الامارات

تمارين عقلية للتخلص من الأفكار السلبية

تمارين عقلية للتخلص من الأفكار السلبية

الأفكار السلبية

تؤدي الأفكار السلبية إلى الشعور بالقلق والخوف من أبسط الأشياء أحيانًا، وقد يمتد تأثير هذه الأفكار إلى درجة التسبب في ظهور ما يُعرف بنوبات الهلع أو الذعر التي تؤدي بدورها إلى الشعور المفرط والمفاجئ بالقلق الشديد، وهنالك من يُصابون بما يُعرف باضطراب القلق الاجتماعي، والذي يجعلهم يشعرون بالقلق عند حديثهم أو تعاملهم مع الناس نتيجةً لخشيتهم من الحرج أثناء تواجدهم برفقة الآخرين، ويُمكن للقلق الناجم عن الأفكار السلبية أن يتجسد على شكل أعراض بدنية؛ كرجفان اليدين وتسارع نبضات القلب، ومما لا شكّ فيه أيضًا أن للقلق تأثير سلبي على أنشطة الفرد وحجم سعادته أيضًا، لكن ولحسن الحظ فإن الباحثين والخبراء تمكنوا من الكشف عن وجود تمارين وأساليب كثيرة يُمكنها المساهمة في التخلص من الأفكار السلبية، وهذا سيكون موضوع الأسطر التالية التي ستتطرق كذلك إلى دور العقل الباطن في هذه المسألة.

تمارين للتخلص من الأفكار السلبية

توصل الخبراء إلى وجود الكثير من التمارين والأساليب التي يُمكنك اللجوء إليها لغرض التخلص من الأفكار السلبية لديك، منها الآتي:

  • تحديد التشوهات الفكرية: تمتاز عقول البشر عمومًا بقدرتها على إقناع نفسها بأفكار غير صحيحة باستعمال تشوهات فكرية كثيرة، والمقصود بهذه التشوهات –مثلًا- التفكير بطريقة واحدة (أبيض أو أسود)، أو شخصنة الأمور، أو النظر بوجهة نظر سلبية فقط نحو الأشياء دون التفكير بالجوانب الإيجابية.
  • تحدي الأفكار السلبية: لا بد للرجل من الوقوف بحزم اتجاه الأفكار السلبية وتحدي هذه الأفكار داخل دماغه عبر التساؤل عما إذا كانت هذه ذات طبيعة منطقية أم لا، ويُمكن تحدي هذه الأفكار عبر تخيل عرض هذه الأفكار على مسمع أناس آخرين وتخيل استجاباتهم نحوها.
  • التوقف عن التفكير بالأفكار السلبية: على الرغم من أن ذلك قد يكون صعبًا للبعض، إلا أن بالإمكان التوقف لبعض الوقت عن التفكير بالأفكار السلبية عبر تخصيص خمس دقائق –مثلًا- للتفكير بهذه الأفكار، ثم توجيه الذهن للتفكير بأمور أخرى ليس لها علاقة بهذه الأفكار بعد ذلك.
  • التوقف عن إعطاء الأحكام: ليس من المستحيل كما يتصور البعض التوقف عن إعطاء الأحكام نحو الأمور أو مقارنة النفس مع الآخرين، كما ليس من الصعب التقيد بإصدار الأحكام الإيجابية نحو الآخرين بدلًا عن الأحكام السلبية.
  • الإحساس بالامتنان: أظهرت البحوث العلمية أن الإحساس بالامتنان هو أمرٌ إيجابي ويجلب السعادة للنفس حتى أثناء المرور بالمواقف السلبية أو المثيرة للتحدي والتوتر في الحياة العملية، ويُمكن بالطبع الإحساس بالامتنان بسهولة عبر ملاحظة الأمور البسيطة والجميلة الموجودة في الحياة.
  • التركيز على مكامن القوة: يشعر الإنسان بأحاسيس إيجابية عند تركيزه على مكامن القوة لديه بدلًا عن التركيز على مكامن الضعف والخطأ الموجودة في شخصيته وتجاربه الماضية.
  • تمارين وأساليب أخرى: يُمكن التخلص من الأفكار السلبية عبر التوقف عن ترديد الكلمات القهرية، مثل؛ “يجب فعل كذا وكذا”، كما يُمكن التحكم بالأفكار السلبية عبر الاستعانة بالكتابة أو توثيق نقاط التفكير وتحليلها على ورقة.

