الامارات

كيف أتخلص من التعلق بشخص

كيف أتخلص من التعلق بشخص

التعلّق العاطفي

يُعرف التعلّق العاطفي بأنّه؛ التمسّك بالأشخاص أو الأماكن أو المعتقدات أو الممتلكات، فيشعر الإنسان المرتبط عاطفيًا بهذه الأشياء أنّه غير قادر أو غير راغب في التخلّي عنها أو إجراء أي تغييرات أو الخروج من منطقة الراحة لديه، ولكن التعلّق العاطفي يعني نقص الحريّة، لربط النفس بالأشخاص أو الأشياء أو الأفكار، وتتجنب أيّ شيء جديد، فإذا فقدت شيئًا تتعلق به عاطفيًا، ستشعر بالإحباط، والتعاسة، والضياع.

يختلف التعلق العاطفي؛ إذ يُمكن أن تتعلق بعادات يصعب عليك تغييرها أو أشخاص يُؤدي انفصالك عنهم إلى التعاسة، فعندما تقوم ببناء ارتباطات عاطفية، ستجد صعوبة في تركها.

طرق التخلص من التعلّق بشخص

قد تشعر أثناء ارتباطك وتعلّقك بشخص بالإحباط وعدم الراحة، لأنك تعرف أنّ ما تفعله غير صحي لك، ولحياتك حتى لو أنّ تعلقك بهذا الشخص لا يجلب لك الأسى والحزن، وعلاقتكما جيدة، لكنّ هذا الارتباط غير صحي، وعليك التخلّص منه، ونقدم فيما يأتي بعض الأفكار المفيدة للتخلص من التعلق بشخص عاطفيًا:

  • اعترف بالأمر: قد يكون من الأسهل أن تتجاهل المشكلة التي تريد أن تتخلص منها، ولكنّ ذلك يعدّ خطأً؛ إذ عليك أن تعترف لنفسك بأن لديك مشكلة عليك حلّها، وتأكد من أنك لست الإنسان الوحيد الذي يعاني من مشكلة كهذه، وأنّ الارتباط بالأشياء أو التعلّق بالأشياء جزءٌ طبيعيٌ من كونك إنسانًا، وبهذا يمكنك أن تعترف بالمشكلة دون أن تُلقي اللوم على نفسك.
  • افهم سبب التعلّق: حتمًا هناك سبب يجعلك تتعلّق بشخص ما، قد يكون هذا السبب، الاعتماد العاطفي عليه أو الحب إذا كُنت في علاقة، أو لأنّك تجد نفسك شخصًا أفضل بقربه أو أنك تشعر بالأمان معه، ومهما كان السبب عليك معرفته وتحديده، لتتمكن من حل مشكلتك، فمعرفة السبب أولّ خطوة لحلّ المشكلة.
  • انتبه إلى الرغبات التي لم تتحق عندك: عليك الانتباه إلى رغباتك وما تريده أنت، فاسأل نفسك هل تحصل على ما تريد من هذه العلاقة أو هذا الشخص؟، فإذا كانت الإجابة لا؛ فأنت حتمًا في الطريق الخطأ، والحقيقة أنّه لا يمكنك ترك شيء لا ترغب في تركه فعلًا، وعليك أيضًا أن تسأل نفسك، كيف يؤثر هذا الارتباط السلبي على حياتك؟؛ إذ قد يمنحك بعضًا من الراحة المؤقتة، ويُحفّزك للتخلي عن هذا التعلّق.
  • حول تركيزك لرعاية نفسك: بدلًا من تحويل حياتك وتركيزك لشخص ما ركّز على نفسك، واهتم بها، واجعل لها الأولوية بدلًا من ذلك الشخص، وهذا هو الأصح، فحاول أن تهتم بنفسك من الداخل والخارج، فهذا الوقت الذي تقضيه مع نفسك، يُخلّصك من التعلّق تدريجيًا، وعليك أن تعرف أن أيّ عادة سيئة تحتاج إلى الوقت الكافي للتخلص منها فعليك أن تصبر.
  • أعد صياغة أفكارك: عليك أن تأخذ وقتًا كافيًا للجلوس مع نفسك وتعيد ترتيب أفكارك، واستبدل أفكارك السلبية بأخرى إيجابية؛ فإذا كنت خائفًا من التعلّق بشخص ما، أو خائفًا من أن يخذلك، حاول التفكير في الموقف، وفكّر بإيجابياته وسلبياته، وتعامل معه وحاول المضي قدمًا بعد ذلك.
  • زُر مستشارًا: إذا وجدت أن الأمر بالغ الصعوبة بالنسبة لك، يُمكنك استشارة أخصائي سيساعدك حتمًا في إدخال استراتيجيات جديدة لحياتك، تساعدك على التخلّي من هذا التعلّق، كما يمكنك الانخراط بمجموعات المساعدة الذاتية؛ فهي طريقة رائعة لتبادل التجارب مع أولئك الأشخاص الذين يعانون من المشكلة ذاتها.

