أحكام شرعية

حكم غسل الكفين في بداية الوضوء

حكم غسل الكفين في بداية الوضوء

حكم غسل الكفين في بداية الوضوء ، من الأحكام المهمة الذي سيتم التعرف عليه في هذا المقال، وهو من المعلومات الدينيّة المهمة التي يتوجّب على كُلّ مُسلمٍ ومُسلمةٍ معرفتها؛ حتى يكونوا على بينة واضحةٍ من أُمور دينهم، وحتى يعرفوا أركان كافة العبادات التي لا يقوم الفرض بدونها؛ فيتّخذون كافّة السُّبُل لفعلها، ويتعرّفوا على البدع الواقعة؛ فيجتنبوها، ممّا تصبح صلاتهم مقبولة عند الله تعالى، وينالون بها الثّواب الأوفر والأجر العظيم منه، وفيما يأتي سنتعرّف على المقصود بالوضوء والكيفية الصحيحة له.

الوضوء

لا بدّ من توضيح مفهوم الوضوء وتعريفه، فالوضوء من الوضاءة، ويقال في تعريف الوضاءة أنّها النظافة والبهجة والحسن، والوُضوء بضمّ الواو هي فعل الوضوء ذاته، أمّا بفتح الواو فهو ما يكون من الماء الذي يعدّ للوضوء، وقد وردت بعض التعريفات المتقاربة في اصطلاح الفقهاء للوضوء، نذكر منها تعريف الوضوء عند كلٍّ من:

  • الحنفية: وهو ما كان من غسلٍ للأعضاء الثلاثة يرافقه المسح لربع الرأس.
  • الشافعيّة: وهو ما يكون من استخدام المياه على الأعضاء المخصوصة بالوضوء مع الاستفتاح بالنيّة.
  • المالكيّة: وهو ما يكون من المسح والغسل على الأعضاء المخصوصة بالوضوء ليرفع العبد عن نفسه الحدث إن وقع فيه.
  • الحنابلة: وهو ما يكون من استخدام العبد للماء الطاهر على الأعضاء المخصوصة بالوضوء ولكن على صفةٍ مخصوصةٍ أيضًا.

إن حكم غسل الكفين في بداية الوضوء سنة من سنن الوضوء، وفيما يأتي بيان بقية سنن الوضوء، وأركان الوضوء التي لا يجزئ إلا بها:

أركان الوضوء

وفيما يأتي بيان أركان الوضوء:

  • أن يبتدئ وضوءه بالنّية: وهي شرطٌ رئيس لإتمام لصحّة الوضوء، فقد روي عن عمر بن الخطّاب أنّه قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ)، فالنّية أمرٌ أساسيٌّ في كلّ عبادة يقدم عليها العبد، مما يعني أنّ الذي يتوضأ بدون نية فلا يجزؤه، والنّية مكانها في القلب، ومن باب أولى أن لا يقوم المسلم بالتزمت في نيّته؛ حتّى لا يؤدّي ذلك إلى دخوله في باب الوسوسة.
  • غسل الوجه: مرّةً واحدةً، وغسل الوجه مرّةً يعدّ من فرائض الوضوء، أمّا السّنة على المسلم أن يقوم  بغسله ثلاث مرّات، والمقدار الواجب غسله من الوجه يبدأ طولاً من بداية جبهة الإنسان، عند منبت الشّعر، إلى أسفل اللّحية، ومن الجدير بالذّكر أن اللّحية تنقسم إلى قسمين:اللّحية الكثيفة، وهي واجبٌ غسل ما يظهر منها، ولكن من السنة تخليلها، وذلك أن يقوم بإيصال الماء إلى جميع اللّحية في داخلها، وخارجها، واللّحية الخفيفة، وهي واجبٌ غسل ظاهرها، وباطنها، وعرض الوجه من الأذن الأولى إلى الأذن الثّانية.
  • أن يقوم بغسل يديه الاثنتين إلى مرفقيه: ويكون ذلك مرّةً واحدةً، وغسل اليدين ويعد ذلك فرضًا من فرائض الوضوء، وأمّا في السّنة على المسلم أن يقوم بغسلهما ثلاثاً، وأن يدخل الماء بين أصابعه، ويمتدّ غسل اليدين من طرف الأصابع انتهاءً بالمرفق الّذي يقع بين ذراع الإنسان وعضده، قال تعالى:(وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ).
  • أن يقوم بمسح رأسه: وذلك مرّةً واحدةً، ويعدّ مسح الرّأس واحدة من فرائض الوضوء، ويكون المسح من مقدّمة الرّأس إلى منتهاه، ومن السّنة أن يقوم المسلم بوضع يديه على مقدّمة رأسه ثمّ المرور بهما على الرّأس والشّعر إلى نهايته، ثمّ العودة إلى مكان ما بدأ. قال تعالى: (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ)
  • غسل القدمين مع الكعبين: وهذا فرض من فرائض الوضوء، وذلك لقوله تعالى: (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).
  • الموالاة: أن لا يكون فاصل زمني بين الركن والآخر.
  • الترتيب: أن تكون الأركان متتالية كما جاءت في القرآن الكريم.