نصائح للتخلص من الأفكار السلبية في العقل الباطن

يطرح بعض الخبراء والعارفين مجموعة من النصائح البسيطة للتخلص من الأفكار السلبية المتمركزة في العقل الباطن، ومنها الآتي:

  • إحاطة النفس بالأمور والأشياء الإيجابية؛ كالموسيقى المفضلة مثلًا.
  • تخيل النجاح وتجسيد صور النجاح المستقبلي داخل العقل باستمرار.
  • تحفيز النفس على التخلص من الأفكار السلبية عبر التمسك بالتأكيدات الإيجابية التي تهدف إلى التحلي بالراحة والسعادة؛ كالحديث مع النفس والتأكيد على الشعور بالراحة.
  • اللجوء إلى ما يُعرف بالنبضات السمعية الثنائية (Binaural beats) التي هي عبارة عن موجات صوتية قادرة على تحفيز الترددات الدماغية.
  • استخدام أساليب التنويم المغناطيسي.

العقل الباطن

يشير مفهوم العقل الباطن إلى المكان الذي يحتضن جميع الذكريات والتجارب السابقة داخل العقل البشري، ومن بين هذه الذكريات بالطبع تلك الذكريات التي طُمست بعد التعرض لمأساة أو حادثة مأساوية أو التي نُسيت أو التي لم تعد ذات قيمة كبيرة بالنسبة للشخص، لكن يبقى لهذه الذكريات والتجارب أثر عميق على المعتقدات والسلوكيات والعادات التي يتبعها الشخص، وقد بيّن الباحثون أن العقل الباطن يتمركز في الطبقات السفلية للعقل الظاهر وهنالك علاقة بينهما، وقد سعى العالم الشهير “سيغموند فرويد” إلى البحث في العقل الباطن واستكشاف أهمية تحليل المعلومات الواردة منه.

آلية عمل العقل الباطن

اعتقد سيغموند فرويد بأن الإنسان قادر على كبت الكثير من نزواته ومشاعره وعواطفه تحت غطاء وعيه أو في عقله الباطن، وقد أرجع سبب ذلك إلى كون هذه المشاعر هي مصدر تهديد بنظر الإنسان، لكن وفي نفس الوقت اعتقد فرويد بأن هذه المشاعر والنزوات بوسعها الظهور عبر الأحلام وزلات اللسان غير المقصودة، لذا يُمكن تشبيه آلية العقل ككل بالجبل الجليدي الذي يحتل فيه العقل الباطن الجزء الأكبر من قاعدته المتجذرة والكبيرة مقارنة بالعقل الواعي الذي يحتل الجزء الظاهر ومحدود الحجم من هذا الجبل، لكن على العموم يبقى بوسع خبراء النفس الولوج إلى العقل الباطن وجلب المعلومات والإحاسيس المكبونة عبر الاستعانة بأساليب محددة، ومنها ما يُعرف بتداعي الأفكار الحرّ وتفسير الأحلام.

كيفية برمجة العقل الباطن

حاول بعض الخبراء طرح مجموعة من الأساليب والطرق المفيدة لبرمجة أو الاستفادة من العقل الباطن من أجل الوصول إلى الأهداف الحياتية، ومن بين هذه الطرق ما يلي:

  • الاعتراف بالآثار العميقة للأشياء والأشخاص الآخرين على العقل الباطن للفرد؛ إذ يجهل الكثير من الناس أن مشاهدة التعليقات الكئيبة والسلبية على شبكات التواصل الاجتماعية –مثلًا- تؤثر على نفسيتهم وتجعلهم ينقادون أكثر إلى الأفكار السلبية.
  • وضع النوايا المستقبلية القابلة للتحقيق واستخدامها لإبعاد شبح التوتر والأفكار السلبية في نهاية اليوم؛ فمثلًا يُمكن للشخص أن ينوي أن يشعر بالسعادة حال وصوله إلى المنزل في نهاية يومه، فهذا الأمر قد يكون كافيًا لبرمجة دماغه على الشعور بالسعادة فور وصوله إلى عتبة منزله.

حقيقة العقل الباطن

يصعب القول بوجود قواعد أو ثوابت راسخة للعقل الباطن؛ لأن فكرة وجود العقل الباطن هي أصلًا فكرة مشكوك بأمرها من قبل الكثير من الباحثين إلى هذا اليوم، كما نجح الكثير من الباحثين في مجال علم النفس السلوكي في أخذ البساط من تحت العقل الباطن والالتفاف عليه لتفسير الكثير من الأمور التي كان من المفترض أن يلعب العقل الباطن دورًا في نشوئها أو تفسيرها، كما أن توجه الحديث في التعاطي مع الأفكار والأبحاث النفسية أصبح ينحاز أكثر نحو المشاهدات الواقعية والأدلة التجريبية، بعكس الأبحاث المبكرة التابعة لمضمار التحليل النفسي والعقل الباطن.

السابق
كيف أتخلص من التعلق بشخص
التالي
كيف تخرج من صدمة عاطفية

اترك تعليقاً