الامارات

كيف اتعامل مع ابني العصبي

كيف اتعامل مع ابني العصبي

مظاهر العصبية عند الأطفال

يعدّ الشعور بالغضب من ردات الفعل الطبيعية التي تنتاب كل إنسان في حالات معينة، وجميع البشر يختبرون هذه المشاعر من وقت لآخر ولذا ليس من الغريب أن يشعر الأطفال بالغضب أيضًا، ولكن ردات فعل الأطفال هذه تثير القلق عند الآباء وغالبًا ما يعجزون عن التعامل مع الطفل الغاضب ويتساءلون ما إذا كانت هذه المشاعر طبيعية، فيقول دنيس سوخودولسكي، دكتور في علم النفس الإكلينيكي “إنه من الطبيعي أن يكون لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن أربع سنوات ما يصل إلى تسع نوبات غضب أسبوعيًا”.

وتتمثل مظاهر الغضب لديهم في البكاء والركل والضرب ودفع الآخرين أو الأشياء من حولهم أو حتى ضرب الأصدقاء والأخوة وعادة ما تستمر هذه النوبات لمدة تتراوح من خمس إلى عشر دقائق وغالبًا ما يتغلب الطفل على هذا السلوك بعد التحاقه برياض الأطفال أو المدرسة، ولكن على الآباء أن ينتبهوا إلى أطفالهم في حال استمرت نوبات الغضب الشديدة بعد هذه المرحلة لأنها من الممكن أن تتسبب في مشاكل مع أفراد الأسرة والأصدقاء والمدرسة ويجب معالجتها بأقصى سرعة ممكنة.

حلول للتعامل مع الطفل العصبي

إن التعامل مع الطفل العصبي ليس بالأمر السهل ولكن هنالك العديد من النقاط التي تساعد الآباء على التعامل مع ابنهم العصبي ومن هذه الطرق:

  • لا تصرخ أو تتحدى طفلك: إن الصراخ في وجه الطفل الغاضب سيزيد الشعور بعدم السيطرة على الموقف لهذا فإن التزام الهدوء والسيطرة على المشاعر هي الطريقة الأنسب، لأن التحدّي والغضب يزيد الأمر سوءًا ويجعل الطفل ينفجر أكثر من قبل لذا يجب عليك الهدوء والانتظار حتى يهدأ طفلك.
  • لا تتحدث مع طفلك وهو غاضب: يحاول الكثير من الآباء الحديث مع أطفالهم أثناء غضبهم ولكن هذه الطريقة لا تنجح لأن الأطفال لا يملكون القدرة على التوقف والتفكير الموجودة عند الكبار ولكن عندما يهدأ الطفل يمكن الحديث معه وسؤاله عن سبب غضبه.
  • انتبه لردود فعلك: يجب على الآباء أن ينتبهوا إلى ردود أفعالهم باعتبارهم قدوة لأطفالهم، لذلك يجب عليك التزام الهدوء لأن الأطفال يتعلمون ردود الأفعال من آبائهم وهكذا يتعلم الطفل ردود الفعل الصحيحة عند الشعور بالغضب.
  • اتخاذ نهج مختلف من الأطفال الأصغر سنًا: يُفضل الابتعاد قليلًا عن الأطفال دون سن الرابعة عندما يغضبون كي يتعلموا أنه يمكنهم السيطرة على مشاعرهم كأن تقول لطفلك “عليك الجلوس لوحدك لمدة خمس دقائق وعندما تهدأ يمكنك الخروج والانضمام إلينا” من خلال هذه العبارات تعلّم طفلك طريقة السيطرة على ردود فعل الغضب لديه.
  • تجنب العقوبات القاسية: تأتي العقوبات القاسية بنتيجة عكسية وتدفع الطفل لتصعيد غضبه كلما كانت العقوبة أشد وأقسى وعلى الرغم من أن الوالدين يفقدان سيطرتهما أحيانًا إلا أنه يجب أن تسأل نفسك ماذا أريد أن أعلّم طفلي؟ وأن تتحدث معه وتقول له أنه توجد طريقة ما دومًا للخروج من الأشياء التي تزعجك.

