الامارات

ما هو حلم اليقظة

ما هو حلم اليقظة

ما هو حلم اليقظة؟

تنتمي أحلام اليقظة “Daydreaming” إلى فئة الأفكار التخيلية التي يحاول بعض الناس تكوينها داخل أذهانهم أثناء ساعات اليقظة، بغرض تخيل مرورهم بموقف قديم أو بموقف لم يجربوه من قبل على أرض الواقع، ويُمكن لأحلام اليقظة أن تنشأ بسبب تذكر أحد المواقف أو بسبب أحد المثيرات الحسية؛ كالأصوات أو الصور أو حتى الرائحة، وهنالك الكثير ممن يحاولون الهروب من الواقع عبر الانغماس في أحلام اليقظة لبعض الوقت، وهنالك أيضًا من يلجأ لهذه الأحلام للتغلب على أحد المواقف السيئة أو المزعجة أو لإرضاء رغبات دفينة، وفي حال كنت من بين الذين ينغمسون بهذه الأحلام، فإن عليك أن تكون على يقين من أنك لست الوحيد الذي يقوم بذلك؛ فجميع الناس تقريبًا ينغمسون بهذه الأحلام لفترات متفاوتة، بل ويقدر بعض خبراء علم النفس أن ثلث أو نصف الأفكار التي تجول في أذهان الناس هي عبارة عن أحلام يقظة في مجملها، ومن النادر أن يستغرق حلم اليقظة أكثر من بضع دقائق معدودة فقط، وإن كنت مهتمًا أكثر في التعرف على أنواع الأحلام في علم النفس فيمكنك ذلك عبر الضغط هنا.

أنواع أحلام اليقظة

سعى المختصون بعلم النفس إلى تصنيف ووصف الأفكار والخيالات التي تجول في أذهان الناس منذ أكثر من 60 سنة، وقد حاول بعضهم استخدام مصطلحات أخرى للدلالة على أحلام اليقظة مثل؛ “شرود الذهن” أو “الأفكار العفوية” أو “الأفكار الغير مباشرة”، بينما تمسك آخرون بمصطلح أحلام اليقظة وحاولوا تصنيفه إلى ثلاث أنواع أو فئات، وهي:

  • أحلام اليقظة الإيجابية البناءة “Positive Constructive Daydreaming”: تمتاز هذه الأحلام بأنها أحلام مرحة وإبداعية وذات منحنى مخطط له داخل ذهن صاحبها.
  • أحلام اليقظة المزعجة أو التي يغلب عليها طابع الذنب “Guilty-Dysphoric Daydreaming”: تمتلئ هذه الأحلام بلمسات مهووسة ومربكة وذات طبيعة سيئة أو حزينة.
  • أحلام اليقظة ضعيفة الانتباه “Poor Attentional”: تتسبب هذه الأحلام في فقدان القدرة على التركيز على الحلم أو الفكرة داخل الذهن إلى جانب فقدان التركيز أيضًا على المهام الخارجية المطلوبة من صاحب الحلم على أرض الواقع، أي التداخل بين الحقيقة والخيال.

تعرف عليها: أسباب أحلام اليقظة

تتباين طبيعة الأسباب التي تدفع بالناس إلى الانغماس في أحلام اليقظة وفقًا لحالتهم النفسية والمواقف التي يختبرونها في الواقع، لكن يبقى من المعروف أن أحلام اليقظة هي شيء طبيعي ولا حرج في الانغماس فيها من وقت إلى آخر من أجل الهروب من الحياة الواقعية والترويح عن النفس، بينما في حال الانغماس الكبير فيها أو الإدمان عليها، فإن أسباب ذلك قد ترجع إلى وجود صعوباتٍ في التركيز أو نتيجة للإصابة أصلًا ببعض الأمراض النفسية؛ كالاكتئاب، أو اضطراب ما بعد الصدمة، أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، أو حتى بسبب القلق أيضًا؛ فمن المعروف أن الشعور بالقلق قد يدفعك ويدفع بالكثيرين منا إلى الهروب نحو أحلام اليقظة من أجل خلق سيناريوهات ذهنية أو تخيلية لغرض استشراق العواقب الأسوأ للأمور، ولكن قد يؤدي هذا الأمر لا محالة إلى زيادة القلق والتوتر بسبب الإصرار على تخيل الأمور التي من المستبعد أن تحدث أصلًا، وفي النهاية يُمكن القول بأن سبب ظهور أحلام اليقظة يرجع بشق كبير منه إلى الرغبة بالهروب من الواقع “Escapism”، والذي قد لا يكون سيئًا بحد ذاته، لكنه قد يؤدي إلى زيادة درجة القلق والتوتر في النهاية.

