أحكام شرعية

حكم تفسير الاحلام

حكم تفسير الاحلام

حكم تفسير الاحلام حكمٌ يحمل في طياته الكثير من التساؤلات، ولعلَّ السبب في ذلك أهمية الحلم بالنسبة لكل شخص، فلكلٍّ منَّا حلم يراوده، ويطوي ضمنه الكثير من الرغبات أو المخاوف أو المشاعر التي يحملها الفرد في عقله، وتشغل حيّزًا من تفكيره؛ لذا فإنَّ كثيرًا من الناس يسأل عن حكم تفسير الأحلام وهل هو محرَّم أم جائز وفي هذا المقال سنتولى الإجابة عن هذا السؤال، كما سنتحدث أيضًا عن تعريف الأحلام، وعلم تفسير الأحلام، وحكم قراءة كتب الأحلام، وحكم تفسير الأحلام السيئة، وحكم تفسير الأحلام بغير علم.

تعريف الاحلام

هي عبارة عن نشاط غير عقلاني، يقوم به الدماغ أثناء نوم الشخص، وقد أختلف العلماء في تفسير سبب الحلم فمنهم من قال أنَّه عبارة عن اللاشعور لدى الإنسان وإنّنا من خلال الأحلام يمكننا الوصول إلى مخاوف ورغبات ومكبوتات الفرد، ومنهم من أشار إلى أنَّ الحلم عبارة عن وقاية للنوم من المثيرات الخارجية، كأن يسمع الشخص صوت الجرس في الواقع فيثير حلمًا مناسبًا في منامه فيحافظ النائم على نومه، ومنهم من ذهب إلى أنَّ الحلم عبارة عن نشاط عشوائي يهدف لتفريغ الشحنات الانفعالية عند الشخص ولا يوجد أي فائدة من تفسيره أو محاولة فهمه.

حكم تفسير الاحلام

إنَّ من الأحلام ما يحمل الكثير من المعاني والتفاسير في طياته وقد سماها الرسول-صلّى الله عليه وسلّم- بالرؤى وأشار أنَّ فيها شيء من النبوة، ومن الأحلام ما يكون من عمل الشيطان ليحزن المرء به، ومنها ما يعبّر عن أفكار ورغبات الفرد، ودليل ذلك قول رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه الشريف:”الرُّؤيا ثلاثةٌ:منها تهويلٌ مِن الشَّيطانِ لِيحزُنَ ابنَ آدَمَ ومنها ما يهُمُّ به الرَّجُلُ في يقظتِه فرآه في منامِه ومنها جزءٌ مِن ستَّةٍ وأربعينَ جزءًا مِن النُّبوَّةِ “،وقد أذن الرسول-صلّى الله عليه وسلّم- لبعض من أصحابه بتأويل الرؤى ولم يحرّم ذلك على أن يكون الشخص عى دراية وعلم بتفسير الأحلام،فقد وردأنَّ رَجُلًا أتَى رَسولَ-اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-فَقالَ:”إنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ في المَنَامِ ظُلَّةً تَنْطُفُ السَّمْنَ والعَسَلَ، فأرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ منها، فَالْمُسْتَكْثِرُ والمُسْتَقِلُّ، وإذَا سَبَبٌ واصِلٌ مِنَ الأرْضِ إلى السَّمَاءِ، فأرَاكَ أخَذْتَ به فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أخَذَ به رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا به، ثُمَّ أخَذَ به رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا به، ثُمَّ أخَذَ به رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ ثُمَّ وُصِلَ”. فَقالَ أبو بَكْرٍ:”يا رَسولَ اللَّهِ، بأَبِي أنْتَ، واللَّهِ لَتَدَعَنِّي فأعْبُرَهَا”، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:”اعْبُرْهَا”،قالَ: “أمَّا الظُّلَّةُ فَالإِسْلَامُ، وأَمَّا الذي يَنْطُفُ مِنَ العَسَلِ والسَّمْنِ فَالقُرْآنُ، حَلَاوَتُهُ تَنْطُفُ، فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنَ القُرْآنِ والمُسْتَقِلُّ، وأَمَّا السَّبَبُ الوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إلى الأرْضِ فَالحَقُّ الذي أنْتَ عليه، تَأْخُذُ به فيُعْلِيكَ اللَّهُ، ثُمَّ يَأْخُذُ به رَجُلٌ مِن بَعْدِكَ فَيَعْلُو به، ثُمَّ يَأْخُذُ به رَجُلٌ آخَرُ فَيَعْلُو به، ثُمَّ يَأْخُذُهُ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ به، ثُمَّ يُوَصَّلُ له فَيَعْلُو به، فأخْبِرْنِي يا رَسولَ اللَّهِ، بأَبِي أنْتَ، أصَبْتُ أمْ أخْطَأْتُ؟” قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “أصَبْتَ بَعْضًا وأَخْطَأْتَ بَعْضًا”، قالَ:”فَوَاللَّهِ يا رَسولَ اللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بالَّذِي أخْطَأْتُ”، قالَ: “لا تُقْسِمْ”،وعلى ذلك نقول إنَّ تفسير الرؤى جائز لمن كان له علم بذلك، والله أعلم.