أسباب عصبية الأطفال

تختلف أسباب الغضب حسب عمر الطفل وتكون الأسباب كالتالي:

  • الأطفال من عمر 0 إلى 18 شهرًا: عادةً ما يغضب الأطفال في هذا العمر بسبب شعورهم بعدم الراحة أو الجوع أو الضوضاء أو التعب ويعبّرون عنه بالبكاء.
  • الأطفال من عمر 18 إلى 36 شهرًا: يغضب هؤلاء الأطفال لعدة أسباب منها:
    • يعتقدون أنهم مركز العالم ويشعرون بالإحباط عندما لا يستطيعون فعل ما يريدون.
    • صعوبة مشاركة أشيائهم وألعابهم مع الآخرين.
    • يعرفون تمامًا ما الأشياء التي تخصّهم ولا يحبون أن يقترب أحد منها.
    • لا يعرفون الكثير من الكلمات وغير قادرين على الكلام ويشعرون بالغضب والاستياء لأن الآخرين لا يفهمونهم.
    • صعوبة التحكم في مشاعرهم.
  • مرحلة ما قبل المدرسة من 3 إلى 5 سنوات: يغضب الأطفال بهذا العمر لأنهم غير قادرين على السيطرة على مشاعرهم وعواطفهم ولا يجيدون استخدام الكلمات المعبّرة عن غضبهم ولا يفهمون أن الآخرين لديهم آراء وأفكار مختلفة عنهم، ويعبرون عن الغضب بنوبات من العنف والعدوانية.
  • الأطفال من 6 إلى 8 سنوات: ينتاب الغضب الأطفال بهذا العمر لشعورهم بالظلم أو عندما يتم رفضهم أو معاقبتهم أو التمييز بينهم أو حتى عندما يُساء فهمهم، وعادةً يُظهر الأطفال هذا الغضب بإلحاق الأذى بالآخرين والتسلط عليهم واستخدام الكلمات الجارحة.

طرق للتخلص من العصبية عند الأطفال

يمكن لإضافة بعض المهارات الاجتماعية والنشاطات إلى يوم الطفل أن تساعده على التخلص من العصبية ومنها:

  • ممارسة تقنيات الاسترخاء: إن تعليم الأطفال على الاسترخاء والتنفس بعمق وهدوء يفيد في قدرتهم على السيطرة على غضبهم ومشاعرهم السلبية أما بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا فإن التفكير في أغنية يحبونها أو تذكّر موقف لطيف يبعث الهدوء في نفسهم، وكلما كبر الطفل كلما أصبح بإمكانك تعليمه تقنيات أخرى وأكثر تعقيدًا.
  • العمل على مهارات الاتصال: علّم طفلك مهارة التواصل مع الآخرين والإنصات إليهم قبل البدء بردود الفعل السلبية والغضب ويجب أن تحثّه على التفكير قبل التحدث بعصبية، كما يجب أن تبحث عن المصدر الأساسي الذي يجعل طفلك عصبيًا كأن يكون لديه صعوبات في المدرسة أو في التعامل مع أقرانه وإنّ حل هذه الأمور بشكل جذريّ يخلّص الطفل من العصبية التي يعاني منها.
  • تشجيع التعاطف: شجع طفلك على رؤية الأشياء من وجهة نظر أخرى وشجعه على التعاطف مع الآخرين فالأطفال يشعرون بالشخص الحزين وهذه الميزة تجعل الطفل أكثر هدوءًا واتزانًا كما يجب أن يفهم الطفل أنه لن يتم الحكم عليه إلى الأبد بسبب أفعاله فعليك أن تعلّمه أن يسامح نفسه والآخرين.
  • الاتصال الجسدي مع الطفل: يمكن لعناق في الوقت المناسب أن يُشعر الطفل بالهدوء والسكينة ويطرد كل الغضب والاستياء والمشاعر السلبية، فالتواصل الجسدي مع الطفل يجعل طباعه أكثر رقة وهدوءًا مع العلم أنه يجب اتباع هذه الطريقة في كل الأوقات وليس في أوقات غضب الطفل فحسب.
  • التمارين الرياضية: تخلّص التمارين الرياضة من المشاعر والطاقة السلبية التي يشعر بها الطفل فيمكن لبعض التمارين البسيطة يوميًا أن تبقي الطفل هادئًا ومسترخيًا وإيجابيًا لبقية اليوم كما أن الرياضة تقلل من الإحباط وتعزز الشعور بالثقة والرضى.

