اسلاميات

كيف احصل على المال الحلال

المال الحلال

خلق الله الإنسان في هذه الدنيا وكتب له رزقه قبل خلقه في اللوح المحفوظ، فكل إنسان يولد في هذه الدنيا ورزقه مقدر من الأولاد واللباس والأكل والمال، فمهما سعيت في هذه الدنيا فلن تأخذ إلا رزقك، ومن رزق الله عليك المال، فسواء اكتسبت مالك من الحلال أو الحرام فإن رزقك لن يزيد، ولأن المسلم الكيس الفطن يطمع في رضى الله والابتعاد عن غضبه فإنه يسعى دائمًا لكسب المال الحلال، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ}، فالطيب من الرزق أو المال الحلال هو المال الذي أحله الله والذي يكون مستطابًا في نفسه غير ضار للأبدان أو العقول، وغير مكتسب بمعاملة محرمة أو على وجه محرم، فكل مال كسبته بطريقة أحلها الله هو مال حلال، قال تعالى: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}،وفي الآية حث لك وللمؤمنين على أكل الطيب من الرزق، وذلك أن المال الحلال من أسباب صلاح القلب وزيادة الإيمان، والنشاط في الأعمال الصالحة والرغبة في الإحسان، والمال الحلال مما تحفظ به النعم الموجودة وتزداد، وتستجلب به النعم المفقودة وتقاد، ومن لطف الله عليك أن يسر لك المال الحلال وأرشد إليه ورغب فيه، بل وجعل طلبه من الأعمال الصالحة، كما ووعد الله صاحب المال الحلال بفضل وكفاية وحفظ ووقاية، ومما يساعد المسلم في كسب المال الحلال دون الحرام هو الزهد في الدنيا، فالزاهد في الدنيا يكتفي بما قسمه الله تعالى من المال ولا تسول له نفسه أن يلجأ إلى الكسب الحرام.

كيف أحصل على المال الحلال؟

لأن المال الحلال يحتاج إلى العمل فقد أعلى الإسلام من شأن العمل والكسب، ورتب عليهما ثوابًا وأجرًا، ولما سئل النبي عن أطيب الكسب قال: [عملُ الرجلِ بيدِهِ ، وكلُّ بيعٍ مبرورٍ]، ففي هذا الحديث بين رسول الله كيف يكون الكسب الحلال، فعملك بيدك من أفضل المال الذي قد تكسبه، أما البيع المبرر فهو البيع الحلال الخالي من المحرمات وهو من أفضل أنواع الكسب الحلال.

فإذا عملت بيدك عملًا تكسب منه المال أو تاجرت بتجارة لا فيها شبهة ولا غش ولا خداع، فإنك بذلك تكون قد حصلت مالًا حلالًا طيبًا، وكان النبي عليه السلام يوجه الصحابة للعمل ويجنبهم البطالة والمسألة، فالرجل الذي كان يأتي إلى النبي يسأله المال وهو قوي على العمل، كان النبي يحثه على العمل ويبين له أن العمل أشرف له من التسول والمسألة، كما حث الله الرسل بالعمل الصالح الذي يكون حلالًا، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}، فحصولك على المال الحلال يكون بعملك وجهدك وتجارتك، فاسعَ دائمًا لاختيار العمل الصالح الذي يرضاه لك الله، الذي يكون حلالًا وذلك لكي تنال بركة الله، ولكي تصون نفسك وأولادك وأهلك من التسول والسرقة والمال الحرام فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا.

كيف تحصل على المال وأنت في المنزل؟

الحصول على المال في هذا الوقت أصبح أكثر سهولة وتنوعًا؛ فمصادر الرزق باتت متوفرة كثيرًا، ولا يلزمك حتى تكسب المال أن تخرج كل يوم من منزلك إلى شركة ما أو مصنع؛ فيمكنك اليوم أن تحصل على المال وأنت في منزلك بعدة طرق ووسائل، ومن هذه الطريق:

  • التدريس عبر الإنترنت: يتيح لك الإنترنت هذا العالم الواسع الكثير من المواقع التي يمكنك من خلالها أن تدرس بعض المواد العلمية عليه، مثل الرياضيات والعلوم واللغة وغيرها الكثير، ومن المواقع التي تساعدك على ذلك، موقع Skooli و Tutor Me و Tutor.com.
  • إنشاء ندوات عبر الإنترنت: إن إنشاء الندوات الإلكترونية من أكثر الأمور التي قد تفيدك في هذا المجال، فالندوات عبر الويب تعمل من خلال بيع المنتجات.
  • إنشاء دورات تعليمية: يمكنك من خلال الإنترنت وأنت في منزلك أن تقدم بعض الدورات التعليمية التي تهم الجماهير، فإذا كنت تمتلك أي مهارة يمكنك استغلالها في تعليم الناس، فإن ذلك سيعود عليك بالكثير من الأموال، وهنالك بعض المواقع التي تساعدك في ذلك منها، Teachable و Udemy و Ankur Nagpal’s و Jonathan Cronstedt’s.
  • التسويق عبر الإنترنت: وهو عملية ترويج لنشاط تجاري أو علامة تجارية ومنتجاتها أو خدماتها عبر الإنترنت، وذلك باستخدام أدوات تساعدك على زيادة عدد الزيارات والعملاء المحتملين والمبيعات، وهي من الطرق التي تجلب الكثير من المال لك.

مَعْلومَة

تجد في زماننا هذا أن أكبر هم عند الناس هو جمع المال، سواء كان من حلال أم من حرام، قال رسول الله: [لَيَأْتِيَنَّ علَى النَّاسِ زَمانٌ، لا يُبالِي المَرْءُ بما أخَذَ المالَ، أمِنْ حَلالٍ أمْ مِن حَرامٍ]،والمال الحرام يقسم إلى قسمين هما، مال مسروق أو مغصوب من شخص ما، والمال الذي يكسبه الرجل من التجارة بالعقود المحرمة كالربا ونحوه، وكان نبينا محمد يحرص دائمًا على تجنب أكل المال الحرام، ليس هو فحسب بل وجميع أهله، وكان الصحابة رضوان الله عليهم أبعد الناس عن المال الحرام، لأنه من كبائر الذنوب، قال عليه السلام: [اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ]،.

والمال الحرام يعود على صاحبه بعقوبات في الدنيا والآخرة منها، عدم قبول دعائه، قال عليه السلام: [أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: {يا أيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ واعْمَلُوا صالِحًا، إنِّي بما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}[المؤمنون:51] وقالَ: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ}[البقرة:172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟]، كما يمحق الله المال الحرام وقال العلماء أن محق المال الحرام يكون إما بذهابه بالكلية من يد صاحبه، أو أن يحرمه بركة المال فلا ينتفع به، قال تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}، ويوجب أكل المال الحرام على صاحبه غضب الله عز وجل، فاحذر كل الحذر من أكل المال الحرام، وجنب أهلك وأولادك ذلك، فالمال الحرام يودي بالمسلم إلى التهلكة.

السابق
كيف ارقي نفسي
التالي
اهمية الاخلاق في المدرسة

اترك تعليقاً