أحكام شرعية

حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة

حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة

حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أوجب الصلاة وجعل لها أركانًا وشروط وواجبات لتصحَّ من المسلم، وحيث أنَّ للصلاة أهميةً عظيمة في الإسلام، فإنَّه سيتمُّ تخصيص هذا المقال للحديث عن الصلاة وأهميتها، كما سيتمُّ بيان حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة عند أئمة المذاهب الإسلامية الأربعة، كما سيتمُّ بيان حكم صلاة من لا يتقن الفاتحة، ثمَّ سيتمُّ بيان حكم قراءة سورة الفاتحة للمأموم، وفي الختام سيتمُّ بيان ما إن كانت البسملة آية من سورة الفاتحة، وفيما يأتي ذلك:

تعريف الصلاة وأهميتها

إن الصلاة في اللغة تأتي بمعنى الدعاء، حيث قال تعالى: {وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم}، أما في الاصطلاح فهي عبارة عن عبادة ذات أقوال وأفعال معلومة، مفتتحة بالتكبير، مختتمة بالتسليم، وفيما يأتي ما يدل على أهمية الصلاة في الشرع:

  • إنَّ الصلاة هي ثاني أركان الإسلام، وأهمها بعد الشهادتين.
  • إنَّ ما يدل على أهمية الصلاة أنها فرضت في السماء ليلة الإسراء والمعراج.
  • إنَّ الصلاة ذكرت في القرآن الكريم في أكثر من ستين موضعا.
  • إنَّ الصلاة الواحدة بأجر عشر صلوات.

حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة

اختلف الأئمة الأربعة في حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة علة قولين، وسيتمَُ فيما يأتي ذكر هذين القولين مع ما يترتب عليه:

  • القول الأول: إنَّ قراءة سورة الفاتحة تعدُّ ركنًا من أركان الصلاة، وإلى ذلك ذهب المالكية والشافعية والحنابلة، ودليلهم في ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ”، وفيما يأتي بيان ما يلزم المصلي من ترك قراءة الفاتحة عندهم:
    • إذا ترك المصلي قراءة الفاتحة عمدًا بطلت صلاته في الحال.
    • إذا ترك المصلي قراءة الفاتحة سهوًا وذكرها أثناء صلاته وجب عليه الإتيان به والإتيان بما بعده من الأركان إلى نهاية الصلاة، ويلزمه كذلم سجود السهو.
    • إذا ترك المصلي قراءة الفاتحة سهوًا وذكرها بعد انتهائه من الصلاة بمدة زمنية طويلة بطلت صلاته.
    • إذا ترك المصلي قراءة الفاتحة سهوًا وذكرها بعد انتهائه من الصلاة بمدة زمنية قصيرة يلزمه الإتيان بركعة تامة، ثمَّ يسحد سجود السهو.
  • القول الثاني: إنَّ قراءة سورة الفاتحة تعدُّ واجبًا من واجبات الصلاة، وإلى ذلك ذهب الإمام أبو حنيفة ودليله في ذلك قوله تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ}، وفيما يأتي بيان ما يلزم المصلي من ترك قراءة سورة الفاتحة عندهم:
    • إذا ترك المصلي قراءة الفاتحة عمدًا بطلت صلاته.
    • إذا ترك المصلي قراءة الفاتحة سهوًا يلزمه الرجوع والإتيان بها مالم يفارق محلها ولم يصل إلى الركن الذي يليها كما يلزمه سجود السهو، لكن إذا فارق محلها ووصل إلى الركن الذي يليها فيلزمه سجود السهو ولا يلزمه الرجوع إلى محلها والإتيان بها.

حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة لمن لا يتقنها

إنَّ العاجز عن قراءة سورة الفاتحة في الصلاة عن ظهر غيب، له أن يقرأها من المصحف، كما يلزمه محاولة التعلم، فإن عجز عن ذلك أيضًا، فقد جعلت الشريعة الإسلامية له مخرجًا، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • أن يصلي جماعة خلف غيره، وحينئذ لا يضره عدم قراءة الفاتحة أو غيرها عند كثير من العلماء سواء أكانت الصلاة جهرية أو سرية.
  • أن يقول بدلاً عن الفاتحة: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ودليل ذلك ما رُوي عن عبدالله بن أبي أوفى حيث قال: “جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: إنِّي لا أستَطيعُ أن آخذَ منَ القرآنِ شيئًا فعلِّمني ما يُجزئُني منهُ، قالَ: قُل: سُبحانَ اللَّهِ، والحمدُ للَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبرُ، ولا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ العليِّ العظيمِ”.
  • فإن لم يحسن إلا بعض ذلك كرره بقدر الفاتحة.
  • فإن لم يحسن شيئاً من الذكر وقف بقدر قراءة الفاتحة ثم يتم صلاته.

حكم قراءة سورة الفاتحة للمأموم

اختلف الفقهاء في حكم قراءة سورة الفاتحة للمأموم على ثلاثة أقوال، وفيما يأتي بيانها:

  • القول الأول: يجب على المأموم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة السرية والجهرية.
  • القول الثاني: لا يجب على المأموم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة الجهرية والسرية وإلى ذلك ذهب الإمام أبو حنيفة.
  • القول الثالث: يجب على المأموم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة السرية، ولا تجب عليه في الصلاة الجهرية إلا إذا لم يسمع صوت الإمام فتجب عليه، وإلى ذلك ذهب المالكية والحنابلة وهو القول المشهور عن الشافعية.

هل البسملة آية من سورة الفاتحة

اختلف أئمة المذاهب الأربعة إذا ما كانت البسملة آية من سورة الفاتحة أم لا، وسيتمُّ في هذه الفقرة بيان هذه الأقوال مع الأثر المترتب على كلِّ قول، وفيما يأتي ذلك:

  • القول الأول: أنَّ البسملة آية مستقلة من آيات سورة الفاتحة، وبناءً على ذلك لا تصحُّ الصلاة دون الإتيان بها، وهذا مذهب الإمام الشافعي والإمام أحمد ودليلهم في ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا قرأتُم فاتحةَ الكتابِ فاقرءُوا بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فإنها أمُّ القرآنِ والسبعُ المثانيَ وبسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ إحدَى آياتِها”.
  • القول الثاني: أنَّ البسملة ليست آية من آيات سورة الفاتحة، وبناءً على ذلك فإنَّ من تركها يُحكم على صلاته بالصحة، وهذا مذهب الإمام أبو حنيفة والإما مالك وهو قولٌ آخر للإمام أحمد، ودليلهم في ذلك قوله تعالى في الحديث القدسي: “قسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفين نصفُها لي ، ونصفُها لعبدي ، ولعبدي ما سأل فإذا قال : { الحمدُ للهِ ربِّ العالمين } قال : حمدني عبدي ؛ فإذا قال : { الرحمنِ الرحيمِ } قال : أثنى عليَّ عبدي ، فإذا قال { مالكِ يومِ الدينِ } قال : مجدني عبدي ، فإذا قال : { إياكَ نعبدُ وإياكَ نستعينُ } قال : هذه الآيةُ بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : { اهدِنا الصراطَ المستقيمَ صراطَ الذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالين } قال : فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل”، ووجه الدلالة أنَّ البسملة لم تُذكر في الحديث.

وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقال حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة، حيث تمَّ في بيان حكم قراءتها في الصلاة عند أئمة المذاهب الأربعة، كما تمَّ بيان حكم قرائتها لمن لا يتقنها، ثمَّ ذكر أقوال الفقهاء في حكم قراءتها في حقِّ المأموم، وفي الختام تمَّ بيان أقوال العلماء فيما إن كانت البسملة آية من سورة الفاتحة أم لا.

السابق
متى كسيت الكعبه للمره الاولى ومراحل الاهتمام بكسوة الكعبة
التالي
اقرب الخلفاء الراشدين نسبا من الرسول صلى الله عليه وسلم هو الخليفه

اترك تعليقاً