طرق للتخلص من العصبية على الأطفال

يصعُب على الآباء أحيانًا التحكّم بغضبهم تجاه أطفالهم ويفقدون السيطرة على أعصابهم في بعض الأحيان ولكن عندما تتحكم في نفسك سيهدأ أطفالك بالتأكيد ولكن هناك بعض الطرق التي تساعدك على التخلص من العصبية تجاه أطفالك، مثل:

  • سيطر على نفسك: لا يستطيع أحد البقاء مسيطرًا على أعصابه دائمًا وبشكل كامل ومع ذلك عليك ألا تقول شيئًا لأطفالك عندما تغضب وامنح نفسك بعض اللحظات لتعرف ما الذي ستقوله وما التصرّف الصحيح الذي يجب أن تتصرفه معهم.
  • اعرف مسؤوليتك تجاه طفلك: يخلط الآباء عادة بين مسؤولياتهم تجاه أطفالهم والأشياء التي يجب أن يكون الطفل هو المسؤول عنها وهذا ما يجعلهم قلقين تجاه أي تصرّف يقوم به الطفل، يعني ذلك أن تقول لطفلك مثلًا أنك مسؤول عن مساعدته في كيفية حل مشكلة ما ولكنك غير مسؤول عن حل هذه المشكلة له، بهذه الطريقة تتجنب الغضب والإحباط تجاه طفلك وتعلّمه تحمّل المسؤولية منذ الصغر.
  • تحدّث مع نفسك بإيجابية: عندما تغضب من طفلك يمكن أن تقول لنفسك “لن أتفاعل مع سلوك طفلي” وأن تتراجع قليلًا ولا تبادر بأي تصرّف، فالحديث مع النفس يولّد الهدوء ويبعد العصبية، كما يمكن أن تتصوّر صورة ذهنية تجعلك أكثر هدوءًا.
  • خذ نفسًا عميقًا: في لحظة شعورك بالغضب تجاه طفلك خذ نفسًا عميقًا قبل أي شيء وخذ بضع لحظات للتفكير وهكذا تستجيب بعناية إلى سلوك طفلك لأن هذه اللحظات تمنحك الهدوء والفرصة في التفكير بما تقوله.
  • تصوّر علاقة إيجابية مع طفلك: عند الشعور بالغضب تصوّر العلاقة التي تسعى لبنائها مع طفلك وفكّر ما إذا كان التصرّف الذي تنوي فعله سيوصلك إلى العلاقة المثالية مع طفلك في المستقبل، لا يعني هذا أن تستسلم إلى مطالب طفلك وغضبه وأن تتسامح مع سلوكه غير اللائق إنما يعني أن تعامل طفلك باحترام كما تحبّ أن يعاملك هو وأن تتحدّث إليه بالطريقة التي ترغب أن يتحدث بها معك.

أساس العناد عند الأطفال: رغبتهم باتخاذ القرار

يُعرّف العناد على أنه تصميم الطفل على شيء ما ويرفض هذا الطفل تغيير السلوكيات أو الأفكار التي يريدها بغض النظر عن الضغط الخارجي المُمارس عليه للعزوف عن هذا الفعل، يمكن أن يكون العناد عند الأطفال سلوكًا جينيًا أو مكتسبًا بسبب تأثيرات البيئة المحيطة بهم ولذلك يتطلب التعامل مع الطفل العنيد جهدًا إضافيًا ويعدّ تحديًا للآباء وللأسف فإن بعض الآباء يشجعون العناد عند الأطفال عند استسلامهم لنوبات الغضب التي يمرون بها ولذلك فإن أفضل طريقة للتعامل مع الطفل العنيد هي إظهار أن سلوكه وردات فعله لا تجدي نفعًا.

