة لازدهار التجارة مع الشرح.
إزدهار التجارة في الدولة الإسلامية
لطالما كان العرب بارعين في التجارة واشتهروا برحلاتهم الطويلة، فكانت رحلة الشتاء ومن بعدها رحلة الصيف.
لذلك كانت تجارتهم أكثر تجارة مزدهرة على مر التاريخ وذلك بسبب:
العلاقات التجارية الخارجية في الدولة الإسلامية
- إن العرب عامة والمسلمين خاصة كانوا ولا زالوا أهلًا للكرم وأصحاب اللسان الطيب.
- فكان ذلك أحد أهم الأسباب التي جعلتهم يكونوا علاقات خارجية مع جميع البلدان المجاورة.
- ولما كان الإسلام يهتم بالتجارة ويوصي بها تحول معظم رجال المسلمين إلى تجار واستغلوا علاقتهم مع بلاد الشام وغيرها من البلدان الأخرى.
- ولما عملوا بتعاملهم الشريف المليء بالأمانة والصدق فوقتها.
- ازدهرت التجارة في البلاد الإسلامية نتيجة انهيار تجارة اليهود الخبيثة مما فتح جميع الأسواق أمام المسلمين.
- فقاموا باحتكار التجارة من المشرق إلى المغرب، وانطلقوا من روسيا وحوض بحر البلطيق إلى الصين واليابان.
- ولم يكن دائمًا العرب هم من يسافرون ليبيعون البضائع بل كان تجار الغرب يؤتون إلى بغداد ليتبضعوا من صناعات العرب.
- ولما كانت الصناعة العربية الإسلامية لا مثيل لها وكان الطب عليها في ازدياد امتلئ بحر الروم بالسفن العربية.
- التي تبحر لجميع أنحاء العالم محملة بالبضائع ليكون محلها في الأسواق.
- ولما كان التجار الغرب يأتون من كل مكان ازدهرت الأسواق العربية لتكون انسب مكان للعرض والطلب.
- فامتلئت أسواق عدن، عمان، وبغداد بالتوابل العربية، والساج، العاج، وتزينت ببيع الؤلؤ والمرجان.
- كما كانت تبيع العطور الأصيلة التي لا مثيل لها، بالإضافة إلى الصناعات الزجاجية والزخارف اليدوية النحاسية الشهيرة.
- كما أن أهم العوامل التي ساعدت على ازدهار التجارة الخارجية هي ازدهار التجارة الداخلية بين العرب أنفسهم.
توسعات الدولة الإسلامية
- عندما جاء عصر الخلفاء الراشدين، ازدهرت التجارة في البلاد الإسلامية نتيجة البداية الحقيقية للفتوحات الإسلامية التي اجتاحت العالم من المشرق للمغرب.
- وبينما انشغل أبو بكر الصديق في حروب الردة، جاء خليفته عمرو بن الخطاب ليفتح في عهده.
- شبه الجزيرة العربية بأكملها، ومن بعدها أخذ العراق وكانت بغداد عاصمة المسلمين والخلافة.
- من ثم فتحت الشام لتكون ميناء طرابلس أهم ميناء للتجارة الإسلامية، فكان يستوعب أكثر من ألف مركب.
- وجاءت من بعدها مصر، من ثم فلسطين، ومن بعدها بدأ في التوسع الغربي.
- ولما انتشر العرب بتجارتهم في كل مكان أدى انتشار الثقافة العربية وانتشار الدين الإسلامي.
- إلى دخول بعض من دول الغرب إلى الإسلام دون الدخول إلى الحرب فكانت فتوحات عقلانية قائمة على المنطق بسبب المعاملة الإسلامية الحسنة.
- كما أن ازدهرت التجارة في البلاد الإسلامية نتيجة اهتمام الخليفة المعتصم بالله ببناء مراكز تجارية ضخمة.
- فلما فتحت بلاد الترك جعل أنطاكية مركز تجاري لا مثيل له بالعالم فهو نقطة انطلاق السفن العربية المحملة بجميع أنواع البضائع لتستقر في بحار العالم.
- وفي ظل هذا وبدخول الإسلام الصين هاجر بعد تجار العرب وانتقلوا إلى مدينة خانفو القريبة من مدينة شنغهاي.
- ووقتها انتشر الإسلام أكثر وازدهرت معه التجارة أكثر وخصوصًا بعد دخول المسلمين العند واستطاعوا أن يسيطروا على مدينة السند.