ما فوائد وأضرار أحلام اليقظة؟

فوائد أحلام اليقظة

يوجد العديد من الفوائد لأحلام اليقظة، تعرف عليها فيما يلي:

  • إيجاد حلول للمشاكل: يرجع الفضل في اختراع الكثير من الأمور العلمية إلى أحلام اليقظة التي انغمس بها العلماء، بما في ذلك العالم الشهير ألبرت أينشتاين، وهنالك الكثير من الأدلة العلمية التي ربطت بين أحلام اليقظة وبين الإبداع، ولذلك يمكن القول بأن أحلام اليقظة قد تساعد على حل بعض المشاكل بسبب المستوى الإبداعي الذي يتمتع به العقل خلالها.
  • تنشيط الذاكرة: قد تُساهم أحلام اليقظة في زيادة قدرات الدماغ على استحضار الذكريات أثناء فترات التشوش أو التشتيت الذهني.
  • تقوية المهارات الاجتماعية: بات هنالك نقاش جدي بين العلماء حول إمكانية أن تكون أحلام اليقظة مفيدة لتقوية المهارات الاجتماعية وفهم سلوكيات الآخرين.

أضرار أحلام اليقظة

بالرغم من فوائدها، إلا أن لها العديد من الأضرار، تعرف عليها فيما يلي:

  • قلة التركيز: لا شك أن كثرة الانغماس في أحلام اليقظة ستجعلك غير قادرٍ على التركيز كثيرًا بالأمور الحياتية أو العملية التي بين يديك.
  • زيادة خطر الاكتئاب والقلق: حاول الكثير من الخبراء تسليط مزيدٍ من الضوء على العلاقة الواقعة بين كثرة الانغماس في أحلام اليقظة وبين زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، خاصة عند الأشخاص الذين لديهم ميول نحو الأفكار أو الأحلام السلبية، وبالفعل هنالك تقارير أقرت بوجود آليات تؤدي إلى الاكتئاب والقلق عند أصحاب أحلام اليقظة، وتتمثل هذه الآليات بفقدان الأمل وضعف الثقة بالنفس.

قد يُهِمُّكَ: كيف يمكنك التخلص من إدمان أحلام اليقظة؟

لا يوجد علاجات طبية محددة للتعامل مع مشكلة ادمان أحلام اليقظة، فهي لا تعد حالة طبية رسمية من الأساس، ولكن على أية حال إن كنت تُعاني من كثرة أحلام اليقظة إلى درجة التأثير على وظائف حياتك العملية، فإن الخبراء ينصحونك بالتفكير بالخطوات التالية:

  • خفّض مستويات الإجهاد لديك: يُصبح من الضروري التركيز أكثر على الأمور التي بوسعها خفض أحاسيس التعب والإجهاد من أجل إيقاف الحاجة للهروب إلى أحلام اليقظة؛ كتحسين جودة النوم والتوقف عن شرب القهوة مثلًا.
  • تعرف أكثر على المحفزات المؤدية لأحلام اليقظة: يبدأ الكثيرون منا بالهروب تدريجيًا إلى أحلام اليقظة نتيجة لتعرضهم لأحد المحفزات، وهذا يعني أن التعرف على المحفزات هو أمرٌ ضروري لتجنبها في الأساس.
  • حدد أعراض المشكلة واطلب مساعدة الآخرين: لا عيب في الحديث عن مشكلة أحلام اليقظة مع الآخرين الذين يُحيطون بك من أجل تسهيل التعرف أكثر على العلامات والأعراض المرتبطة بها ومساعدتك على الاستيقاظ منها عندما تكون بجانبهم.
  • احصل على الاستشارات النفسية: تنجح العلاجات النفسية في التعرف على أسباب ومحفزات أحلام اليقظة لدى الكثير من الحالات، ويشتهر العلاج النفسي المعروف باسم العلاج السلوكي المعرفي بأنه أحد الطرق المناسبة للتعامل مع هذه المشكلة.
  • تناول الأدوية: من المستبعد كثيرًا أن يحتاج الفرد الذي يُعاني من كثرة أحلام اليقظة إلى أخذ أدوية لعلاج هذه المشكلة لديه، وبالرغم من ذلك يوجد بعض أنواع الأدوية التي يصفها الطبيب ذات فعالة لتقليل الأعراض السيئة التي يمر بها.
السابق
كيف تخرج من صدمة عاطفية
التالي
أفضل علاج للاضطراب الوجداًني ثنائي القطب

اترك تعليقاً