الامارات

ظاهرة التنمر الالكتروني وأساليبه

ظاهرة التنمر الالكتروني وأساليبه

التنمر الإلكتروني

إن تعرضك للتنمر قد يجعلك تشعر بالاكتئاب أو العجز، فقد تجاوزت مشكلة التنمّر مكانًا معينًا يمكن أن تتعرض فيه لمضايقات كالعمل أو المدرسة وأصبح للمتنمرين منصات واسعة وفرص أكبر للتنمر على الآخرين، والتنمّر الإلكتروني وسّع ظاهرة التنمّر وزادها سوءًا وأصبح من القضايا الشائعة جدًا في الآونة الأخيرة وأصبح يُمارس على شبكة الإنترنت باستخدام الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وعلى مدار 24 ساعة دون توقف، ويستخدم المتنمرون التكنولوجيا لمضايقتك وتهديدك وإيذائك نفسيًا، والتنمر الإلكتروني لا يتطلب الاتصال المباشر وجهًا لوجه كالتنمر التقليدي ولا يحتاج لقوة بدنية، وكل ما يمكنك فعله أن تحمي نفسك وأطفالك من تلك الظاهرة.

أساليب التنمر الإلكتروني

تتعدد أساليب التنمر الإلكتروني وتزيد عن أساليب التنمر التقليدي، ومن أبرز تلك الأساليب التي قد يهمك معرفتها:

  • إرسال الرسائل المُهينة عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل الفورية.
  • إرسال رسائل التحرّش إلى شخص ما.
  • نشر أشياء مؤذية عن شخص ما على مواقع التواصل الاجتماعي.
  • نشر الشائعات والأخبار الكاذبة عن شخص على الإنترنت.
  • السخرية من شخص ما وإهانته عبر الانترنت من الدردشة التي تضم مجموعة من الأشخاص.
  • انتحال الشخصية والتظاهر بأنك شخص آخر من خلال إنشاء حسابات مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي.
  • تهديد شخص ما وتخويفه عبر الإنترنت أو بإرسال رسائل نصية له.
  • التقاط صور أو مقاطع فيديو محرجة أو مسيئة لشخص ما ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي دون إذنه.
  • قد يلجأ الفتية إلى إرسال رسائل جنسية إلى غيرهم بهدف الإيذاء.
  • نشر الفتيات للشائعات والأكاذيب عن الفتيات الأخريات بسبب الغيرة وبهدف تشويه السمعة.

أسباب انتشار التنمر الإلكتروني

يمارس بعض الأشخاص التنمر على غيرهم لعدة أسباب، منها:

  • التسلية والترفيه: يتنمّر بعض الأشخاص على الآخرين عبر الإنترنت بهدف التلسية والترفيه وخصوصًا الأطفال والمراهقين فلا يهتم هؤلاء إلا بالاستمتاع من خلال الاستهتار بمشاعر الآخرين والسخرية منهم بهدف الضحك والتسلية وتفتقر هذه الفئة للشعور بالتعاطف مع الآخرين أو الرحمة.
  • القوة: قد يشعر بعض الأطفال أو المراهقين بالعجز في المدرسة أو المنزل ويحاولون تعويض هذا النقص والضعف بممارسة القوة والتسلط على الآخرين الأضعف منهم على الإنترنت بهدف ممارسة السلطة عليهم لتعزيز الشعور بالقوة، ويظهر هؤلاء الأشخاص بمظهر الضعف واللين والرقة في الحياة العادية ولكنهم يتحولون إلى المظهر العدائي عند استخدامهم الإنترنت.
  • الحالة الاجتماعية: لا يرتبط التنمر بالجنس فقد تكون الفتيات أكثر إيذاءً عند انتقاد المظهر الخارجي للفتاة، فستلجأ النساء المتسلطات عبر الإنترنت لنشر الشائعات عن النساء الأخريات اللاتي يشعرن بالغضب والسخط تجاههن وقد يصل التنمر بهذه الحالة إلى التشهير وتدمير حياة الآخرين، ويعتقد المتسلط أنه بهذه الطريقة يثبت تفوقه ووضعه الاجتماعي والهدف منه كسب الشعبية من أقرانه ومحيطه.
  • الانتقام: الانتقام من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى التنمر الإلكتروني فبعض الأشخاص يحاولون الانتقام من الآخرين من خلال إخافتهم وإيذائهم وقد تكون آثار هذا النوع من التسلط وخيمة ومؤذية جدًا.

