الصحة النفسية

رعشة الجسم: أسبابها وعلاجها

رعشة الجسم: أسبابها وعلاجها

 

رعشة الجسم

رعشة الجسم هي عرض طبي يرتبط في الكثير من الأحيان بالتعرض للأجواء الباردة، أو للتَّغيُّرات السريعة في درجات الحرارة المحيطة، وعلى الرغم من ذلك توجد أسباب كثيرة محتملة أخرى، والتي قد تكون حالات طبية تحتاج إلى العلاج الطبي الفوري؛ فمن المعروف مثلًا بأن رعشة الجسم هي بين العلامات المبكرة الدالة على الإصابة بالالتهابات أو العدوى، وقد يُصاحبها شعورٌ بالحمى أيضًا، ويرجع سبب حدوث رعشات الجسم إلى الانقباضات السريعة لعضلات الجسم بهدف إنتاج المزيد من الحرارة، وتُعد رعشة الجسم من بين الأعراض الشائعة بين الأطفال على وجه التحديد؛ وذلك بسبب كثرة إصابتهم بالحمى وارتفاع الحرارة لديهم.

أسباب رعشة الجسم

تظهر الرعشات والرجفان عادةً أثناء التواجد في البيئات الباردة، لكن يُمكن للرعشات أن تكون دليلًا على الإصابة بمشاكل بدنية ونفسية كثيرة، تتضمن أبرز الأسباب المؤدية إلى الإحساس برعشة الجسم ما يلي:

  • انخفاض مستويات السكر في الدم: إن انخفاض مستويات السكر في الدم يسبب رعشة في الجسم وقد يرافقها الشعور بالدوار، والتعرق، والصداع، وتسارع في ضربات القلب، وهي حالة شائعة بين مرضى السكري الذين يأخذون مادة الأنسولين أو جرعة زائدة من الأنسولين، مما يؤدي إلى انخفاض في مستويات السكر في الدم، وتوجد أسباب أخرى لنقص السكر في الدم تشمل سوء التغذية، والإفراط في شرب الكحول وغيرها، وعلاج الحالة تتضمن تناول وجبة خفيفة تحتوي على السكر، أو السوائل الوريدية عالية التركيز بالسكر للحالات الشديدة.
  • التهابات الجهاز التنفسي: التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية أو البكتيرية عادةً ما تسبب تورم الشعب الهوائية، وهذا قد يتبعه نوبات من الارتجاف أو الارتعاش، ويصاحبها السعال، وآلام في الصدر، وصعوبة في التنفس، وعلاج مثل هذه الالتهابات ينطوي على تخفيف المخاط في الصدر عن طريق شرب الكثير من السوائل، وتجنب المُهيِّجات، وأخذ أدوية خاصة بالسعال، والمسكنات لتخفيف الأعراض.
  • فقدان السوائل: رعشة الجسم قد تكون واحدة من الأعراض الأولية لفقدان السوائل الحاد أو الجفاف، وفي هذه الحالة يكون الارتعاش رد فعل طبيعي من الجسم للحفاظ على درجة الحرارة الطبيعية، ويكون مصحوبًا بأعراض أخرى؛ كالصداع، والتشنجات العضلية، والبول داكن اللون، والغثيان، ويكون العلاج باستعادة توازن السوائل عن طريق شرب الكثير من الماء، أو إعطاء المحاليل الوريدية في الحالات الشديدة.
  • فقر الدم: فقر الدم هو حالة طبية تتميز بانخفاض هيموغلوبين الدم الذي يلعب دورًا هامًا في نقل الأكسجين إلى أعضاء الجسم المختلفة، ويصاحب الرعشة برودة الأطراف وأعراض أخرى، ويمكن تناول المكملات الغذائية لعلاج فقر الدم، واتباع نظام غذائي غني بالحديد أو نقل الدم حسب الحالة.
  • التهاب المسالك البولية: التهابات المسالك البولية يمكن أن تسبب أعراضًا كثيرة مثل التبول المؤلم، ورائحة البول الكريهة، والحمى وغيرها، والعلاج يكون باستخدام المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب إذا كان سببها التهابات بكتيرية.
  • اضطرابات عصبية: قد تحدث رعشة الجسم بسبب بعض الاضطرابات العصبية والنفسية؛ كالقلق ونوبات الهلع والخوف، ومن الطرق التي تساعد في تخفيف التوتر ممارسة تقنيات الاسترخاء؛ مثل التأمل، التي يمكن أن تساعد في تهدئة الأعصاب وتخفيف التوتر.
  • الحمى: يُعد ارتفاع درجة حرارة الجسم أحد أكثر أسباب الارتعاش شيوعًا بين الناس، ومن المعروف أن الاصابة الحمى يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإصابة بالالتهابات والحساسية أيضًا، وقد يكون ظهور الحمى والرعشات دليلًا على الإصابة بالأنفلونزا كما ورد مسبقًا، ويُمكن تشخيص الحمى عندما تصل درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 37.7 درجة مئوية.
  • تسمم الدم: يرتبط تسمم الدم بالالتهابات الشديدة التي تصيب الرئتين أو المسالك البولية أو الجلد أو الجهاز الهضمي، وقد يتسبب تسمم الدم في حدوث رعشات في الجسم، وتسارع في دقات القلب، وضيق في التنفس، ويُعد تسمم الدم من بين الحالات الطبية التي تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا للتعامل معها.
  • الخضوع للتخدير العام: تظهر علامات الرعشة على المرضى الذين خضعوا للعمليات التي تستوجب تخديرًا عامًا أو كاملًا، ويرجع سبب ذلك إلى حقيقة أن درجة حرارة الجسم تنخفض أثناء العملية، كما تؤثر عقاقير التخدير على قدرات الجسم على تنظيم الحرارة، لذا ينصح الجراحون بضرورة توفير البطانيات والتدفئة المناسبة للأفراد بعد خضوعهم للعمليات الجراحية.
  • انخفاض درجة الحرارة الجو: يلجأ الجسم إلى الارتعاش في الأجواء الباردة بهدف إعادة الحرارة إلى وضعها الطبيعي عبر خلق مزيدٍ من الحرارة، لكن استمرار الجسم في الارتعاش سيؤدي إلى إضعاف عضلات الجسم بسبب انخفاض مخزونها من الغلوكوز أو السكر، ويُمكن لانخفاض درجة حرارة الجسم أن يحدث أيضًا عند وضع الماء البارد فوق الجسم أو عند التعرض للريح البارد أيضًا.
  • أسباب أخرى: قصور الغدة الدرقية يمكن أن تسبب رعشة الأطراف، كما أن فيتامين ب 12 يساعد في دعم وظيفة الأعصاب، ونقصه قد يتسبب برعشة في اليدين.
  • اضطرابات الحركة نفسية المنشأ: يتسبب التعرض للتوتر ومشاكل الصحة النفسية في إصابة بعض الأفراد باضطرابات حركية غير إرادية يُمكنها أن تُصيب أي جزء من الجسم، وتتميز هذه الحركات بكونها مفاجئة وتأتي دون تحذير مسبق، كما أنها تتوقف عندما يلتهي المصاب بشيء أخر، ويعاني المصاب أيضًا من تذكر الأحداث المؤلمة التي قادت إلى هذه الحركات أو الرعشات في الأساس.
  • الخوف، والحماس، والتوتر: يؤدي الشعور بالمشاعر القوية إلى الإحساس برعشات في الجسم بسبب زيادة مستوى هرمون الادرينالين في الجسم، وما إن يرجع مستوى هذا الهرمون إلى وضعه الطبيعي حتى تختفي المعاناة من الرعشة تلقائيًا.
  • الأمراض العصبية: تحدث الرعشات أحيانًا بسبب الإصابة بما يُعرف بالرعاش مجهول السبب، الذي ينتمي إلى فئة الأمراض العصبية الدماغية، ويوجد عند حوالي 10 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية، ويؤدي عادةً إلى الشعور بالرعشة في اليدين، والساقين، والجسم، أو الصوت. ومن ناحية أخرى يُمكن للرعشات أن تكون دليلًا على الإصابة بمرض باركنسون أيضًا.