ازدهرت التجارة في البلاد الإسلامية نتيجة كثرة الطرق التجارية
كانت الطرق التجارية الداخلية والخارجية التي مهدها المسلمين بعد توسع الرقعة الإسلامية في العالم.
أهم العوامل التي ساعدت على ازدهار التجارة العربية الإسلامية خصوصًا أن كل الطلاق كانت مأمنه كليًا من الهجمات المتكررة وكان من أهم تلك الطرق:
- طريق الشرق: وهو الطريق الذي يربط بين العاصمة الإسلامية بغداد والتي سميت بـ حاضرة الخلافة وبين بلاد ما وراء النهر التي تشير إلى الصين.
- فكان المسافر يخوض الرحلة من بغداد ثم إقليم جبال مارا بقرميسين ومن بعدها الدكان فهمذان ومن بعدها يصل لليمن ليتوجه إلى نهاوند واصهبان حتى يصل في النهاية إلى سمرقند.
- طريق البصرة: وهو طريق يبدأ من المدائن ثم يمر على جرجرايا، ومن بعدها يبدأ أن يمر بالطائح ثم يصل إلى البصرة.
- وتكون المحطة التي تليها شيراز ومن بعدها تأتي اصهبان ليصل المسافر إلى أحد أكبر موانئ العرب سيراف.
- طريق الفرات: وهو الطريق الرابط بين بغداد والشام ويمتد إلى مصر وجنوب إفريقيا، حيث يمر على الأنبار وهيت وألوسة.
- ومن الرقة هناك طريقين واحد يؤدي إلى دمشق حيث تمر على حلب وبعلبك،وحصن منصور ومرعش.
- والطريق الثاني يصل بك من دمشق إلى فلسطين بالتحديد بيت المقدس حيث يمر الطريق بالأردن في مدينة طبريا حتي يصل للقدس.
- كما يتفرع طريق أخر لطريق الفرات يصل بك إلى مصر حيث تمر على الفسطاط ثم غزة ثم رفح حتى العريش المصرية.
- طريق الموصل: يأخذك هذا الطريق إلى بلاد الشمال حيث كان يوصل إلى بغداد قم القادسية ومن ثم سمراء.
- يأتي من بعدها تكريت ومن قرقيسيا وسنجار.
- طريق الحج: كان هذا الطريق لا يستخدم إلا في موسم الحج لبيت الله الحرام، ولم يكن يستخدم للتجارة بل كان ممهد ومؤمن للحجاج فقط وكان ينقسم إلى طريقين الأول يمر على الكوفة والأخر على البصرة.
التقدم في مجال الزراعة
- ازدهرت التجارة في البلاد الإسلامية نتيجة لـ وضع المسلمون نظام زراعي على أساس علمي.
- ساعدهم في وضع نظام متطور للتناوب الزراعي للأراضي الخصبة، وجعلهم يوصلون إلى تقنيات حديثة في الري.
- ثم أن سفرهم حول العالم جعلهم يشترون البذور المختلفة فصنعوا جميع أنواع المحاصيل.
- وبعدما كانوا يشترون للزراعة باتوا مصدرين للمحاصيل وبذورها.
- فصنوا الأرز، المانجو، قصب السكر، القطن، البصل والباذنجان الحمضيات كالليمون والبرتقال.
- وبفضل هذا النظام كانت الأراضي في بلاد المسلمين تزرع 4 مرات بالسنة ثلاثة منهم.
- في فصل الشتاء حيث موسم سقوط الأمطار على معظم البلدان العربية.
تطور الصناعة
- إن التطور الزراعي جعل هناك تطور صناعي بسبب وفر المحاصيل التي تدخل في مجال صناعة الملابس والألوان.
- والمحاصيل التي يستخرج منها الزيوت والورق والبوهارات والمحاصيل المتحولة مثل قصب السكر والكتان.
- وكان ذلك سببًا في تطور الأدوات الخاصة بعلم الفلك والمواد الكيميائية التي يصنع منها السيراميك.
- وتكنولوجيات التقطير والري، كما اشهر المسلمين بصناعة الزجاج المزخرف والساعات.
- والصناعات اليدوية كالحصير والفسيفساء حتى الحرير والمنسوجات.
- ولما اهتم المسلمون بالصناعة تم فتح جميع المطاحن المتواجدة في جميع الأنحاء العربية.
- ففتحت مطاحن الأندلس وشمال أفريقيا حتى وَسْط آسيا، وسهل ذلك وجود علماء العرب الذين اخترعوا ترابين المياه، وخزنات الطاقة.