آثار التنمر الإلكتروني

للتنمر الاجتماعي آثار وعواقب وخيمة على طرفي عملية التنمّر ومع ذلك سيقع الضرر على المجتمع ككل وسيتأثر الأشخاص الذين يتعرّضون للتنمر بشكل كبير، ومن آثار التنمر الإلكتروني:

  • الآثار العاطفية والجسدية: قد يعاني ضحايا التنمر الإلكتروني من مشاكل عاطفية وسلوكية دائمة تستنزف حياتهم الشخصية والاجتماعية وسيواجهون مشاكل في التعايش والتكيّف مع الآخرين، وسيعاني ضحايا التنمر من مشاكل في الثقة بالنفس ويصبحون أكثر عرضة لتعاطي الكحول والمخدرات، كما يمكن أن يتسبب لهم المتنمرون بوصمة عار مدى الحياة تؤدي إلى تفكيرهم بالانتحار، ومع أن ضحايا التنمر الإلكتروني لا يتعرضون للتهديد البدني إلا أنهم يعانون من أعراض فسيولوجية بسبب التنمر، وسيكونون أكثر عرضة للصداع المتكرر والشديد وآلام المعدة المرتبطة بالعصبية والحالة النفسية.
  • الآثار طويلة المدى: قد يعاني ضحايا التنمر بسبب التسلط عبر الإنترنت من الآثار السلبية على المدى الطويل حتى لو انتهى هذا التسلط؛ فمن الممكن أن يتعرضوا إلى تدني احترام وتقدير الذات ويفقدون ثقتهم بأنفسهم ما يسبب التعب والإرهاق وضعف الأداء الأكاديمي أو الأداء المهني، ويمكن أن يتعرّض ضحايا التنمر إلى اكتئاب طويل المدى وغير مألوف، وقد يشعر بعضهم باليأس وفقدان القيمة في الحياة، وهذه الآثار طويلة المدى تشكّل تهديدًا لحياة الضحايا، فأثبتت إحدى الدراسات أن 20% من ضحايا التنمر لديهم أفكار انتحارية.

كيف يمكن مكافحة التنمر الإلكتروني؟

يمكنك أن تساهم في مكافحة التنمر الإلكتروني أو تساعد الأشخاص من حولك إذا وقعوا ضحايا له باتباع بعض النصائح، منها:

  • لاحظ التغييرات على من حولك: سواء كنت مهتمًا بطفلك أو بالأشخاص من حولك عليك أن تلاحظ أي تغييرات في سلوكاتهم أو أمزجتهم واكتشف سبب ذلك وحاول أن تعرف ما إذا كانت هذه التغييرات بسبب استخدام الأجهزة الرقمية.
  • ناقش من تعرض للتنمر: إذا لاحظت تغييرات في سلوك الشخص أو مزاجه أو حالته النفسية حاول أن تناقشه وتفهم منه كيف بدأ التنمر ومَن الشخص الذي يتنمر عليه وما الهدف من ذلك.
  • احتفظ بوثيقة: في حال وجود دليل مادي على التنمر احتفظ به سواء بلقطات شاشة أو حفظ الملفات التي تحتوي على المحتوى الضار والمسيء، حاول توثيق حوادث التنمر لأنك قد تضطر إلى تقديمها للجهات القانونية إذا تطوّر الأمر.
  • أبلغ عن التنمر: بما أن التنمر الإلكتروني أصبح شائعًا؛ فإن لمعظم المدارس والجهات سياسات تجاه هذا الموضوع، حتى مواقع التواصل الاجتماعي توفر ميزة الإبلاغ عن المحتوى السيئ أو الجهة التي ترسله، فإذا تعرّض طفلك أو شخص ما يهمك أمره إلى التنمر لا تتردد بالتبليغ عن الحادثة وفي حال التعرّض لإيذاء بدني أو سلوك غير قانوني أبلغ الشرطة.
  • ادعم من تعرض للتنمر: يمكن الحصول على الدعم من أشخاص بالغين أو موثوقين ويمكنهم أحيانًا التدخل لحل المشكلة ويمكنك أنت أيضًا أن تقدم الدعم سواء لأشخاص مقربين منك أو لأشخاص لا تعرفهم يتعرضون للإساءة عبر الإنترنت؛ فيمكنك أن تنشر تعليقات إيجابية حول الشخص المستهدف أو حتى التواصل مع الضحايا والتعبير عن المساندة والدعم، أما في حال تأزم الوضع مع الأشخاص المقربين منك يمكنك أن تطلب المساعدة المهنية.

قد يُهِمُّكَ

عليك أن تولي اهتمامًا كبيرًا لأطفالك في الوقت الحالي نظرًا لتفاقم مشكلة التنمر عامة، وإليك بعض العلامات التي تستدعي القلق وقد تكون علامات تعرّض طفلك للتنمر:

  • تدني احترام الذات وانخفاض الثقة بالنفس.
  • الانسحاب من الأسرة وقضاء الكثير من الوقت بمفرده.
  • ممانعة طفلك لاستخدامك هاتفه المحمول أو جهاز الكمبيوتر الخاص به.
  • إيجاد أعذار لتفادي الذهاب إلى المدرسة.
  • الانعزال واختفاء الأصدقاء من حياته واستبعاده من الأحداث والمناسبات الاجتماعية.
  • تعرّضه لفقدان الوزن أو تغيير مظهره.
  • علامات على الجلد تدل على إيذاء جسدي أو ميل الطفل لارتداء ملابس بأكمام طويلة في الصيف لتغطية أجزاء من جسده.
  • تغيير في شخصية الطفل وميله إلى الغضب والاكتئاب والانسحاب والانطواء.
السابق
كيف اتعامل مع ابني العصبي
التالي
ماذا يعني الاعتماد العاطفي

اترك تعليقاً