ويرى الخبراءُ أنّ رعشةَ الجسم الناجمة عن الرّمع العضلي يُمكن أن تحدث من تلقاء نفسها دون وجود سبب محدد، لكن أحيانًا تنُسب الرعشة إلى أسباب طبيّة، منها التالي:

  • السكتة الدماغية.
  • إصابات الحبل النخاعي أو الرأس.
  • الأورام النامية في الدّماغ أو الحبل النخاعي.
  • الفشل الكلوي.
  • الفشل الكبدي.
  • داء اختزان الشحميات.
  • الأعراض الجانبية للأدوية أو المواد الكيميائية.
  • نقص كمية الأكسجين الذاهبة إلى الدماغ.
  • الإصابة بالتهابات ذات صلة بالمناعة الذاتية.
  • اضطرابات الأيض أو الاستقلاب.
  • متلازمات سوء الامتصاص؛ كالداء البطني.
  • العدوى.
  • الإصابة باضطرابات عصبية، مثل:
    • الصرع.
    • التهاب الدماغ.
    • التصلب المتعدد.
    • مرض باركنسون.
    • أنواع محددة من الخرف.
    • مرض ألزهايمر.
    • داءُ كروتزفِلد-جاكوب.
    • متلازمات الأباعد الورمية، التي تُصيب بعض مرضى السرطان.

ويشير الخبراء إلى أنّ رعشةَ الجسم أو الحركات اللاإرادية يُمكنها أن تنشأ عن الإصابة بأمور أخرى تتعدى الرمع العضلي، منها ما يلي:

  • خلل الحركة الشيخوخي: يؤدي هذا المرض إلى حصول حركات لاإرادية في الوجه، كالتّكشير، والومضات السريعة للعينين، وغيرها من الحركات المستهدفة للشفتين بالتحديد، وينشأ هذا المرض من الدّماغ، وقد يُصاب به الفرد بعد تناول بعض العقاقير المضادة لما يُعرف بالذُهان.
  • الرُعاش: يُعدُّ الرُعاش أحد أشهر الاضطرابات التي تؤدي إلى حدوث حركات إيقاعية لعضو محدد واحد من أعضاء الجسم، ويشير الخبراء إلى أنّ أغلب الأفراد يمرون بنوبات من الرّعاش بين الحين والآخر كاستجابة لهبوط سكر الدم، أو ترك الكحول، أو التّعب الشديد، لكنّ الرّعاش يحدث أحيانًا بسبب مشاكل أكثر خطورةً، كالإصابة بمرض التّصلب المتعدد أو مرض باركنسون.
  • العرات: تُعرف العرات بكونها حركاتٌ مفاجأةٌ ومتكررةٌ قد تنشأ في أجزاء معيّنة من العضلات أو في مجموعة كبيرة من العضلات، وتحدث العرات عند صغار السن بالتّزامن مع ما يُعرف بمتلازمة توريت، وهي لا تدوم لفترات طويلة في حال مصاحبتها لهذه المتلازمة، أما عند البالغين، فإنّ ظهورَ العرات قد يشيرُ إلى الإصابة بمرض باركنسون، كما قد تُصيب العرات البالغين بعد التعرض لإصابة مباشرة أو بعد تناول أنواع محددة من العقاقير، كالميثامفيتامين.
  • الكنع: يشير الكنع إلى الحركات البطيئة، واللاإرادية، والمتلوية التي تصيب اليدين والذراعين، لكنها قد تُصيب أيضًا القدمين، أو اللسان، أو الرقبة، وينسب الخبراء حدوث هذا المرض إلى حدوث مشكلة في منطقة من الدماغ تُدعى ب “العقد القاعدية”، وقد تستمرّ هذه الحركات بالحدوث أو تنقطع أثناء النوم، ولا يستطيع الفرد إيقافها إراديًا لأكثر من لحظة واحدة، كما يُمكن أن تزيد حدتها عند تنفيذ حركات إرادية أخرى.

