الامارات

درجة الضغط الطبيعي للإنسان

درجة الضغط الطبيعي للإنسان

ضغط الدم

تُعرف عملية ضغط الدم بأنّها إجبار الدّم على التّحرّك من خلال نظام الدورة الدموية في الجسم، وهي مهمّة لدفع الأكسجين والمواد الغذائية لتغذية الأنسجة والأعضاء، ويعد ضغط الدم أمرًا حيويًا أيضًا؛ لأنه يُوزّع خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة من أجل المناعة والهرمونات مثل؛ الإنسولين، إلى جانب توفير الأكسجين والمواد المغذية من خلال الدم المؤكسد، كما يُسهم في عمليّات التّخلّص من النفايات السامة الناتجة عن عملية الأيض، بما في ذلك؛ ثاني أكسيد الكربون الناتج مع كل زفير، والسموم المزالة من خلال الكبد والكلى.

يُحدث القلب ضغط الدم عن طريق دفع الدم عند انقباضه مع كل نبضة، ويتدفق الدم عبر الجسم بسبب اختلاف الضغط، ومع ذلك لا يمكن أن ينشأ ضغط الدم فقط عن طريق ضخ القلب، ويكون ضغط الدم أعلى في بداية خروجه من القلب عندما يدخل الشريان الأورطي، ويكون أبطأ تدريجيًا في نهاية مساره على طول الفروع الأصغر من الشرايين، وهذا الاختلاف في الضغط هو ما يجعل الدم يتدفق حول الجسم؛ إذ دون الطبيعة المرنة لجدران الشرايين سيكون الضغط أقوى كما هو في أقرب نقطة للقلب.

كما تُؤثر حالة الشرايين على ضغط الدم وتدفقه، وقد يؤدي تضيق الشرايين في النهاية إلى منع الإمداد والتغذية تمامًا، ممّا يُؤدي إلى حالات خطيرة، تتضمن؛ السكتة الدماغية والنوبات القلبية.

درجة الضغط الطبيعي للإنسان

يقاس ضغط الدم بالميلمتر الزئبقي، ويكون قياسه عبارة عن مؤشرين هما؛ ضغط الدم الانقباضي systolic pressure، الذي يشير إلى الضغط الحاصل عند انقباض القلب، وضغط الدم الانبساطي diastolic pressure، الذي يشير إلى الضغط الحاصل حين انبساط القلب، وعند قراءة مؤشر ضغط الدم، يرمز الرقم الأعلى إلى ضغط الدم الانقباضي، أما الرقم الأدنى فيشير إلى ضغط الدم الانبساطي.

تُبين جمعية القلب الأمريكية AHA أنّ درجة الضغط الطبيعية عند الإنسان يجب أن تتراوح بين 120 و90 ملم زئبقي لضغط الدم الانقباضي، وبين 80 و60 لضغط الدم الانبساطي، فأيّ درجات تنضوي ضمن هذا النطاق تُشير إلى أن درجة ضغط الدم طبيعية عند الإنسان، وإنّ مثل هذه الحالات لا تحتاج لأيّ تدخل طبي، ولكن بجميع الأحوال، ينبغي للأشخاص أن يتّبِعُوا نمط حياة صحيّ، منعًا لأيّ اضطرابات تطرأُ على ضغط الدم.

معاني قراءات ضغط الدم

تختلف القراءات حسب حالة ضغط الدم؛ إذ يجب أن يكون واحدًا فقط من الأرقام أعلى أو أقلّ ممّا يجب، لاعتباره ارتفاع أو انخفاض في ضغط الدم، وتكون كالآتي:

