الامارات

ماذا يعني الاعتماد العاطفي

الآثار المترتبة على الاعتماد العاطفي

الاعتماد العاطفي

لا يُصنّف أطباء النفس الاعتماد العاطفي على أنه اضطراب نفسي، ولكنه مصدر للعديد من المشاكل النفسية والضغط في العلاقات الشخصية للإنسان المُصاب به، ولكن الأشحاص المُعتمدين عاطفيًا على غيرهم لا يُدركون ذلك على الرغم من وجود قلق كبير من هذا الاعتماد لما يترتّب عليه من اكتئاب أو اضطرابات نفسية أو جسدية أو نوبات قلق، إذ يؤدي الاعتماد العاطفي على شخص ما لخنوعه له بسبب الحبّ والمودّة ورفض التخلّي عنه.

ويسعى الإنسان المُعتمد عاطفيًا على الآخرين إلى الحصول على الأمان والاستقرار عند الآخرين وينجم ذلك عن تدنيتقدير الذات ونقص الثقة بنفسه وإمكانياته، وينشأ الاعتماد العاطفي على الأغلب في مرحلة الطفولة عندما يشعر الطفل بعدم الحبّ من الأشخاص الذين يعنون له كالآباء والأشقاء والأشخاص المقربين وهذا النقص في الحبّ هو الذي يولّد تدني احترام الذات والاعتماد العاطفي، فيحاول الإنسان المُعتمد عاطفيًا على شخص ما إرضائه على الدوام للحفاظ على رابطة العلاقة بينهما.

علامات الاعتماد العاطفي

يتصرّف الأشخاص المُعتمدون عاطفيًا على الآخرين بطريقة معينة، ومن بعض العلامات التي تدلّ على الاعتماد العاطفي، فإذا لاحظت إحداها فاحذر من أن تكون من هؤلاء الأشخاص، والعلامات هي:

  • الخوف من فقدان الأشخاص: على الرغم من أن جميع الأشخاص يخافون من فقدان الأشخاص الذين يحبونهم ولكن إذا كنت تعتمد عاطفيًا على شخص أو مجموعة أشخاص ففكرة فقدانهم تعدّ كارثة حقيقية بالنسبة لك، وستصل إلى أقصى الحدود في خوفك من فقدانهم، وخوفك من فقدان شريكك أو شخص آخر تعتمد عليه عاطفيًا سيجعلك قادرًا على فعل أي شيء ليبقى معك لدرجة أنك ستفقد نفسك وشخصيتك في سبيله وستعتمد جميع قراراتك على موافقته.
  • الشعور بالغيرة عند وجودهم مع الآخرين: إذا كنت معتمدًا عاطفيًا على شخص ما ستشعر بالغيرة عندما تراه مع غيرك حتى لو لم يمكن شريكك، ويتولّد هذا الشعور من عدم الثقة والخوف من احتمالية زعزعة علاقتك به، وتتجاوز هذه الغيرة الحدود المنطقية وتصل إلى الغيرة من العائلة والأصدقاء والأقارب، وهذا الشعور يجعلك تشعر بأنك مهمَل ولا قيمة لك ما يسبب لك الإزعاج والتوتر.
  • الإحساس بأن الحياة مملة وفارغة دونهم: الإنسان المُعتمد عاطفيًا على الآخرين يشعر أن الحياة دونهم مملة وليس لها قيمة وأنه وحيد إن لم يكونوا معه، وقد يشعر بالاكتئاب والقلق والعزلة، ويمكن القول أنك إذا كنت مُعتمدًا عاطفيًا على شخص ما فأنت تعلّق قيمتك به ولهذا لا يمكنك العيش دونه وتشعر بأن الأشياء الأخرى لا تُعطيك أي متعة أو بهجة؛ لأن شريكك أو الشخص الآخر هو محور حياتك وسبب وجودك.
  • الشعور بالقلق لعدم التواصل: الإنسان الطبيعي عاطفيًا وغير المُعتمد على الآخرين يحبّ قضاء الوقت مع الأشخاص الذين يحبّهم ولكنه لا يمانع من الابتعاد قليلًا، وأداء نشاطات أخرى خاصة به، ولكن الإنسان المُعتمد عاطفيًا لا يمكنه الابتعاد عن الأشخاص الذين يحبّهم أبدًا ولا يمكنه قضاء ساعة واحدة دون التحدّث معهم، وإذا فقد التواصل سيشعر بالقلق والتوتر، فينظر الأشخاص المُعتمدون عاطفيًا على أن الفصل في العلاقة يعني نهايتها.
  • السيطرة على العلاقة: الاعتماد العاطفي قد يدفعك إلى التحكّم في شريكك أو الشخص الذي تعتمد عليه عاطفيًا وتنمو لديك الرغبة في السيطرة عليه وعلى أفعاله وتحركاته وحياته، وتحاول أيضًا أن تغيّر عاداته وهواياته وحتى أسلوبه في الحياة، وقد يصل التحكّم إلى منعه من رؤية الآخرين كالعائلة والأصدقاء وقضاء الوقت معهم.