العلاجات المنزلية لرعشة الجسم

غالبًا ما يكون الارتعاش حالة مؤقتة ويمكن تخطيها بسهولة، بينما لو كان الارتعاش ناجمًا عن انخفاض في سكر الدم أو الحمى أو لأسباب مرضية أخرى، فإن من الأنسب علاج هذه الأسباب وفقًا لما تقتضيه الحاجة، وقد يتضمن ذلك مثلًا:

  • علاج الحمى باستخدام السوائل والأدوية المضادة للالتهابات.
  • تناول الطعام لاستعادة مستوى السكر الطبيعي في الدم؛ إذ لا بد من تناول المأكولات الغنية بالكربوهيدرات من أجل رفع مستوى السكر سريعًا في الدم، ويُعد الموز أو شطيرة بزبدة الفول السوداني خيارات غذائية مناسبة لرفع سكر الدم.
  • الجلوس لبعض الوقت والتنفس بأريحية؛ للتغلب على حدة العواطف المؤدية إلى الارتعاش.
  • اتباع العادات الحياتية الصحية؛ كالراحة وتناول الأطعمة أو مكملات فيتامين ب 12 والحديد في حال كان فقر الدم هو المسؤول عن حدوث الرعشة، بالإضافة إلى الاستحمام بحمام الماء الدافئ وليس الماء البارد؛ لأن الماء البارد يزيد من حدة الرعشات سوءًا.
  • علاج العدوى: تحتاج العدوى الفيروسية إلى إعطاء الجسم مزيدٍ من الوقت حتى يتخلص منها لوحده أو استخدام مضادات الفيروسات في بعض الحالات، بينما يُمكن استعمال المضادات الحيوية لعلاج أشكال العدوى البكتيرية.
  • علاج البرد: يجب المسارعة في تغطية الجسم وتجفيفه من الماء أثناء التواجد في البيئات الباردة من أجل إيقاف الرعشات.

رعشة الجسم عند الأطفال والكبار بالسن

تتميز أجسام الأطفال الرضع بامتلاكها لآليات أخرى تضمن تنظيم الحرارة دون الحاجة للارتعاش، ومن المثير للاهتمام أن هذه الآليات تتشابه مع الآليات الحيوية التي تمتلكها الحيوانات التي لها سبات شتوي، لذا فإن وجود الارتعاش عند الأطفال الرضع ليس علامة على إحساسهم بالبرد، وإنما قد يكون علامة على انخفاض في مستوى السكر في أجسامهم، أو بسبب الجوع وحاجتهم للطاقة، وهذا الأمر يُمكن علاجه ببساطة عبر إطعام الطفل لتزويده بالطاقة اللازمة لجسده، أما بالنسبة لرعشات الجسم عند الكبار بالسن؛ فإن الكثيرون يخلطون بين رعشات البرد وبين الرعشات الناجمة عن الإصابة بمرض باركنسون، ويُمكن لرعشات الجسم أن تنشأ عن تناول بعض أدوية الربو أيضًا، لكن على أي حال يفقد الجسم البشري جزءًا من الطبقة الدهنية الموجودة تحت الجلد مع التقدم بالعمر، كما تنخفض قدرات الدورة الدموية لديه أيضًا، وهذا ما يجعل الكبار بالسن على قدر عالٍ من الحساسية تجاه البرد.

السابق
أفضل الطرق للتخلص من البلغم والكحة
التالي
أسباب ظهور بقع حمراء على الجسم وعلاجها

اترك تعليقاً