  • ضغط الدم المرتفع قليلًا: يبدأ الخبراء بوصف ضغط الدم بالضغط المرتفع عند وصول قيمة ضغط الدم الانقباضي إلى ما بين 120-129 ميليمتر زئبقي، ووصول قيمة الضغط الانبساطي إلى ما دون 80 ميليمتر زئبقي، وتُشير جمعية القلب الأمريكية إلى أن وصول قيم ضغط الدم إلى هذه الأرقام، يعني أنّ الفرد أصبح قريبًا جدًا من الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم (المرحلة الأولى): تشير هذه التسمية إلى ارتفاع ضغط الدم الانقباضي إلى ما بين 130-139 ميليمتر زئبقي، وارتفاع ضغط الدم الانبساطي إلى ما بين 80-89 ميليمتر زئبقي، وعادةً ما يلجأ الأطباء في هذه المرحلة إلى حض المريض على اتباع أنماط حياتية صحية في البداية مع إمكانية صرف بعض أنواع أدوية ارتفاع الضغط له من أجل تجنيبه مضاعفات ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم (المرحلة الثانية): يُصاب الفرد بالمرحلة الثانية من ارتفاع ضغط الدم عند وصول قيمة ضغط الدم لديه إلى ما يفوق 140/90 ميليمتر زئبقي.
  • نوبة فرط الضغط: تحدث هذه النوبة عند تخطي قيمة ضغط الدم لحاجز 180/120 ميليمتر زئبقي، وهذه بالطبع حالة مرضية تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا، لكن يجب قبل ذلك، التأكد من وصول ضغط الدم إلى هذه القيمة بتكرار إجراء قياس ضغط الدم مرة أخرى.
  • إذا كان الرقم الأعلى هو 140 أو أكثر فقد يكون ارتفاعًا في ضغط الدم، بغض النظر عن الرقم السفلي.
  • إذا كان الرقم السفلي 90 أو أكثر، فقد يكون ارتفاعًا في ضغط الدم، بغض النظر عن الرقم الأعلى.
  • إذا كان الرقم الأعلى هو 90 أو أقل، فقد يكون انخفاضًا في ضغط الدم، بغض النظر عن الرقم السفلي.
  • إذا كان الرقم السفلي 60 أو أقل، فقد يكون انخفاضًا في ضغط الدم، بغض النظر عن الرقم الأعلى.

أمّا بالنسبة لانخفاض ضغط الدم، فإنّ هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، قد دللت على قيمته بقولها بأنّه؛ ضغط الدم الذي يصل إلى أقل من 90/60 ميليمتر زئبقي، وبالمحصلة يبقى انخفاض ضغط الدم أقلّ شيوعًا من ارتفاعه.

كيفية قياس ضغط الدم

يُعد إجراء قياس ضغط الدم الطبيعي من بين الإجراءات الطبية غير المؤلمة أو المؤذية على الإطلاق، وفيه يستخدم الطبيب أو الممرض جهازًا صغيرًا ذا كفة قابلة للنفخ لوضعها فوق أعلى ذراع الفرد لقياس ضغط الدم لديه، كما يُستخدم الطبيب أو الممرض السماعة الطبية لسماع صوت مرور الدم خلال الشرايين.

وعادةً ما يدفع الطبيب الهواء إلى الكفة لملئها بالهواء المضغوط لدرجة تفوق مستوى الضغط الانقباضي داخل شرايين الذراع، ثم يبدأ شيئًا فشيئًا بتنفيس الهواء والضغط داخل الكفة بالتزامن مع التركيز على سماع الصوت الأول الذي سيسمعه عبر السماعة الذي سيكون هو قيمة الضغط الانقباضي، ثم يأتي بعد ذلك دور أخذ الضغط الانبساطي الذي يحدده الطبيب ببساطة بعد زوال الصوت كاملًا، ويكون الرقم الانقباضي أولاً في قراءة ضغط الدم، ثم الرقم الانبساطي، فعلى سبيل المثال، قد تكون الأرقام 120 فوق 80 أو مكتوبة كـ 120/80.

