الصداع
يتعرض الجميع من الناس للصداع في مراحل عدة من حياتهم وبغض النظر عن الجنس أو العرق أو العمر، إذ يعد من أكثر المشاكل الطبية الشائعة ويُعاني ما يقارب من نصف البالغين من الصداع خلال حياتهم وفقًا لما أفادت إحصاءات منظمة الصحة العالمية، وينتج الصداع عن مجموعة من الأسباب المؤثرة التي تتضمن كل من الإجهاد والضيق العاطفي أو بعض الإضطرابات والمشاكل الصحية بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب والقلق، كما يختلف الصداع في شدته وفقًا للحالة، وقد يؤثر في بعض الحالات على حياة الفرد ونشاطاته اليومية[١]، وقد يكون الصداع لدى البعض في الجزء الخلفي من الرأس، فيبدأ من أعلى الرقبة لينتشر إلى خلف العينين والجبهة وفروة الرأس أيضًا بصورة مفاجئة وشديدة، ويعرف هذا النوع من الصداع باسم الألم العصبي القذالي، وسمي بهذا الاسم لتأثيره على المنطقة المحيطة بالعظم القذالي، وهي المنطقة التي تحتوي على العصب الممتد من أعلى الحبل الشوكي إلى الأعلى عبر فروة الرأس مسببًا الألم.[٢]، بالإضافة إلى أسباب أخرى تؤدي إلى الألم خلف الرأس بما في ذلك صداع التوتر، ووضعية الجسم السيئة عند الجلوس والوقوف، والتهاب المفاصل والصداع الناتج عن الضغط المنخفض.[٣]
علاج الصداع خلف الرأس
يمكن التخفيف من شدة الألم في حالات ألم العصب القذالي والأعراض المرافقة له من خلال مجموعة من الإجراءات والعلاجات التي ينصح بها الأطباء، والتي تتضمن كل مما يأتي:[٢]:
- استخدام الكمادات الدافئة.
- التدليك.
- العلاجات الدوائية المضادة للالتهابات.
- العلاج الفيزيائي.
يمكن لهذه الإجراءات أن تسهم في التقليل من تشنج العضلات التي تسبب الضغط على الأعصاب القذالية، ولكن قد تحتاج بعض الحالات المزمنة إلى العلاجات الدوائية للمساعدة في إرخاء العضلات، بالإضافة إلى مضادات الالتهاب، وتشمل هذه العلاجات كلًا مما يلي[٢]:
- حاصرات العصب: وهي العلاجات عبر الحقن التي تهدف إلى علاج هذه المشكلة، ويمكن استخدام هذه الطريقة أيضًا للتمكن من تشخيص الحالة ومعرفة السبب وراء الألم.
- التردد النبضي: يستخدم هذا العلاج لتحفيز الأعصاب القذالية باستخدام ترددات الراديو النبضية، وهو ما يساعد في منع إرسال إشارات الألم من هذه الأعصاب، ويعد هذا العلاج آمنًا ولا يتسبب بأي تلف في الأعصاب أو الأنسجة القريبة.
- الجراحة: يلجأ الطبيب إلى خيار العلاج الجراحي في الحالات الشديدة من الألم لإزالة الضغط المؤثر على الأعصاب في المنطقة، ويسمى هذا الإجراء بعملية إزالة الضغط الوعائي المجهري، ويكون ذلك من خلال تحريك الأوعية الدموية الزاحفة.
ويمكن تلقي العلاجات الأخرى لصداع خلف الرأس اعتمادًا على السبب وراء هذا الألم، وتشمل كل مما يلي:[٤]
- وضعية الجسم السيئة: يمكن علاج الصداع الناجم عن وضعية الجسم السيئة في الوقوف أو الجلوس باستخدام الأسيتامينوفين، أو محاولة منع الصداع على المدى البعيد من خلال تحسين وضعية الجسم واستخدام كرسي مريح للعمل، بالإضافة إلى الجلوس على كلا القدمين على الأرض.
- الديسك: يعتمد علاج الصداع الناجم عن الأقراص المنفتقة على علاج الحالة الأساسية، ويشمل ذلك العلاج الطبيعي والتمدد، بالإضافة إلى إمكانية تقويم العمود الفقري والحقن والعمليات الجراحة في الحالات التي تستدعي ذلك.
- صداع التوتر: يمكن التخلص من صداع التوتر باستخدام مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، بالإضافة إلى العلاجات الوقائية التي تشمل كل من مضادات الاكتئاب أو مرخيات العضلات لتقليل حدوث حالات الصداع هذه في المستقبل.
- الصداع النصفي: يُعالج الصداع النصفي باستخدام أدوية حاصرات بيتا والأدوية المخففة للألم.
