الامارات

كيف تخرج من صدمة عاطفية

كيف تخرج من صدمة عاطفية

الصدمة العاطفية

تحدث الصدمة العاطفية أو النفسية نتيجة أحداث مرهقة بشكل غير عادي تحطّم إحساس الإنسان بالأمان والراحة، وتجعله يشعر بالعجز والضعف، والصدمة العاطفية التي تنتج عن علاقة عاطفية فاشلة تجعل الإنسان يكافح مع المشاعر والذكريات والقلق ويشعر بالخدر والانقطاع وعدم القدرة عل الثقة بالآخرين وتحتاج لوقت طويل حتى تزول، وغالبًا ما تنطوي التجارب المؤلمة على تهديد الحياة أو السلامة ولكن أي موقف يجعلك تشعر بالإرهاق والعزلة يمكن أن يؤدي إلى صدمة حتى لو لم يكن فيها أذى جسدي، وليست الظروف الموضوعية هي التي تحدّد إذا كان الحدث صادمًا وإنما التجربة العاطفية الذاتية للحدث.

خطوات لعلاج الصدمة العاطفية

تستمر أعراض الصدمة العاطفية من أيام إلى أشهر وتتلاشى تدريجيًا مع العلاج وهنا بعض النصائح التي يجب اتباعها للتعافي من الصدمة العاطفية:

  • تحرّك: تعطّل الصدمة التوازن الطبيعي للجسم وتجمده ويحرق الجسم الأدرينالين ويطلق هرمون الإندروفين فيمكن أن تساعد التمارين في إصلاح جهازك العصبي، لذا عليك:
    • ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة أو أكثر لعدّة أيام في الأسبوع أو ممارسة بعض التمارين السريعة لمدة 10 دقائق في اليوم إذا كانت الصدمة أخف.
    • مارس التمرين الإيقاعي الذي يُشرك ذراعيك وساقيك مثل المشي أو السباحة أو كرة السلة أو حتى الرقص.
    • أضف عنصر اليقظة بدلًا من التركيز على أفكارك وتشتيت انتباهك عند ممارسة الرياضة، ركّز على جسدك وكيف تشعر أثناء ممارسة التمارين، لاحظ ضرب قدميك في الأرض وحتى صوت تنفسك.
  • لا تنعزل: قد ترغب بالانسحاب بعد التعرّض لصدمة عاطفية ولكن العزلة تزيد الأمر سوءًا، ويساعدك التواصل مع الآخرين على التعافي ولهذا ابذل جهدك للحفاظ على علاقاتك الاجتماعية وتجنب قضاء الوقت بمفردك ولا تتحدث عن الصدمة أثناء وجودك مع الآخرين، وحاول اتباع الخطوات التالية:
    • اطلب الدعم من الآخرين فأنت بحاجة إلى شخص تشاركه مشاعرك وجهًا لوجه يستمع إليك باهتمام دون أن يحكم عليك، قد يكون صديقًا مقرّبًا أو فردًا من العائلة ترتاح له.
    • شارك في الأنشطة الاجتماعية مع الآخرين لتخرج من جو الصدمة العاطفية التي تعرّضت لها.
    • التطوّع فكرة رائعة لتحدي الشعور بالعجز الذي قد يصيبك بعد الصدمة ويذكرك بنقاط قوتك وستسترد إحساسك بالقوة عند مساعدة الآخرين.
    • كوّن صداقات جديدة فإذا كنت تعيش بمفردك بعيدًا عن الأصدقاء والعائلة عليك أن تسعى لتكوين علاقات صداقة جديدة وقد يساعدك الانضمام إلى النوادي أو رابطة الخريجين على تكوين صداقات جديدة كما يمكنك أن تتواصل مع الجيران أو زملاء العمل.
  • نظّم جهازك العصبي: بغضّ النظر عن الانفعالات والقلق والخروج عن السيطرة التي تشعر بها يجب أن تعرف أنه يمكنك تغيير نظام الإثارة وتهدئة نفسك فهذا يولّد شعورًا بالسيطرة ويساعدك على التعافي من الصدمة ويكون التنظيم كما يلي:
    • مارس التنفس اليقظ، خذ نفسًا عميقًا بهدوء وركّز انتباهك على الزفير وأخرج نفَسَك بهدوء، أعد هذه العملية أكثر من مرّة وستلاحظ الفرق.
    • غيّر المدخلات الحسية، في الغالب لدى كل إنسان رائحة أو طعم تُشعره بالهدوء أو ربما مداعبة حيوان أليف أو الاستماع إلى الموسيقى وبهذا تستجيب المدخلات الحسية بشكل مختلف تمامًا.
    • اعترف بالصدمة واسمح لنفسك أن تشعر بما يحصل لك واعترف بمشاعرك حول الصدمة لنفسك وتقبّلها.
  • اعتنِ بصحتك: الحصول على جسم صحي يزيد من قدرتك على التعامل مع ضغط الصدمة؛ لذا اتبع النصائح التالية لتحسين صحتك:
    • احصل على النوم الكافي لأن قلّة النوم تؤدي إلى تفاقم أعراض الصدمة ويصبح من الصعب الحفاظ على توازنك العاطفي؛ لذا خذ قسطًا كافيًا من النوم يتراوح بين 7 إلى 9 ساعات يوميًا.
    • تجنّب الحكول والمخدرات لأنها تؤدي إلى تفاقم أعراض الصدمة وزيادة مشاعر الاكتئاب والعزلة والقلق.
    • تناول وجبات غذائية صغيرة ومتوازنة للحفاظ على طاقتك طوال اليوم وتقلل أيضًا من تقلبات المزاج، وتجنب الأطعمة السكرية والمقلية.
    • خفف من التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء والتأمل أو اليوجا أو تمارين التنفس العميق ومارس الأنشطة الممتعة وهواياتك المفضلة.