 علم تفسير الاحلام

إنَّ علم تفسير الأحلام ليس من العلوم التي تدرَّس أو تدوّن ضمن كتب ومجلدات، وليس من العلوم التي يمكن أن يتعلّمها أيّ فرد ، إنَّما هي هبة من عند الله وفراسة في شخصيّة الفرد، ويعتمد هذا العلم على الذكاء والتحليل والقدرة على تميّيز شخصيات الأفراد وأحوالهم، فليس هناك قواعد ليمشي عليها الفرد في تفسير الأحلام، فقد يختلف تفسير الرؤيا ذاته من شخص لآخر، فقد ورد عن ابن سيرين أنّه جاءه رجلٌ فقال له: “رأيتُ أنِّي أؤذِّن”، فقال له: “ستحجُّ إن شاء الله”، وجاءه آخَر فقال: “رأيت أني أؤذِّن”، فقال له: “لعلَّ في نيَّتِك أن تسرق”، وفي ذلك فإنّ الاعتماد على كتب تفسير الأحلام ليس بالأمر الصائب؛ لإنَّ لكلّ شخص تفرّد وتميّيز في شخصيته، يعتمد عليه تفسير حلمه.

حكم قراءة كتب تفسير الاحلام

لا مانع في قراءة كتب تفسير الأحلام من باب الإطلاع والمعرفة، وقد يستفيد منها المرء، على أن لا يعتمدها الفرد ويصدق كلَّ ما فيها تصديقًا تامًا، ويعتبرها دليلًا معتمدًا ثابتًا لا تغيّير فيه، وأن يعتمد في قوله لعلَّ كذا ولعلَّ كذا، بقصد التشكيك بحدوث التفسير، والله أعلم.

حكم تفسير الاحلام السيئة

إنَّ الرؤى السيئة من الشيطان، وقد نهى الرسول-صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه عن الحديث عنها، وأمرهم بنسيانها والصلاة ، لإنّها تُعبّر عن تلاعب الشيطان بأفكار المرء، فيستحب عدم ذكرها وتأويلها، والحديث فيها، ودليل ذلك فيما ورد عن رَسولِ اللهِ-صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-أنَّهُ قالَ لأَعْرَابِيٍّ جَاءَهُ فَقالَ:”إنِّي حَلَمْتُ أنَّ رَأْسِي قُطِعَ فأنَا أَتَّبِعُهُ”، فَزَجَرَهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَقالَ:”لا تُخْبِرْ بتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بكَ في المَنَامِ”،وعلى ذلك فإنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- نهى عن رواية الاحلام السيئة وعليه فإنَّ تفسيرها غير جائز أيضًا، والله أعلم.

حكم تفسير الأحلام بغير علم

لايجوز لأي فرد مهما بلغ به العلم، أن يفسر رؤيا دون امتلاكه بصيرة تؤهله لذلك، وعلم بتفسير الأحلام وخبرة في ذلك، لإنَّ تفسير الرؤى قد يأثر على الطرف الآخر، أو على مستقبله ومجرى حياته اليومية؛ لذا لا يحق لأي فرد تفسير أي رؤيا دون معرفة وعلم بذلك.

إنَّ علم تفسير الأحلام من العلوم المهمة في حياتنا، وإنَّ الاطلاع على علم تفسير الأحلام من الأمور التي يجب على كل مرء الاطلاع عليها؛ ليطمئن قلبه، وفي هذا المقال تعرفنا على تعربف الاحلام، وحكم تفسير الاحلام، وعلى علم تفسير الاحلام أيضًا، وحكم قراءة كتب تفسير الاحلام، وحكم تفسير الاحلام السيئة، وحكم تفسير الاحلام بغير علم.

السابق
كم عدد السعرات الحرارية في الدجاج المشوي على الفحم
التالي
من هو النبي الملقب بشيخ المرسلين

اترك تعليقاً