الامارات

ضعف الشخصيه وعدم الثقه بالنفس

ضعف الشخصيه وعدم الثقه بالنفس

ضعف الشخصية

تُعرّف الشخصية بأنّها مجموعة من أشكال السلوك، والعواطف، والأفكار الخاصّة بشخص معيّن، وتتبلوّر الشخصية داخل الإنسان وتبقى ملازمة له طيلة حياته، وتوجد العديد من المؤثرات التي تقف وراء تكوين الشخصية بحيث تكون واضحة أو مخفيّة، وتعدّ البيئة جزءًا من العوامل المؤثرة في نمط الشخصية، وينطوي ذلك على عوامل المعاملة الوالدية، والثقافة التي يتبناها الوالدان. يُعرف الشخص الذي يفتقر إلى القدرة على اتخاذ مواقف صارمة بشأن مشاعره، ومواقف المبادرة والعزم بضعيف الشخصية، فهو غالبًا ما يأخذ الأمور بتقبّل وأريحية ولا يبدي أيّة رؤية شخصية إزاء المواقف، ويؤثّر القلق والخوف في طريقة تفكير الشخص ونظرته لنفسه، إذ يعتقد جازمًا بغبائه وحماقته وعدم بديهيّته، ويُشار إلى أنّ ضعاف الشخصية في الغالب لا يملكون أيّ قدرة على التحكّم بعواطفهم وضبط النفس، فتكون غالبية ردود أفعالهم على المواقف مبنية على الغضب.

علامات ضعف الشخصية

ترتبط ضعف الشخصية لدى بعض الأشخاص بتدنّي تقدير النفس الذي يبدأ منذ مرحلة الطفولة ويستمر حتى مرحلة المراهقة والبلوغ، ويُشار إلى تداخل هذا الضعف في الشخصية مع قدرة الأشخاص على العيش بأسلوب مريح، إذ يؤثّر ذلك في مناحٍ مختلفة من حياة الإنسان، كما قد يرتبط بعدم التقدير للنفس مع مجموعة من التصرفات التي يسهل على ضعاف الشخصية الانجرار وراءها، ومن ذلك:

  • استهلاك الكحوليات والممنوعات.
  • ارتكاب الجرائم.
  • سلوكيّات جنسية خاطئة.
  • ترك التعليم والدراسة.
  • تراجع المستوى الدراسي.

يحاول ضعاف الشخصية الحصول على رضا الأشخاص المحيطين بهم، فهم حريصون على إرضاء الجميع؛ لأنّ ذلك يخلق لديهم الشعور بالتقبّل والحصول على حب الآخرين، ويصعب على هؤلاء التمييز بين الإرضاء وبين الودّ في التعامل، ما يجعلهم مستعدّين دومًا للقيام بأي شيء حتى ولو لم يكن في صالحهم، إذ يسمحون للأشخاص باستغلالهم والاستفادة منهم إلى أقصى الدرجات، وفيما يلي أبرز العلامات التي تظهر على الأشخاص المفتقدين للشخصيات القوية:

  • كثرة الاعتذار للآخرين.
  • كثرة إلقاء اللوم على الآخرين.
  • عدم القدرة على قول كلمة لا، أو رفض ما يطلبه الآخرون.
  • المشاركة في نشاطات أو التصرف بما لا يرضي الذات، ولكن بما يرضي الآخرين.
  • عدم الشعور بالرضا عن الذات إلّا عند سماع كلمات الشكر والثناء من الآخرين.
  • الإحساس الدائم بالمسؤولية تجاه شعور الآخرين بالسعادة والمشاعر الإيجابية، في حين أنّ حقيقة مسؤولية شعور الأشخاص بالسعادة تقع على عاتقهم وحدهم فقط.
  • المشاركة في سلوكيات مؤثرة على الشخصية، كأنْ يُبدي الإنسان رضاه عن المواقف والأفكار فقط لأجل إرضاء الآخرين وموافقتهم، دون أنْ يكون مؤمنًا بالفعل بما يحدث.

أسباب عدم الثقة بالنفس

يعاني بعض الأشخاص من انعدام الثقة بالنفس، ويرتبط ذلك بمجموعة عوامل مختلفة من شخص لآخر، وهي موضّحة في النقاط المدرجة أدناه:

  • الصدمات وخبرات الحياة: تؤثّر الصدمات العاطفية، والتعامل السيء، والإهانة الجسدية، أو الجنسية في قدرة الأشخاص على الوثوق بأنفسهم، كما تتأثّر الثقة وتقدير الذات بالتجارب الحياتية التي يمرّ بها الأشخاص، إذ تتسبب الأحداث والخبرات المؤلمة بعدم تمكين الأشخاص من التعرّف على ذواتهم والوثوق في إمكانيّاتهم.
  • العامل الوراثي: تؤثّر الوراثة في بناء الثقة بالنفس بنسبة 25-50%، إذ تنتقل صفات الشخصية من الآباء إلى الأبناء وتؤثّر في شخصياتهم، وترجع أسباب ذلك إلى المواد التي يصل تأثيرها إلى الدماغ، ومن ذلك مادة السيرتونين المسؤولة عن السعادة، وهرمون الأوكسيتوسين.
  • طرق التربية: تعدّ طرق التربية من أكثر المؤثرات على الشخصية، فقد تسبب التربية المنطوية على التحقير من الشأن والاستصغار للأبنا، أو مقارنتهم بالغير، أو تحطيم معنوياتهم وهزّ قدراتهم في الوصول لمكانة ما، مما يتسبب في جعل الإنسان ضعيف الشخصية غير واثقٍ من نفسه، كما وتؤثّر المشكلات بين الوالدين وإدمان أحدهم على المخدرات في بناء شخصية الأبناء.
  • المعاملة السيئة: تؤثّر المعاملة السيئة في مراحل الطفولة المبكرة على شخصية الإنسان، كما أنّها تحدّ من قدراته العقلية والرياضية، هذا وتؤثّر سوء المعاملة أو الإهانة التي يتلقّاها الشخص من الأقران في مرحلة المراهقة على قدرته في الدفاع عن النفس أو القدرة على الوصول للأهداف في الحياة.

علامات ضعف الثقة بالنفس

يرتبط عدم احترام النفس وانعدام الثقة بمرحلة الطفولة المبكرة، إذ تظهر العديد من السلوكيات التي تنمّ عن ضعف الثقة بالنفس لدى الأطفال، وهذه التصرّفات هي:

  • الشعور بنقص في الثقة بالنفس.
  • الشعور بانعدام القيمة.
  • عدم الثقة بقدرات ومهارات القيام بالأشياء.
  • الإحساس بالدونية مقارنة بباقي الأطفال.
  • التركيز على الفشل أكثر من النجاح.
  • الاستسلام عند الفشل في فعل شيء ما.
  • عدم الشعور بالتقبّل من الآخرين.
  • عدم الإيمان والتقدير للذّات.
  • عدم الافتخار بالنفس.

تعزيز الثقة بالنفس عند الأطفال

يرتبط شعور الثقة بالنفس عند الأطفال بالحصول على المحبة والقبول من الآخرين، ويمكن أنْ يتولّد هذا الشعور لديهم منذ الطفولة، ولكنّه في أحيان أخرى قد يبدأ بالتكوّن والتبلوّر مع مرور الوقت، وتؤثّر قدرة الأطفال على القيام بالإنجازات أو المهارات في تعزيز الشعور بالرضا والثقة، ومن جانبه فإنّ للأهل الأثر الأكبر في بناء ثقة أطفالهم بأنفسهم، إذ يتأثّر الصغار بالتشجيع، والافتخار، واهتمام الوالدين، والتعبير عن رضاهم عن آداء أبنائهم، إذ يكون ذلك بالتبسّم، ومنح الأبناء الفرصة للمحاولة وبذل المجهود.

يزداد شعور الثقة بالنفس عند الأطفال عند تمكّنهم من الحصول على الآتي:

  • بناء الصداقات.
  • القيام بخطوة جديدة تمكّنهم من بلوغ الهدف المنشود.
  • تعلّم المزيد من الأشياء في المدرسة.
  • التدريب على العطاء ومعاونة الآخرين.
  • الاهتمام بمهارات الرياضة، والموسيقى، والفنون وغيرها من الهوايات.
  • سماع الثناء على التصرفات الإيجابيّة.
  • القيام بالأنشطة المحببة.
  • المثابرة وبذل الجهد.
  • التركيز على كلّ ما يحقق لهم المتعة.
  • الإحساس بالقبول.
  • الحصول على المكافآت.
  • الشعور بامتلاك القدرة على القيام بالمهارات والأفعال.

يؤدي الشعور بالثقة بالنفس إلى تمكين الأشخاص من النجاح والتفوّق في حياتهم الاجتماعية والعملية، ومن جانبه فقد يشعر البعض بالثقة إزاء قيامهم بأمر ما وانعدام الثقة حيال أمر آخر، ولتعزيز شعور الأشخاص بالثقة يمكن ممارسة تمارين زيادة الثقة بالنفس، والامتناع عن مقارنة النفس مع الغير، إذ تقترن مشاعر الحسد عادة مع مشاعر المقارنة، مما ينعكس سلبًا على شعور الأشخاص بأنفسهم.

السابق
عدم الثقة في النفس
التالي
مرض الذئبة الحمامية الجهازية

اترك تعليقاً