ينبع السلوك العنيد عند الأطفال من رغبتهم في اتخاذ القرارات الخاصة بهم دون اللجوء إلى آبائهم ويكون ذلك بسبب إرادتهم القوية وقوة شخصيتهم، ولا يعد كل طفل يمارس الإرادة الحرّة عنيدًا؛ فمن المهم التفريق بين الطفل العنيد والطفل المصمّم على شيء معين وعادة ما يتصف الأطفال ذوو الإرادة القوية بالذكاء والإبداع ويسألون الكثير من الأسئلة التي قد تبدو أكبر من مستوى وعيهم وهنا يصمم الطفل على بعض الأفعال بسبب وعيه بها أما الأطفال العنيدون يُصرّون على رأيهم ويكونوا غير مستعدين للاسمتاع إليك أبدًا، ومن خصائص العنيد:

  • لديهم حاجة قوية للمعرفة وأن يستمع إليهم الآباء ويشدون انتباههم.
  • يتمتعون بالاستقلالية.
  • ملتزمون وبنفس الوقت عازمون على فعل ما يحلو لهم.
  • يلجأ الأطفال العنيدون إلى إظهار نوبات غضب أكثر من غيرهم.
  • يتمتعون بصفات قيادية قوية ويكونون متسلطين أحيانًا.
  • يحبون القيام بالأشياء بالطريقة التي تحلو لهم.

كيف أتعامل مع طفلي العنيد؟

يجد بعض الآباء صعوبة في التعامل مع طفلهم العنيد ولكن النصائح التالية يمكن أن تعطي نتائج إيجابية:

  • حاول الاستماع له: إن الاستماع طريق ذو اتجاهين فإذا كنت تريد أن يستمع طفلك لك فعليك الاستماع إليه أيضًا فقد يكون لدى الطفل العنيد رأي قوي أحيانًا ويلجأ إلى التحدّي إذا شعر بأن والديه لا ينصتون له، فعندما يصرّ طفلك على شيء ما فعليك التحدّث معه وفهم وجهة نظره.
  • تواصل معه ولا تجبره: إذا جبرت الأطفال على فعل شيء معين سيتمردون ويفعلون ما يحلو لهم فمثلًا إذا أصرّ طفلك على مشاهدة التلفاز بدلًا من النوم في موعده عليك أن تُظهر ميلًا واهتمامًا بما يشاهده وعلى الأرجح سوف يستجيب لطلبك بعد ذلك.
  • أعطِ طفلك مجموعة خيارات: لا يحبّ الطفل العنيد أن تخبره بما يجب عليه فعله ولهذا عليك أن تمنح طفلك العنيد خيارات عدّة لا أن توجهه وتجبره على فعل معين، فإذا رفض طفلك الذهاب للنوم لا تقل له “اذهب للنوم حالًا” وإنما قدّم له خيارات عن القصة التي يريد سماعها قبل النوم.
  • تفاوض مع طفلك: إذا كنت تريد أن يفعل طفلك ما تريده يجب عليك أن تعرف ما الذي يمنعه عن ذلك ويكون ذلك بطرح بعض الأسئلة عليه فبهذه الطريقة تُشعر طفلك أنك تحترم رغباته وبالتالي سيتحدّث الطفل عما يزعجه وهنا يمكن التفاوض معه والوصول إلى حل يرضي الطرفين.
  • افهم وجهة نظر طفلك: لفهم سلوك الطفل العنيد عليك رؤية الموضوع من منظوره وحاول أن تتخيّل ما يجب أن يمرّ به حتى يتصرّف بالطريقة التي تناسبك فكلما عرفت طفلك أكثر كلما استطعت التعامل معه بصورة أفضل، ويجب أيضًا أن تتعاطف مع طفلك وتفهم غضبه واستياءه وأن تكون داعمًا له متفهمًا لرغباته.
السابق
طرق للتخلص من العصبية
التالي
ظاهرة التنمر الالكتروني وأساليبه

اترك تعليقاً