أشكال التعلّق العاطفي

يأخذ التعلّق العاطفي عدة أشكال وهي:

  • التعلّق بالأشخاص: قد يكون الإنسان عرضة للتعلّق العاطفي بالأشخاص من حوله، سواء كانوا أصدقاء أو شريك الحياة، ويكون هذا التعلّق بسبب الخوف من فقدان هذا الشخص، فيسمح هذا التعلّق بنقل سلبية الأشخاص ومشكلاتهم وضغوطاتهم إلى الطرف الآخر، والتأثير سلبًا على صحته النفسية.
  • التعلّق بالممتلكات: قد يكون الإنسان متعلّق ببعض ممتلكاته، وسيُؤدي فقدانها إلى الاستياء والإحباط، وهذا النوع أقل شيوعًا من غيره، ومع ذلك يحتاج الإنسان القابل للتعلّق بالممتلكات إلى تعزيز مهارة الانفصال لديه، وأن يقبل فكرة أنّه لا يمكن لشيء أن يبقى موجودًا إلى الأبد.
  • التعلّق بالعادات: التعلّق بالعادات أمرًا شائعًا، ومعناه أن يتعلق الإنسان بعادة ما، فلا يستطيع تركها ويُمارسها يوميًا دون توقّف، وعلى الأغلب جميع البشر لديهم عادات يومية، لا يستطيعوا التخلّي عنها، ويشعر الإنسان أنّ فقدان هذه العادة سيجعله يشعر بأنّه خسر شيئًا، وقد يُؤثر فقدانها على سير حياته اليومية، وقد يعجز عن القيام ببعض الأنشطة، إذا لم يُمارسها.

علامات التعلّق المرَضي

توجد ثلاث علامات أو إشارات تحذيرية تدلّ على أن التعلّق العاطفي بشخص ما أصبح تعلقًا مرضيًا، وهي:

  • الاعتماد العاطفي: تتضمن العلاقة الصحية نوعًا من الاعتماد المتبادل، أمّا الاعتماد العاطفي؛ فيكون من جهة واحدة، ويدلّ على تعلّق مرضي، فالاعتماد المتبادل يكون بمثابة الأخذ والعطاء، واعتماد كلا الشريكين على بعضهما البعض، فإنّ تلبية احتياجات شريكك، وعدم توقّع تلبية احتياجاتك الخاصة أو المطالبة في تلبيتها أمر غير صحي، والعكس صحيح؛ فمن غير الصحي كذلك أن تُطالب بتلبية احتياجاتك دون أن تلبي احتياجات شريكك.
  • الانشغال باحتياجات شريكك ومشاعره: في العلاقة الصحية من الطبيعي أن يشارك الشريكين أو طرفي العلاقة مخاوفهم مع بعضهم، ولكن من غير الطبيعي أن تصبح مهتمًا بها لدرجة كبيرة، وأن تشعر أنّها مسؤوليتك أنت، فمثًلا إذا كان شريكك متوترًا بشأن مقابلة العمل عليك أن تستمع له وتشجعه، ثم تعود إلى عملك وتهتم بأمورك أيضًا، ففي العلاقة الصحية عليك أن تكون داعمًا لشريكك أو أيّ شخص ترتبطك معه في علاقة ما.
  • سلوك الإنقاذ: وهو أن تشعر بالقلق تجاه أي شيء صغير يحدث لشريكك، وستُحاول تولّي المسؤولية واتخاذ القرارات عنه، وتقديم الحلول حتى لو لم يطلبها، ولكن في العلاقة الصحية، يطلب الشركاء أو الأصدقاء من بعضهم المشورة والنصح، ولهذا عليك أن تتدخل لمساعدة شريكك أو صديقك إذا طلب منك ذلك، دون أن تخوض في حياته، وتبدأ في العيش من أجله.

