الفرق بين الخوف الطبيعي وخوف العبادة
هناك فرق بين الخوف الطبيعي وخوف الشرك ، وكذلك الرجاء الطبيعي ورجاء الشرك ، والحب الطبيعي وحب الشرك .
فالخوف الطبيعي مثلا” موجود حتى عند خير الخلق وهم رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم ، فقد قال الله عن نبي الله موسى عليه السلام ( فخرج منها خائفا يترقب )
وكذلك الحال في الحب الطبيعي والرجاء الطبيعي .
فما هو اذا” الضابط في الفرق بين الخوف الطبيعي والرجاء الطبيعي والحب الطبيعي وبين ماكان منها من شرك ؟
الضابط هو ان يصل الخائف والراجي والمحب الى درجة الذل الخضوع والطاعة العمياء والانقياد التام الذي لايكون الا لله ، لمن يخاف او يرجو او يحب ،يقول الامام بن القيم في كتاب مدارج السالكين : فدع هذا القلب المفتون .. واعلم ان الاصرار على المعصية يوجب من خوف القلب من غير الله ، ورجائه لغير الله ، وحبه لغير الله ، وذله لغير الله ، وتوكله على غير الله مايصير به منغمسا” في بحار الشرك .
فإن ذل المعصية لابد ان يقوم بالقلب فيورثه خوفا” من غير الله ، وذلك شرك
ويورثه محبة لغير الله ، واستعانة بغيره ، فيكون عمله لا بالله ولا لله وهذا حقيقة الشرك .