الصحة النفسية

عملية غسل الكلى

عملية غسل الكلى

الكليتان

يحتوي جسم الإنسان على كليتين، تقع كل واحدة منهما على الجوانب في الجزء الخلفي من البطن، وتساهم بعدة وظائف في الجسم، أهمها تنقية الدم من الفضلات والمواد السامة ومنع تراكمها في الجسم، خاصةً اليوريا والمركبات النيتروجينة، والتي قد يسبب تراكمها في الجسم الإصابة بالعديد من الأمراض في مختلف أجزاء الجسم، كما تلعب الكليتان دورًا مهمًا في الحفاظ على توزان كمية السوائل ضمن المستوى الطبيعي، وذلك من خلال تنظيم كمية البول التي تحدث يوميًا، لكن تعرض الكلية لأي خلل أو مرض ينعكس سلبًا على وظيفتها في الجسم، مما يسبب تراكم الفضلات والمواد السامة في الدم، والتي يستلزم أحيانًا إزالتها من خلال عملية تُعرف بغسل الكلى.

عملية غسل الكلى

تُعرف عملية غسل الكلى بأنها عملية اصطناعية، وتُسمى العلاج بالبدائل الكلوية؛ لتشابهها بآلية عمل الكليتين بالجسم، من حيث قدرتها على تنقية الدم من المواد السامّة والفضلات والأملاح الزائدة ومنعها من التراكم في الجسم، ووصولها إلى مستويات خطرة، والذي يؤدي إلى الدخول بغيبوبة ثم الوفاة، وتوجد عدة أنواع لعملية غسل الكلى، ويكون اختيارها بناءً على توفرها وكلفتها، بالإضافة إلى حالة المصاب، ومن أهم طرق عملية غسل الكلى ما يأتي:

  • غسل الكلى الدموي المتقطع: يُستخدم فيه جهاز يشبه الكلية، يُنقي دم المصاب ويتخلص من المواد السامة والفضلات الموجودة فيه، ويمكن إجراء ذلك من خلال قسطرة تُركب بأحد الأوردة الموجودة في الذراع لتمرير الدم إلى الجهاز الخارجي الموصول بالقسطرة، إذ إنه يُنقي الدم، ثم يعود الدّم المُصفى إلى الجسم عبر أنبوب آخر، ويتطلب إجراء عملية غسل الكلى ثلاث مرات أسبوعيًا لمدة تتراوح بين 3-4 ساعات باليوم اعتمادًا على كفاءة الكلى، وكمية السوائل التي اكتسبت بين جلسات العلاج، وغالبًا ما تُجرى العملية في المستشفى، لكن يمكن إجراؤها في المنزل في بعض الحالات في حال توفرت الشروط الآتية:
    • إذا كان المصاب لا يُعاني من أي أمراض أخرى.
    • إذا كان مقدم الرعاية على استعداد لتقديم خدمة غسل الكلى للمصاب.
    • إذا كانت الأوعية الدموية مناسبةً لإدخال القسطرة.
    • إذا كانت حالة المصاب مستقرةً أثناء عملية غسل الكلى.
  • غسيل الكلى الصفاقي: تعتمد الطريقة على خاصية الانتشار في تنقية الدم وتخليصه من الشوائب والملوثات وهو داخل الجسم، بالاستعانة بالغشاء البريوتوني أو الغشاء الصفاقي، وهو الغشاء المبطن للبطن، ففي البداية يُثقب البطن لإدخال أنبوب عبره ليصل إلى التجويف البطني، ثم يُدخل محلول الديالة المعقم الغني بالمعادن والغلوكوز عبر الأنبوب، ومن خلال خاصية الضغط الإسموزي تنتقل السوائل والشوائب عبر الغشاء البريوتوني، ثم تُرشح من الأنبوب، وبالرغم من سهولة استخدام الديال الصفاقي وإجرائه بالمنزل دون الحاجة إلى إجرائها في المستشفى، إلا أنه يُعدّ أقل فعاليةً مقارنةً بغسل الكلى المتقطع، ويحتاج لوقت أطول لإزالة السوائل والفضلات والشوائب من الدم.
  • العلاج الكلوي البديل المستمر: وهو خضوع المصاب لعملية غسل الكلى لفترة طويلة قد تصل إلى 24 ساعةً، وعادةً ما تُجرى في وحدة العناية المركزة، وقد يُستخدم فيها طريقة الانتشار أو الارتشاح لغسل الكلى، وتُجري العملية وتُزال الشوائب والفضلات ببطء، وهو ما يفسر انخفاض فرصة حدوث مضاعفات على أثرها وجعلها أكثر تحملًا وتقبلًا لدى المصاب.