- الصداع العنقودي: ترتكز علاجات الصداع العنقودي على تقصير فترة الصداع والحدّ من شدة النوبات ومنع حدوث المزيد من نوبات الألم، وتشمل علاجات الحالات الحادة كل من أدوية التريبتان والأكتيريوتايد والأساليب الوقائية مثل الستيرويدات القشرية وحاصرات قنوات الكالسيوم والميلاتونين وحاصرات العصب والجراحة في الحالات الشديدة.
أعراض الصداع خلف الرأس
يعرف ألم الصداع خلف الرأس الناتج عن ألم العصب القذالي بأنه ألم يمتد على الرقبة عند موقع التقاء الجمجمة، ويمتد على طول الجزء الخلفي من الرأس والرقبة، وعادة ما يمتاز بما يلي:[٥]
- الشعور بالألم من جانب واحد أو كلا جانبي الرأس.
- قد يكون الألم حادًا ويشبه الطعن أو يبدو وكأنه صدمة كهربائية ممتدة على طول العصب.
- قد يكون الألم أشبه بالنبضات في الرأس.
- يمكن أن ينتقل الألم على امتداد جانبي الرأس أو نحو الأمام إلى الجبهة.
- قد يترافق الألم مع أعراض عدة تتشابه مع حالات الصداع النصفي أو أنواع الصداع الأخرى، بما في ذلك الحساسية للضوء أو الصوت أو رقة فروة الرأس.
- قد يزداد الألم في حالات صداع الألم القذالي لدى البعض عند تحريك الرقبة.
أسباب الصداع خلف الرأس
توجد مجموعة من الأسباب المؤدية إلى الألم خلف الرأس أو ما يسمى بألم العصب القذالي، إذ ينتج هذا الألم أساسًا عن وجود ضغط على الأعصاب وتهيجها في المنطقة، وهو ما ينتج عن التعرض للإصابات أو التشنجات العضلية، بالإضافة إلى مجموعة من المشاكل الصحية التي يمكن تشخيصها من خلال الفحص البدني أو إجراء اختبارات الدم أو التصوير بالرنين المغناطيسي لمعرفة الأسباب الكامنة والحصول على العلاج المناسب، وتتضمن الحالات الطبية المؤثرة كل مما يأتي:[٦]:
- تعرض الرأس لصدمة في الجزء الخلفي منه.
- تشنج عضلات الرقبة.
- هشاشة العظام.
- الأورام في الرقبة.
- مرض القرص العنقي.
- الإصابة بمرض النقرس.
- داء السكري.
- التهاب الأوعية الدموية.
أنواع الصداع
تتعدد أنواع الصداع وأسبابها، إذ يوجد ما لا يقل عن 10 أنواع مختلفة من الصداع، ويشمل أكثرها شيوعًا ما يأتي:[٧]:
- صداع التوتر: يعد هذا النوع من أكثر أنواع الصداع شيوعًا، ويوصف بأنه أشبه بشريط يشتد حول الرأس، وهو ما ينتج عن تشنج الرقبة أو فروة الرأس بالإضافة إلى وضعيات الجسم الخاطئة، ويستمر لعدة دقائق أو عدة أيام، وتعد النساء أكثر عرضة لهذا الصداع فوق سن العشرين عامًا.
- الصداع العنقودي: يعد هذا النوع من الصداع من الأنواع النادرة التي تصيب الرجال أكثر من النساء، وخاصة في المرحلة العمرية بين 20 – 40 عامًا، ويكون عبارة عن ألم شديد في جانب واحد من الرأس أو خلف العين، ويرتبط هذا النوع من الصداع بمجموعة من الأعراض التي تشمل كل من احتقان أو سيلان الأنف، ويمكن أن يستمر لفترة طويلة من الزمن تصل إلى ستة أسابيع.
- الصداع النصفي: وهو أحد الأنواع المصحوبة بألم شديد في أحد جانبي الرأس، ويشمل أحدها الصداع النصفي المزمن.
- الصداع النصفي المفلوجي: وهو الصداع الذي لا يسبب الألم ولكنه يترافق مع أعراض أخرى تتشابه مع أعراض السكتة الدماغية، وتشمل الغثيان والاضطرابات البصرية والدوخة.
- الصداع المرتد: ينتج هذا النوع من الصداع عن التناول المفرط والمنتظم لأدوية الصداع ومن ثم التوقف عن تناولها، مما يؤدي إلى الشعور بالألم، وتشمل أدوية الصداع كل من أسيتامينوفين وتريبتان، ومسكنات الألم مثل أسيتوأمينوفين والكوديين.
- الصداع الصاعق: قد يشير هذا النوع من الصداع إلى وجود مشكلة طبية تتعلق بالأوعية الدموية في الدماغ، وتتطلب الرعاية الطبية الفورية، فيشعر الشخص بألم شديد ومفاجئ دون أي إنذار لمدة تصل إلى 5 دقائق.