الآثار المترتبة على الاعتماد العاطفي

الاعتماد العاطفي حالة نفسية خطيرة، وتؤدي إلى العديد من النتائج السلبية إن لم تتمكن من التخلص منها، ومن هذه الآثار المترتبة:

  • فقدان احترام الذات: على الرغم من أن الاعتماد العاطفي نابع من تدني احترام الذات إلا أنه يؤدي أيضًا إلى تدمير احترام الذات ما يقلل من ثقة الإنسان بنفسه بمرور الوقت، وإذا كنت تعتمد عاطفيًا على شريكك أو شخص آخر فأنت تخاطر بفقدان الشخص الذي تحبه لأنك تفقد احترامك لنفسك وشخصيتك.
  • العزلة وفقدان المهارات الاجتماعية: إن انخراطك في مثل هذه العلاقات التي ترتكز على الاعتماد العاطفي تؤدي إلى عزلتك عن محيطك وعن الآخرين من حولك وفقدان الاتصال بهم وبهذا ستفقد مهاراتك الاجتماعية والتي تعدّ من الأمور المهمة لسعادتك على المدى الطويل.
  • الاعتداء الجسدي والنفسي: إذا كنت تعاني من الاعتماد العاطفي وتعزل نفسك مع شريكك؛ فقد تعرّض نفسك لإساءات جسدية ونفسية في العلاقة؛ لأن الآخر لن يتفهّم دائمًا هذا السلوك والاعتماد ما يؤدي إلى إخلال التوازن في العلاقة، وتولي شريكًا واحدًا دور السيطرة والتحكّم بالعلاقة وكلما طالت فترة العزلة كلما تعزز الدور المهيمن لأحد طرفي العلاقة ما قد يؤدي إلى عواقب سيئة وأذى بدني ونفسي ولتدمير العلاقة لاحقًا.
  • عدم التمتع بالرفاهية: يلعب الاعتماد العاطفي دورًا مهمًا في رفاهيتك وسعادتك فيمكن أن تعاني إذا كنت من الأشخاص الذين يعتمدون عاطفيًا على غيرهم من مزاج مزعج وتغييرات مفاجئة في مزاجك ما يجعل من الصعب توقّع تصرفاتك وبالتالي سيكون من الصعب التعامل معك، ويمكن أن تعاني أيضًا من حالات عقلية متدهورة كالاكتئاب والتوتر والشعور بالذنب والفراغ والوحدة، كل هذه الأمور تدمّر رفاهيتك وسعادتك.

قد يُهِمُّكَ

إذا كنت تعاني من الاعتماد العاطفي عليك أن تتغلّب عليه فورًا لتجنّب آثاره السلبية على صحتك وعلاقاتك الاجتماعية، ومن بعض النصائح التي ستساعدك على التغلب على الاعتماد العاطفي:

  • كن أكثر راحة في التعامل مع مشاعرك: الخطوة الأولى للتغلّب على الاعتماد العاطفي أن تتعرّف على مشاعرك وتختبرها وتتصالح معها ومن المهم أن تعرف أن الحياة فيها حالات صعود وهبوط، وستختبر العديد من المشاعر السلبية والإيجابية، ولكن بدلًا من تجاهل هذه المشاعر والاختباء وراءها عليك مواجهتها ومعرفة المزيد عن نفسك من خلال التأمل وقضاء الوقت مع نفسك في الطبيعة للتفكير.
  • تولَّ احتياجاتك العاطفية بنفسك: بعد أن عرفت مشاعرك وعواطفك واعترفت بها عليك أن تلبي احتياجاتك العاطفية بنفسك ولا تنتظر الآخرين لتلبيتها لأنه من الطبيعي أن يوجد لكل إنسان وقت لنفسه حتى بالعلاقات الوثيقة مع الآخرين، ولهذا حاول التركيز على حياتك وقضاء الوقت مع عائلتك وأصدقائك واستكشف هواياتك واهتماماتك وخصص وقتًا للاسترخاء والتأمل ورعاية نفسك.
  • استكشف اهتماماتك: بعض الأشياء أو الأحداث تخلق عند الإنسان سلوكيات معينة تعتمد على عواطف معينة، فمثلًا يمكن أن تبحث عن الطمأنينة بدلًا من أن تتعامل مع عوامل الإجهاد الخارجية التي لا تعطيك إحساسًا بالطمأنينة، وقد تشعر بالرفض والخوف من فقدان من تحبّهم لأنهم يقضون وقتًا أكثر مع أشخاص آخرين، ولهذا حدد محفزاتك واستكشف طرق التأقلم معها ويمكنك أن تتحدث مع صديق أو مع نفسك لتكتشف نقاط القوة لديك.
  • تحدّث مع معالج نفسي: قد يرتبط الاعتماد العاطفي على مشاكل في الطفولة أو قد تكون غير قادر على اتباع النصائح السابقة أو أنها لم تنجح معك، ولذلك لا بأس من استشارة معالج نفسي؛ لأنه يمكن أن يساعدك في اكتشاف قضايا عن طفولتك تساهم في كشف مخاوفك ويمكنه أن يوجّهك للاستراتيجيات الصحيحة التي يجب اتباعها، ويمكن للمعالج النفسي أن يساعدك على زيادة ثقتك بنفسك وتطوير مهارة التعاطف الذاتي لديك وإعادة صياغة أفكارك السلبية.
السابق
ظاهرة التنمر الالكتروني وأساليبه
التالي
ما علاقة الاكتئاب بالنظام الغذائي للرجل

اترك تعليقاً