أسباب غسل الكلى

عند عجز الكلى عن تأدية وظيفتها الأساسية في تنقية الدم والتخلص من السوائل والشوائب من الجسم، فإنه يؤدي إلى تراكم المواد السامة في الجسم الأمر الذي يسبب الإصابة بالعديد من الأمراض المختلفة، لذلك تُعدّ عملية غسل الكلى الخيار المثالي والأفضل الذي يُلجأ إليه خاصةً عند الإصابة بالفشل الكلوي الناجم عن الإصابة بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم، ويمكن الاستدلال على ضرورة إجراء عملية غسل الكلى لدى المصاب بناءً على ما يأتي:

  • قياس مستوى الكرياتينين ونيتروجين يوريا الدم.
  • قياس وظائف الكلى من خلال تنقية الدم من الكرياتنين؛ ففي حال انخفاضها إلى أقل من 10 ملليمتر في الدقيقة فإنه يجب إجراء عملية غسل الكلى.
  • عجز الجسم عن التخلص من السوائل الزائدة.
  • إذا كان المصاب يُعاني من أمراض القلب والرئتين والمعدة.
  • عدم القدرة على الإحساس بالأرجل، بالإضافة إلى مواجهة صعوبة في التذوق.

مضاعفات عملية غسل الكلى

بالرغم من أهمية عملية غسل الكلى في الحفاظ على حياة المصاب، إلا أنه قد يترتب عليها بعض المضاعفات، والتي تختلف من طريقة لأخرى، وفيما يأتي ذكرها:

  • المخاطر المرتبطة بغسل الكلى الدموي المتقطع: والتي تؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات لدى المصاب، ومن أهم المخاطر ما يأتي:
    • صعوبة في النوم.
    • ارتفاع مستوى البوتاسيوم في الدم.
    • انخفاض ضغط الدم.
    • تجرثم الدم.
    • شد عضلي.
    • عدم انتظام ضربات القلب.
    • فقر الدم.
    • التهاب غشاء التامور الذي يحيط القلب.
    • توقُّف القلب المُفاجئ.
    • الحكة.
  • المخاطر المرتبطة بالديال الصفاقي: وتتضمن المضاعفات ما يأتي:
    • التهاب الصّفاق؛ والذي غالبًا ما ينتج عند إدخال القسطرة إلى تجويف البطن.
    • ألم البطن.
    • زيادة الوزن.
    • الفتق.
    • الحمى.
    • ضعف في عضلات البطن.
    • ارتفاع مستوى السكر في الدم.
  • المخاطر المرتبطة بالعلاج الكلوي البديل المستمر: وتتضمن المضاعفات ما يأتي:
    • انخفاض ضغط الدم.
    • النزيف.
    • ضعف في العظام.
    • التأخر في الشفاء الكلوي.
    • الإصابة بالعدوى.
    • انخفاض درجة الحرارة الجسم.
    • اضطرابات في أيونات الجسم.
    • صدمة الحساسية.

نصائح لمرضى غسل الكلى

توجد عدة نصائح يمكن توجيهها للمصاب الذي يخضع لعملية غسل الكلى والتي تتضمن ما يأتي:

  • تنظيم حياة المصاب من ناحية العمل والدراسة، إذ يستلزم راحة المصاب بعد كل جلسة علاج.
  • تعقيم مكان إدخال القسطرة بالماء الدافئ والصابون يوميًا تجنبًا لحدوث العدوى، والتي تظهر على شكل احمرار وسخونة بالمنطقة.
  • التقليل من تناول الأطعمة والمشروبات المحتوية على الصوديوم.
  • الحدّ من تناول الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من الفسفور.
  • الحدّ من شرب السوائل والأطعمة الغنية بالسوائل يوميًا.
  • ضرورة تناول الفيتامينات المناسبة لمن يعاني من الفشل الكلوي.
  • تناول الأطعمة المحتوية على كمية مناسبة من البوتاسيوم.
  • احتواء النظام الغذائي على البروتينات، لما يسببه غسل الكلى من إزالة البروتينات من الدم.
  • إضافة سعرات حرارية عالية للنظام الغذائي نظرًا لانخفاض الشهية عند إجراء عملية غسل الكلى.
السابق
التخلص من الماء في الجسم
التالي
هل يمكن زيادة طول قامتك

اترك تعليقاً