صعوبات النطق عند الشباب
تؤدي معاناة الشباب والبالغين من صعوبات النطق إلى جعلهم يواجهون صعوبات في التواصل عبر الصوت والكلام مع الآخرين، وهذا يظهر جليًا عليهم أحيانًا على شكل تلعثم، أو بحة، أو سرعة في الصوت أو الكلام عند حديثهم مع الآخرين، كما أن البعض منهم قد يُعاني من نزول كميات كبيرة من اللعاب من الفم أثناء الحديث، أو ضعفٍ في عضلات الوجه، أو مشاكل في تذكر الكلمات، وتوجد الكثير من أنواع صعوبات النطق والكلام عند الشباب، أهمها ما يُعرف بالحبسة، التي تجعل الفرد غير قادرٍ على استخدام الكلمات للتعبير عن أفكاره بصورة مفهومة، كما يوجد نوعٌ آخر من صعوبات النطق يُعرف بالرتة، التي يُصاحبها تلعثم واضح في الكلام، وعلى أي حال يرى الخبراء أن أسباب إصابة الشباب والبالغين بهذه الصعوبات وغيرها يُمكن أن تتضمن الإصابة بالسكتة الدماغية أحيانًا، كما يُمكن لعوامل أخرى أن تؤدي إليها، كالإصابة بضربة مباشرة على الرأس، أو الإصابة بأمراض الحبال الصوتية، أو حتى بسبب التقدم بالعمر والخرف.
أساليب علاج صعوبات النطق عند الشباب
يوجد العديد من أنواع صعوبات النطق عند الشباب والبالغين، وهذا يعني أن العلاج المناسب سيعتمد على تشخيص نوع مشكلة النطق عند المصاب في البداية، وعلى أي حال يُمكن ذكر أهم هذه الأنواع وعلاجاتها على النحو الآتي:
- علاج صعوبة النطق الناجمة عن الحبسة: يحتاج المصابون بمشكلة الحبسة إلى معاينة على يد اختصاصي معالجة النطق في المشفى لتقديم العلاج اللازم لهم، وعادةً ما يهدف العلاج المقدم إليهم إلى مساعدتهم على استعادة قدراتهم على الكلام والنطق قدر المستطاع وإيجاد طرق بديلة للتواصل في حال كان ذلك ضروريًا، أما بالنسبة إلى الأساليب العلاجية المتبعة للوصول إلى هذه الغايات، فإنها تعتمد على حاجة الفرد الخاصة وقد تتضمن مساعدة المصاب على مطابقة كلمات معينة مع الصور المقابلة لها في حال كان يُعاني من مشكلة بفهم الكلمات، أو مساعدة المصاب على إعادة التلفظ ببعض الكلمات لتعلمها من جديد، وقد يضطر اختصاصي معالجة النطق إلى تعليم المصاب كيفية صياغة جمل بأكملها في حال وصل المصاب إلى مرحلة أصبح فيها قادرًا على الإشارة للأمور باستخدام كلمة واحدة على الأقل، وعمومًا يُمكن أحيانًا لبعض مختصي معالجة النطق أن يلجؤوا إلى طرق العلاج الجماعية في مجموعات كاملة من المصابين.
- علاج صعوبة النطق الناجمة عن الرتة: يسعى مختصو معالجة النطق إلى تحسين سرعة المصاب عند تفوه بالكلمات، وتقوية العضلات المسؤولة عن الكلام لديه، وتحسين قدرته على التنفس بكل أريحية أثناء الكلام، وقد يضطر اختصاصي معالجة النطق إلى تعليم المصاب طرق أخرى للتواصل مع الآخرين، وعلى أي حال ينصح الخبراء المصابين بمشكلة الرتة بمحاولة التأقلم مع المشكلة عبر تعويد أنفسهم على التحدث بهدوء، واستخدام كلمة واحدة عند بداية الحديث مع الآخرين، والطلب من الآخرين تأكيد فهمهم لما تفوهوا به عبر استخدام الإشارات، وتعلم استخدام وسائل التكنولوجية، كالهواتف الذكية، من أجل كتابة الرسائل والتواصل مع الآخرين.
- علاج صعوبة النطق الناجمة عن بحة الصوت التشنجية: تُعرف مشكلة بحة الصوت التشنجية أيضًا بخلل التصويت التشنجي، وهي تؤدي إلى حدوث تشنج لا إرادي لعضلات الحنجرة المسؤولة عن خروج الصوت، وعادةً ما يلجأ الأطباء إلى حقن هذه العضلات بحقن طبية خاصة لتخفيف حدة صعوبة النطق التي يُعاني منها المصابون بهذه المشكلة، كما قد يلجأ آخرون إلى إجراء عملية جراحية لقطع أحد أعصاب الحبال الصوتية، وعلى العموم يبقى لأخصائي معالجة النطق دور في علاج هذه المشكلة عند بعض المرضى.
- علاج صعوبة النطق الناجمة عن اضطرابات الصوت: تنجم اضطرابات الصوت أحيانًا عن نمو الزوائد اللحمية أو الأورام داخل الحبال الصوتية، أو عن تناول أدوية معينة؛ كمضادات الاكتئاب، وكثيرًا ما يُصبح لزامًا على الفرد التوقف عن الحديث لبعض الوقت لإعطاء الحبال الصوتية بعض الوقت لتتعافى، كما قد يُصبح من الواجب على الفرد التوقف عن استهلاك الأدوية التي تسببت في حدوث هذه المشكلة في الأصل، وقد لا يوجد مفرٌ أحيانًا إلا الخضوع إلى عملية جراحية لعلاج لاستئصال الزوائد اللحمية أو الأورام التي تسببت بحدوث المشكلة.
الوقاية من الإصابة بصعوبة النطق
يُمكن اتخاذ بعض التدابير الوقائية لتقليل خطر الإصابة بصعوبات واضطرابات النطق، مثل:
- الحد من خطر التعرض للإصابات الدماغية المباشرة عبر الحرص على ارتداء الخوذة الواقية عند الركوب على الدراجة أو عند ممارسة أشكال الرياضة العنيفة.
- الحد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية عبر الحفاظ على مستويات صحية لضغط الدم والكوليسترول، بالإضافة إلى الحرص على ممارسة التمارين الرياضية وتناول الأطعمة الصحية.
- الحد من خطر الإصابة بسرطان الحلق عبر الإقلاع عن التدخين.
- تجنب الإفراط في استخدام الصوت عند الصراخ.
- الحد من استهلاك المشروبات الكحولية.