ارتفاع ضغط الدم

يُعرف ارتفاع ضغط الدم Hypertension؛ بأنّه من المشكلات الصحية الأكثر انتشارًا، التي تُؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية، ونادرًا ما يرتبط ذلك بظهور أعراض ملحوظة، ويُمثل ارتفاع ضغط الدم ما يزيد عن 140/90 ملم زئبقي، وفي هذه الحالة تُصبح الشرايين مثقلةً بالدم، ويؤدي ذلك إلى تسريع تراكم البلاك على جدران الشرايين؛ أي تصلب الشرايين، الذي يؤدي إلى ضعف تدفق الدم إلى عضلة القلب، مما يُعرض الجسم لخطر الإصابة بالنوبة القلبية، كما يسبب ضعف جدران الشرايين في الدماغ، الذي يُؤدي إلى السكتة الدماغية، ويمكن أن ينتقل تأثيرها من الشرايين إلى أعضاء الجسم الأخرى؛ كالعينين، والكليتين، والساقين، ومن العوامل المرتبطة بارتفاع ضغط الدّم ما يأتي:

  • زيادة الوزن.
  • عدم ممارسة كفاية الجسم من النشاط البدني.
  • الإكثار من شرب الكحول.
  • الضغط العصبي.
  • التدخين.
  • كبار السن.
  • معاناة أحد أفراد الأسرة من ارتفاع ضغط الدم.

انخفاض ضغط الدم

يُعدّ ضغط الدم منخفضًا Hypotension عندما تصل القراءة إلى أقل من 90 ملم من الزئبق للضغط الانقباضي، أو 60 ملم زئبقي للضغط الانبساطي، ويُمكن أنْ يسبب انخفاض ضغط الدم غير الطبيعي إلى حدوث الدوخة والإغماء، وفي حالات شديدة قد يكون مهددًا للحياة وخطيرًا، وتتضمن أسباب حدوثه؛ الجفاف، وفقدان الدّم نتيجةً للنزيف، خاصةً النّزيف الدّاخلي، بالإضافة إلى اضطرابات القلب، واضطرابات الغدد بما فيها؛ قصور الغدة الكظرية، وعدم تلقي التّغذية المناسبة التي تُغطي احتياجات الجسم، والتفاعلات التّحسسية المزمنة.

لذلك فإنَّ معرفة السبب المؤدي إلى انخفاض ضغط الدم تساعد على علاجه، ويرتبط انخفاض ضغط الدم بمجموعة من المضاعفات، ومنها؛ الإصابة بالدوخة، والضعف، والإغماء، ومخاطر الإصابات الناتجة عن السقوط، بالإضافة إلى احتمالية عدم حصول الجسم على ما يكفي من الأكسجين، وبذلك يصعب على الأعضاء أداء وظائفها بطريقة سليمة، ممّا يُؤدي إلى إلحاق الضرر بكلّ من القلب والدماغ.

كما تُعدّ الصّدمة حالةً صحيةً طارئةً ناتجةً عن الانخفاض الكبير في ضغط الدّم، ومن أعراضها؛ تشويش الذهن، خاصةً عند كبار السّن، ولون الجلد الشاحب، وانخفاض درجة حرارة الجسم، إضافة إلى تسارع معدل التنفس، وتسارع معدل نبضات القلب وضعفها.

كيفية الحفاظ على ضغط الدم

يُقدم الطبيب أو أخصائي الرعاية الصحية النصح حول طرق التحكم في الحفاظ على ضغط الدم في حال كان مرتفعًا جدًا أو منخفضًا جدًا، ويتضمن ذلك ما يأتي:

  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، غني بالفواكه، والخضروات، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، والتقليل من تناول الصّوديوم أو الملح في الطّعام.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام ومن هذه الرياضات المشي السريع، لمدة لا تقل عن 30 دقيقةً في معظم أيام الأسبوع.
  • الامتناع عن شرب الكحوليّات.
  • خسارة الوزن.
  • التوقف عن التدخين.
  • تناول الأدوية؛ مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو حاصرات قنوات الكالسيوم.
  • في بعض الحالات، قد يحوَّل المصاب إلى طبيب؛ كأخصائي أمراض القلب لمناقشة خيارات العلاج.
السابق
آثار الحروق الجلدية
التالي
تضخم الكبد

اترك تعليقاً