أسباب التعلّق العاطفي

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تعلّق الإنسان عاطفيًا بأشياء أو أشخاص، ومن هذه الأسباب:

  • جينات الإنسان: لدى بعض الناس خصائص مفرطة في العاطفة متأصلة لديهم، ممّا يجعلهم أكثر حساسية تجاه العواطف، وبالرغم من أنّ هذا السبب في التعلّق قد يكون خارجًا عن سيطرة الإنسان، وموجود في طبيعته إلاّ أنه يجب عليه أن يكون أكثر وعيًا، ويُحاول رفض تأثير جيناته وعواطفه على مسار حياته بشكل كبير، كما يُمكنه أن يطوّر مهارات تجعله أقلّ تأثرًا بها.
  • التعرّض للهجر في مرحلة ما من الحياة: إنّ ارتباطات الإنسان العاطفية، وتعلّقه العاطفي بشكل متكرر، قد يُشير إلى الهجر الذي واجهه في مرحلة ما من حياته، فالتخلّي يمنح الإنسان إحساسًا عميقًا بالخسارة، فيريد العقل إعادة إنشاء بعض اللحظات التي كان الإنسان يريدها في تلك المرحلة من حياته، فالإنسان الذي تعرّض للتخلّي يُحاول ملء الفراغ في قلبه وحياته بشخص آخر.
  • التخلّي عن مسؤولية الإنسان عن سعادته: يوجد بعض الأشخاص لا يعرفون كيف يعتنون بأنفسهم عاطفيًا، ويبحثون عن شخص آخر يعتني بهم، ويسعون دومًا للحصول على الموافقة والسعادة من الآخرين، وهذه الحلقة المفرغة هي التي تجعل هذا النوع من الأشخاص يتعلّقون عاطفيًا بالأشخاص الآخرين، وهذه الحالة تضع ضغطًا كبيرًا على العلاقة.[٦]
  • عدم قدرة الإنسان على البقاء وحيدًا: يشعر بعض الأشخاص أنهم غير قادرين على البقاء وحيدين دون علاقة عاطفية، وتأتي هذه الفكرة من أنّه لن يكون سعيدًا في حياته دون وجود شريك، وهكذا يصبح الشخص مرتبطًا عاطفيًا بأول شخص قد يُواعده أو يتعرّف عليه، فيتعلّق به لاعتقاده أنّه مصدر سعادته.[٦]

مضاعفات التعلّق العاطفي

يؤدي اضطراب التعلّق العاطفي إلى بعض المضاعفات والآثار ومنها:

  • الشعور بعدم الأمان أو الرغبة في التملّك أو الشعور بالغيرة والقلق والارتياب.
  • قد يعاني الإنسان المصاب باضطراب التعلّق من الاندفاع ويندم عليه لاحقًا.
  • حب السيطرة.
  • مشكلات في التعاطف مع الآخرين.
  • صعوبة في الوثوق بالآخرين.
  • الشعور بالغضب بسرعة.
  • قد يصبح عرضة لسوكيات الإدمان، والسلوكيات المدمرة.

تأثير التعلّق المرَضي على حياتك

يجب أن تعرف أن اللحظة التي تتحوّل بها علاقاتك الاجتماعية أو العاطفية إلى تعلّق مرضي، ستُؤثر في حياتك بشكل كبير، وستتعرّض للكثير من القلق والتوتر، وستكون في موقع الشخص الضعيف، لأنّك ستدافع عن هؤلاء الأشخاص مهما حصل للاحتفاظ بهم في حياتك، ولن تسمح لهم بالرحيل حتى لو أساؤوا إليك.

كما أنّك لن تشعر بالاستقرار العاطفي أو الاستقرار العام في حياتك، ما دمت متعلّقًا بشخص ما بشكل غير صحي، ولن تجد السعادة، لأنّها بالنسبة لك مرتبطة بشخص ما بحدّ ذاته، كما أنّك ستجد صعوبة في التركيز على نفسك وحياتك، لأنّ ذهنك وتفكيرك مشغول بهم فقط، وبالتالي يجب عليك أن تعرف مشاعرك وتواجه نفسك، وتتخذ القرار للتخلّي عن مشاعر التعلّق، لأنّها مدمّرة للصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية.

السابق
كيف تتغلب على اكتئاب الحجر المنزلي
التالي
تمارين عقلية للتخلص من الأفكار السلبية

اترك تعليقاً