مراحل الصدمة العاطفية

على الرغم أنه لا توجد طريقة واحدة لمرور الإنسان بالصدمة العاطفية وتختلف المراحل ومدة الخروج منها إلا أن المراحل التالية هي أبرز مراحل الصدمة العاطفية:

  • الإنكار: تجمع المرحلة الأولى بين مختلف المشاعر والعواطف وهي المرحلة الأكثر اضظرابًا لأنها بعد الصدمة مباشرةً وقد يُصبح الإنسان بهذه المرحلة عدوانيًا وانطوائيًا ويشعر الإنسان بالإنكار التام لهذه الحادثة ويرفض تصديقها لدرجة أنه قد يعزل نفسه عن الآخرين كي يقنع نفسه أنه لم يعاني من هذه الصدمة.
  • الغضب: تأتي هذه المرحلة غالبًا بنفس وقت الإنكار وتأتي أحيانًا بعدها عندما يدرك الإنسان الصدمة التي مرّ بها، وقد يتعرّض بهذه المرحلة لموجات من اللوم لنفسه أو للآخرين، ويُظهر البشر غضبهم بطرق مختلفة إما بالصمت أو تفريغ الغضب على الآخرين أو الغيرة من الأشخاص الذين لم يُصابوا بصدمة.
  • المساومة: يساوم الأفراد في هذه المرحلة على العودة لحياتهم الطبيعية قبل الصدمة ويقولون لأنفسهم أنهم سيفعلون أي شيء ليعودوا كما كانوا، وفي هذه المرحلة قد يُساعد إبقاء هذا الشخص في جو إيجابي وإحاطته بأشخاص إيجابيين على العودة إلى حياته الطبيعية.
  • الكآبة: في هذه المرحلة يوجه الإنسان غضبه إلى الداخل ويلوم نفسه على ما حصل ويبدأ في قبول ما حدث له أو على الأقل يكون مدركًا له وقد يفقد الفرد الثقة في المستقبل ويحزن على حياته السابقة، وفي هذه المرحلة يجب أن يتلقى المريض الحب والدعم من أصدقائه وعائلته.
  • القبول: يعتمد هذا القبول على الفرد نفسه ومدى تأثّره بالصدمة، ويصل الناس إلى هذه المرحلة من خلال معرفة حدودهم؛ أي ما يمكنهم فعله وما لا يمكنهم فعله وتختلف مدة وصول الإنسان إلى هذه المرحلة حسب شخصيته وحسب مدى سرعة تعافيه الجسدي والعاطفي.

أعراض الصدمة العاطفية

يُعطي كل من العقل والجسد إشارات وأعراض دفاعية عند التعرّض لصدمة عاطفية وتتمثل هذه الأعراض بما يلي:

  • الشعور بالخوف: لقد حدث شيء غير متوقع ولم تكن مستعدًا له وما كان بإمكانك منع حدوثه ولهذا ستشعر بالخوف وستبدو الحياة خطيرة بنظرك ولايمكن التنبؤ بها وإذا كنت تعاني من القلق مسبقًا ستجد أن لديك نوبات قلق كثيرة.
  • لا يمكن التفكير بشيء: تشعر وكأن دماغك مغلق ولا تستطيع أن تفكر بأي شيء على الإطلاق وتبدو الحياة غير واقعية وتشعر كأنك موجود خارج جسدك وأنك غير مسيطر عليه.
  • آثار جانبية جسدية: عندما يُدرك الدماغ الخطر الموجود يستجيب استجابة أولية للهروب من هذه الحال أو محاربتها ويرسل مزيجًا من المواد الكيميائية والهرمونات إلى جسدك تؤدي إلى تسارع نبضات القلب أو توتر العضلات والصداع واضطراب المعدة أو آلام عشوائية في الجسد.
  • الشعور بالإجهاد: عندما يعاني الإنسان من الإجهاد يتأثر نومه بذلك، فالأرق شائع جدًا في حالة الصدمة العاطفية، وحتى لو كان نومك مضطربًا ولكنه مليء بالأحلام، ولكن هذا لا ينطبق على الجميع فبعض الأشخاص ينامون كثيرًا للهروب من واقعهم عند التعرّض للصدمة.
  • التشتت: عندما يكافح العقل للخروج من الصدمة العاطفية وفهم الموقف الصعب الذي يمرّ به فإنه لن يكون قادرًا على الاهتمام بشيء آخر على الإطلاق ولهذا يشعر الإنسان بالتشتت الفكري والضياع ونتيجة لهذه الحالة قد يبكي الإنسان ويشعر بالأسى على نفسه.
  • لا تعرف نفسك: قد تشعر أنك تتصرّف بطريقة غريبة في الصدمة العاطفية ويحدث هذا بسب التغييرات المؤقتة في الشخصية بعد الصدمة كأن تكون اجتماعيًا ولكنك أصبحت انطوائيًا بعد الصدمة أو تقوم بسلوكيات لم تعتد عليها من قبل.
  • اللامبالاة: لابدّ أن يشعر الإنسان باللامبالاة أثناء المرور بصدمة عاطفية ويشعر أن الحياة ليس لها هدف وغير ذات أهمية وفقدت معناها وبهذه المرحلة يُجبرك العقل على عدم التفكير بأي شيء له أهمية ليأخذ وقته في التعافي.

ما التأثيرات المحتملة للصدمة العاطفية؟

يعيش الكثير من الناس ولسنوات عديدة في ظل أعراض الصدمة العاطفية والنفسية مع نمو عالمهم الخارجي بعيدًأ عنهم ويمكن أن تكون آثار الصدمة العاطفية غير المعالجة مدمّرة وتتسلّل إلى كل جوانب حياة الإنسان وتؤثر عليها بشكل سلبي، تحتاج الصدمة النفسية أو العاطفية إلى علاج فوري، ومن أكثر آثار الصدمة العاطفية غير المعالجة شيوعًا هي:

  • تعاطي المخدرات أو إدمان الكحول.
  • عدم القدرة على الحفاظ على علاقات وثيقة وصحيّة أو اختيار الأشخاص المناسبين ليكونوا أصدقاء.
  • العداء تجاه الآخرين والانسحاب الاجتماعي.
  • الشعور المستمر بالتهديد والسلوكيات المدمرة للذات وبعض السلوكيات المتهورة.
  • عدم القدرة على اتخاذ خيارات صحيحة سواء في المجال المهني أو الاجتماعي أو حتى على المجال الشخصي.
  • الاكتئاب واليأس واللجوء إلى أنماط سلوكية قهرية.
  • فقدان أنظمة المعتقدات السابقة قد تؤثر هذه الحالة على معتقدات الإنسان ومبادئه وأفكاره.

ماذا يحدث في جسم الإنسان عندما يشعر بالحب؟

الشعور بالحب لا يؤثر على النفس والمشاعر فحسب بل له تأثير على الجسد أيضًا وهذا ما يحدث في جسدك عند الوقوع في الحب:

  • ستشعر بالتعرّق وتتسارع نبضات قلبك ويحدث هذا بسبب تحفيز الأدرينالين والنورأدرينالين.
  • تتوسّع حدقة عينيك عندما تقابل الشخص الذي تحبّه ويحدث هذا بسبب التفاعل الكيميائي داخل الجهاز العصبي الودي في الدماغ ويُفسر هذا لأن حدقة العين تريد استيعاب المزيد من المشاهد والصور من حولك ويتم تنبيهها للاستعداد لشيء ما وهذا يشبه اندفاع الأدرينالين في الجسم.
  • مشاكل المعدة شائعة كثيرًا عند الوقوع في الحب فيطلق الدماغ الكورتيزول إلى معدتك عند مقابلة من تحبّ ويسمى أيضًا بهرمون التوتر.
  • تشغيل الفيرمونات إذ ينتج الجسم المواد الكيميائية ذات الرائحة بشكل طبيعي عند الحب وبينما لا يعرف الكثير عن كيفية اكتشافها وجد باحثون أن الرجال والنساء يمكنهم إرسال واستقبال هذه الرسائل دون وعي.
  • الحب يسكّن الألم، وجدت دراسة من قبل كلية الطب بجامعة ستانفورد أن المشاعر الشديدة للحب تنشّط المناطق المسؤولة عن تسكين الألم في الدماغ.
السابق
تمارين عقلية للتخلص من الأفكار السلبية
التالي
ما هو حلم اليقظة

اترك تعليقاً