سنن الوضوء

وفيما يأتي بيان سنن الوضوء:

  • البسملة عند البدء بالوضوء: حيث يقول العبد بسم الله الرّحمن الرّحيم، وتعدّ التّسمية من سنن الوضوء، وهذا ما اتفق عليه جمهور الفقهاء.
  • أن يغسل ثلاث مرات: وغسل الكفيّن من سنن الوضوء، وممّا يدلّ على أنّ هذا الغسل ليس من واجبات الوضوء قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ)، فإنّ غسل الكفيّن لم يذكر في الآية الكريمة، بل كان مطلعها غسل الوجه.
  • مسح الأذنين: ويعدّ مسح الأذن تابعٌ لمسح الرّأس، ومن السّنة أن لا يقوم المسلم باستخدام ماءٍ جديدةٍ لمسح أذنيه، بل يستخدم نفس الماء الّذي مسح به رأسه، ويكون مسح الأذنين بإدخال السّبابتين داخل الأذنين، ثمّ استخدام الإبهامين في مسح ظاهر الأذنين.
  • أن يقوم بالمضمضة، والاستنشاق: فالمضمضة تعني وضع الماء في الفم، واستخراجه، أمّا الاستنشاق فيعني سحب الماء بالنّفس، ثمّ القيام بدفعه مع قوّة النّفس، ومن سنن الوضوء عند المضمضة أن يقوم المسلم باستخدام السّواك إن كان باستطاعته ذلك، وأن يقوم بالمضمضة، والاستنشاق من خلال استخدام كفٍّ واحدة ثلاث مرّات، أمّا إن قام المسلم بأدائها مرّةً واحدةً فلا بأس في ذلك، وأن يقوم بالمبالغة في المضمضة، والاستنشاق، وذلك في حالة إن كان غير صائم، أمّا إن كان صائماً فلا يجوز له المبالغة.
  • السواك
  • صلاة ركعتين بعد الوضوء.

حكم غسل أعضاء الوضوء مرة مرة

من الواجب غسل الأعضاء مرة واحدة كفعل النبي -عليه السلام- توضأ مرة مرة وتوضأ مرتين مرتين وتوضأ ثلاثاً ثلاثاً، فالمرة واجبة وفرض لابد منها، أن يغسل وجهه مرة في الوضوء يتمضمض ويستنشق مرة ويغسل وجهه مرة يعمه بالماء، وهكذا الذراعان يعمهما بالماء مرة مرة شعر رأسه مرة مع الأذنين ويغسل رجله ويعمها بالماء اليمنى مرة واليسرى مرة، هذا كافي إذا عم العضو بالماء كله، والمرتان أفضل إذا غسل العضو مرتين والثالثة أكمل وأفضل.

وكان النبي الكريم في الغالب يغسل ثلاثاً ثلاثاً إلا الرأس يمسحه مرة واحدة مع الأذنين، وأما الوجه واليدان والرجلان فكان في الغالب صلى الله عليه وسلم يغسلها ثلاثاً، كل عضو ثلاث مرات وهذا هو الأكمل والأفضل، فإن غسلهما مرتين أو بعض الأعضاء مرتين وبعضها ثلاث مرات أو بعضها واحدة وبعضها مرتين وبعضها ثلاث كل هذا لا بأس به والحمد لله، لكن الغسلة الواحدة هي الواجبة مرة واحدة يتمضمض ويستنشق مرة واحدة، يعم وجهه بالماء مرة واحدة يمسح ويغسل ذراعيه كل ذراع بغسلة واحدة يعني: يعمه بالماء من أطراف الأصابع إلى المرفق يعمه بالماء حتى يشرع في العضد، وهكذا اليد اليسرى هذا مجزي، وهكذا الرجل يعمها بالماء من الكعبين إلى أطراف الأصابع ويغسل الكعبين يجزي، ولكن إذا أعاده مرة ثانية أفضل، وإذا أعاد الثالثة يكون أفضل.

إلى هنا نكون قد بينا حكم غسل الكفين في بداية الوضوء ، كما بينا سنن وأركان الوضوء التي لا يمكن أداء الصلاة بدونها، كما بينا حكم غسل الأعضاء لمرة واحدة، وقد تبين أنّ غسلها لمرة واحدة واجب وفرض على كل مسلم، وأما التكرار هو سنة من سنن الوضوء أي أنّ فاعلها يكون مضاعف الأجر ولكنه لا يأثم إن ترك التكرار.

السابق
موضوع عن كبار السن ورعايتهم
التالي
من شروط الصائد

اترك تعليقاً